تعريف القرش:
القرش هو نوع من الأسماك الغضروفية التي تُعرف بانتشار أنواعها في جميع المحيطات والبحار حول العالم. هذه السمكة تتميز بجسم كبير بشكل أسطواني، ووجود فكّين قويين مزودين بأسنان حادة وقاطعة، إضافة إلى وجود خياشيم لتنفس الماء.
صفات سمك القرش:
أسنان سمك القرش:
يمتلك سمك القرش أكوام وصنوف متراصة من الأسنان المدببة القاطعة، بمختلف المقاسات والأشكال، منها المسطحة القادرة على تحطيم القواقع والجنادب البحرية، ومنها الطويلة المدببة التي صممت لتقطيع أوصال أي سمكة مهما كان حجمها.
أما تلك الأسنان المخصصة لمقاتلة الثدييات البحرية فإنها تستطيع قضم مساحة هائلة من أي حوت، وشطر أفراس البحر وكلابه بقضمة واحدة.
حيث أن أسنان القرش تعمل بمثابة شفرات حادة، وصلابتها كصلابة الألماس، ويهاجم هذا الوحش فريسته بأعداد كبيرة تصل إلى 400 فرد تهيم في مياه المحيط وتحيط بفريستها بهجوم سريع لا يبقى من أثرها شيئا بالمرة.
مرونة وسرعة هائلة:
يتمتع سمك القرش بمرونة جسدية فهو يتحرك برشاقة مذهلة وسرعة كبيرة على الرغم من حجمه، وبعكس الأسماك التي تطفو بسبب حجم كيسها الهوائي، فإن القرش يتحرك ارتفاعاً وهبوطاً بفضل كبده الذي يبلغ ربع حجم جسمه و الذي يحتوي على مادة أقل كثافة من ماء البحر.
مهارات غريبة لسمك قرش:
يمتلك القرش مهارات غريبة، فهو يستطيع تقييم فريسته بدقة متناهية من أول عضة، بحيث يستطيع وبسرعة مذهلة معرفة حجم الطاقة الغذائية أي الدهون التي سيحصل عليها من هذه الفريسة، وما إذا كانت تستحق عناء المحاولة، ولذلك تعتبر لحوم الفقمة وسباع البحر فريسة مثالية، بسبب ارتفاع نسبة الدهون في أجسامها، بينما لا يعد إنساناً نحيفاً وجبة شهية.
حقائق ومعلومات عن سمك القرش:
- سمك القرش لا ينام ولا يتوقف عن الحركة منذ ولادته حتى موته، وذلك لأن جسمه غير مجهز كغيره من الأسماك بأكياس هوائية تساعده على النوم.
- يعزي العلماء طول أعمار أسماك القرش إلى التطورات الفسيولوجية التي تمر بها هذه الكائنات التي تتمتع بصفات خاصة تتيح لها فعالية عالية سواء في الحصول على غذائها أو البقاء على قيد الحياة.
- يمتلك القرش ميزات مجتمعة تساعده على تحسس البيئة المحيطة وكشفها بدقة متناهية، فهو مثلاً يمتلك مقدرة هائلة على الرؤية في الأعماق بفضل وجود طبقة عاكسة تقوم بتضخيم كمية الضوء الساقط على الشبكية، الأمر الذي يجعله قادراً على تحسس أضعف الأضواء.
- جلد القرش يحتوي حجيرات تشبه الأقماع، وهي مليئة بالنهايات العصبية فائقة الحساسية لأبسط رنين يحمله الماء لها، إلى جانب حاسة شم قوية يمكنه عبرها الإحساس برائحة قطرة واحدة من الدم في 100ألف لتر من الماء، كما تمكنه هذه الحاسة من متابعة أثر الروائح لمسافة كيلومترات عديدة.
- ناهيك على أن مقدمة الأنف مزودة بنوع من المسامات الصوتية فتمكنه من الاستدلال على أي حقل كهربائي مهما كان ضئيلاً، بمعنى أنه قادر على رصد أي حركة عضلية مهما بلغت من الضعف.
