هل يتخلى المديرون عن مسؤولياتهم بسبب مشاركة الموظفين؟

عندما بحثتُ على الإنترنت عن "استراتيجيات لتعزيز مشاركة الموظفين والاحتفاظ بهم"، تفاجأتُ عندما أظهر لي محرك البحث "غوغل" (Google) نحو 116.000.000 نتيجة؛ إذ قدَّم كثيراً من المصادر لمساعدة القراء على إدماج القوى العاملة والاحتفاظ بها، ومن ذلك عدد كبير من المقالات التي تَعِدُ بأفضل 5 أو أفضل 10 طرائق لتعزيز مشاركة الموظفين.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "هيذر كينيزي" (Heather Kinzie)، وتُحدِّثنا فيه عن حقوق المديرين.

كما أنَّ هناك طرائق قابلة للتنفيذ، وأخرى شاملة، وحتى توجد طرائق "ذكية"، ولكن كمية المقالات والاقتراحات الكبرى هذه قد تؤدي إلى مشكلة.

يشير كثيرٌ من الخبراء الذين عثرت عليهم على الإنترنت إلى أنَّ الموظفين يحتاجون إلى الشعور بأنَّه مرغوب فيهم، ومحل تقدير وأهمية في العمل؛ فالخبراء لديهم أفكار غير محدودة للمديرين فيما يتعلق بكيفية جعل العمال سعداء وراضين عن طبيعة علاقاتهم معهم في العمل.

ومع ذلك، يشير عدد قليل جداً من هؤلاء إلى أنَّ علاقة العمل متبادلة، أو أنَّ المديرين لديهم الحق في الشعور بالرضى أيضاً؛ وهذا دفع كثيرٌ منهم للتركيز تركيزاً كبيراً على حقوق الموظفين وليس على حقوقهم هم.

حقوق المديرين:

بصرف النظر عما إذا كانت القوى العاملة منتسبة للنقابات أم لا، يجب تطبيق حقوق المديرين وحمايتها؛ فقد كتبتُ عدداً لا يحصى من المقالات طوال سنين عن تشجيع التعاون والتسوية وحتى الإجماع. كما أنَّني لم أتردد مطلقاً في كتابة مقالات عن حقوق أرباب العمل، ومن هذه الحقوق:

  1. تحديد الرؤية والمهمة والأهداف والاستراتيجيات.
  2. تطوير وتحديد ميزانية تتوافق مع تحقيق هذه الأهداف والاستراتيجيات.
  3. تطوير وتطبيق السياسات والإجراءات والبروتوكولات.
  4. تحديد العمل وتوجيه مساره وتقييمه وتصحيحه، ومن ثم إعادة توجيهه.
  5. تأديب وتسريح الموظفين.

لا تُسِئ فهمي، أنا لا أنادي بالديكتاتورية أو الاستبداد؛ بل أقترح بوضوح أنَّه يجب على المديرين معرفة عندما تنتهك حقوق الموظفين حقوق الإدارة؛ ففي بعض الأحيان، يتخلى المديرون من غير قصد عن حقوق الإدارة لبعض الموظفين بسبب قيمتها المتصورة للمؤسسة.

على سبيل المثال، في أغلب الأحيان يُمنح الأشخاص الذين يشغلون مناصب صعبة أو أولئك الذين لديهم خبرة عالية، أو براعة فنية، أو معارف مهنية قدراً كبيراً من المرونة أو التسامح في مكان العمل؛ فقد تتعرض لمواقف مثل:

  • ترك موظف يفعل ما يريد؛ لأهميته في تطوير مشروع معين.
  • إعطاء موظف ما يريد؛ وذلك لعدم وجود شخص آخر ببراعته في مجال معين.
  • صرف النظر عن مشكلة سبَّبها موظف ما؛ وذلك لأنَّ عميلاً هاماً يحبه، ولا يمكن تحمُّل فقدانه.

هل مررت بهذه الحالات سابقاً في مكان عملك؟ هذا ما يبدو عليه الأمر عندما تسلم حقوق الإدارة لسلطة مختلفة؛ إذ يحصل بعض الموظفين على حقوق الإدارة أو حصلوا عليها لأنَّ مديرهم يتجنَّب المشكلات، أو لأنَّه يفتقر إلى الثقة ولم يطالب أو يمارس حق الإدارة بنفسه؛ وعندما يحدث هذا، تصبح حقوق الإدارة أقل أهمية من حقوق الموظفين.

