تناولنا في مجلتنا العديد من مفاهيم التسويق ، وهو أمر ضروري للغاية لتنسيق الإنطلاق فى عالم التسويق بطريقة ممنهجة وفعّالة ..والآن أضيف إليك معلومة جديدة :
“كلما كانت أفكارك فى تسويق منتجك او خدماتك أكثر جنوناً..كلما حققت نجاحاً مذهلاً”
هل تريد أمثلة على ذلك ؟
“كلما كانت أفكارك فى تسويق منتجك او خدماتك أكثر جنوناً..كلما حققت نجاحاً مذهلاً”
هل تريد أمثلة على ذلك ؟
رولنج ستون ..أرجوكم اشتروا المجلة
في فترة السبعينات ، كانت مجلة ” رولنج ستون ” الأمريكية المحلية تعاني من مبيعات متدنية للغاية ، وكانت كافة الدلائل تشير أن إغلاق هذه المجلة هو فقط مسألة وقت ..لذلك لم يجد ” هنتر طومسون ” المحرر فى المجلة حرجاً من أن يكتب رسالة قصيرة مطبوعة على نسخ المجلة الشهرية ، يطالب فيها المشتركين بتجديد اشتراكهم السنوى فى المجلة ؛ لأنها مصدر عمله الوحيد ، وإذا تم اغلاقها فسوف يتم طرده منها، وتتدهور حياته الى البؤس والضياع.
المذهل أن هذه الرسالة وجدت صدى كبير لدى المشتركين ، الذين لم يعتادوا على هذا النوع من الرسائل ، واعتبروها طرفة من طرائف المجلة التى تتواصل عن طريقها مع القرّاء ، وراقت لهم كثيراً ، وقامت اعداد كبيرة من المشتركين بتجديد الإشتراك بالفعل ، وأصبح للمجلة شعبية كبيرة.
طبق طائر من الألماس
وجد صاحب ذلك المحل لبيع المجوهرات نفسه في ورطة ..فهو محاط بعشرات محلات المجوهرات في المدينة ، أغلبها شديد الرقي والتقدم ، والكثير من العملاء اعتادوا الذهاب الى متاجر بعينها ، نالت شهرة كبيرة عبر عشرات السنين …وهو لايزال فى بداية طريقه في هذا المجال.
الرجل توصّل لفكرة غير تقليدية ، فقام بتصميم وصناعة طبق طائر بديع مرصّع بالألماس ، وصل سعره لخمسة آلاف دولار ..كا قام أيضاً بصناعة ساعة رملية تعمل بالألماس بدلاً من التراب ، وصل سعرها في ذلك الوقت الى عشرة آلاف دولار .
وعلى الرغم من أن المتجر لم يبع هذه المنتجات ، ولم يحقق من خلالها أي مكسب مادى ، إلا أنها لفتت أنظار الكثيرين من عملاء المتاجر الأخرى ، وجعلت المتجر يكتسب شهرة كبيرة فى غضون أسابيع قليلة ، حوّلته فيما بعد لواحد من أكبر متاجر المجوهرات في هذه المنطقة .
فلنذهب إلى هاواى
كانت تلك الشركة تتبّع منهجاً تسويقياً ممتازاً وهو ” تحفيز المسوّقين ورجال المبيعات ” لديها لتحقيق أفضل النتائج…لذلك فقد أعلنت ان من يتخطى رقماً محدداً فى المبيعات ، فالشركة ستوفّر له رحلة ترفيهية شاملة كافة النفقات الى ولاية هاواى الساحرة.
ولكن المُحبط ان فرداً واحداً فقط من فريق مبيعات الشركة استطاع تخطي الرقم المحدد ، ونال بالفعل الرحلة المتميزة الى هاواى.
بالطبع لم يرضِ المدراء في الشركة أن يقوم شخص واحد فقط من فريق مبيعاتها الكبير بتحقيق هذا الرقم ؛ لذلك فقد انتهجت نهجاً جديداً لتدعيم هذه الفكرة وزيادة تحفيز فريق المبيعات لديها..
