هل من الأفضل توسيع نطاق العمل أم التوقف عند حد معين؟

يصل معظم أرباب الأعمال إلى مرحلة يتوجب عليهم فيها تحديد فيما إذا كانوا يريدون الحفاظ على مشاريعهم صغيرةً دون توسيعها، أو التركيز على الاستمرار في النمو، فما هو الخيار الأفضل لك؟



تسيطر الأسئلة على حياتنا أكثر ممَّا نعترف بذلك. تقول رئيسة وزراء الهند سابقاً "إنديرا غاندي" (Indira Gandhi): "إنَّ القدرة على طرح الأسئلة هي أساس تقدُّم البشرية".

ولا يوجد مثال أفضل لتوضيح العلاقة المباشرة بين الأسئلة والتقدم البشري ممَّا حدث في أثناء السباق الفضائي بين "روسيا" (Russia) و"الولايات المتحدة" (United States).

في عام 1962، ألقى الرئيس "جون إف كينيدي" (John F Kennedy) خطابه الشهير: "لقد اخترنا الذهاب إلى القمر"، وبعد 2503 يوم فقط صعد رائد الفضاء "نيل أرمسترونج" (Neil Armstrong) والطيار "باز ألدرين" (Buzz Aldrin) إلى القمر، لقد كانت بالفعل خطوةً صغيرةً للإنسان، ولكنَّها قفزة هائلة للبشرية؛ حيث احتفل العالم بأسره بهذا الحدث.

لقد كان من المدهش رؤية فجر جديد من الإنجازات البشرية والفرص تفتح أبوابها أمامنا. ومع ذلك، على الرغم من كل الابتكارات التي حدثَت نتيجة هذا السباق، كان هناك الكثير من الأمور التي احتاجت وقتاً طويلاً إلى ابتكارها، وقد كان أحد هذه الابتكارات هو الحقائب ذات العجلات.

فقد صعد أول رجل إلى القمر قبل 13 عاماً من ابتكار حقائب بعجلات؛ وذلك لأنَّ أفضل العقول في العالم كانت تركز على وصول الرجل إلى القمر، وليس على جعل فكرة السفر العادي أسهل بقليل.

طرح أسئلة أفضل:

ينطبق هذا المبدأ عليك، فكونك ستصبح رائد أعمال في يوم ما، يمكِنك وضع بعض الاحتمالات المستقبلية لعملك ولنفسك؛ وبالتالي، يصبح السؤال الذي عليك أن تجيب عنه هو كيف تُحقِّق المستقبل الذي ترغب فيه بالفعل؟

أبسط طريقة هي طرح أسئلة أفضل؛ لأنَّك إذا لم تطرح الأسئلة المناسبة، فلن تحصل أبداً على الإجابات المناسبة، وستتصرف بناءً على معلومات أقل من جيدة، مما سيؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مناسبة أيضاً.

وتمثِّل القرارات قوَّتك العظمى، سواءً اخترتَ توسيع نطاق عملك أم لا، فستتوقع قراراتك اليوم نتائج الغد.

إذاً، ما نوع الأسئلة التي يجب أن تطرحها؟ ابدأ بسؤال نفسك: ما الذي أريده؟ فهل تريد أن تجعل البشر كائنات تعيش في كواكب متعددة، وتستعمر كوكب المريخ مثل "إيلون ماسك" (Elon Musk)؟ أم هل تريد أن تؤكد لوالدك أنَّه يمكِنك بناء مشروع تجاري أكبر من مشروعه؟ أم هل تريد أن تعيش حياةً بسيطةً في عزلة نسبية، وتُحقِّق أرباحاً كبيرةً؟

شاهد بالفيديو: 8 أمور هامّة لنجاح استثمارك الخاص

البحث عن قيمك الداخلية:

بعد ذلك، اسأل نفسك عن السبب، على سبيل المثال: إذا كنتَ ترغب في البدء بمشروع تجاري يُحقِّق مليارات الدولارات، فاسأل نفسك عن سبب رغبتك في ذلك، وقد يكون ذلك بسبب رغبتك في نيل إعجاب الناس بإنجازاتك، أو ربما ترغب في المخاطرة وستفعل أي شيء لتتأكد بأنَّك قادر على تحقيق ما تريده.

إذاً، يتعلق الأمر بفهم ما يحفزك، يقترح "توني روبينز" (Tony Robbins)، الخبير العالمي البارز في النفس البشرية، أنَّه يوجد ست رغبات تقودنا كبشر، وتقسَّم إلى 4 رغبات شخصية ورغبتين تتعلقان بالروح.