أنواع سمك القرش:
هناك 400 نوع من أسماك القرش، تنقسم أنواعه إلى 30 عائلة، تحتوي كل منها ثمانية أعضاء من النوع المسمى سمك القرش، ومن بين الـ 400 نوعاً يعتبر 30 منها فقط المتوحش والذي قد يمثل تهديداً وخطراً على الإنسان.
ويتصدر هذه 30 فصيلة منها 4 أنواع تعد من أخطر أنواع القرش في العالم، وهي:
- القرش الأبيض.
- القرش الثور.
- القرش النمر.
- القرش المحيطي.
القرش الأبيض الكبير:
يُعتبر القرش الأبيض الكبير من أكبر وأقوى أنواع القرش على الإطلاق. يصل طول هذا النوع إلى 6 أمتار وقد يزن أكثر من 2 طن. وهو من المفترسات الرئيسية في المحيطات، حيث يتغذى على الحيتان والفقمات والسلاحف البحرية. ويتميز هذا النوع بأسنان حادة وقوية تمكنه من تمزيق فرائسه بسهولة.
القرش المطرقة:
يتميز هذا النوع من القرش بشكل رأسه المميز على هيئة مطرقة، والذي يساعده على الرؤية والصيد بشكل أفضل. ويعيش القرش المطرقة في المناطق الاستوائية والاستوائية شبه المدارية في جميع محيطات العالم. ويصل طول هذا النوع إلى 6 أمتار تقريباً. ويعتبر من الأنواع المعرضة للخطر نظراً لصيده المفرط من قبل البشر.
القرش الأزرق:
يُعتبر القرش الأزرق واحداً من أصغر أنواع القرش، إذ لا يتجاوز طوله 3.8 أمتار. ويتميز هذا النوع بلونه الأزرق الفاتح على الظهر والأبيض على البطن، مما يساعده على التمويه في المياه. ويعيش القرش الأزرق في جميع المحيطات الدافئة وشبه المدارية. وهو من الأنواع الأكثر انتشاراً بين أنواع القرش.
وبالرغم من كل ذلك فإن علماء الحياة البحرية اعتبروا العداء لأسماك القرش ظلماً بينياً، ولذلك يبذلون جهوداً مضنية ومنذ سنوات عديدة للدفاع عن حقوقها البيئية.
موطن سمك القرش:
كمجموعة، تتكيف أسماك القرش مع مجموعة واسعة من الموائل المائية، وتعيش أنواع مختلفة في الموائل الساحلية الضحلة، وموائل قاع المحيط في المياه العميقة، والمحيطات المفتوحة.
وتقوم معظم أسماك القرش بمعظم أنشطتها خلال فترة ما بعد الظهر وتفضل الصيد ليلاً، وعادة ما تكون انفرادية: فهي تسبح وتصطاد بمفردها معظم الوقت، ولكنها تلتقي مع أسماك القرش الأخرى في بعض الحالات الخاصة، مثل فترة التزاوج أو المناطق الغنية بالطعام.
غذاء القرش:
تتغذى أسماك القرش السطحية، مثل القرش النمر والقرش الثور على الفرائس الميتة والحية، بالإضافة إلى الجيف والمخلفات، مثل جثث الحيتانيات.
كما يستخدم القرش النمر أسنانه لمهاجمة أسد البحر والسلاحف، بينما القرش الثور يستخدم أسنانه ليتغذى على الأسماك والحبار مثل القرش الأزرق.
ومن بين أسماك القرش القاعية، تصطاد أسماك القرش الممرضة أو أسماك المتذبذب الغربية عن طريق الانتظار وتتغذى على الأسماك العظمية والقشريات.
على سبيل المثال، يتمتع سمك الـ wobbegong الغربي بقوة شفط هائلة تُستخدم لامتصاص الحيوانات التي تلجأ إلى شقوق الشعاب المرجانية.
