وفي دراسة هذا الاضطراب تبين أن هناك عاملاً وراثياً وراء عدد من الحالات.. حيث ينتشر الاضطراب في نفس العائلة. وعندما يصاب أحد أفراد الأسرة فإن نسبة (10-20%) من أقرباء الدرجة الأولى يظهر لديهم هذا الاضطراب . ولا يزال العامل الوراثي غير محدد . كما أن هناك عدد من المثيرات لنوبات المشي أثناء النوم ومنها القلق والتوتر والخوف وامتلاء المثانة والضجيج والحرمان من النوم وارتفاع الحرارة وأيضاً نوبات الصداع النصفي واستعمال الكحول وبعض الأدوية النفسية .
ولا بد من تفريق اضطراب المشي أثناء النوم عن نوبات الخوف أو الرعب الليلي، حيث يقوم الطفل من فراشه بحالة ذعر وخوف شديدين وتتزايد ضربات القلب ويحدث التعرق وغير ذلك .. وهذا لا يحدث في اضطراب المشي أثناء النوم . كما يجب تفريقه عن الكابوس أو الحلم المزعج المخيف ، وفيه يتذكر الطفل أو البالغ تفاصيل عن الحلم الذي أزعجه كما أنه يحدث في آخر الليل عادة. ويمكن لحالات إعاقة التنفس والشعور بالاختناق أن تتشابه مع اضطراب المشي أثناء النوم حيث يقوم المريض من فراشه .. ولكن ذلك يتميز بالشخير وانقطاع النفس والنوم المتكرر في النهار .
وبعض حالات الصرع الدماغي تتشابه مع هذا الاضطراب وفيها يكون تخطيط الدماغ ضرورياً حيث يظهر اضطراب في كهربائية الدماغ . بينما يظهر التخطيط في المشي أثناء النوم موجات بطيئة هي موجات النوم بالإضافة إلى الموجات الأخرى .. كما يفرق هذا الاضطراب عن اضطراب ( الشرود التفككي Fugue States ) والذي يحدث بنوبات تبدأ أثناء النهار وتستمر أياماً أو أسابيع يكون فيها المريض بحالة اعتيادية من الصحو والكلام .
وأخيراً يجب تفريق هذا الاضطراب عن ( التمارض أو ادعاء المرض ) من خلال الأعراض الوصفية له والتي يصعب تمثيلها أو اصطناعها .
وأما العلاج فلا بد من التأكيد أولاً على أن كثيراً من الحالات تعتبر عادية ولا تتسبب في مشكلات إضافية. وأما الحالات الأخرى حيث يتجنب المريض النوم خارج المنزل ويتجنب الرحلات والمخيمات الصيفية والزيارات التي تحتاج إلى نوم خارج المنزل فعندها يتطلب الأمر العلاج .. ويتدرج العلاج من الابتعاد عن المثيرات كالحرمان من النوم والتخفيف من القلق والضغوط الاجتماعية قدر الإمكان .. ويفيد إعطاء دواء مهدئ في توقيف النوبات ، كما يجب الانتباه إلى حماية الطفل وترتيب مكان نومه بشكل لا يتسبب في الكدمات والأذى. وأما في حالات الكبار فلا بد من دراسة الحالة بالتفصيل وتفريقها عن سوء استعمالها بعض الأدوية أو استعمال الكحول وغيره كما لا بد من وضع خطة تفصيلية علاجية من مختلف الجوانب النفسية والاجتماعية والطبية .
أضف تعليقاً