يوم الصحة العالمي

في وسط الاحتفالات المُقامة سنوياً، يستحق اليوم العالمي للصحة صدارة الاحتفال والتّرتيب وصدارة الفعاليات الهامّة. فالصحة أكثر أمرٍ على وجه الأرض يستحقّ أن نصحوَ من أجله كلّ يومٍ في قمّة الأمل والنّشاط والحيوية. وأكثر أمرٍ يجعل دمعتنا قريبةً، وابتسامتنا غائبةً، وغصة قلوبنا مُسيطِرة؛ وذلك في حال كان معدّله أقلّ من المعدّل الطبيعي. فما هو اليوم العالمي للصحة، وما هي موضوعاته ونشاطاته خلال السنوات الأخيرة؟ هذا ما سنتعرّف عليه من خلال هذا المقال.



يوم الصحة العالمي:

منظمّة الصحة العالمية

تعدّ منظمّة الصحة العالمية المؤسسة الرسميّة المعنيّة بالصحة، والتابعة لهيئة الأمم المتحدة، وقد تأسّست في 7 أبريل عام 1948، حيث أُعتمِد هذا اليوم من كلّ عام ليكون اليوم العالمي للصحة، إذ يُقام فيه أنشطةٌ ترفيهيّةٌ لدعم الحياة الصحيّة، وتُعقَد الندوات والمؤتمرات وورشات العمل تحت إشراف مختّصين في مجال الصحة، وتُحفَّز وسائل الإعلام سنويّاً لتوعية المجتمع بأهميّة الصحة والوقاية من الأمراض.

تسعى منظمّة الصحة العالميّة إلى عمل مجموعةٍ من المبادرات التي تساعد في إتاحة الخدمات الصحيّة الجيدة، والحماية الماليّة للمجتمعات المحليّة، من خلال الحصول على تعّهداتٍ رسميّة من الحكومات في العالم؛ لتأمين تغطيةٍ صحيّةٍ شاملةٍ لجميع السكّان.

موضوعات الاحتفال بيوم الصحة العالمي:

تطرح منظمة الصحة العالميّة في كلّ عامٍ موضوعاً يتعلّق بمشكلةٍ صحيّةٍ يجب تسليط الضوء عليها، وسنعرض المواضيع التي اختارتها منظمّة الصحة العالميّة للاحتفال بيوم الصحة العالمي من عام 1995، وهي:

  • القضاء على شلل الأطفال العالمي (Global Polio Eradication)، في عام 1995.
  • المدن الصحية من أجل حياةٍ أفضل (Healthy Cities for better life)، في عام 1996.
  • الأمراض المعديّة الناشئة (Emerging infectious diseases)، في عام 1997.
  • الأمومة الآمنة (Safe motherhood)، في عام 1998.
  • الشيخوخة الفعّالة لضمان صحة كبار السن (Active aging makes the difference)، في عام 1999.
  • سلامة الدّم مسؤولية كلّ فردٍ فينا، وفي الدّم الآمن إنقاذ للحياة (Safe Blood starts with me)، في عام 2000.
  • الصحة النّفسية: توّقف عن تجاهلهم، ابدأ برعايتهم (Mental Health: stop exclusion, dare to care)، في عام 2001.
  • في الحركة صحة (Move for health)، في عام 2002.
  • تنشئة الأطفال في بيئة صحيّة ضماناً للمستقبل (Shape the future of life: healthy environments for children)، في عام 2003.
  • سلامة الطرق (Road safety)، في عام 2004.
  • لا تُقلِّلوا من مكانة الأم والطفل في المجتمع (Make every mother and child count)،في عام 2005.
إقرأ أيضاً: أمراض مقلقة لا زالت موجودة حتى اليوم

موضوعات يوم الصحة العالمي في السنوات الأخيرة:

يوم الصحة العالمي لعام 2015، (السلامة الغذائية):

شجّعت منظمة الصحة العالمية الجهود المبذولة من أجل تحسين السلامة الغذائيّة، وذلك من المزرعة إلى الطّبق النهائي (وفي كلّ المراحل التي تفصل بينهما)، كجزءٍ من أساسيات اليوم العالمي للصحة عام 2015.

