فطفلك الصغير لا يعي أن الأشياء موجودة حتى وإذا لم يراها، لأن الأشياء ثابتة لا تتحرك، أي أنه لا يعي أن الظلام يغطي الأشياء التي مازالت موجودة من حولنا لكننا لا نراها فقط.
ونتيجة لحالة عدم الفهم هذه نجد ربطه الدائم بين الأشياء المتحركة والثابتة، ويفسر كل شئ من حوله على أنها أشباح متحركة في الظلام، كما تبدو له اللعب التي يحثها على أنها أشياء مخيفة تتحرك على الرغم من أنها في حالة ثبات.
وكل ذلك شئ طبيعي، لكن الشيء الأهم من ذلك كله هو "كيف" يمكننا مساعدة أطفالنا للتغلب على مراحل الخوف، بل وكيف نحقق لهم الشعور بالأمان، وما هي وسائل مواجهة الخوف؟
أفكار جريئة:
شجع طفلك على أن يتحدث ويتكلم عن مخاوفه:
أحياناً كثيرة نتجنب الحديث مع أطفالنا عن مخاوفهم، اعتقاداً منا بأن ذلك سيجعل الأمر أكثر سوءاً. فعلى العكس تماماً، إذا أعطينا الفرصة لأطفالنا لأن يعبروا عن أنفسهم ويتحدثون عن مخاوفهم، ستكون خطوة هامة في فهم هذه المخاوف والتغلب عليها حتى وإذا كان الكلام لن يحل المشكلة بشكل كلي، فهو على الأقل يعلمهم وسيلة مهمة للتعامل مع مشاعرهم. وقد يكون الطفل غير قادر على إخبارك بكل شئ يجول بداخله، فإن رغبتك في الاستماع تكفي لأن تعلمه أن مخاوفه ليس بالأمر المستحيل لكي يتعامل معها.
إنصت لطفلك عندما يتحدث عن مخاوفه:
إن الكثير منا لا ينصت إلى الأطفال عندما تتحدث عن مخاوفها، بل ونحاول الاستهزاء بها لأننا نعلم أن مخاوفهم هذه لا وجود لها مثل قولك (لا تكن جبان، فلا يوجد أشباح في حجرتك). صحيح أنه يجب عليك أن تعلمهم عدم الخوف وأن تخبرهم بعدم وجود الأشباح لكنه من الهام أيضاً أن تعترف وتقدر مخاوفهم هذه ويكون تعقيبك على النحو التالي:
"أعرف إنك تخاف من الظلام، تحد ث عن أسباب مخاوفك هذه، لكنه في نفس الوقت يجب أن تعلم انه لا يوجد شئ يؤذي في الظلام".
وحاول أن تتفقد معه المكان الذي يشعر منه بالخوف. وستجد الإصرار منه على الخوف على الرغم من محاولاتك المريرة والتي لن يتخلص منها إلا بعد ما يمر بمرحلة عمرية متقدمة.
لكن التعامل مع هذه المخاوف باحترام وبدون التصغير من شأن الطفل سيسهل عملية التغلب عليها بأسرع ما يمكن وحتى لا تتحول إلى حالة مرضية.
قدم يد العون والمساعدة لطفلك:
يجب عليك أن تنمي روح الاعتماد على النفس عند طفلك، لكنه في نفس الوقت لزاماً عليك أن تمد له يد المساعدة عند الاحتياج إليك وخاصة في الأمور التي تتعلق بالمشاعر والجوانب النفسية، فلا مانع أن تقف بجانب طفلك عندما يتعرض للخوف (وخاصة الخوف من الظلام) بأن تمكث بجانبه حتى ينام ، أو أن تتحدث معه لبعض من الوقت حتى تتلاشى مخاوفه.
علم طفلك التحكم في النفس:
توجد غريزة داخل الأطفال تمكنهم من التغلب على مخاوفهم. فكثيراً ما يطلب الطفل سماع القصص المخيفة، بل ويلجأ في طريقة لعبه إلى تمثيل دور الأشباح والأشرار التي يثير بها نظرائه من الأطفال. وقد يستخدم مثل هذه اللعب أو سماع القصص التي يغلب عليها طابع الإثارة كوسيلة طبيعية وتلقائية للتغلب على مخاوفه. ويركز الطفل على مخاوف بعينها لمدة أسابيع وأحياناً لمدة أشهر وإذا لم يتغلب عليها بالوسائل الدفاعية الطبيعية، لابد من اللجوء إلى المساعدة الطبية المباشرة أو غير المباشرة.
علم طفلك اكتساب المهارات:
تجربة الخوف التي يمر بها طفلك، هي في واقع الأمر فرصة حقيقية لتعليمه اكتساب بعض المهارات التي يستفيد منها فيما بعد طيلة حياته.
علم طفلك كيف يبحث داخل مخاوفه، كيف يكتشفها كيف يواجهها، وأخيراً كيف يجد الطرق والسبل الملائمة التي تشعره بالأمان.
- وعملية البحث تتضمن الأشياء التالية:
- الحصول على المعلومات من الآخرين، أو بحث الشيء الذي يثير مخاوف الطفل (مثل حجرة نومه على سبيل المثال)
- مواجهة الخوف بطرق بسيطة ولذيذة وليكن عن طريق المداعبة (مثل تغطية وجه الطفل بالبطانية ليشعر بالظلام ثم إماطتها ليشعر بالنور، أو عمل نفس الشيء عن طريق مفتاح المصباح الكهربائي بغلقه ثم بفتحه ليشعر بالفارق بين الظلام والنور، مع أخذ شئ هام في الاعتبار وهو أن يقوم الطفل بعمل ذلك بنفسه لتنمى مهارات التحكم لديه)
- توفير الأشياء التي تشعره بالأمان وتبدد مخاوفه من الظلام إما عن طريق توفير إضاءة خافتة في حجرة النوم، أو بوضع لعبته المفضلة بجانبه في الفراش لكي لا يشعر بوحدته.
- تنمية مهارات التفكير لديه وخلق الأفكار، لأن الخوف يشعر الإنسان بالضعف. ولكن بإخراج الأفكار يستطيع الإنسان التعامل مع الخوف وتساعده على استعادة بعض القوى التي فقدها.
أضف تعليقاً