هناك طريقة واحدة تساعد بها الموظفين على البقاء متفاعلين على الرغم من كل ما يمرُّون به، وهي الإجازات الإلزامية مدفوعة الأجر؛ لذلك اتَّبعَتها شركة "أونيست باوز" (Honest Paws) المتخصصة في منتجات رعاية الحيوانات الأليفة.
قيمة أيام الراحة
تُدمن شركة "أونيست باوز" (Honest Paws) على استعمالها للتكنولوجيا، وهو ما قدَّم لها خدمة رائعة في أوقات الجائحة، فقد استعملَت منصة "سلاك" (Slack) لتبادل الرسائل، وموقع "زووم" (Zoom) للاتصالات الصوتية، وتطبيق "أسانا" (Asana) لتنظيم المهام وتتبُّعها. ومع أنَّها لم تواجه مشكلات في التفاعل والاتصال، فإنَّها فكَّرت بطرائق محدَّدة لدعم الموظفين في هذا الوقت؛ لأنَّ غالبيتهم من الأهالي.
إحدى السياسات التي طبَّقَتها كانت جداول العمل المرنة التي تُمكِّن أفراد الفريق من تشكيل جدولهم الخاص، حتى يتمكَّنوا من دعم عائلاتهم، أو أنفسهم حسب حاجتهم. وعلى الرَّغم من وجود سياسة الإجازات المرنة، لاحظت الشركة أنَّ الموظفين لم يستغلُّوا إجازاتهم، فلم يتمكَّن أحد من السفر هذا العام، وقد شعر الناس أنَّهم لا يملكون سبباً مقنعاً لأخذ قسط من الراحة.
هذا ما دفع الشركة إلى تطبيق أيام الصحة العقلية الإلزامية لتشجيع الرعاية الذاتية، فهي تتطلَّب من الموظفين الحصول على يومين في كل شهر كإجازة من العمل. وقد لاحظت الشركة أنَّ أعضاء فِرقها قد أصبحوا أكثر سعادة وراحةً عموماً منذ بدء تطبيق هذه السياسة.
تسمح الشركة إضافةً إلى ذلك بإجازات غير محدودة مدفوعة الأجر، فأيام الإجازات الإلزامية الشهرية تخدم الأغراض المقصودة منها؛ أن يحصل الأشخاص على الحرية، والمساحة المخصَّصة لرعاية صحتهم العقلية، وإعطائها الأولوية لديهم. لكنَّ يومين كل شهر لا يمكن أن تحلَّ مشكلات الصحة العقلية العميقة الكامنة، إلَّا أنَّها تسمح باستعادة الطاقة بواسطة توفير الفرصة لأخذ استراحة، واسترخاء، وممارسة الرياضة، والعودة إلى المكتب بنشاطٍ ومنظور متجدد فيما يتعلَّق بأعباء العمل.
هل يشعر الموظفون بالراحة على أرض الواقع؟
من المستحيل تخيُّل ما يفعله الناس عادةً في أيام عطلاتهم، لكنَّهم يفهمون على نطاق واسع أنَّهم يبذلون قصارى جهدهم عندما يضعون حاجات صحتهم البدنية والعقلية والعاطفية ضمن أولوياتهم؛ هذا هو السبب الذي دفع "أونيست باوز" لتشجيع موظفيها على التوقُّف عن العمل تماماً في أوقات إجازاتهم المدفوعة. علاوة على ذلك، يحترم الناس أوقات إجازات الآخرين ولا يتدخَّلون فيها إلَّا في حالات الضرورة القصوى.
يسمح هذا الفهم الواسع بين أعضاء الفريق للموظفين أن يتركوا أجهزتهم جانباً، ويكتموا إشعارات العمل؛ ليتمكَّنوا من تحويل انتباههم إلى حاجاتهم الشخصية. ها هي النتائج تتحدَّث عن نفسها، فالموظفون يعودون بنشاطٍ وجاهزية عالية للتركيز بعد استفادتهم من أوقاتهم بعيداً عن العمل.
هل يمكن فرض الإجازات مدفوعة الأجر؟
إنَّ الغاية من ذلك ليست عدم تحويل مكان العمل إلى حضانة، أو إجبار الموظفين على فعل أي أمر، حتى لو كان ذلك من أجل سلامتهم وعافيتهم، وليست معاقبة الموظفين الذين يواصلون العمل خلال إجازاتهم مدفوعة الأجر سواء كانت إلزامية أم اختيارية. فالشركة تطالب الموظفين بأخذ أيام إجازة، لكنَّها لا تُراقب ما يفعلونه خلالها.
وفي النهاية، تتمثَّل سياسة الإجازات الإلزامية مدفوعة الأجر في تذكير الجميع بضرورة العناية بأنفسهم وإعطاء الأولوية لرفاهيتهم بانتظام.
أضف تعليقاً