كافة الوسائل والصور والأقلام والأوراق بل وأقداح القهوة التى كانت تقدّمها الشركة لرجال مبيعاتها بطريقة نمطية ، أصبحت تحمل صوراً خلاّبة لولاية هاواى ! ..الى جانب عبارات التحفيز التى تمّ طبعها على هذه الوسائل ، والتى ترفع من هممهم وتؤكّد لهم انهم قادرون على فعل المستحيل مهما بدا صعباً إن أرادوا ذلك.
فى العام التالي ، سافر 15 فرداً من العاملين في طاقم مبيعات الشركة الى هاواى.
هل تعرف فكرة أكثر جنوناً من هذه ؟
في العام 1999 كان موقع ” Half.Com ” لا يزوره أحد تقريباً سوى القائمين عليه !..فعلى الرغم من كونه موقع جيّد لبيع المنتجات والأشياء المستعملة ، نظير سعر ثابت لا يقبل المزايدة ، إلا أنه لم يحقق أية شهرة تجلب له الزوّار ، حتى بعد أن بذل مؤسسوه جهوداً كبيرة فى الدعاية والتسويق له ..بدا الأمر محبطاً للغاية بالفعل.
وفي يوم من الأيام ، عرف نائب مدير تسويق الموقع بالصدفة ، ان ثمّة بلدة صغيرة في ولاية ” أوريجون ” الأمريكية تدعى ” هاف واي Half Way” ، وكانت بلدة صغيرة للغاية لا يتعدّى عدد سكانها ال 360 نسمة فقط.
هنا قفزت في ذهنه فكرة شيطانية
كانت الفكرة هي أن يتفق الموقع مع أهالى البلدة على تغيير اسمها لمدة عام واحد فقط ، من مسمى ” هاف واي ” ، إلى اسم الموقع نفسه ” هاف دوت كوم Half.com ” مقابل 100 ألف دولار أمريكي يدفعها الموقع لأهالي البلدة ، الى جانب 20 جهاز كمبيوتر هديّة للمدرسة الإبتدائية الصغيرة التى توجد في البلدة !
وبالفعل ، وافق سكان البلدة على هذه الصفقة ، وتحوّل اسمها الى ” Half.com ”
وسريعاً ، تناولت وسائل الإعلام الأمريكية هذه الفكرة الغير مسبوقة ، وأصبح خبر هذه الصفقة منتشراً للغاية فى الولايات المتحدة ، وتناولته الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المرئي ، حتى بدا أن أمريكا كلها تتحدث عن هذه الصفقة المدهشة.
وبعد اتمام هذه الصفقة بــ3 أسابيع فقط ، والشهرة الكبيرة التى نالها الموقع ، تقدم موقع eBay الشهير لشراء هذا الموقع ، وهو ماتمّ بالفعل ، وأصبح يسمى Half.ebay.com .
وكان المبلغ الذي تم شراؤه به هو 350 مليون دولار أمريكي
فقط فكرة غير تقليدية كلّفت موقعاً بسيطاً يعانى من قلة عدد الزوار ، مبلغ 100 ألف دولار ، عادت على أصحابها بمبلغ 350 مليون دولار بعد شهر واحد من تنفيذها.
لا شيئ يُعادل مُتعة الزبون الدائم
في ولاية أوهايو الامريكية ، كانت ( لورا فريزر ) مالكة ومديرة ذلك المقهى الصغير فى أحد مُدن الولاية ، تعانى من مأزق حقيقي.
فعلى الجهة المُقابلة لمقهاها الصغير ، يقع مقهى ستارباكس الشهير
بالتأكيد كانت مُجرّد تصوّر المنافسة بين المقهى الصغير الذي تملكه ، ومقهى ستارباكس العالمي ، هي محض خيال زائد .. وكانت تُعانى من خسائر فادحة طبعاً ، باعتبار أن أغلب الزبائن والمارة يتوجّهون إلى مقهى ستارباكس بمُجرّد المرور فى هذه المنطقة.
فكّرت المرأة فى عمل فكرة تسويقية مُختلفة ، تستطيع من خلالها جذب الزبائن إليها ، على الرغم من تواضع إمكانيّات المقهى بالنسبة لمقهى كبير مثل ستاربكس.
وتوصلت لورا إلى فكرة عبقرية.
