أسباب المرض
يصيب المرض عادة الجزء الأسفل من القولون مبتدءا بالمستقيم. والسبب الرئيسي للإصابة بالتهاب القولون التقرحي ما زال غير معروف. لكن هناك بعض الأسباب التي يعتقد أنها المتسببة في الإصابة بالمرض، وهي:
الجهاز المناعي: يحدث خلل ما في جهاز المناعة فيبدأ في مهاجمة خلايا الجسم نفسه و منها البطانة الداخلية للقولون متسببا في الالتهابات والتقرحات. ويعتقد بأن هناك التهاباً بكتيرياً أو فيروسياً هو المتسبب عن الإصابة بالمرض حيث يؤدي إلى تنشيط جهاز المناعة لمهاجمة هذا الفيروس أو البكتيريا. وأثناء مهاجمة الفيروس، أو البكتيريا، يقوم جهاز المناعة بمهاجمة بطانة القولون متسببا في الالتهابات والتقرحات.
عوامل وراثية: إذ وجد ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض عند إصابة أحد الأبوين أو الأقارب. لذلك يعتقد أن الجينات لها دور في الإصابة بالمرض. و قد تحدث تغيرات جينية تجعل بطانة القولون أكثر عُرضة للإصابة بالمرض عند بعض الأشخاص.
الأعراض
عادة تحدث أعراض التهاب القولون التقرحي على فترات متباعدة. فتظهر الأعراض في فترة ثم تختفي تماما ولا يشكو المريض من أي شيء، ثم تعود الأعراض مرة أخرى. وتختلف أعراض المرض من شخص لآخر تبعا لحدة الالتهاب و المكان المصاب من القولون. لذلك يتم تقسيم المرض تبعا للمكان المصاب.
تقرحات المستقيم (Ulcerative Proctitis):
يكون الالتهاب في منطقة المستقيم. ويشكو المريض من:
نزيف شرجي (من المستقيم) وقد يكون العلامة الوحيدة للمرض.
ألم بالمستقيم.
عدم القدرة على التبرز بالرغم من الرغبة بالتبرز.
التهاب الجانب الأيسر من القولون ( Left-sided Colitis):
يمتد الالتهاب من المستقيم إلى أعلى ليشمل الجانب الأيسر من القولون (القولون الملتوي، والقولون النازل(
وتتمثل الأعراض في:
إسهال يحتوي على دم.
ألم وتقلصات في البطن.
فقدان الوزن.
الالتهاب الكلي للقولون ( Pancolitis):
يتضمن الالتهاب القولون بأكمله، وتتضمن الأعراض:
نوبات من الإسهال الذي يحتوي على دم. وقد تكون تلك النوبات شديدة.
ألم وتقلصات في البطن.
التعب والإرهاق العام.
فقدان الوزن.
العرق الليلي.
التهاب القولون المتفجر ( Fulminant colitis):
وهو نادر ما يحدث ويشمل القولون بأكمله. ويتميز بشدة الأعراض، بحيث يمثل خطورة على الحياة. وتتمثل الأعراض في:
ألم شديد.
إسهال شديد قد يتسبب بالجفاف.
يكون هناك خطورة من حدوث مضاعفات شديدة مثل انفجار القولون والتسمم نتيجة الانتفاخ الشديد للقولون.
التشخيص
يتم تشخيص التهاب القولون التقرحي، من خلال بعض التحاليل والفحوصات لتأكيد التشخيص بعد الكشف الطبي.
اختبار دم ( Blood test):
يتم عمل تحليل دم لاكتشاف وجود أنيميا (نتيجة النزيف المتكرر) أو أي علامات للعدوى. وهناك نوعان من اختبارات الدم تظهر وجود نوع معين من الأجسام المضادة التي تساعد في تشخيص الإصابة بالتهاب القولون التقرحي. لكن هذه الأجسام المضادة لا تظهر في جميع المصابين بالمرض.
منظار القولون ( Colonoscopy):
يتم باستخدام أنبوبة مرنة رفيعة تحتوي على كاميرا صغيرة يمكن من خلالها رؤية القولون كاملا. وأحيانا يلجأ الطبيب، أثناء إجراء المنظار، إلى أخذ عينة صغيرة من نسيج القولون ليتم فحصها تحت المجهر.
منظار القولون الملتوي (Flexible sigmoidoscopy):
يتم استخدام أنبوبة مرنة صغيرة لرؤية القولون الملتوي الذي يمثل الجزء الأخير من القولون.
حقنة الباريوم الشرجية ( Barium enema):
يتم إعطاء المريض حقنة شرجية تحتوي على مادة الباريوم وهي مادة صبغية. فتملأ الصبغة القولون وتكون طبقة تغطي بطانة القولون. ثم يتم عمل أشعة سينية على البطن فتُظهر الصبغة صورة ظلية للمستقيم، والقولون، وجزءاً من الأمعاء الدقيقة.
أشعة سينية للأمعاء الدقيقة (Small bowel X-ray):
تستخدم للتفرقة بين التهاب القولون التقرحي ومرض آخر مشابه له يسمى مرض كرون Crohn's disease.
