ما هي الأسباب؟
الأسباب متعددة وتتداخل في بعضها وأهمها:
1- اضطرابات النوم:
عدد كبير من الأطفال الذين لديهم هذه المشكلة يلاحظ أنهم يتعمقون في نومهم فيصعب افاقتهم عندما يستغرقون في النوم. وفي حالة الإفاقة، يكون وعيهم مشوش وغير كامل فبالكاد يدركون ما يدور حولهم أو ما يراد منهم , فقط يريدون الرجوع إلى أسرتهم لمواصلة نومهم وغالباً لا يشعرون بالبلل في ملابسهم عندما يتبولون وهم نيام ويستمرون في النوم إلى الصباح.
2- إفراز بول زايد في الليل:
يفرز الجسم هرمون” القاسوبرسن” Vasopressin الذي يقلل من إفراز البول. ولوحظ أن بعض الأطفال الذين لديهم المشكلة يفرزون كمية أقل من هذا الهرمون بالليل وبالتالي يتجمع لديهم كمية أكبر من سائل البول في المثانة.
3- حجم وظيفي أصغر للمثانة:
المثانة وبالرغم من أنها تبدو طبيعية الحجم إلا أنها تتحمل كمية أقل من البول ولذلك تكون حاجة الطفل أكثر للتبول من غيره, إذ انه يشعر بالرغبة في إفراغ مثانته مع تجمع كمية قليلة من البول مقارنة مع الأحوال الطبيعية. وهذا ما يلاحظه الآباء على أبنائهم حتى في الفترة الصباحية.
4- الإمساك المستمر:
يؤثر على اتساع المثانة للاحتفاظ بالكمية المعتادة من البول.
حجم المشكلة:
يتسبب التبول الليلي عند الطفل في مشاكل عديدة له ولأسرته. فبالنسبة للأم فتضطر لبذل مجهود أكبر لغسل ملابس الطفل وأغطية السرير وبصورة متواصلة. وجميع أفراد الأسرة يتأذون من الروائح الكريهة المنبعثة في الهواء من الملابس. ولذلك يكون هناك تذمر وتضجر من ناحية الوالدين وقد يلجآن إلى تعنيف الطفل أو ضربه مما ينتج عنه مشاكل نفسية متعددة للطفل.
أما الطفل فيكون في حالة نفسيه سيئة لأن محاولاته كلها باءت بالفشل فهو يجد سريره وملابسه مبتلة كل صباح ولا حول له ولا قوة. فيواجه بسخرية من أخوته وتعنيف وضرب من والديه فتتكون من ذلك عقد كثيرة وصورة سلبية لذاته فيفقد ثقته واحترامه لنفسه ويصبح خجلاً منطوياً على نفسه، متشككاً في أن الكل يعرف سره ويسخر ويشمت عليه.
نصيحة للآباء:
عدم تعنيف الطفل أو ضربة أو السخرية منه وأن يعاملوه بلطف وتفهم لمشكلته التي لا سيطرة له عليها وليست بإرادته وتشجيعه على القيام بكل الإجراءات الوقائية التي سيرد ذكرها لاحقا إلى أن يعرض على المتخصصين لمساعدته على الحل النهائي. ومن المهم أن لا يترك الطفل يتجاهل مشكلته هذه بل يجب تشجيعه على مساعدة والدته في تغيير الفرش , وتجميع الملابس المبتلة في مكان معين استعداداً لغسلها حتى لا تفوح الروائح الكريهة منها.
الوسائل العلاجية المهمة:
هنالك وسائل علاجية متعددة وكلها تعتمد على ما هو معتقد أنه السبب الأساسي :
طرق وقائية عامة:
هذه الطرق مساعدة فقط وليس فيها الحل:
1- التقليل من السوائل قبل ساعتين من الذهاب إلى السرير وخاصة المشروبات الغازية والتي بها ماده الكافيين، والسكرية.
2- الذهاب للحمام قبل النوم مباشرة لتقليل كمية البول بالمثانة.
3- إفاقة الطفل بواسطة أحد الوالدين بعد ساعة من نومه للذهاب إلي الحمام ويمكن تكرار ذلك إن أمكن أثناء الليل.
وفي هذه النقطة أرجو أن أشدد على الوالدين أن يتأكدا من أن الطفل قد استعاد وعيه بالكامل قبل أخذه للحمام حتى يدرك ما هو فاعل. لأن جره إلى الحمام وإعطائه الأمر بالتبول له نفس مفعول التبول وهو نائم بالفراش . وقد يعقد ذلك المشكلة بدل أن يساعد على حلها.
4- تحفيز الطفل على الليالي التي لا يتبول فيها بمنحة جائزة تشجيعية تحفزه على عدم التبول ليلاً في السرير.
العلاج بالعقاقير الطبية:
يعطي بعض الأطباء بعض العقاقير منها:
1- عقار توفرانيل Tofranil:
يساعد على ارتخاء عضلات المثانة لتتحمل كميات أكبر من سائل البول.
