هل تطوير الموظفين من أولى خطوات التميُّز والنجاح؟

أظهر استطلاعٌ قامت به "جمعية الإدارة الأمريكية" (American Management Association) إهمال الشركات الأمريكية الواضح بتدريب أو تطوير الموظفين في الوقت الراهن أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، كما أكدت أكاديمية "بيرسين" (Bersin) التعليمية، زيادة تكاليف تدريب الموظفين وتطويرهم هذه الأيام بمقدار 15% مقارنةً مع الأعوام السابقة، لكنَّها ما تزال غير كافية. إذ تتوقع العديد من المنظمات أن يقدِّم الموظفون الجدد عملاً مبهِراً فور تعيينهم، وهذا ليس واقعياً جداً؛ لذا إنَّ نتائج الاستطلاع السابق للشركات الأمريكية لم تكن مفاجئةً للغاية.



لا يحتل تطوير الموظفين الأولوية لدى الشركات:

أفاد استطلاعٌ حديث أجرته "جمعية الإدارة الأمريكية" (AMA) بتركيز ثلث الشركات الموجودة في السوق على تطوير موظفيها الحاليين والاحتفاظ بهم، بدلاً من التوظيف الخارجي.

تفيد معظم المنظمات والشركات بعدم امتلاكها سياسة عامة للتعامل مع عملية التوظيف، مشيرةً إلى أنَّ احتياجات الأعمال المتغيرة هي ما يحدِّد إذا ما كان الموظف الذي سيُعيَّن في المنصب الشاغر من خارج المؤسسة أم من داخلها، بالإضافة إلى ذلك، يعترف 11% من المشاركين في الاستطلاع أنَّهم لا يبذلون جهداً يُذكَر للاحتفاظ بالعمال، وبدلاً من ذلك يتجهون نحو التوظيف الخارجي وبقوة.

تفاصيل استطلاع "جمعية الإدارة الأمريكية" (AMA):

سئل المشاركون: هل تتجه مؤسستك في السنوات الأخيرة نحو توظيف موظفين جددٍ بدلاً من الاحتفاظ بالموظفين الموجودين وتطويرهم؟

  1. أجاب 55% بعدم سلوك الشركة لاتجاهٍ معيَّن، لكنَّها تتخذ القرار بناءً على احتياجات الأعمال المتغيِّرة.
  2. بينما أجاب 34% بتركيز الشركة على تطوير واستبقاء الموظفين الحاليين.
  3. وتوقَّع 11% منهم ارتفاع معدل "دوران العمالة" وانتهاج التوظيف الخارجي بقوة.

شاهد: 6 طرق مبتكرة لتعزيز إنتاجية الموظفين

تناقص ولاء الموظفين:

أظهر استطلاعٌ مع شركاتٍ مرموقة وموظفين من قسم الموارد البشرية ومتخصصين في الإدارة العوامل التي تدفع الشركات إلى تعيين موظفين من خارج المؤسسة بدلاً من ترقية موظفيها، والتي كانت:

  1. أجاب نحو 52% بانخفاض ولاء الموظفين عمَّا كان عليه قبل خمس سنوات.
  2. تباينت نسب الإجابات للتوصل إلى أهم أسباب انخفاض الولاء؛ إذ حصل السبب الأول - وهو عدم تقدير ولاء الموظفين - على موافقة 24% من المشاركين، كما أضاف 56% أنَّ السبب الثاني قد يعود لعدم تركيز القادة على ولاء الموظفين، مع أنَّه موضع تقدير على أيِّ حال.

وقد أضاف "سام ديفيس" (Sam Davis)، نائب رئيس قسم الحلول الاستشارية "لجمعية الإدارة الأمريكية" في بيان صحفي عن الاستطلاع قائلاً: "مع التزام 34% من المنظمات فقط بتطوير الموظفين والاحتفاظ بهم، يسهل معرفة سبب انخفاض ولاء الموظفين.

ووجد الاستطلاع أنَّ 52% من الشركات تبلِّغ عن قلة ولاء موظفيها عمَّا كانوا عليه قبل خمس سنوات؛ وهذا ما يدفع رب العمل إلى تجنب ترقية موظفيه، وتسليم الراية إلى قسم التوظيف ليجدوا موظفاً مناسباً خارجياً؛ الأمر الذي يزيد الوضع سوءاً ويرسل إشارة ضمنية سلبية للموظفين، الذين يتوقون عادةً إلى الترقية والتقدم".

إقرأ أيضاً: 3 طرق تساعد المديرين في تنمية الحياة المهنية للموظفين

يجب تقييم المواهب الحالية أيضاً:

ينصح "ديفيس" بتخصيص برنامجٍ لإدارة المواهب بخطوات متسقة؛ إذ يهتم البرنامج بتوفير الفرص التعليمية للموظفين للنمو؛ وهذا يشجع الاندماج في العمل، ويجب أن يكون لدى الموظفين طموحٌ واضحٌ للتقدم، بالإضافة إلى توفير هيئة إدارية للمتابعة واقتناص الفرص الوظيفية للاعتناء بالمواهب الموجودة، بقدر ما نعتني بالمواهب الخارجية.

إذاً، فالمشكلة تكمن في بحث الشركات خارجاً عن موظفين موهوبين أكفاء، بدل تطوير الموظفين الموجودين وتمكينهم في المناصب الشاغرة، كما يزيد الموظفون الأمر سوءاً بعدم ولائهم لرب العمل، والتضحية بوظيفتهم مقابل أيِّ وظيفة أخرى.

قد يبدو الأمر حلقةً مفرَغة، ينجم عنها تناقص المشاركة في العمل تناقصاً كبيراً بين أفراد الشركات؛ لهذا يتطلب الأمر حلاً سريعاً بالتزام قيادات مجتمع الأعمال التجارية التام بزيادة الاستثمار في الموظفين بالتدريب المستمر، ورفع الأجور، لنستطيع الخروج من هذه الدوامة.

إقرأ أيضاً: تحقيق الاستدامة من خلال تطوير الموظفين

ومع أنَّ الموقف خطير، إلا أنَّ معظم الشركات لا يأخذون الأمر على محمل الجد؛ وهذا ينبِّئ بالحصول على مزيد من الأرقام السلبية في استطلاعاتٍ مستقبلية، حتى يدرك أرباب الأعمال أنَّ الاستثمار في الموظف الموجود وتدريبه وتعليمه يصب في مصلحتهم.

المصدر




مقالات مرتبطة