هل تعاني شركتك من خلل في توافق التوقعات مع الواقع؟

يحدث خلل عدم توافق التوقعات مع الواقع لأفضل الشركات، فإذا لم تكن قد واجهتَ ذلك حتى الآن، فمن المحتمل أن تواجهه، وسرعان ما يؤثر ذلك سلباً في تفاعل الموظفين وينقص من خبراتهم. إنَّه في الواقع حالة مؤسفة تؤثر في الشركات بجميع أنواعها.



مواءمة التوقعات هي الدرجة التي تتوافق بها توقعات الموظف لتجربته في مكان العمل مع خبرته الفعلية؛ وعندما لا تتوافق هذه التوقعات، يحدث خلل، وتشمل علامات التحذير من خلل عدم التوافق مع التوقعات ما يأتي:

  1. زيادة معدل دوران عمالة الموظفين أو الاستقالات.
  2. انخفاض مشاركة الموظفين، دون سبب واضح.
  3. زيادة في شكاوى العملاء أو انخفاض في تجربتهم.
  4. انخفاض في جودة أو كمية الإنتاج.
  5. زيادة مستويات القلق بين الموظفين.
  6. عدم تلبية الموظفين للأهداف أو المعايير.
  7. الغضب والاستياء بين الموظفين.
  8. انتشار الإشاعات السلبية عن الموظفين أو الشركة.
  9. زيادة الإجراءات التأديبية أو المتعلقة بالأداء.
إقرأ أيضاً: 20 تصرفاً غبياً تفسد المنظمات من خلالها علاقاتها مع الموظفين

البدء بالتوقعات قبل التوظيف:

يبدأ الموظف بوضع التوقعات حتى قبل أن يصبح موظفاً، وذلك في أول تواصل مع مدير التوظيف. وبالنسبة إلى الموظف المحتمل، تبدأ التوقعات بشأن شركتك بالتكون عندما يتصفح الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة، ومن أول تواصل مع مسؤول التوظيف.

تستمر التوقعات خلال المقابلة، وبعدها، إذا عُيِّن، تستمر التوقعات في أثناء البدء بالوظيفة، وكل يوم بعد ذلك. مع أنَّ العديد من هذه التوقعات تُحدَّد في أثناء عملية إعداد الموظفين، توضَع معظمها خلال فترة عمل الموظف، ولكن يكتشف العديد من الموظفين فيما بعد أنَّهم يعملون في شيء مختلف عما وافقوا عليه عندما وُظِّفوا.

بعض العوامل الكبرى المساهمة في خلل عدم التوافق مع التوقعات هي:

  1. وعود ضمنية من بيئة العمل والثقافة التنظيمية: تنطوي البيئة اليومية لشركة ما على وعود معينة، على سبيل المثال، افترض أنَّ قسماً ما يتمتع بسمعة طيبة بوجود موظفين ماهرين من جيل الألفية، قد يتوقع موظف جديدة من جيل الألفية أنَّه سيشرف على فريق في غضون ستة أشهر؛ وعندما لا يحدث ذلك، يؤدي خلل عدم التوافق مع التوقعات إلى عدم التفاعل. حتى إذا لم تقدم وعداً صريحاً، لا يهم ذلك بالنسبة إلى الموظف، إذ سيتصرف بناءً على إدراكه للأمر وليس الواقع.
  2. سوء التواصل مع الإدارة: عندما يكون التواصل ضعيفاً أو مفقوداً، سيفسر الموظفون الأمور من تلقاء أنفسهم. في بعض الأحيان، قد يكون ما استنتجوه دقيقاً، وفي أحيانٍ أخرى كثيرة، لا يكون كذلك. ومع ذلك، توضع التوقعات والتصورات، وعندما تتخذ الإدارة كثيراً من القرارات خلف أبواب مغلقة، فإنَّها تؤدي إلى عدم توافق الواقع مع التوقعات.
  3. انتشار الشائعات والقصص: تخفِّض الشائعات والقيل والقال من مواءمة التوقعات مع الواقع؛ وذلك لأنَّها تملأ رؤوس الموظفين بمزاعم لا يمكن دعمها. ومن الأمثلة عن ذلك إحدى الشائعات القائلة: "إنَّ الشركة ستسرِّح الموظفين"، والتي يمكن أن تؤدي إلى انتشار الذعر والفوضى في مكان العمل.
  4. توقعات رب العمل غير الواضحة: في أغلب الأحيان تكون توقعات الموظف نتيجة لتوقعات رب العمل غير الواضحة أو غير الصريحة.

