وكما يغنيها حمود الخضر في أغنية جميلة له:
لأجاريهم.. قلدت ظاهر ما فيهم وظننت أنا.. أني بذلك حزت غنى لا لا.. لا نحتاج المال.. كي نزداد جمالاً لا لا.. نرضي الناس بما لا.. نرضاه لنا حالا أتقبلهم.. الناس لست أقلدهم سأكون أنا.. مثلي تماما هذا أنا سأكون أنا.. من أرضى أنا وأكون أنا.. ما أهوى أنا كن أنت تزدد جمالا.. |
فبدوت شخصاً آخر.. كي أتفاخر فوجدت أني خاسر.. فتلك مظاهر جوهرنا هنا.. في القلب تلألأ ذاك جمالنا.. يسمو يتعالى إلا بما يرضيني.. كي أرضيني فقناعتي تكفيني.. ذاك يقيني لن أسعى لا.. لرضاهم لن أرضى أنا برضاهم |
وهذا لا يعني ألّا تساير الأحداث أو أن تنسجم مع المجموع العام، كما يقول المثل إن كنت في روما فالبس كما يلبس الرومان، وإنما أن تكون بجوهرك هو أنت الألماسة النفيسة التي خلقها الله سبحانه وتعالى، والكنز والقطعة الفنية الفريدة التي خلقت بإعجاز، فاعرف قدر نفسك، وأفضل هدية ممكن أن تقدمها لنفسك أن تكون نفسك.
شخصية الإنسان:
وأصلاً فشخصيتك هي التي تُحدّد الطريقة التي ترى بها كل شيء كما يقول جون مكسويل، وهناك خمسة أشياء تحدد شخصيتنا وهي الجينات، وصورة الذات، وخبرات الحياة، والتوجهات وخيارات التعامل مع الخبرات، والأصدقاء.
ولملاحظة الذات ابتدع جوهاري طريقة للملاحظة وأسموها جو هاري ويندوز.
وقد قال تعالى “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” سورة الرعد الآية 11.
فقد صنفت النظرة للذات وفق هذه النظرية لأربع نوافذ وهي النافذة المفتوحة وهي أمور تعرفها ويعرفونها وهي مثل اسمك وصفاتك الشكلية والتخصص العام ولغتك، والنافذة العمياء وهي أمور تعرفها ولا يعرفونها مثل أسرارك الشخصية وعلاقتك بالله وتفاصيل العلاقات العاطفية وخطتك الشخصية.
والنافذة القناع وهي أمور لا تعرفها ويعرفونها وهي مثل طريقة مشيتك ولزماتك الكلامية ولزماتك الحركية وانتقاداتك في التصرفات، والنافذة المجهولة وهي أمور لا تعرفها ولا يعرفونها مثل فحص الدم والفحوصات الطبية واختبارات الشخصية واختبارات الذكاء.
وربما لا يكون باستطاعتي تغيير العالم الذي أراه من حولي، ولكن يمكنني تغيير ما أراه بداخل نفسي كما يقول جون مكسويل.
علاقة الإنسان مع نفسه:
وكما أكّد فيل ماكجيرو بأنني دائماً ما أقول أن أكثر العلاقات التي يمكن أن تبنيها أهمية على الإطلاق هي علاقتك مع نفسك، وينبغي عليك أولا أن تكون أفضل صديق لنفسك، فتقبل الذات هو البداية لأي تقدير للذات وثقة بالنفس، وهو الأساس لأي نجاح وتميز في الحياة، ثم يأتي الصدق مع الذات وبإمكانك الاستفادة من نظرية جوهاري ويندوز لذلك، ثم يأتي تحسين الذات.
اقرأ أيضاً: نصائح تساعدك على تقدير ذاتك
ولا يمكن أن تحدث تغييراً في الذات حتى تتقبلها أولاً في البداية، كمثل من تريد أن تخفض وزنها وأن تخسر من وزنها، فما تلبث إن كانت عزيمتها قوية شهرين حتى تنتكس وتعيد كل ما خسرته من وزن إن لم يكن معها زيادة في الهدايا من الوزن، أما من تتقبل ذاتها بوزنها الزائد، وتحب ذاتها كما هي، فإن تحسين حياتها سهلة التحقيق، ثم بعد تقبلها لذاتها تأتي مرحلة التحسين، فتتبع نظام صحي وتمارس الرياضة لترفه عن نفسها وتتبع نظاماً صحياً في الغذاء لتكسب صحتها وليس لتخسر من وزنها، ولا يهمها إن نقص وزنها أم لا، بل هي تحب ذاتها.
تحديد أهداف الحياة والسعي لتحقيقها:
فرسمك لخارطة طريق النجاح هو أمر يتعلّق باكتشافك لذاتك وفهمك لمهاراتك ومعرفتك بمن تكون وماذا تريد، وأنت بحاجة لعلاقات تتمتّع بسمات: التفاهم، والثقة، والاحترام، ويمكنك بناؤها من خلال: الإعلان عن ذاتك كأن تخبر الآخرين والعالم بكل المعلومات التي ستمكنهم من فهمك بصورة أفضل.
واسأل أصدقاءك بأن تطرح عليهم أسئلة من شأنها أن تساعدك على فهم شخصياتهم بصورة أفضل وأوضح.
واطلب النصيحة وكن مستعداً لطلب النصيحة البناءة بشأن كل المسائل التي تهمك، وكن أيضاً مستعداً لتقديم النصيحة حين تطلب منك.
تقبّل النفس الإنسانية:
فكن نفسك، وتقبّل نفسك كما أنت بكل عيوبك ونقائصك ومساوئك، وبكل مزاياك ومحاسنك وإيجابياتك، ولا تسعى لتغيير نفسك قبل أن تتقبلها وتحبها كما هي، وإن مقولة “وما أبرء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم” سورة يوسف آية 53.
هي لامرأة عزير مصر وليست من قول الله سبحانه وتعالى، بل إن النفس يجب عليك أن تقدرها حق قدرها وتحبها وتحترمها، لأنها الشيء الوحيد الذي سيعيش معك طوال حياتك، وتقديرك لذاتك هو أساس لنجاحك وتميزك، فكن أنت ولا تفرط ببصمتك المميزة التي وهبك الله إياها، لأن تقديرك لذاتك أساس لثقتك بنفسك، وأساس لتقديرك للآخرين، ومن لا يقدر نفسه لا يقدر الآخرين، ولا يسعد بحياته، ولا يديم علاقاته، فقدر نفسك وكن أنت.
أضف تعليقاً