هل تعاني من الوزن الزائد؟ قد تكون الغدة الدرقية وراء ذلك

إذا كنت تبذل جهداً لتناول طعامٍ صحيٍّ وممارسة الكثير من التمرينات الرياضية، ومع ذلك لا تتمكَّن من فقدان الوزن أو زيادته؛ فقد يتوجَّب عليك إجراء فحصٍ للغدة الدرقية. ولكن، ماذا لو فحصتها بالفعل، وقال طبيبك أنَّها سليمة؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الطبيبة د. دانا تشرشل "Dr. Dana Churchill"، والذي تتحدَّث فيه عن مشاكل الغدة الدرقية وعلاقتها بالسمنة.

عندما لا تعمل الغدة الدرقية بشكلٍ جيد، وتكون نتائج الاختبار الأكثر شيوعاً طبيعية، يُطلَق على هذه الحالة اسم: "قصور الغدة الدرقية تحت السريري"؛ وفي الولايات المتحدة وحدها، تشير التقديرات إلى أنَّ ما يصل إلى 26 مليون شخصٍ قد يعانون من هذه المشكلة.

قد يكون هؤلاء المرضى فقدوا 10-40٪ من الوظائف الطبيعية لغدتهم الدرقية، وبمرور الوقت يمكن أن يؤدِّي هذا إلى: السمنة، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والاكتئاب، والقلق أو الأرق، وارتفاع ضغط الدم، والعقم، وما هو أكثر من ذلك بكثير.

الغدة الدرقية، الموجودة في رقبتك، هي مركز التحكم الأساسي بعملية التمثيل الغذائي.

الغدة الدرقية، الموجودة في رقبتك، هي مركز التحكم الأساسي بعملية التمثيل الغذائي.

الغدة الدرقية غدةٌ على شكل ربطة عنق، تتوضَّع فوق القصبة الهوائية؛ وهي مسؤولةٌ عن العديد من الوظائف في جسم الإنسان مثل: التمثيل الغذائي، وتنظيم نمو العظام، والتحكُّم بحساسية الجسم للهرمونات الأخرى بما فيها: الغدة الكظرية التي تعدُّ مصدراً كبيراً للطاقة. وهي مسؤولةٌ أيضاً عن أمراض القلب والأوعية الدموية والتناسلية، إذ لن يكون بمقدور النساء الحمل إذا كانت الغدة الدرقية لديهنَ لا تعمل بشكلٍ جيد.

هذا هو السيناريو الذي أعرفه تماماً من خلال ممارستي الطبية، ولقد سمعت هذه الكلمات مئات المرات: "أنا آكل أقلَّ وأعمل أكثر، ولا أستطيع أن أفقد غراماً من وزني؛ كما أنَّني متعبٌ أيضاً طوال الوقت، فلماذا يحدث هذا؟".

دعونا نتحدَّث عن كيفية تشخيص قصور الغدة الدرقية في الوقت الحاضر في الطب التشخيصي السائد، حيث يستخدم معظم الأطباء اختباراً واحداً فقط يقيس هرمون تحفيز الغدة الدرقية (TSH)، ولكنَّ هذا الاختبار قد لا يكون موثوقاً وحده.

في كثيرٍ من الأحيان، وعندما تكون نتائج الاختبار في النطاق الصحيح ما بين 0.5-4.5، يعاني المريض بالفعل من قصور الغدة الدرقية الكامل، ويعاني أيضاً من الأعراض التي ترافق ذلك؛ وفي كثيرٍ من الأحيان، يجري إخبار هؤلاء المرضى أنفسهم أنَّهم يعانون من الاكتئاب، ويُعطَون مضادات اكتئابٍ فقط.

زجاجة من أقراص إيفيكسور Effexor المضادة للاكتئاب.

زجاجة من أقراص "إيفيكسور" Effexor المضادة للاكتئاب.

إقرأ أيضاً: علامات الإصابة بخمول الغدة الدرقيّة وطرق علاجها

توصي الجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصمَّاء السريرية (AACE) الأطباء بتقديم العلاج للمرضى الذين تكون نتائج اختباراتهم خارج الحدود الطبيعية بشكلٍ أضيق، وذلك بناءً على مستوى TSH المستهدف، والذي يكون عادةً ما بين 0.3 إلى 3.0. ومع ذلك، فقد رأيت مرضى تظهر عليهم الأعراض في مستوى 1، وهذه الحالة في الواقع قد أصبحت شائعةً جداً وتسمَّى: متلازمة ويلسون.

غالباً ما يخضع المريض لاختبارات الغدة الدرقية، وتكون نتائج هذه الاختبارات طبيعيةً رغم أنَّ لديه العديد من أعراض قصور الغدة الدرقية؛ فهناك شيءٌ واحدٌ مؤكَّد، وهو أنَّ الأمر يتطلَّب إجراء الكثير من اختبارات الغدة الدرقية TSH المعملية، فقط لتشخيص قصور الغدة الدرقية بشكلٍ كامل.

