هل يرتبط شغفك مع هدفك؟

قد تصادِف كثيراً من المقالات التي تؤكد أنَّ هدفك لا علاقة له بشغفك، وعند القراءة ستجد أنَّ النقطة التي كان يطرحها معظم الأشخاص تقتصر على فكرة مفادها: "إذا كان شغفك مرتبطاً بكرة القدم، فهذا لا يعني أنَّ هدفك هو أنَّك يجب أن تكون لاعب كرة قدم محترفاً".



ففي حين أنَّه يوجد أشخاص يكسبون المال مباشرةً من شغفهم، فإنَّ العملية أكثر تعقيداً بالنسبة إلى بعضهم الآخر، ومع ذلك فإنَّ هدف الحياة يرتبط دائماً بالشغف، حتى لو كان ذلك بطريقة غير مباشرة.

هل الهدف مجرد مفهوم اختلقناه؟

يبدو أنَّ الشغف مفهوم يعتمد كلياً على المعتقدات الشخصية للفرد، ومع ذلك لا يهم نوع الهدف الذي تختاره، ما دمتَ مقتنعاً بأهمية فكرة اختيار شيء ما واتخاذه هدفاً لك.

إذا كنت تتساءل عن سبب أهمية ذلك، فقد وجدت الدراسات مستويات أعلى بكثير من السعادة لدى الأشخاص الذين يعملون على تحقيق هدف أكبر؛ لذلك حتى لو كنت غير مقتنع بفكرة السعي نحو هدف، فإنَّك سترى فائدتها في زيادة السعادة.

شاهد بالفيديو: 10 أهداف تضمن بلوغ النجاح والسعادة

لماذا الشغف هام؟

الشغف هو مصطلح مُستخدَم كثيراً في الآونة الأخيرة، فأي شيء نعدُّه هواية نُسمِّيه شغفاً، ويمكن أن يكون الشغف هو ما يُحفِّزك ويجعلك تستمتع بفعله، ويجعلك تنسى الوقت، وتشعر أنَّك تستطيع أن تفعل ما تحبه طوال اليوم، والشيء الرائع في مشاعر الشغف الحقيقية هي أنَّها تجعلنا سعداء، فالمشكلة هي أنَّ مجتمعنا اليوم ليس معتاداً على السعي وراء الشغف والفرح والمتعة؛ إذ يُنظَر إلى هذه الأمور على أنَّها مُشتِّتات ونشاطات لأوقات فراغنا بعد الانتهاء من الأمور الهامَّة، ومع ارتفاع الأسعار، وبقاء الرواتب على حالها، نحن نقضي مزيداً من الوقت في العمل والسعي من أجل الحياة، ويمنعنا إرهاقنا الشديد من تذكُّر أنَّ الحياة لا تقتصر فقط على دفع الفواتير.

إعطاء الأولوية لهدفك:

قد تتساءل عن طريقة إعطاء الأولوية لمشاعر الشغف عندما ما تقضي وقتك في كسب لقمة العيش ودفع الإيجار أو الفواتير؛ فلا تستطيع ترك وظيفتك؛ إذ إنَّ إعطاء الأولوية لشيء ما هو في الغالب مسألة عقلية، وإليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للوصول إلى هدفك:

1. تحديد ما يحفزك حقاً:

إذا لم تكن متأكداً، فحاول أن تتذكَّر ما كنت تحب فعله وأنت صغير، أو ربما يوجد شيء ما كنت ترغب دائماً في تجربته، لا تذكر الاهتمامات الضعيفة، ومع ذلك لا تقلق أيضاً إذا توصَّلت إلى أكثر من شغف.

2. التنظيم:

التخطيط هو أفضل سلاح لدينا ضد متطلبات العمل والأسرة والتواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الحديث؛ لذا استخدم تقويماً كالموجود على هاتفك الذكي، وحدِّد ساعات عملك، ثمَّ أضف فترات من الوقت لشغفك قبل أي شيء آخر، وخصِّص أيضاً وقتاً لقضائه مع أحبائك أو أي مواعيد أخرى تهمك، لكن لا تساوم أبداً على وقت شغفك؛ إذ يجب أن تكون هذه الساعات مقدَّسة وغير قابلة للتفاوض.

إقرأ أيضاً: التنظيم: مفهومه، وأنواعه، ومبادئه، وأهم أهدافه

3. التأمُّل والامتنان:

أفكارنا نتاج عاداتنا، ومعظمنا لديه عادات نعرقل من خلالها أنفسنا؛ سيستغرق هذا بعض العمل؛ لذلك فكِّر في ممارسة التأمل من (5-10) دقيقةً أول شيء في الصباح، فتحدَّ نفسك وابحث عن ثلاثة أمور أنت ممتن لها كل مساء قبل النوم، وعندما يحدث لك شيء سيئ، اسأل نفسك ما هي الجوانب الجيدة وما الذي يمكنك تعلمه من الموقف، عليك الالتزام بالعادات قليلاً؛ لأنَّها تستغرق 21 يوماً على الأقل لتتشكَّل.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

الهدف:

بمجرد التركيز على الشغف أولاً، ستجد نفسك أكثر بهجةً وحيويةً، ويبدو الأمر وكأنَّك تكتشف الحياة الآن وما يحدث فيها حقاً، وهي الحالة المثالية للعثور على هدفك، ففي كثير من الحالات، يتعلق الهدف بشغف المرء على الأقل بطريقة ما، وقد لا يكون الأمر واضحاً على الفور، ولكن في النهاية سيظهر الهدف دائماً بمجرد أن يصبح الشغف أساس حياة الشخص؛ لذا تحلَّ بالصبر، واستمر في البحث عمَّا قد يحدث بصورة غير متوقعة.

الهدف فردي للغاية، وغالباً ما يظهر بطرائق غير متوقعة؛ لذا من الصعب جداً قول أي شيء شامل حوله، فإذا كنت في حالة شك، احصل على مساعدة من كوتش مُدرَّب جيداً، كما يمكن أن تبحث عن شخص يؤثر فيك وتستمتع بالرحلة.




مقالات مرتبطة