كما قامت شركة (يونيفيرسام – Universum) التجارية والتي تقع في مدينة ستوكهولم بإجراء دراسة شملت أكثر من 400 ألف طالب ومهني عالميا حول القضايا الوظيفية؛ وقد توصلت من خلال هذه الدراسة إلى 5 أنواع من الشخصيات المرغوبة لدى رب العمل من بين المرشحين للوظائف لعام 2012.
يقول جوا أروجو من شركة (يونيفيرسام): "لقد قمنا بإجراء دراسة على أرباب العمل نتطرق من خلالها إلى التحديات التي تواجههم أثناء عملية التوظيف لنعرف ما يبحثون عنه في الموظفين ولا يجدونه". وعلى حد قوله، فإنه وعند تحديد جميع الصفات، سيتمكن المتقدمون الطموحون للوظائف من التعرف على أكثر الصفات رواجا؛ وبالتالي سيقومون بصقل سيرهم الذاتية وتكتيكاتهم الفريدة في المقابلة الوظيفية بهدف الحصول على أفضل وظيفة.
وتأتي كل من الاحترافية بنسبة (86%)، والحيوية بنسبة (78%)، والثقة بالنفس بنسبة (61%) في المراتب العليا من السمات الشخصية التي يبحث عنها أرباب العمل في الموظفين. وتقول كاثي هارس، المدير العام لشركة (هارس أليد – Harris Allied) التي تعتمد أساسا على البحث التنفيذي والموجودة في مدينة منهاتن، إن هذه الانطباعات الأولية للسمات الشخصية هي أهم ما يستعد له أرباب العمل؛ فهي وسيلة التقييم الأولى التي يتبعها الرؤساء المسؤولون عن التوظيف خلال 30 ثانية من بدء المقابلة مع المرشح للوظيفة.
وتتابع قولها: "يستطيع المدير أن يستقرئ صفاتك الشخصية في اللحظة التي تعبر بها الباب". فالملابس التي ترتديها، والطريقة التي تقف بها، وشدة قبضة يدك عند المصافحة الأولى، وتقديم نفسك بثقة تامة، وحيويتك ومهنيتك؛ كلها أمور أساسية تماما كالحصول على مشورة مهنية. ولكن لا تقلق من هذه النصيحة الشائعة؛ إذ تقول هاريس، المتخصصة في التوظيف التنفيذي رفيع المستوى، أنه يمكن خداع كبار الرؤساء التنفيذيين المحنكين فيما يتعلق بهذه الأساسيات. وتتفق شركة (يونيفرسام) معها في الرأي؛ حيث إن الثقة بالنفس تتصدر قائمة المهارات التي تعتقد الشركات بأنها أكثر صفة يفتقدها الموظفون.
وتضيف هارس قائلة: "نحن نعيد ونكرر إسداء النصيحة المحببة ذاتها على كل مرشح للوظيفة". فالمرشح الناجح للوظيفة هو من يدخل المقابلة الوظيفية ويده ممدودة إلى الأمام ليصافح بها، ويكون قد أجرى البحث اللازم عن الشركة وعن الشخص الذي سيجري معه المقابلة، ويكون قد بذل ما في وسعه ليرتدي من الثياب ما هو ملائم ثقافيا ومناسب لبيئة العمل.
أما بالنسبة للسمات الشخصية الأخرى التي يعتبرها عملاء شركة (يونيفرسام) أساسية في عملية التوظيف فهي لا يمكن تمييزها بمجرد النظر إلى المتقدم بطلب الوظيفة؛ بل إن الأمر يتعدى ذلك ليصل إلى السيرة الذاتية والتحضير للمقابلة الوظيفية. وحتى تتمكن من تقديم نفسك على أنك شخصية تتمتع بمهارة المراقبة الذاتية بنسبة 58%، تنصحك هارس بتعديل المصطلحات اللغوية التي استخدمتها في كتابة سيرتك الذاتية بحيث تجذب الانتباه بطريقة أو بأخرى إلى الخبرة الوظيفية التي تمتكلها في الوظائف التي عملت فيها بشكل مستقل أو برعت فيها بعيدا عن توجيه من قيادة مباشرة لك. فهي تقول: "أثناء إجراء المقابلة الوظيفية، أسرد القصص التي تظهر من خلالها قدرتك على إنقاذ بعض المواقف التي حدثت في السابق، أو حتى الإتيان بمواقف إصلاحية، وكيف كان للتحفيز الذاتي في نفسك الأثر الكبير في نجاح تلك التجارب".
وتنظر هارس إلى التحلي بـ الفضول الفكري بنسبة (57%) على أنها سمة غريبة وملائمة تماما، فهي دائما ما توجه النصائح للمتقدمين للوظائف بإجراء تعديلات وثيقة على بند "الهوايات والاهتمامات" في سيرهم الذاتية؛ بحيث تقول: "أعتقد أنه عندما يبحث أرباب العمل عن الفضول الفكري فهم في الواقع يبحثون عن أمرين مختلفين؛ القدرة على حل المشاكل، والتفاني المستمر لتعلم تكنولوجيات أو حلول جديدة من شأنها أن تعمل على تطوير بيئة العمل". ووفقا لوجهة نظر هارس، فإن أرباب العمل في الواقع يسألون أنفسهم فيما إذا كان الموظفون الجدد سيلتزمون مع شركاتهم على المدى الطويل؛ فذلك الموظف الذي يتبنى قاعدة بيانات جديدة على مضض ليس مفضلا على ذلك الذي يتحلى بشغف حقيقي لتعلم أشياء جديدة.
أضف تعليقاً