حيث يعدّ الغذاء الحاوي على البكتريا الضارة والفيروسات والطفيليات أو المواد الكيميائية؛ مسؤولاً عمّا يزيد عن 200 نوعٍ من الأمراض، والتي تبدأ من الإسهال وتصل إلى السرطان. ويرتبط بوفاة ما يقدّر بنحو مليوني شخصٍ سنوياً، معظمهم من الأطفال.

يوم الصحة العالمي لعام 2016، وضع حدٍّ للزيادة في أعداد المصابين بمرض السكري، وتقديم الرعاية لهم:

تُطلِق منظمة الصحة العالمية دعوةً إلى العمل بشأن داء السكري من خلال اليوم العالمي للصحة. في حين سلّطت الضوء على الحاجة إلى تكثيف الوقاية من هذا الداء وعلاجه.

حيث يعدّ داء السكري من الأمراض غير السّارية المزمنة، والتي ترتبط بارتفاع مستويات الغلوكوز في الدّم (السكر في الدم)، وينشأ ذلك عن عجز البنكرياس عن إنتاج ما يكفي من هرمون الأنسولين الذي ينظّم السكر في الدم، أو عجز الجسم عن استخدام ما ينتجه من أنسولين بشكلٍ فعّال.

لقد تزايد عدد الأشخاص المتعايشين مع داء السكري أربعة أضعافٍ تقريباً، منذ عام 1980، ليصل إلى 422 مليون شخصٍ من البالغين الذين يعيش معظمهم في البلدان الناميّة.

فيجب على الحكومات أن تتأكّد من قدرة النّاس على اتخاذ الخيارات الصحيّة (الأكل الصحي، النشاط البدني، تفادي الزيادة المفرطة في الوزن) ومن قدرة النظم الصحيّة على تشخيص المصابين بداء السكري وعلاجهم.

إقرأ أيضاً: ما المشروبات التي يستطيع أن يشربها الأشخاص المصابون بالسكري؟

يوم الصحة العالمي لعام 2017، الاكتئاب:

ركّزت حملة يوم الصحة العالمي لعام 2017 على الاكتئاب، والتّعريف به، وكيفيّة الوقاية منه والعلاج. وتهدف الحملة التي تستمر لعامٍ واحدٍ إلى الحدّ من الألم المرتبط بالاكتئاب، وتشجيع المصابين على طلب المساعدة.

يعاني شخصٌ واحدٌ من كلّ خمسة أشخاصٍ من الاكتئاب والقلق في إقليم الشرق المتوسط، بسبب ما يشهده الإقليم بشكلٍ متزايدٍ من أزماتٍ إنسانيّة ونزاعاتٍ وحالات نزوح، وقدّرت منظمة الصحة العالميّة أنّ عدد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب قد زاد بنسبةٍ تزيد على 18٪ بين عامي 2005 و2015.

يمكن الوقاية من الاكتئاب وعلاجه أيضاً. إلّا أنّ نقص الدّعم الموجّه إلى الأشخاص الذين يعانون من مرضٍ نفسي إلى جانب الخوف من العار، يمنع الكثيرين من الوصول إلى العلاج اللّازم للشفاء وعيش حياة أفضل.

إقرأ أيضاً: زيارة الطبيب النفسي: جنونٌ أم توازن؟

يوم الصحة العالمي لعام 2018، التغطيّة الصحيّة الشاملة:

دعت منظمة الصحة العالمية قادة العالم إلى اتخاذ خطواتٍ حقيقيّة للتّحرك نحو التغطيّة الصحيّة الشاملة (UHC)، وذلك من خلال يوم الصحة العالمي 2018، وهذا يعني ضمان وصول الجميع في كلّ مكانٍ إلى الخدمات الصحيّة ذات الجودة، ودون مواجهة المصاعب الماليّة، بناءً على أهداف التنميّة المستدامة التي وافقت عليها جميع البلدان في عام 2015.

فعند فشل النظم الصحيّة في توفير الحماية الماليّة الكافية، يضطر الناس إلى الاختيار بين الرعاية الصحية والاحتياجات الأساسيّة الأخرى. وهذا يُصعّب الوصول إلى الخدمات، ويُقلّل من الحالة الصحيّة، ويعمّق الفقر ويزيد من عدم المساواة.

