هل تشعر بالإرهاق من جديد؟ جرب تنفيذ هذه الخطوات الصغيرة

في الوقت الذي بدأ الضوء يظهر في نهاية نفق جائحة كورونا في العديد من البلدان، ظهرت مرحلة جديدة من التجربة الجماعية وهي: الترقب؛ بحيث حلَّ فصل الصيف، وبدأ العالم ينفتح من جديد، وازداد الطلب على تذاكر الطيران للسفر ورؤية الأقارب والأصدقاء، كما افتُتحت الأماكن من جديد للذهاب والالتقاء بالناس، وبذلك نكون على خطى وضع خطط كبيرة للتعويض عن الوقت الضائع.



ملاحظة: يمكن لهذه الخطوات الصغيرة -المثبتة علمياً- المساعدة على بناء العادات التي تحسن حياتنا بشكل كبير.

لقد كانت الجائحة من أحلك الأوقات التي خسرنا فيها ومررنا بمآسٍ لا توصف، لكنَّها في الوقت نفسه كانت حافزاً دفعنا إلى التحقق من حياتنا وأولوياتنا وطرق عيشنا وعملنا.

لقد قضينا قرابة العام نتعمَّق ونفكِّر فيما نرغب في أخذه معنا وما نريد تركه وراءنا، وإذا أردنا الاستفادة القصوى من هذه اللحظة، فعلينا أن نرفق خططنا الكبيرة بخطوات صغيرة؛ فمن خلالها نحقق الحكمة التي جمعناها في العام المنصرم، ونتبنَّى عادات جديدة تفتح لنا المجال لخلق حياة أفضل وعالم أفضل من ذاك الذي عرفناه قبل جائحة كورونا.

إقرأ أيضاً: 9 طرق للبقاء على تواصل مع العالم في ظلِّ التباعد الاجتماعي

وبسبب توقنا إلى ما كانت عليه الأمور سابقاً، نحن نعلم أنَّ ذلك لن يحصل ولن نعود أبداً إلى ما كنَّا عليه، ولذلك فبينما نشق طريقنا إلى الفصل القادم غير المؤكَّد من حياتنا؛ لدينا فرصة لتطبيق الدروس التي تعلمناها من تجاربنا الفردية والجماعية، ونقلها إلى الأجيال التالية، وبذلك تكون هذه الخطوات الصغيرة مفيدة أكثر من الوعود الكبيرة، وهي التي تساعدنا على الانتقال إلى المرحلة التالية.

إنَّها خطوات صغيرة ومثبَتة علمياً، ويمكن البدء في اتخاذها فوراً لبناء عادات صحية تحسِّن حياتنا بشكل كبير، وهي أساس تغيير السلوك الذي جلبناه للأفراد والمنظمات حول العالم لمساعدتهم في زيادة القدرة على التحمل وتعزيز صِلاتهم وتحسين عافيتهم وأدائهم. وخلافاً لقرارات العام الجديد، والتي تبين أنَّ أكثر من نصف الناس يفشلون في تحقيقها، فإنَّ هذه الخطوات لا يمكن أن تفشل؛ مما يعدُّ أمراً هاماً لأنَّنا اكتفينا من الشعور بالفشل؛ فحتى عندما تلوح بعض النفحات من التفاؤل في الأفق، يعاني الكثير منا ويصبح غير قادر على التركيز ولا يستطيع الإنتاج بل ويقع في الفراغ الفاصل بين الاكتئاب والازدهار، كما قال الكاتب وعالم النفس "آدم غرانت" (Adam Grant).

تقدم لنا تلك الخطوات دُفعة من الأدرينالين للعمل والنجاح وحتى الفرح، والتي ستكون هامة لنا إذا أردنا الاقتراب من الازدهار خلال مواجهة تبعات الجائحة التي أثَّرت على صحتنا النفسية.

وقد ذكرت كارين لينش (Karen Lynch)، وهي المديرة التنفيذية لشركة سي في إس هيلث (CVS Health) في مؤتمر فورتشن (Fortune) لصحة الدماغ، أنَّنا سنواجه اضطرابات ما بعد فيروس كورونا، بالإضافة إلى القلق والاكتئاب المرتبطَين بهذا المرض، والذي قد يستمر لسنوات بعد انتهاء الجائحة.