قامت برسم مُخطط لكارت صغير ، كتبت فيه بخط أنيق ( لا شيئ يُعادل مُتعة الزبون الدائم ) ، ثم وضعت على خلفية الكارت مجموعة من المميزات والعروض التى يحصل عليها ( الزبائن الدائمين ) لمقهاها الصغير ، بشكل يُغريهم للتردد عليه أكثر من غيره ، للحصول على هذه الإمتيازات ، التى تُعتبر أفضل بكثير من مجرد الحصول على مشروب غالي الثمن من مقهى عالمي ، ثم الإنصراف..
قامت بتوزيع الكارت فى المدينة ، وفوجئت بعد وقت قصير أن مقهاها الصغير الذي كان الكثيرون لا يُلاحظون وجوده ، ممتلئاًَ عن آخره ، وأن الزبائن بدأوا يتوافدون عليه .. بدلاً من ستاربكس.
فريق المنطقة 51
بدأ جون سبولسترا وظيفته الجديدة ، كمسوّق رسمي لفريق ( لاس فيجاس ستارز ) الأمريكي للعبة البيسبول بمفاجأة لا تُبشّر بالخير إطلاقاً.
فالرجل اكتشف أنه مسؤول تسويق لفريق معروف عنه على مدى 18 عاماً ، أنه من أكثر الفرق الرياضية في هذه اللعبة إثارة للملل .. حتى أن المشاهدين والمشجعين لهذا الفريق ، أصبحوا بعد كل هذه السنوات ، يتوقعون الآداء المُمل فى كل مباراة يلعبها…وأنه من غير المُحبب أبداً مُشاهدة هذا الفريق تحديداً فى عطلات نهاية الأسبوع ، حتى لا يُكدّر مزاج الكثير من عُشّاق هذه اللعبة.
الرجل توصّل إلى أن الحل الوحيد لإعادة لفت الإنتباه لهذا الفريق التعيس ، هو أن يُغيّر اسمه.
بدأ يعرض الأمر على الإدارة ، فقوبل بعاصفة من الرفض والإستهجان – كعادة أي فكرة مجنونة – إلا أنه ظل مُصرّاً على تغيير الإسم ، وبدأ بالفعل فى سؤال المشجّعين والعاملين بالفريق ، عن أفضل الأسماء الذين يرون أنها مُناسبة للفريق..
وبالفعل ، اختار الرجل ( أغرب ) اسم عُرض عليه !.. وتم تبديل اسم الفريق من ( لاس فيجاس ستارز ) إلى فريق ( لاس فيجاس المنطقة 51 ).
المنطقة 51 لمن لا يعرف ، هي اسم منطقة تبعد عن لاس فيجاس بمسافة 100 فقط ، وتُعتبر من أكثر المناطق غموضاً فى أمريكا ، ويُقال أنها شهدت سقوط طبق طائر ، وتشريح كائن فضائي كان بداخله !
ولم يكتف جون بتغيير الإسم إلى هذا الإسم العجيب ، بل استعان برسّام موهوب ، طلب منه تصميم شعار للفريق مُناسب للإسم الجديد ، فقام برسم شعار على شكل رأس مخلوق فضائي ، أصبح الشعار الرسمي للفريق !
بعد شهرين من تغيير الإسم ، كان النادى ( الممل ) حديث الساعة للعديد من الجهات الصحفية فى أمريكا والعالم ، وأجريت العديد من الاستبيانات واستطلاعات الرأي حول هذا الإسم العجيب ، بل وعاد مُشجّعو النادى القدامى لمشاهدة فريقهم مرة أخرى فى المباريات ، وجذب الإسم الغريب الآلاف من المشاهدين الآخرين تدريجياً ، الذي خمّنوا أن نادى بهذا الإسم وهذا الشعار الطريف ، لابد أن يكون آداء لاعبيه مُختلفاً ومشوّقاً بشكل أو بآخر وأن الفريق يستحق المُتابعة.
الرجل الصحيح فى المكان الصحيح
كانت شركة ( IBM ) للبرمجيات ، تُرسل أفراد مبيعاتها للبنوك صباحاً .. ونفس الأفراد إلى الفنادق مساءاً ، بهدف إقناع هذه المؤسسات بشراء حواسيب IBM .. مثل أي فريق مبيعات فى أي مكان فى العالم.