يوم الصحة العالمي لعام 2019، التغطيّة الصحيّة الشاملة:

كان محور يوم الصحة العالمي لعام 2019 هو التغطيّة الصحيّة الشاملة. ووفقاً لتقديرات البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإنّ نصف سكّان العالم على الأقل لا يحصلون على خدمات الرعاية الصحية الأساسيّة.

الهدف من يوم الصحة العالمي 2019 هو تحسين فهم الرعاية الصحيّة الشاملة وأهمية الرعاية الصحيّة الأوليّة (PHC)، والعمل على التّعاون مع واضعي السياسات والعاملين في مجال الرعاية الصحيّة وغيرهم، من أجل توفير الرعاية الصحيّة المتاحة عالمياً.

إقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن فيروس كورونا الجديد؟

يوم الصحة العالمي 2020، دعم الممرضات والقابلات:

سيُسلِّط يوم الصحة العالمي لعام 2020 الضوء على الدّور الحيويّ الذي تلعبه الممرضات والقابلات في توفير الرعاية الصحيّة في جميع أنحاء العالم؛ ويدعو إلى تعزيز القوى العاملة في التمريض والقبالة.

ستُعقَد في 7 أبريل فعالياتٌ مميّزة حول العالم للاحتفال بيوم الصحة العالمي. وسيكون أحد الأحداث الرئيسة إطلاق أول تقريرٍ حول حالة التّمريض في العالم لعام 2020، كما سيقدّم التقرير صورةً عالمية للقوى العاملة التمريضيّة ودعم التخطيط، لتحسين مساهمات هذه القوى العاملة في تحسين الصحة والرفاهيّة للجميع.

شاهد بالفيديو: 8 حلول للحد من ظاهرة التلوث البيئي

التغيّر المناخي والأزمات يزيدان من تعرّض الناس للأمراض:

يؤثّر التغير المناخي على آليّة انتقال الكثير من الأمراض التي تنتقل عن طريق العامل الناقل (كالحشرات أو الحيوانات)، ممّا يزيد من انتشارها.

فالأمراض الإنتانيّة التي استُئصِلت منذ زمن، عادت إلى الظهور نتيجة التّغير المناخي، إضافةً إلى الوضع المتردي في الكثير من البلدان؛ حيث أدّت الصراعات والنزاعات إلى تدمير البنى التحتيّة الصحيّة، ممّا أثّر على حصول الأفراد على التغطية الصحية، مثل: الأمراض المتعلّقة بالإصحاح البيئي، والمتعلّقة بتلوث المياه، كالكوليرا والإنفلونزا.

وهنا يأتي دور السياسات الصحيّة في تأمين التغطيّة الصحية للسكّان، وذلك من خلال زيادة الوعي لدى الأفراد من أجل الوقاية من هذه الأمراض، وتوفير الخدمات الصحيّة للسكّان وبجودةٍ عاليّة، وأن تُقدّم من قبل كادرٍ طبيّ مُدرّب، بالإضافة إلى تقديم العلاج الآمن.

يُساعد وجود البيانات المتعلّقة بحالة السكّان الصحيّة والأمراض الأكثر انتشاراً صانعي القرار على رصد حاجات السكّان من الخدمات الصحية، والتمويل المناسب لتلك الخدمات.

الخلاصة:

كفانا شعاراتٍ رنّانةٍ تتغنّى بالصحة، أما آن الأوان لتطبيقٍ حقيقيّ لأسلوب حياةٍ صحي لكلّ شخصٍ فينا؟ فالبداية تكمن في الشخص نفسه. ستجد الفرق الكبير عندما تُغيّر ترتيب هرم قيمك، بحيث تضع الصحة في قمّته.

فلكي تحصل على حياةٍ صحيّةٍ مُرضيةٍ وطويلة، اهتمّ بخمسة أشياء: نظامك الغذائي، روحانيّتك، حركتك، علاقاتك الأسريّة، وأهدافك.




مقالات مرتبطة