هل يمكن لنظامك الغذائي أن يُخفف الألم المزمن؟
تلقَى مقولة: "إنَّ المرء هو نتاج ما يأكله" استحساناً عندما يتعلَّق الأمر بزيادة أو تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني والسمنة وبعض أنواع السرطان، لكن قد يكون من المفاجئ أنَّ الأبحاث تُشير على نحو متزايد إلى أنَّ ما تتناوله من طعام قد يزيد أو يقلل الألم الناجم عن الفصال العظمي، والألم العضلي الليفي، والتهاب الجراب، والصداع النصفي.
بل وربَّما يؤثر في آلام أسفل الظهر المزمنة؛ ذلك لأنَّ الألم سواء أكان حاداً أم مزمناً ينتج عن الالتهاب، وما تأكله وتشربه يمكن أن يحفز الالتهاب أو يثبطه؛ حيث تشير الأبحاث بقوة إلى أنَّ نظامك الغذائي قد يُسهم في حدوث التهاب في جميع أنحاء جسمك.
علاقة النظام الغذائي بالألم:
في حين تُظهر الأبحاث وجود علاقةٍ بين النظام الغذائي والألم، فإنَّ هذه العلاقة ليست مفهومةً تماماً بعد، ومع ذلك هناك ظنٌّ أنَّ النظام الغذائي المُضِر الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون المُشبعة والسكر والأطعمة المُصنعة التي تفتقر إلى العناصر الغذائية، قد يؤثر سلباً في جهازك المناعي، ممَّا يسهم في حدوث الالتهابات المزمنة التي قد تسبب الألم.
وجدَت بعض الدراسات أنَّ جهاز المناعة قد يستجيب للنظام الغذائي غير الصحي بطريقةٍ تشبه استجابته للعدوى؛ أي من خلال تفعيل الالتهاب؛ إذ يُنتج الجسم مواد كيميائية مثل السيتوكين والببتيدات العصبية وعوامل النمو والناقلات العصبية استجابةً لنظامك الغذائي، وهي بدورها تؤثِّر في شعورك بالألم وموضعه وشدته.
شاهد: 6 أسرار غذائية صحيّة للعاملين في المكاتب
النصائح الغذائية لتخفيف الألم:
وجدَت مُراجعة للدراسات التي أُجريت على النظام الغذائي والألم المزمن المنشورة في مجلة جورنال أوف كلينيكال ميدسين (The Journal of Clinical Medicine) أنَّ اتِّباع نظام غذائي صحي مثل "حمية البحر الأبيض المتوسط"، يرتبط بمستويات أقل من علامات الالتهاب الموجودة في الدم.
إنَّ حمية البحر الأبيض المتوسط هي نظام غذائي نباتي غني بالحبوب الكاملة والخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة والمكسرات والبقوليات والفواكه؛ هذه الأطعمة غنية بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجهاز المناعي ليعمل بكفاءةٍ عالية، ويشمل هذا النظام الغذائي أيضاً زيت الزيتون والأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، وهي غنيةٌ بأحماض أوميغا 3 الدسمة وهي دهون تخفف من الالتهاب.
إنَّ اتِّباع نظام غذائي نباتي المصدر ليس حلاً سريعاً أو علاجاً نهائياً للألم؛ لكنَّه قد يساعد بالتأكيد ولن يضر أبداً.
في الواقع إنَّ اتباع نظام غذائي نباتي المصدر يوفر فوائد صحية أكبر مثل تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني والسمنة وبعض أنواع السرطان؛ بمعنى آخر إنَّ اتباع النظام الغذائي الذي يخفف الألم الناجم عن الالتهاب، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض ويحسن صحتك العامة.
المساعدة على تقليل الالتهاب:
توجد أطعمة عديدة يجب أن تضيفها إلى نظامك الغذائي وأطعمة أُخرى يجب الحد منها أو تجنبها تماماً.
لذا تناول مزيداً من الحبوب الكاملة، والفول، والمكسرات، والبذور، والصويا، والتوت، والكرز، والخضار الصفراء والبرتقالية والحمراء، والقرنبيط، والملفوف، والبروكلي، والبصل، والثوم، وسمك السلمون، والرنجة، والأنشوجة، والسردين، والماكريل، والزبادي الطبيعي، والبهارات بما فيها القرفة، والزنجبيل، والكركم، وإكليل الجبل، والفلفل الحار، والشاي، والشوكولاته الداكنة.
تناول كميةً أقل من عصير الفاكهة والمشروبات الغازية المحلاة بالسكر والحلويات مثل الكعك والبسكويت والمعجنات والدونات والكعك وحلوى البودنج واللحوم المعالجة مثل اللحم المقدد والسجق واللانشون والأطعمة المقلية.