إقرأ أيضاً: تفويض مهام الموارد البشرية

أهمية استعمال هذه الحقوق قبل فقدانها:

حقوق الإدارة مثل العضلات، وإذا لم تستعملها، فستفقدها، أو إذا لم تستعملها استعمالاً صحيحاً، فإنَّك تخاطر بإتلافها. ومع ذلك، أقدِّم بعض الإجراءات لتدعيم حقوق الإدارة:

1- التحدث بإقناع:

أعطِ توجيهاً واضحاً لا لبس فيه فيما يتعلق بالمهام والمعايير والمواعيد النهائية، ولا تستعمل الكلمات أو الإشارات غير اللفظية التي تلمح إلى اقتراح إلا إذا كنت تقدِّم اقتراحاً فقط.

2- الإصغاء والأخذ بآراء وأفكار فريقك:

أصغِ إلى آراء أعضاء فريقك واشكرهم على ذلك. ومع هذا، لا تعطهم الانطباع بأنَّ صوتهم مجرَّد رقم بالتصويت ما لم تكن تخطط لإجراء تصويت، وعلاوة على ذلك، تأكد من أنَّ الإجماع أو الديمقراطية في هذا الموقف، في مصلحة رب العمل، وإذا لم يكن هذا هو الوقت أو المكان المناسب للديمقراطية، فتأكد من ممارستك سلطة اتخاذ القرار.

شاهد بالفيديو: 15 نصيحة في القيادة والإدارة الحكيمة

3- توضيح دور كل شخص باحترام:

أوضح الفرق بين السلطة؛ أي الحق في إعطاء التوجيهات واتخاذ القرارات⁠، والمسؤولية؛ أي الالتزام بأداء المهام الموكَلة.

4- التوقف عن ممارسة دور ضحية السياسات والبروتوكولات:

تحدد الإدارة السياسات؛ لذا تحمَّل تلك المسؤولية، وتوقف عن قول أشياء مثل "السياسة لا تسمح بذلك"، أو "إجراءاتنا لا تسمح لي بذلك". بدلاً من ذلك، غيِّر الصياغة وقل بكل تقدير: "لن أسمح بذلك"، أو "أتوقع منكم هذا".

5- مساءلة الموظفين عندما لا تكتمل المهام وفقاً للمعايير:

هذا لا يعني أنَّ المساءلة يجب أن تحدث في كل مرة، ولكن يجب أن يكون واضحاً تماماً للفرد أنَّك لاحظت المخالفة، وبالإضافة إلى ذلك، نفِّذ إجراءً هادفاً ومناسباً لإصلاح الأمر أو إعادة توجيهه.

6- عدم نسيان مصلحة رب العمل:

تأكد من توافق أفعالك وقراراتك مع مصلحة رب العمل.

إقرأ أيضاً: المديرون المتجاوبون: تمكين المديرين من ممارسة أدوار جديدة

التوازن والمعاملة بالمثل:

سيؤدي التطبيق المتسق للنشاطات المذكورة آنفاً إلى تقوية حقوق الإدارة الخاصة بك وتناغمها، واستعادة التوازن المطلوب بشدة في علاقة رب العمل مع الموظف، ويساعد الوضوح في هذا الموضوع على توفير الاستقرار والراحة في مكان العمل، وهذا يتيح التعامل بالمثل في التقدير والمساعدة والالتزام.

وبالعودة إلى كيفية بدء هذا المقال، أعتقد أنَّ المديرين الذين يحمون ويمارسون حقوقهم الإدارية، سوف يدركون أنَّ استراتيجيات المشاركة والاحتفاظ ليست جوهر ثقافة عمل إيجابية وذات مغزى، ولأنَّني لا أريد إجبارك على قراءة أكثر من 100 مصدر عن هذا الموضوع المحدد، فإليك بعض الاستراتيجيات:

  • توفير مساحة آمنة للاستكشاف والإبداع وارتكاب الأخطاء، ولكن بشرط أن يكون هناك تعلُّم من ورائها.
  • تقديم مزيدٍ من التغذية الراجعة.
  • الانفتاح لتلقِّي التغذية الراجعة، ثم الالتزام بالتحسين.
  • تعزيز الإصغاء والتعاون والتقدير.
  • تشجيع وتمكين التنمية.
  • تحدي موظفيك خارج منطقة الراحة الخاصة بهم مع توفير الدعم والموارد.
  • الاحتفاء بالإنجازات الصغرى.

المصدر: 1.




مقالات مرتبطة