هل تشعر بالضجر من الحجر الصحي؟ 7 نصائح من رائد فضاء

قد يكون البقاء في المنزل أمراً صعباً، فعندما عشت في محطة الفضاء الدولية لمدة عامٍ تقريباً، لم يكن الأمر سهلاً. فعندما ذهبت للنوم، كنت في العمل. وعندما استيقظت، كنت ما أزال في العمل أيضاً. ربما يكون السفر في الفضاء هو الوظيفة الوحيدة التي لا يمكنك تركها على الإطلاق. لكنَّني تعلمت بعض الأشياء خلال وقتي هناك وأرغب في مشاركتها لتكون في متناول أيديكم، لأنَّنا جميعاً نعزل أنفسنا في المنزل للمساعدة في وقف انتشار فيروس كورونا على سبيل المثال. إليك بعض النصائح عن العيش في عزلة من شخصٍ عاش هذه التَّجربة حقاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن نصائح من رائد الفضاء (سكوت كيلي - Scott Kelly)، رائد فضاء متقاعد من وكالة ناسا، والذي أمضى ما يقارب العام معزولاً في محطة الفضاء الدولية.

1. اتَّبع جدولاً زمنيّاً:

في محطة الفضاء، نظَّمتُ وقتي بإحكام من اللَّحظة التي استيقظتُ فيها حتى وقت النوم. كما تنوّعت المهام المطلوبة منّي؛ ففي بعض الأحيان كنت أقوم بالسير في الفضاء الذي قد يستمر حتى ثماني ساعات، وأحياناً، كان وقت المهمة لا يتجاوز الخمس دقائق؛ مثل التحقق من الزهور التجريبية التي كنت أزرعها في الفضاء. ستجد أنَّ الالتزام بخطة سيساعدك أنت وعائلتك في التكيف مع بيئة العمل والحياة المنزلية المختلفة. عندما عدت إلى الأرض، افتقدت جدولي الزمني ووجدت صعوبةً في العيش بدونه.

إقرأ أيضاً: 12 طريقة لتنظيم جدول أعمالك وإدارةِ وقتك

2. حافظ على أوقات الرَّاحة:

عندما تعيش وتعمل في نفس المكان لأيامٍ متتالية، يمكن أنّ يستحوذ العمل على كلّ شيء إذا سمحت له بذلك. عندما كنت أعيش في الفضاء، تعمّدت أن أُريح نفسي لأنَّني كنت أعلم أنَّني سأبقى هنا لفترةٍ طويلة، تماماً مثل حالنا اليوم. لهذا خصص بعض الوقت للأنشطة الممتعة: لقد شاهدت أفلاماً مع زملائي في العمل، وتناولنا معاً وجبات خفيفة، وشاهدت جميع حلقات التلفزيونية الممتعة مرتين. ولا تنس أنّ تدرج في جدولك وقتاً ثابتاً للنوم.

يَدرسُ علماء وكالة ناسا نوم رواد الفضاء عندما يكونون في الفضاء عن كثب، ووجدوا أنَّ جودة النوم تتعلّق بالإدراك والحالة المزاجية والعلاقات بين الأشخاص، وكلها ضرورية للنجاح سواءً في مَهمّةٍ في الفضاء أو الحجر الصحي في المنزل.

3. اخرج إلى الطبيعة:

أحد الأشياء التي افتقدتها في أثناء العيش في الفضاء هو القدرة على الخروج ورؤية الطبيعة. بعد أنّ أصبحت محصوراً في مساحةٍ صغيرةٍ لأشهر، بدأت أشتاق إلى الطبيعة: اللون الأخضر، ورائحة التراب، والشعور بأشعّة الشمس الدافئة على وجهي. أصبحت تجربة قطف الزهور أكثر أهمية مما كنت أتخيله.

أَحبَّ زملائي تشغيل تسجيل لأصوات الأرض، مثل تغريد الطيور وحفيف الأشجار، وحتى أصوات البعوض مراراً وتكراراً؛ أعادني هذا إلى الأرض (رُغمَ أننَّي كنت أحياناً أضرب أذني عندما أسمع صوت البعوض).

بالنسبة إلى رواد الفضاء، يُعَدُّ الخروج مهمةً خطيرةً تتطلّب أياماً من التحضير، لذا أنا أُقدِّر أنَّه حتى في مأزق الحجر الصحي اليوم، يمكنني الخروج في أيّ وقتٍ أريد فيه للمشي أو التنزه دون الحاجة إلى بذّةٍ فضائية.

أظهرت الأبحاث أنَّ قضاء الوقت في الطبيعة مفيدٌ لصحتنا العقليَّة والجسدية، كما هو الحال مع التمرينات الرياضَّية. أنت لست بحاجةٍ إلى العمل لساعتين ونصف في اليوم -كما يفعل رواد الفضاء في محطة الفضاء- ولكنَّ الانتقال مرة واحدة في اليوم من مكانك يجب أن يكون جزءاً من جدول الحجر الصّحي الخاص بك، فقط ابقَ على بُعْدِ ستة أقدام (متر ونصف) على الأقل من الآخرين.

