يتكون الدخان السلبي من نوعين من الدخان ذلك المطرود من أفواه المدخنين, وهذا الدخان قد مر على مصفاة (فلتر) السيجارة ثم دخل الى جوف المدخن ثم بعد ذلك طرد الى الخارج, وبهذا يكون قد فقد بعض خواصه الأصلية وحصل له بعض التغيير في نسب المواد المكونة له. والنوع الثاني من الدخان السلبي هو ذلك الدخان الذي ينبعث مباشرة من طرف السيجارة المشتعل, وهذا الدخان يحمل نسبا أكثر تركيزا من مكونات الدخان المختلقة, مثل القطران والنيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون وغيره من المواد السامة والمسرطنة. وبالتالي فهو أكثر خطورة على المدخنين أنفسهم والمدخنين لاإراديا (سلبيا).
إن البالغين من الناس الذين يدركون خطورة التخين السلبي يستطيعون في أغلب الأحيان أن يتجنبوا التواجد في الأجواء الملوثة بالدخان إن هم أرادوا ذلك. وذلك من خلال الإبتعاد عن المدخنين أصلا, أو من خلال فرض قيود على التدخين والمدخنين في الأماكن العامة خصوصا. ولكن من يأخذ بحق الأطفال في الحصول علي جو نظيف وخالي من الدخان. وخصوصا الأطفال لأبوين مدخنين أو لأب مدخن مثلا فهؤلاء الأطفال هم أول ضحايا التدخين السلبي حيث أنهم يفرض عليهم إستنشاق الدخان من جو المنزل الذي لا يكاد يخلو هواؤه من الدخان. ولا يخدعن الأبوين أو أحدهما نفسه بأن يقوم بفتح النوافذ أو الإعتزال عن الأطفال أثناء شرب الدخان في المنزل فهذا لايكفي. حيث تتسرب كميات من الدخان الى بقية أجواء المنزل لا محالة, كما تعلق الروائح النتنة بالثياب وملابس والغرف.
وقد وجد بالدراسة أن الأطفال لأبوين مدخنين هم أكثر عرضة لأن يصبحوا مدخنين في سن مبكرة. ويحدث ذلك لسببين:
1. التقليد والقدوة الأبوية.
2. الأثر الفعال للتدخين السلبي اللاإرادي الذي يتعرض له هؤلاء الأطفال منذ بعومة أظفارهم. وحيث أنه قد ثبت الآن علميا أن مادة النيكوتين في دخان السجائر هي مادة تسبب الإدمان, بل هي أقوى في الإصابة بالإدمان من كل من مادتي الكوكايين والهيروين. فلا غرو إذن أن يصاب أبناء المدخنين بآفة التدخين في سن مبكرة فيصبحوا هم أنفسهم مدخنين.
آثار التدخين السلبي على الأطفال
· تكون رئة الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي من قبل الأبوين أو أحدهما في المنزل أقل كفاءة وقدرة على أداء وظائفها بالمقارنة مع أقرانهم ممن لا يتعرضون لآثار التدخين السلبي.
· كما هو معلوم فإن الأطفال في طور النمو تكون أجسامهم في غاية الحساسية لأي متغيرات تحدث من حولهم. وقد لوحظ أن الأطفال المعرضين لآثار التدخين السلبي في المنزل هم أكثر عرضة للإصابة بنوبات الربو الشعبي الحادة المتكررة, وهي غالبا ما تكون شديدة وقد تشكل خطورة على حياتهم.
· إن إحتمال إصابة الأطفال المعرضين لآثار التدخين السلبي بإلتهابات الرئتين (التدرن) وإلتهابات الشعب الهوائية وكذلك إلتهابات الأذن الوسطى مضاعف بالمقارنة مع الأطفال الذين لا يتعرضون للتدخين السلبي.
· كذلك فإن الأطفال المعرضين للتدخين السلبي هم أكثر تغيبا عن المدارس بسبب الأمراض التي يتعرضون لها. وكذلك يكونون أقل قدرة على أداء الرياضات المختلفة بشكل عام.
· وأخيرا وليس آخرا فقد أصبح ثابتا الآن أن أطفال الأمهات المدخنات هم عرضة للموت السريري المفاجئ وقد تزيد نسبة إحتمال حدوث هذا الأمر مع زيادة عدد السجائر التي تدخنها الأم يوميا. ومن هذا يتضح أن التأثيرات السلبية للتدخين السلبي اللاإرادي تحدث للجنين حتى قبل أن يرى النور. بل أكثر من ذلك فقد أثبتت الدراسات أن الجنين يتأثر بالتدخين حتى لو لم تدخن الأم بل تواجدت فقط في محيط المدخنين. كذلك قد يكون الأطفال عرضة لآثار التدخين السلبي من الأم المدخنة وذلك من خلال الرضاعة حيث ثبت أن حليب الأم يحتوي على بعض نواتج إحتراق السيجارة مثل مادة النيكوتين ومواد أخرى سامة.
· إذن لا بد من حماية أطفالنا من أضرار التدخين المباشر وغير المباشر. ويبدأ ذلك من فترة الحمل حيث ينبغي أن تحرص الأم على ألا تتعرض للدخان أو المدخنين أو الأجواء الملوثة عموما. ثم حرص الوالدين على أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم وذلك بالإمتناع تماما عن إدخال هذه الآفة لبيوتهم وتعريض فلذات أكبادهم للعدوى والإدمان.
أضف تعليقاً