2- عقار فاسوبرسن:
وهو يقلل من إفراز البول ليلاً. ويعطى في شكل حبوب أو عن طريق الاستنشاق .
منبه الرطوبة Moisture alarm:
هذا جهاز يطلق صفيرا أو رنينا كالجرس عند الإحساس بأي رطوبة أو بلل, ليصحى الطفل .
في الأيام الأولى قد لا يستيقظ الطفل مع رنين الجهاز , فعلى الوالدين التنبه والإسراع لإيقاظ الطفل وأخذه إلى الحمام ليكمل، أي إيقاف العملية أن أمكن. والمهم إيقاظ الطفل عند التبول لكي لا يستمر في النوم بالرغم من تبوله. وبتكرار العملية يتكون عند الطفل ارتباط قوي بين امتلاء المثانة والإفاقة من النوم فلذلك يصحو من النوم قبل تسرب البول من مثانته, وهذا الأسلوب يعتمد على العلاج السلوكي .
العلاج بالتنويم:
كما قلت سابقا فإن أسباب المشكلة متعددة وقد تنجح الطرق السالف ذكرها بنسب متفاوتة ويكون الانتكاس وارد بعد نجاح أولي. وبعض الأطفال قد يستمرون إلى سن الثامنة عشر أو يزيد و معهم المشكلة فيعانون الكثير كلما تقدم بهم السن فلا يستطيعون المبيت خارج منزل الأسرة أو عند أحد الأصدقاء أو مشاركة زملائه في رحلات تتطلب المبيت خارج المنزل.
العلاج بالتنويم هو الحل الأمثل للحالات المعقدة والتي فشلت معها وسائل أخرى فالصبي هنا يكون متشوقا وأكثر رغبه في أن يجد الحل النهائي لمعاناته الطويلة مع هذه المشكلة.
العقل الباطني والتبول الليلي:
يعتقد المعالجون بالتنويم بأن التبول الليلي ما هو إلا عادة متأصلة تكونت عند الطفل بالتكرار. وعندما تكون هذه العادة مرتبطة بعوامل نفسيه إضافية، يصعب التخلص منها بسهولة كما ذكرت سابقاً. ففي الحالات الطبيعية وأثناء النهار يشعر الطفل بالرغبة أو الحاجة القوية للذهاب إلى الحمام عندما تملأ المثانة. لأنه في هذه الحالة مكتمل الوعي والانتباه لكل الأحاسيس التي تأتي من المثانة عند طريق النبضات العصبية التي تصل المخ. أما بالليل وعندما يسكن العقل الواعي , فالعقل اللاواعي يقوم بالمهمة وذلك بالسيطرة والتحكم على عمليه التبول فيقوم بإيقاظ الطفل للذهاب إلى الحمام أو يعطي الإشارة المناسبة للمثانة لكي ترتخي عضلاتها أكثر , ولصمامها لكي ينقبض أكثر لكي لا يتسرب البول للخارج حتى يفيق الطفل في الصباح.
لكن في حاله الطفل الذي لديه المشكلة لا يشعر أو يتجاهل الإحساس بالرغبة للصحيان والذهاب إلى الحمام حتى يتكون ضغط فوق تحمل المثانة وصمامها فيتسرب البول للفراش. وحتى بعد تسربه لا يشعر الطفل بذلك بل يستمر في نومه . وبتكرار هذه العملية تصبح عادة مكررة يصعب التحكم فيها.
وشيء آخر فإن الصبي الذي يعتاد التبول على فراشه يومياً يذهب إلى سريره وهو متوجس وخائف من التبول تلك الليلة أثناء النوم، فيعطي نفسه إيحاءات سلبية بأن ذلك سوف يحدث وسوف يجد جسده وفراشه مبتلان في الصباح وبما أنه يكون لديه توقع وتصور ذهني أن ذلك لا محالة سيحصل، فإن ما يتوقعه بالفعل سيحدث. فالعقل الباطني يحقق لك توقعاتك، سلبية كانت أم إيجابية.
لماذا ينجح العلاج بالتنويم?
لعده أسباب:
1- الصبي لديه رغبه قوية في تحقيق هذه الأمنية ويكون متعاوناً للآخر.
2- الحالة التنويمية تسمح للمنوم أن يصل إلى عقل الطفل الباطني ليعطيه الإيحاءات المناسبة للحيلولة دون تسرب البول أثناء النوم وذلك بسيطرته على المثانة وصمامها.
3- خلق صورة ذهنية للطفل أثناء الحالة التنويمية وهو يصحو من نومه ليجد فرشه ناشفاً ورائحة ملابسه طيبة، لكي يقوم العقل الباطني بتحقيقها له. وكذلك خلق صورة ذهنية له وهو يبدو سعيداً وممتلىء ثقة بالنفس ويشعر بالإعتزاز بما حققه.
أضف تعليقاً