شاهد بالفيديو: 9 فوائد تجعل من المشي أفضل نشاط يومي

4. مارس هوايةً ما:

عندما تكون محصوراً في مساحةٍ صغيرة، فأنت بحاجةٍ إلى متنفس. تفاجأ بعض الناس عندما علموا أنَّني أحضرت كتباً معيَ إلى الفضاء. الهدوء والاستيعاب الذي يمكنك العثور عليه في كتابٍ ورقيّ -كتاب لا تزعجك الإشعارات أثناء تصفّحه أو يغريك بفتح علامة تبويب جديدة- هو أمرٌ لا يقدر بثمن. تُقدِّمُ العديد من المكتبات الصغيرة حالياً خدمة التوصيل إلى المنازل، مما يعني أنَّه يمكنك دعم الأعمال التجارية المحليَّة مع تمتُّعكَ ببعض أوقات الفراغ.

يمكنك أيضاً التدرُّبَ على آلهٍ موسيقية، أو تجربة حرفة، أو ممارسة هواية الرسم. يستهلك رواد الفضاء بعض الوقت في هذه الأشياء في أثناء تواجدهم في الفضاء.

5. اكتب يومياتك:

تدرس وكالة ناسا آثار العزلة على البشر منذ عقود، ومن النَّتائج المدهشة التي توصّلوا إليها هي قيمة الاحتفاظ بدفترٍ لليوميات. خلال مَهَمَّتي التي استمرت لمدة عام، كتبت عن تجربتي كلّ يومٍ تقريباً. ستجد نفسك تؤرِّخ أحداث الأيام (والتي قد تتكرّر في ظل هذه الظروف). حاول وصف ما تختبره من خلال كتابة مذكراتك. وحتى إذا لم ينتهِ الأمر بكتابة كتابٍ استناداً إلى دفتر يومياتك كما فعلت أنا، لكنَّ كتابة يومياتك ستساعد في توثيق تجاربك وتتيح إليك إلقاء نظرة إلى الوراء لاحقاً وتَذَكُّرَ ما عانيته في هذا الوقت.

إقرأ أيضاً: 11 نصيحة للحصول على أفكار مميّزة لكتابة محتوى رائع

6. خصّص وقتاً للتواصل:

حتى مع كلّ مسؤوليات العمل بصفتي قائدَ محطّةٍ فضائية، لم أُفوّت فرصة إجراء مكالمة فيديو مع العائلة والأصدقاء. لقد وجد العلماء أنّ العزلة ضارّة ليس بصحتنا العقليَّة فحسب، بل وبصحتنا الجسديّة أيضاً؛ وخاصةً بجهازنا المناعي. تساعدنا التكنولوجيا في التواصل أسهل من أيّ وقتٍ مضى، لذا يلزمُ تخصيص الوقت للتواصل مع أحدهم يومياً. قد يساعدك ذلك بالفعل في محاربة الفيروسات.

7. استمع إلى نصيحة الخبراء:

عندما تكون رائد فضاء، يجب أنّ تسأل رائداً آخر. علمني العيش في الفضاء الكثير عن أهمية الثقة بنصائح الأشخاص الذين يعرفون أكثر مما أعرفه عن مواضيعهم، سواءً أَكانت العلوم أم الهندسة أم الطب أم تصميم محطة الفضاء المعقدة؛ هذا ما أبقاني على قيد الحياة.

خاصةً في لحظةٍ صعبةٍ مثل التي نعيشها الآن، علينا البحث عن المعرفة من أولئك الذين يعرفون أكثر عنها والإصغاء إليهم. يمكن أنّ تكون وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المصادر الناقلة للمعلومات الخاطئة، تماماً مثلما تنقل المصافحة الفيروسات. لذا علينا أنّ نسعى إلى البحث عن مصادر موثوقة للحقائق، مثل منظمة الصحة العالمية.

إقرأ أيضاً: كيفية اكتشاف الأخبار الحقيقية من المزيفة

جميعنا الآن في نفس الموقف:

في كلّ بقاع الأرض غير المحدودة، يُظهِر لنا انتشار فيروس كورونا أنَّ ما نتشاركه أقوى بكثير مما يُفرقنا، سواءً أَتحسّنَ الوضعُ أم ساء. جميع الناس مرتبطون بشكلٍ لا مفرّ منه، وكلما استطعنا أنّ نجتمع معاً لحلّ مشاكلنا، كان الوضع أفضل.

أحد الآثار الجانبية لرؤية الأرض من منظور الفضاء، على الأقل بالنسبة إليّ، هو الشعور بتعاطفٍ أكبر مع الآخرين. كما أنَّنا قد نشعر بالعجز داخل منازلنا. هنالك دائماً أشياء يمكننا القيام بها: لقد رأيت أشخاصاً يُعلّمون الأطفال من خلال الفيديو، أو يتبرعون بوقتهم وأموالهم للجمعيات الخيرية عبر الإنترنت، أو يساعدون كبار السن أو الذين يعانون من ضعف المناعة. فالمهمات التي يقوم بها المتطوعون مفيدة للغاية.

لقد رأيت البشر يعملون معاً للتغلُّب على أصعب التَّحديات التي يمكن تخيلها، وأنا أعلم أنَّه يمكننا التغلب على هذا التَّحدي إذا قمنا جميعاً بدورنا وعملنا معاً كفريق.

فلا تنسَ أن تغسل يديك دائماً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة