وقد شهدت مصر تقدمًا كبيرًا في هذا المجال، مع توفر مراكز طبية متخصصة وأطباء ذوي خبرة عالية، وفي هذا المقال سنناقش مفهوم الحقن المجهري، الحالات التي تستدعي اللجوء إليه، وتكاليفه والعوامل التي تؤثر عليها.
ما هو الحقن المجهري؟
الحقن المجهري هو أحد أكثر تقنيات الإخصاب المساعد تقدمًا، وهو نوع من التلقيح الصناعي يتم فيه تخصيب البويضة بحيوان منوي واحد تحت المجهر باستخدام إبرة دقيقة للغاية، على عكس التلقيح الصناعي التقليدي، حيث يتم خلط الحيوانات المنوية مع البويضات في المختبر دون تدخل مباشر، يتيح الحقن المجهري فرصة أكبر لحدوث الإخصاب، خاصة في حالات العقم المرتبط بمشاكل في الحيوانات المنوية.
تتم عملية الحقن المجهري على عدة مراحل تبدأ بتحفيز المبيض لإنتاج عدد كافٍ من البويضات باستخدام أدوية هرمونية، ثم يتم سحب البويضات الناضجة من المبيض بواسطة إبرة رفيعة موجهة بالموجات فوق الصوتية، وبعد ذلك، يتم اختيار أفضل الحيوانات المنوية من السائل المنوي للزوج، ثم حقن كل بويضة بحيوان منوي واحد تحت المجهر، فإذا نجح الإخصاب تترك الأجنة لتنمو في المختبر لبضعة أيام قبل أن يتم اختيار أفضلها ونقلها إلى رحم الزوجة لزيادة فرص حدوث الحمل.
يعد الحقن المجهري خيارًا مثاليًا للأزواج الذين يعانون من مشاكل تتعلق بجودة الحيوانات المنوية، أو لمن لديهم تاريخ من الفشل المتكرر في محاولات الحمل السابقة باستخدام طرق أخرى مثل التلقيح الصناعي، كما أنه حل فعال للأزواج الذين لم يتمكنوا من تحديد سبب واضح لعدم حدوث الحمل، حيث يوفر لهم فرصة حقيقية لتحقيق حلم الإنجاب.
الحالات التي تستدعي اللجوء إلى الحقن المجهري
هناك العديد من الحالات التي تجعل الأزواج يلجؤون إلى الحقن المجهري كخيار أساسي لتحقيق الحمل، وغالبًا ما يكون هذا القرار بناءً على توصية الطبيب المختص بعد إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد أسباب تأخر الحمل.
إحدى الحالات الأكثر شيوعًا التي تستدعي اللجوء إلى الحقن المجهري هي ضعف جودة الحيوانات المنوية، حيث قد يكون لدى الرجل عدد قليل جدًا من الحيوانات المنوية أو تكون غير قادرة على الحركة بشكل كافٍ للوصول إلى البويضة وإخصابها، وفي هذه الحالة يسمح الحقن المجهري باختيار أفضل الحيوانات المنوية وحقنها مباشرة داخل البويضة، مما يزيد من فرص حدوث الإخصاب بنجاح.
كما يعتبر الحقن المجهري حلًا مناسبًا للنساء اللاتي يعانين من مشاكل في قناتي فالوب، حيث أن انسداد القنوات يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة، وبالتالي يمنع حدوث الحمل بشكل طبيعي، ومن خلال هذه التقنية، يمكن تجاوز هذه المشكلة عن طريق استخراج البويضات وتخصيبها خارج الجسم ثم إعادة زرعها داخل الرحم.
تكلفة الحقن المجهري في مصر والعوامل المؤثرة عليها
تختلف تكلفة الحقن المجهري في مصر تبعًا لعدة عوامل، حيث تتراوح الأسعار في العادة بين 20,000 إلى 60,000 جنيه مصري. هذا التفاوت في التكلفة يرجع إلى عدة اعتبارات، منها شهرة المركز الطبي وخبرة الأطباء، حيث أن المراكز الرائدة التي تتمتع بسمعة جيدة وخبرة طويلة في مجال الإخصاب المساعد تكون تكلفتها أعلى مقارنة بالمراكز الأقل خبرة.
كما أن الأدوية المستخدمة في تحفيز التبويض تؤثر بشكل كبير على تكلفة العملية، حيث تحتاج بعض النساء إلى جرعات أعلى من الأدوية الهرمونية مما يزيد من التكلفة الإجمالية، وأيضًا بعض الأزواج يختارون إجراء فحص وراثي للأجنة قبل زرعها في الرحم، خاصة في حالة وجود تاريخ عائلي للأمراض الوراثية، وهذا الإجراء يتطلب تكلفة إضافية.
ومن العوامل الأخرى التي تؤثر على التكلفة عدد المحاولات التي قد يحتاجها الزوجان لتحقيق الحمل، حيث قد ينجح البعض في المحاولة الأولى بينما يحتاج آخرون إلى تكرار العملية أكثر من مرة، مما يزيد من التكلفة بشكل عام، كذلك بعض المراكز توفر خدمات إضافية مثل تجميد الأجنة لاستخدامها في المستقبل، وهي خدمة تتطلب تكاليف إضافية للحفظ في بيئة مناسبة.
رغم أن تكلفة الحقن المجهري قد تبدو مرتفعة للبعض، إلا أن العديد من الأزواج يعتبرونها استثمارًا مهمًا في سبيل تحقيق حلم الإنجاب، لذا، ينصح الأزواج الراغبون في إجراء الحقن المجهري بمناقشة جميع التفاصيل مع الطبيب والمركز الطبي لاختيار أفضل الخيارات المتاحة وفقًا لحالتهم الصحية وإمكانياتهم المالية.
أضف تعليقاً