المضاعفات
توسع القولون السام ( Toxic megacolon):
يعتبر من أخطر مضاعفات التهاب القولون التقرحي. ويحدث نتيجة توقف حركة الأمعاء. ويشعر المريض في هذه الحالة بألم وانتفاخ بالبطن وارتفاع درجة الحرارة وضعف عام. وإذا لم يتم العلاج يمكن أن يزداد انتفاخ القولون حتى ينفجر ويتسبب في التهاب الغشاء البريتوني Peritonitis الذي يبطن تجويف البطن. وهذه تعتبر حالة طارئة تحتاج للتدخل الجراحي الفوري.
انثقاب القولون ( Perforated colon):
حيث يحدث ثقب في جدار الأمعاء يتسبب في تسرب محتوياتها إلى تجويف البطن متسببا في التهاب الغشاء البريتوني Peritonitis.
سرطان القولون ( Colon cancer):
يزيد التهاب القولون التقرحي من احتمال الإصابة بسرطان القولون. لذلك يجب على المصابين بالمرض المتابعة الدورية لفحوصات الكشف المبكر لسرطان القولون.
مضاعفات أخرى:
الجفاف الشديد.
إصابة الكبد.
التهاب الجلد، المفاصل، والعين.
وفي حالة الحمل يجب على المصابة بالتهاب القولون التقرحي أن تخبر الطبيب المعالج، قبل أن تفكر بالحمل، لأن بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج المرض قد تتسبب في أضرار للجنين ، لذا يجب إيقافها قبل بداية الحمل.
العلاج
يهدف العلاج إلى الإقلال من الالتهابات المؤدية لأعراض المرض.
العلاج الدوائي ( Medical Treatment):
الأدوية المضادة للالتهابات Anti-inflammatory drugs: تعتبر الخطوة الأولى في العلاج. وتتضمن أكثر من نوع من الأدوية، منها السلفاسالازين Sulfasalazine ولها بعض الأعراض الجانبية مثل الغثيان، القيء، الصداع، وحموضة المعدة. والميزالامين Mesalamine وتوجد في صورة أقراص أو لبوس شرجي أو حقنة شرجية، و لها أعراض جانبية أقل.
أدوية الكورتيزون Corticosteroids: تقلل من الالتهابات، لكن لها العديد من الأعراض الجانبية مثل انتفاخ الوجه، زيادة شعر الوجه، العرق الليلي، الأرق، ارتفاع ضغط الدم، كسور العظام، وزيادة القابلية للعدوى. وتستخدم في الحالات المتوسطة والشديدة من المرض، والتي لا تستجيب لأنواع الأدوية الأخرى. وتستخدم لمدة محددة من 3-4 شهور فقط.
مثبطات جهاز المناعة Immune system suppressors: حيث تؤدي إلى تقليل نشاط جهاز المناعة الذي يعتقد أن له دوراً في الإصابة بالمرض. كذلك تقلل من الالتهابات المسببة للمرض.
الأدوية المعالجة للإسهال Anti-diarrheals: لكن يجب ألا يتم استخدامها إلا بعد استشارة الطبيب، لأنها قد تزيد من خطورة الإصابة بتوسع القولون السام toxic megacolon.
الملينات Laxatives: تستخدم في حالة وجود إمساك.
مسكنات الألم Pain relievers: تستخدم في حالة وجود ألم. و يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها، لأن هناك بعض المسكنات يمكن أن تزيد من الأعراض مثل الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين.
الحديد Iron: يتم إعطاء أقراص الحديد في حالة وجود نزيف مزمن من الأمعاء والذي يُعرض المريض للإصابة بالأنيميا.
العلاج الجراحي ( Surgical treatment):
تبلغ نسبة المرضى الذين يحتاجون للعلاج الجراحي 25-40% من إجمالي عدد المرضى.
استئصال القولون والمستقيم Proctocolectomy : كان يتم سابقاً عمل فتحة في البطن يتم توصيلها بكيس لإفراغ محتويات الأمعاء ileostomy بعد استئصال القولون كاملا.
أما الآن فبعد استئصال القولون الغليظ كاملا يتم توصيل نهاية الأمعاء الدقيقة مباشرة بفتحة الشرج ileoanal anastomosis، وبذلك يتخلص المريض من وجود هذا الكيس في البطن، والذي يسبب له العديد من المشاكل العضوية والنفسية. ويقوم المريض بالتبرز طبيعياً، لكن يكون البراز أكثر سيولة أو مائياً بسبب عدم امتصاص الماء من القولون بعد استئصاله.
إرشادات عامة للمصابين
بالتهاب القولون التقرحي
يجب الإقلال من منتجات الألبان للحد من الإسهال، الألم، والغازات. وتجنب الأطعمة التي تزيد من أعراض المرض مثل الفاصوليا، الكرنب، القرنبيط، الفاكهة الحمضية، الأطعمة الحريفة، الأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافيين (لأنها تزيد من الإسهال) كالشيكولاته والقهوة والكولا.
تقسيم الوجبات إلى خمس أو ست وجبات صغيرة يوميا بدلا من ثلاث وجبات كبيرة.
الإكثار من شرب السوائل و الماء.
استشارة الطبيب عند تناول فيتامينات في صورة أقراص، لأن التهاب القولون التقرحي يؤدي إلى الحد من امتصاص بعض المعادن والفيتامينات.
الابتعاد عن أي توتر لأنه يزيد من شدة أعراض المرض
المصدر: الطبي
أضف تعليقاً