في أثناء إجراء مقابلات مع بعض الشركات، وُجِد أنَّ الموظفين الذين فُصلوا من العمل لأنَّهم لم يقوموا بعمل جيد، لا يعرفون أنَّ رب العمل كان لديه توقعات أداء معيَّنة، وظن أنَّها كانت تفي بمتطلبات الوظيفة؛ لذا يكون من الصعب جداً إصابة هدف لم تكن تعلم بوجوده.

  • المبالغة في تقديم الوعود: أحياناً نرى المديرين يضعون توقعات لا يمكنهم تحقيقها. هناك أوقات تكون فيها هذه التوقعات أو الوعود حسنة النية، ومهيَّأة لمنح الموظفين سبباً إيجابياً للمساهمة. ومع ذلك، عندما يبالغ المديرون في الوعود ولا يلتزمون بها، يحدث خلل في توافق التوقعات مع الواقع.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح ترفع الحالة المعنوية لموظفيك وتزيد من إنتاجيتهم

حلٌّ لخلل عدم التوافق في التوقعات في الواقع:

لحسن الحظ، هناك حلٌّ لخلل عدم التوافق مع التوقعات. الأمر ليس سهلاً، ولكن هناك 4 خطوات يمكنك إيقاف تقدُّم الخلل من خلالها، أو حتى منع حدوثه في المقام الأول:

1. معرفة ما الذي يفكر فيه الموظفون:

يبدو الأمر كأنَّه لا يحتاج إلى تفكير على الإطلاق، لكنَّ العديد من المديرين لا يكلفون أنفسهم عناء معرفة ما يفكر فيه الموظفون وما يتوقعونه. يحتاج قسم الموارد البشرية إلى دفع المديرين للتحدث إلى فريقهم بصراحة وصدق، وإجراء استطلاعات دورية، وإنشاء قنوات لتقديم التغذية الراجعة بسرية لتشجيع الآراء الصريحة، والبقاء على اطلاع بما يحدث مع موظفيهم وإخبارهم بكل شيء.2.

2. التواصل:

اطلب من المديرين التواصل مع الموظفين كل على حدة فيما يتوقعونه، وكيف يتوافق ذلك مع ما يتوقعه الموظفون، ووضح الأفكار الغامضة.

3. التخلص من الأجزاء السلبية من الثقافة التنظيمية:

في بعض الشركات، تشجع الثقافة الداخلية الموظفين على تكوين توقعات غير واقعية؛ لذا يجب الحد من جوانب ثقافتك التي تشجع التوقعات الضارة أو غير الدقيقة أو تثيرها، وفي بعض الأحيان، يعني هذا تغيير العمليات، ولسوء الحظ، قد يعني هذا أيضاً إلقاء نظرة فاحصة على موظفيك، واتخاذ الإجراءات عند الحاجة. 

4. استعمال لغة مناسبة:

تحقق من اللغة التي تستعملها الشركة، وخاصة في المستندات المكتوبة، لمعرفة كيف يمكن أن تزيد من التوقعات أو الوعود أو تثير مخاوف من السرية أو الخداع.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لإدارة توقعات الموظفين

الخلاصة:

قد تشمل أعراض خلل عدم توافق التوقعات مع الواقع فقدان السيطرة على الموظفين، وارتفاع نسبة الهلع بينهم، والاجتماعات غير السارة، وغضب العملاء، وازدياد معدل دوران العمالة؛ لذا تواصل مع مديرك إذا استمر ذلك لوقت طويل، فهدر أي مقدار من الوقت ينتج عنه أداء ضعيف.

المصدر




مقالات مرتبطة