ولكن مستوى المبيعات لم يكن مُرضياً أبداً للشركة.
كان رجال مبيعات الشركة على دراية ممتازة بفن البيع والتسويق ، ولكنهم لم يكونوا على خبرة كافية بنظام عمل البنوك والفنادق .. لم يكن دورهم معرفة هذه المجالات ، بقدر اهتمامهم الكامل على التوزيع وزيادة المبيعات والدعاية والتسويق للمنتج.
لذلك ، قامت الشركة بخطوة مختلفة تماماً.
لجأت الشركة إلى تعيين موظفي مبيعات ذوي خبرة فى عمل البنوك والمصارف ( سبق لهم العمل فى هذا القطاع ) ، للتعامل مع البنوك والمصارف وإقناعهم بشراء الحواسيب التى تنتجها الشركة .. فى الوقت الذي قامت بتعيين موظفين أيضاً ذوي خبرة فى مجالات السياحة والفندقة ، للتعامل مع الفنادق والمنشآت السياحية ، وإقناعهم بالشراء.
وبمجرّد أن تولى هؤلاء الموظفين ( ذوي الخبرة والعلاقات الطويلة فى مجالاتهم ) العمل فى الشركة ، حققت فى نفس الفترة الزمنية طفرة كبيرة فى مبيعاتها.
رجل من نيوجيرسي يبيع جسر بروكلين
كان بول هارتونيان مُستلقياً على أريكته يتابع التلفاز فى تلك الليلة .. فوقع على مُقابلة تلفزيونية مع مُقاول أخشاب شهير ، سيقوم بتغيير الممرات الخشبية الخاصة بالمارة على جسر بروكلين، لأن الخشب الأصلى للجسر تآكل ولم يعد آمناً ووجب تغييره.
أسرع بول فوراً بشراء هذا الخشب القديم الذي تمّ تفكيكه من الجسر ، وأخذه إلى شخص يعرفه وطلب منه أن يقوم بتقطيع هذا الخشب إلى قطع صغيرة على شكل مُربّعات.
وبعد عدّة أيام ، أصدر بول هارتونيان بيانه الصحفي الذي نال شُهرة كبيرة ، وأثار ضجّة واسعة جداً وقتها :
رجل من نيوجيرسي يبيع جسر بروكلين ..مقابل 14,95 دولاراً .
وبعد أن نشر الإعلان ، قام العبقري بكتابة شهادات اعتمدها بنفسه ، تُثبت أصالة هذه القطع الخشبية ، وأنها بالفعل مأخوذة من الممر الخشبي لجسر بروكلين ، وطبع منها مئات النسخ .. وكل نسخة وضع معها قطعة صغيرة من هذه المربعات الخشبية كعيّنة لمن يريد إختبارها .. ثم قام بإرسال هذه الشهادات المرفق معها القطع الخشبية إلى أشهر المؤسسات الصحفية والإعلامية، حتى يتأكدوا من مصداقيته.
نتيجة لهذه الخطوة، بدأ المراسلون الصحفيون يتوافدون عليه ، ويجرون معه المقابلات الصحفية.. وفي غضون أيام قليلة أصبح أحد الشخصيات الشهيرة فى الولايات المُتحدة.
هذه الشُهرة ساعدته فى إجتذاب المُشترين الأثرياء، وقام ببيع كل قطع الخشب التي يملكها ، مُقابل مبالغ فلكية.
أعتقد أننى لن أمل أبداً من تناول الأفكار التسويقية المجنونة فى موقعنا ، وأنقل لكم هذه الخبرات .. تحرروا تماماً من أفكاركم التقليدية المملة البطيئة المستفزة ، فى زمن لا يتميّز ولا ينجح فيه سوى المختلفين والمجانين.
أتمنى أن تنشروا هذه المقالة إلى أوسع مدى ، وتشاركوها أصدقائكم حتى يستفيد الجميع .. وأنا متأكد تماماً أن العقول العربية مليئة بآلاف الأفكار التسويقية المتميزة ، التى ستدر أرباحاً هائلة على أصحابها.
فقط لو اقتنعوا تماماً بجملة : ( الأفكار المجنونة فى التسويق .. تنجح دائماً ) .. وعملوا على تنفيذها.
أضف تعليقاً