هناك حاجةٌ أيضاً إلى إجراء فحصٍ بدنيٍّ إلى جانب اختبار ردود الفعل ودرجة حرارة المريض، حيث يستخدم العديد من أطباء الطبِّ الوظيفي سبعة اختباراتٍ معملية للقيام بذلك، وحتَّى ذلك الحين قد يكون الأمر صعباً.

يمكن أن تتفاقم وظيفة الغدة الدرقية المنخفضة أيضاً بسبب سميَّة الزئبق، أو العلاج الإشعاعي، أو أمراض المناعة الذاتية، أو الأدوية، أو العديد من العوامل الأخرى؛ ولهذا السبب غالباً ما تعمل الغدة الدرقية كجرس إنذارٍ في هذه الحالات.

في أوروبا، تجرى المعاينة عن طريق قياس الأطباء لدرجة حرارة الجسم الأساسية مرتين إلى ثلاث مراتٍ في اليوم، ثم يُحسَب متوسطها على مدى أسبوع، وهذا هو المعيار الذهبي للمعاينة؛ حيث يجري التحكُّم بدرجة حرارتك عن طريق الغدة الدرقية مباشرة.

مقياس درجة الحرارة

إذا كانت درجة حرارتك أقلَّ من 36.3 درجة مئوية، فقد تكون وظيفة الغدة الدرقية منخفضة؛ وإذا كانت بين 36.3 - 36.5 درجة، فقد تكون لديك مشكلةٌ في الغدة الكظرية؛ وإنَّ أفضل خيارٍ هو العثور على طبيبٍ يستعين بالعمل المخبري الشامل، وتاريخك الفعلي، ودرجة حرارتك، والفحصَ البدنيَ الكامل لتحديد ما يجري بالضبط.

يمكن أن يكون علاج قصور الغدة الدرقية بعد التشخيص أمراً صعباً أيضاً، ويستخدم معظم الأطباء لعلاجه عقاراً يسمَّى سينثرويد (ليفوثيروكسين)، وهو هرمون T4، حيث تُنتِج الغدة الدرقية هرمونين رئيسين هما: ( T3 وT4).

يمثِّل T3 الشكل النشط، وT4 الشكل غير النشط الذي يجب تحويله إلى T3 للقيام بالعمل، ويمكن أن يسبِّب هذا الكثير من المشاكل؛ لأنَّ العديد من الأشخاص لا يمكن لأجسامهم تحويل T4 إلى T3 بشكلٍ جيد، ومع بقاء اختبار "TSH" الخاص بهم طبيعياً في معظم الوقت، يُعطَون جرعاتٍ أكبر من السينثرويد بمرور الوقت.

وجد الدكتور دنيس ويلسون Dr. Denis Wilson -الحائز على دكتوراه في الطب، والذي طوَّر فكرة متلازمة ويلسون- أنَّه بمرور الوقت؛ يمكن لجرعاتٍ أعلى من سينثرويد أن تمنع مستقبلات T3 من القيام بعملها، وهذا ما يكون قد حدث عندما أسمع عادةً الكلمات التي ذكرتها في الجزء العلوي من هذه المقالة، إذ يعاني هؤلاء المرضى من الاكتئاب الشديد، والسمنة ومن مشاكل في القلب، وليس لديهم طاقةٌ للعمل؛ لقد رأيت هذا مئات المرات، وأوجدت حلَّاً له.

الحيلة هي استخدام مصدرٍ طبيعيٍّ أو مركَّبٍ من T3 وT4 لتقليل الالتهاب، حتَّى يتمكَّنوا من استخدام T3، هناك شيءٌ واحدٌ يجب ملاحظته هنا، وهو أنَّ الإجهاد وحده يمكن أن يمنع تحويل T4 إلى T3، بالإضافة إلى العديد من الأشياء الأخرى.

إقرأ أيضاً: 5 أعراض للإصابة بالغدة الدرقية

فيما يلي بعض الأعراض الرئيسة لضعف وظيفة الغدة الدرقية:

  • القلق /التهيج.
  • الألم.
  • ضعف العضلات.
  • التعب طوال الوقت.
  • تقلُّبات الوزن.
  • تساقط الشعر.
  • متلازمة النفق الرسغي.
  • الحساسية لدرجات الحرارة.
  • الإمساك.
  • الاكتئاب المزمن.
  • البشرة الجافة الخشنة والمتقشرة.
  • الحساسية المفرطة.
  • التشنجات العضلية.
  • الشعر الجاف الخشن.

و أكثر من ذلك بكثير.

لم أذكر عن قصدٍ التهاب الغدة الدرقية الذي يسمَّى داء هاشيموتو -قصور الغدة الدرقية المزمن المترافق مع مشكلة المناعة الذاتية- والذي قد يكون من الصعب جداً علاجه بشكلٍ صحيح.

 

المصدر




مقالات مرتبطة