كما تتمتع أسماك القرش بحاسة شم متطورة للغاية، مما يعني أنها تستطيع اكتشاف فرائسها على بعد عدة كيلومترات.
ومن خلال تغذيتها على الحيوانات الضعيفة أو المريضة، تعمل أسماك القرش كمنظم للأنواع المفترسة الأقل، مما يساهم في توازن النظام البيئي الذي تعيش فيه.
ولذلك فإن مكان القرش في قمة السلسلة الغذائية ضروري لتوازن المحيطات.
شاهد بالفيديو: 8 حلول للحد من ظاهرة التلوث البيئي
تكاثر القرش:
هناك ثلاث طرق رئيسية لتكاثر أسماك القرش:
الإخصاب الداخلي:
في هذه الطريقة، يقوم الذكر بتلقيح الأنثى داخل جسمها. وتحمل الأنثى الصغار داخل رحمها لفترة طويلة قبل ولادتها.
الإخصاب الخارجي:
في هذه الطريقة، يقوم الذكر بتلقيح البويضات الأنثوية في الماء مباشرة. وتنمو البويضات الملقحة خارج جسم الأنثى.
الأنواع الحاملة للبيض:
في هذه الطريقة، تضع الأنثى بيوضاً مغلفة بقشرة صلبة في الماء. وتفقس البيوض بعد فترة وتخرج الصغار.
خطر انقراض أسماك القرش:
أسماك القرش هي من أكثر الكائنات البحرية فتكاً وشهرة في العالم. ومع ذلك، فقد أصبحت هذه الكائنات المثيرة للإعجاب في خطر الانقراض بسبب مجموعة من العوامل البيئية والبشرية.
أسباب تهديد انقراض أسماك القرش:
1. الصيد الجائر:
يعتبر الصيد الجائر للأسماك أحد أكبر التهديدات لأسماك القرش. يتم صيد ملايين الأسماك كل عام للحصول على زعانفها أو لاستخدامها في الطعام والزينة.
2. تدمير البيئات الطبيعية:
تأثير البشر على البيئات البحرية من خلال التلوث وبناء الموانئ والانتشار المفرط للنشاطات البشرية قد أدى إلى تدمير العديد من موائل أسماك القرش.
3. الصيد العرضي:
غالباً ما يتم صيد أسماك القرش عن طريق الخطأ في الصيد التجاري للأنواع الأخرى، مما يؤدي إلى انخفاض أعدادها بشكل كبير.
4. تغير المناخ:
ارتفاع درجات حرارة المحيطات والتغيرات في نظم التيارات البحرية بسبب تغير المناخ قد يؤثر بشكل كبير على تكاثر وبقاء أسماك القرش.
التدابير اللازمة للحفاظ على أسماك القرش:
1. تنظيم الصيد والتجارة:
فرض قوانين وتشريعات صارمة لتنظيم عمليات الصيد والتجارة في أسماك القرش من قبل الحكومات والمنظمات الدولية.
2. حماية وإعادة تأهيل الموائل:
العمل على حماية البيئات البحرية الطبيعية وإعادة تأهيل المناطق المتضررة لتوفير موائل مناسبة لأسماك القرش.
3. البحث العلمي والتوعية:
زيادة الاستثمار في البحث العلمي لفهم أفضل لأسماك القرش وتعزيز التوعية المجتمعية بأهمية الحفاظ عليها.
في الختام:
مستقبل أسماك القرش في خطر حقيقي بسبب مجموعة من التهديدات البيئية والبشرية. ومع ذلك، فإن اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على هذه الكائنات المذهلة أمر ضروري لضمان بقائها على كوكبنا. من خلال الجهود المشتركة بين الحكومات والمنظمات والأفراد، يمكننا المساهمة في منع انقراض هذه الأنواع الرائعة.
أضف تعليقاً