من هو الرجل الشجاع؟
فالرجل الشجاع ليس هو من لا يخاف فذلك الشخص البليد الذي لا يخاف، لأن هذا أمر أحمق وغير عقلاني، ولكنه هو الشخص الذي تتغلب روحه النبيلة على خوفها، وتواجه ببسالة هذا الخطر الذي تهاب منه طبيعته كما تقول جوانا بايلي.
وبالطبع هناك عدة أنواع مختلفة من المواقف العدائية، مع الرؤساء، وزملاء العمل، وبقية الموظفين بل وخارج نطاق العمل مع الأصدقاء وأفراد العائلة، لكن بشكل عام توجد رغبة واحدة وهي أن تظل هادئاً، ومسترخياً، وماضياً في طريقك. وكما يقول وينستون تشرشل بأنه عندما تسير وسط نيران الجحيم، واصل السير.
استراتيجيات التعايش:
وكما وضح مايك ليبلينج في كتابه العمل مع العدو عدة استراتيجيات للتعايش وهي أن تتواصل بمنتهى الهدوء والوضوح، وانظر للأمور بواقعية ومن منظورها السليم، وأن لا تشعر بأنك مدفوع للتصرف على عجالة، وأن تكف عن الشعور بعدم وجود خيارات، وأن لا تدع العدو يسيطر على تفكيرك، وألا تدع العدو يتصرف فيك كيفما يشاء، ولا تصدق الآخرين تلقائياً، وذلك بأن تناقش كل شيء، ولا تجعل الماضي يعوق المستقبل، فعالج المشكلات قبل أن تتفاقم وتصبح مخيفة، ودع أحداث الماضي في زمن الماضي، ولا تأخذ الأمر بمحمل شخصي، بل بمحمل سلوكي، وأن تعتني بنفسك، وذلك بأن تتجنب قائمة المهام، ولا تلم نفسك، وغير من وضعيات جسدك، وكف عن التدقيق في كل كلمة.
الاهتمام بآداب الحوار ضرورة حضارية:
وكما يقول طارق الحبيب في كتابه كيف تحاور بأنه ليس الاهتمام بآداب الحوار فضولاً من القول بل ضرورة حضارية لأن الحوار يؤثر في تشكيل قيم الأفراد وأفكارهم وسلوكهم.
النصوص التي تؤكد على آداب الحوار:
فقد قال تعالى: “وقولوا للناس حسناً” سورة البقرة الآية 83.
وأيضاً “وجادلهم بالتي هي أحسن” سورة النحل الآية 125.
و “والذين هم عن اللغو معرضون” سورة المؤمنون الآية 3.
وقال صلى الله عليه وسلم بأن “الكلمة الطيبة صدقة” متفق عليه.
مايجب على المحاور أن يدركه قبل أن يبدأ حواره:
فشيء لا بد منه هو الاختلاف بين البشر واختلاف الآراء، ولعله من أسباب تتابع الرسل وتوالي الكتب، فإذا أدرك المحاور قبل حواره أن الاختلاف وتبادل الآراء طبيعة بشرية أقبل على محاوره بنفس مطمئنة، وروح هادئة، تكون سبباً في تقارب وجهات النظر وإماتة روح الفرقة والاختلاف، فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، فالنقاش هو حوار عقول، والمودة هي حوار عواطف، فخلاف بسيط في وجهات النظر حري ألا يذهب بالمودة والمحبة، ويأتي بالعداء والخصومة.
وكما يقول فيثاغورس بأن أقدم كلمتين وأقصرهما (نعم ولا) هما أكثر الكلمات تطلباً للتفكير.
وكما يقول الصينيون بأن من يمش هوناً يمش دهراً، فابدأ بنقاط الاتفاق بحواراتك، ولا يعيبك طول الحديث، فنقاط الاتفاق في بداية الحوار هي أجدى لاستمراريته وللحفاظ على الود بينك وبين من تحاور، وتذكر دائماً بأنه من النعم التي أنعم الله بها علينا أن جعلنا مختلفين، فلا تحول هذه الاختلافات لخلافات، وافهم هذه الاختلافات وقدرها حق قدرها.
أضف تعليقاً