وقد أعربت الدكتورة ميشيل ويليامز (Michelle Williams) عن ذلك أيضاً، والتي تشغل منصب عميد كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد تشان (Harvard T.H. Chan) وذكرت أنَّه عند النظر إلى الماضي، فمن المرجح رؤية أضرار جانبية على صحتنا النفسية وعافيتنا أكثر بكثير صحتنا البدنية.

ولمواجهة هذه المصاعب، فنحن بحاجة إلى مكاسب صغيرة أكثر من أي وقت مضى، وقد صدر كتاب: "هذا وقتكم للازدهار" (Your Time to Thrive)، وهو نظام لتغيير السلوك سهل التنفيذ ومليء بمئات الخطوات البسيطة حول مواضيع مختلفة تتراوح بين النوم والتغذية والحركة فضلاً عن التركيز والإبداع وتحديد الأهداف.

وفي عالم مملوء بالأمور الكثيرة الخارجة عن سيطرتنا، تساعدنا هذه الخطوات البسيطة على التركيز فيما يمكننا السيطرة عليه، كما تقدم لنا شيئاً للاحتفاء به ويدفعنا إلى الأمام لتحقيق انتصاراتنا الصغيرة القادمة شيئاً فشيئاً، ومع مرور الوقت وبينما نبني عادات جديدة فإنَّها تتطور لتصبح جزءاً من كينونتنا، وكما قال أرسطو: " ليست العادة إلا ممارسة طويلة تصبح طبيعة الشخص في النهاية".

إقرأ أيضاً: استخدام التأمل لمواجهة أزمة كورونا

وتستطيع بذلك دَمج تلك الخطوات البسيطة في يومك لتُحصِّل فوائداً فورية لتعزيز العافية والمرونة والتركيز وبناء العلاقات والشعور بالهدف؛ فنحن على شفا حافة تحول تاريخي ولا ضرر من التوجيه والبدء بخطوات صغيرة.

وإليك بعض الخطوات البسيطة لتبدأ بها:

  • لا تبدأ يومك بالنظر إلى هاتفك عندما تستيقظ؛ بل جرب التَّنفُّس بعمق لدقيقة أو ربما لوضع خططك ونواياك لهذا اليوم.
  • لقد ثَبُتَ أنَّ للامتنان فوائد جمة، بما فيها خفض التوتر والقلق. وهناك طريقة سهلة لإضافة قوة الامتنان لحياتنا؛ وذلك من خلال ما يسميه الباحثون: " تكديس العادات " (habit stacking)، والتي تعني بناء عادة جديدة على عادة قائمة، ولذا ففي كل مرة تنظف فيها أسنانك تستطيع التَّفكير ببساطة في ثلاثة أشياء أنت ممتن لها.
  • ويبين علم الأعصاب أنَّه يمكننا التخلص من الإجهاد في أقل من ستِّين إلى تسعين ثانية، وذلك بالتركيز على تنفسنا والذي يُنشِّط الجهاز العصبي اللاودي، مما يخفض مستويات هرمون الإجهاد " الكورتيزول ". وتستخدم القوات البحرية طريقة للحد من الإجهاد تسمى "التنفس الصندوقي" (box breathing) وكل ما عليك فعله هو الاستنشاق والعد إلى أربعة، ثم حبس هذا النفس لمدة أربع ثوان، وأخيراً الزفير بعد العد إلى أربعة.
  • اختر وقت ليلاً لتغلق فيه أجهزتك الإلكترونية وتبقيها خارج غرفة النوم؛ وذلك لأنَّ الهواتف بمثابة مستودعات لكل ما نحتاج إلى الابتعاد عنه لنتمكن من النوم، مثل: قائمة مهامنا وصندوق البريد الإلكتروني والمشاريع المتعددة والمشاكل؛ لذا فإنَّ الانفصال عن العالم الرقمي يساعد على النوم بعمق.

 

المصدر




مقالات مرتبطة