يمكن للقادة التأثير فيها، لكنَّ المشاركة هي مسؤولية الموظفين

لقد سُئلتُ مرات عدة مؤخراً، "هل تعتقد أنَّ "مشاركة الموظفين" أصبحت مجرد كلمة طنَّانة أخرى في مجال الأعمال؟"، إنَّه سؤالٌ وجيه، وغالباً ما يُطرَح بسبب الافتقار إلى الفهم، فما الذي يحفِّز المشاركة، ولماذا ينبغي لنا أن نهتم بهذا الأمر؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "ديريك إيرفاين" (Derek Irvine) ويُحدِّثُنا فيه عن أهمية تكوين مشاركة خاصة لكل موظف.

لم يحظَ الموظفون المشاركون بالاهتمام الكافي؛ إذ إنَّهم شغوفون جداً بحلِّ المشكلات أو تقديم الخدمة أو تحقيق الهدف، وهم يستثمرون برغبتهم المزيد من وقتهم الخاص (باجتهادهم) من أجل الحصول على هذه النتائج، هذا لا يعني بالضرورة بأنَّهم يعملون ساعات إضافية، ولكنَّهم يختارون بكل تأكيد استثمار وقتهم بشكل أكثر حكمة وكفاءة.

ومع ذلك، فإنَّ إحدى الحقائق حول مشاركة الموظفين هي أنَّ كل فرد مسؤول عن مشاركته. نعم، هناك العديد من التأثيرات الخارجية على اختيارنا للمشاركة، ولكنَّ الأمر متروك لنا، ولا يمكن للشركات إجبارنا على المشاركة.

في مقال نُشِر في الشهر الماضي، أوضحت مؤسسة "غالوب" (Gallup) بأنَّ مستويات المشاركة تميل إلى التذبذب بشكل كبير من فريق إلى فريق ومن شخص لآخر داخل الفريق نفسه، وما لم يتحمَّل الموظفون قدراً من المسؤولية عن مشاركتهم الخاصة، فقد يكون لجهود مؤسساتهم وقادتهم ومديريهم وحتى فِرقهم تأثير محدود في التحسين من المشاركة".

إقرأ أيضاً: 9 سمات قيادية للقادة العظماء

اختيار المشاركة:

إنَّ رغبتك في زيادة مشاركتك يعني أنَّك تعمل بجهد أكبر؛ وزيادة المشاركة الشخصية تعني زيادة الرضى عمَّا تفعله، وزيادة الطاقة المستمدة من معرفة أنَّك فعلت شيئاً جديراً بالاهتمام، وزيادة المتعة في العمل الذي تم إنجازه بشكل جيد.

تقدِّم مؤسسة "غالوب" العديد من الاقتراحات عن كيفية زيادة مشاركتك في العمل: "تحمَّل المسؤولية ومكِّن نفسك من خلال تحديد أهداف واقعية قابلة للقياس والاستمرار في التركيز والسير في الاتجاه الصحيح لتحقيقها؛ إذ إنَّك ستكون ناجحاً لأنَّك تريد النجاح وليس لأنَّ شخصاً آخر يريدك أن تنجح، ومن خلال الاعتماد على مواهبك الفريدة ونقاط قوَّتك، يمكنك الاستفادة إلى أقصى حد من كل يوم في العمل، وسيتبع ذلك المشاركة، وتأكَّد من الاحتفاء بإنجازاتك والاستمرار في رفع مستواك".

يمكن اختصار ذلك في ثلاث خطوات سهلة:

  1. تحديد مشاركتك الخاصة.
  2. استعمال نقاط قوَّتك لتكوين عادات مشاركة إيجابية.
  3. أن تكون مسؤولاً عن نجاحك أمام نفسك.

شاهد بالفيديو: 18 إشارة تدل على أنّ ممارسة القيادة تحتاج إلى التحسين

تسهيل مشاركة الآخرين:

إنَّ القادة والمديرين ليسوا بمنأى عن المتاعب؛ إذ يمكن لقادة ومديري المنظمة فعل الكثير للتأثير في هذا الخيار الشخصي والفردي للمشاركة، إضافةً إلى ذلك، إذا كان مديروك وقادتك غير متفاعلين، فمن المحتمل ألَّا يتفاعل موظفوهم أيضاً.

إقرأ أيضاً: 4 أمور أساسية لدعم مشاركة الموظفين في العمل عن بعد

إثارة تفاعل القادة والمديرين:

ما هو أفضل شيء يمكنك القيام به لزيادة المشاركة في مؤسستك؟ أشرِك قادتك ومديريك، أو كما ينبغي أن أقول، ساعد قادتك ومديريك على المشاركة أولاً.

يبدأ التفاعل المؤثر باختيار الأفراد له، فاجعل هذا الاختيار أسهل للجميع على كل المستويات عن طريق:

  1. التعبير عن تقديرك عندما يُبلي الموظفون بلاءً حسناً في العمل، ومشاركة هذا النجاح من خلال التقدير الاجتماعي.
  2. تمكين الجميع من ملاحظة وتقدير الأشياء الجيدة التي تحدث من حولهم كل يوم.
  3. التذكُّر الدائم بأنَّه لا يوجد أحد يعيش وحده؛ بل نحن نساهم جميعاً في نجاح فِرقنا وعملائنا وشركتنا.

المصدر




مقالات مرتبطة