الرغبات الشخصية:

  • اليقين: الرغبة في معرفة ما سيحدث.
  • انعدام اليقين: الرغبة في المخاطرة.
  • الحب: الرغبة في التواصل مع الناس.
  • الأهمية: الرغبة في أن يراك الآخرون ويُعجَبون بك.
  • التطور: الرغبة في النمو والتحسن.
  • المساهمة: الرغبة في العطاء.
إقرأ أيضاً: 15 خطوة لتعزيز دوافعك اليومية

رغبات الروح:

تدفع رغبة أو اثنتان من الرغبات المذكورة أعلاه معظم الناس أكثر من غيرها، وإذا كنتَ ستختار اثنتين منها، فما هما؟ وكيف يمكِنك التعبير عن سلوكاتك باستخدامها، والأهم من ذلك التعبير عن الأمور التي تريدها لنفسك وعملك؟

ولكنَّ دوافعك وأهدافك التي حدَّدتَها لنفسك ستتغير مع مرور الوقت، على سبيل المثال: عندما يسألك أحدهم وأنت في العشرين من عمرك عمَّا تريده من الحياة، قد تكون رغبتك ترتبط بالأهمية وتقول: "أريد أن أكون صاحب شركة تُحقِّق مليارات الدولارات"، ولكن عندما يُطرَح عليك هذا السؤال اليوم وأنت في سن أكبر، فإنَّ إجاباتك قد تكون عن رغبتك في المساهمة.

يمرُّ معظم رواد الأعمال بهذا التغيير، يقول "ريتش مولهولاند" (Rich Mulholland)، أحد أفضل المتحدثين في جنوب إفريقيا (South Africa): "عندما كان عمري 20 عاماً، أردتُ أن أصبح مليارديراً، وعندما أصبحتُ في الثلاثين من عمري، أدركتُ أنَّني لن أكون مليارديراً أبداً، وفي سن الأربعين توقَّفتُ عن الاهتمام بهذه الفكرة".

إنَّه مشغول الآن ببناء شركة ناشئة جديدة عظيمة، بحيث يخطط لتوسيع نطاقها حول العالم، ولكن تغيَّرَت رغباته السابقة.

أعظم رواد الأعمال يدفعهم الشغف:

إنَّ معظم رواد الأعمال الذين بنوا أعمالاً تجاريةً على نطاق واسع، نادراً ما كانت تحفزهم أمور مادية، وقد يكون أهم سؤال تسأله لأي رائد أعمال: "لماذا تفعل ما تفعله؟ وما الذي يجعلك تنهض من السرير في الصباح؟"

من المحتمل ألا تحصل على أيَّة إجابة لها علاقة بالرغبة في أن يكونوا ناجحين أو من أجل الحصول على مبالغ كبيرة.

في الواقع، الغالبية العظمى مدفوعين بالاحتياجات الروحية والرغبة العميقة في النمو الشخصي والحاجة إلى المساهمة في تطوير البشرية والعالم من حولهم، وفي جميع الحالات، يوجد قدر كبير من المعاني المرتبطة بأفعالهم.

إقرأ أيضاً: هل تسعى إلى تحقيق هدفك؟ ولماذا لا يجب أن تبدأ بالشغف؟

البحث عن المزيد:

بالعودة إلى فكرة النمو والتطور مقابل توسيع نطاق الأعمال التجارية، فإنَّ الاختلاف الكبير بين رائد أعمال يختار بناء مشروع تجاري يتطور وينمو، مقابل رائد أعمال يختار متابعة أعماله التجارية على نطاق واسع يأتي من أمر واحد وهو الرغبة في المزيد.

"إنَّ رواد الأعمال الذين يبنون مشروعاً تجارياً على نطاق واسع، يبقون متعطشين للمزيد على الرغم من نجاحاتهم، ولا يتعلق الأمر بالمال أبداً".

بدلاً من ذلك، يوظفون دوافعهم بثبات في مجالات تتعلق بانعدام اليقين والنمو والمساهمة، ويتمتعون بالفضول لمعرفة كيف يمكِن أن يتحول شيء ما إلى أمر كبير.

لا تعرف محبتهم للعمل الكلل، وإذا كنتَ كذلك، فمن المحتمل أنَّك تُفكر في نشاط تجاري على نطاق واسع.

 

المصدر




مقالات مرتبطة