هل ترغب بأن يكون لحياتك معنى أكبر؟ دراسة جديدة تنصحك بالعلاقة الحميمة!

قد يكون البحث عن معنىً للحياة واحداً من أعظم القوى المحركة للبشر عبر التاريخ، فقد بنى "فيكتور فرانكل" (Viktor Frankl) نظريته في علم النفس، والتي تحمل اسم النظرية الوجودية، بناءً أساسياً على الحاجة لوجود معنى لحياة الإنسان وبَحْث الإنسان عن ذاك المعنى. وكما يعلم أي شخص عانى أو يعاني من أزمة وجود، يمكن لعدم وجود معنىً للحياة أن يسبب القلق، والرعب، والخوف، والشعور بالاشمئزاز.



وفي خضم الشعور بالغربة، والعزلة، والعدم الذي نواجهه في كل يوم يحتاج معظمنا بين الفينة والأخرى إلى ما يُشعرنا بأن ثمَّة معنىً لحياتنا التي نعيشها. وقد وجدت دراسةٌ حديثة لحسن الحظ أنَّ ممارسة الجنس تُعَدُّ طريقةً مثيرةً لمنح حياتناً معنىً أكبر.

إذ طُلِبَ في دراسةٍ حديثةٍ أجراها "تود ب. كاشدان" مع مجموعةٍ من الباحثين في جامعة "جورج ميزن" (George Mason University) من المشاركين الإجابة يومياً عن مجموعةٍ من الأسئلة المتعلقة بالرضا عن الحياة، ووتيرة ممارستهم للنشاط الجنسي، ومدى الحميمية التي يحصلون عليها من خلاله، ومقدار استمتاعهم به. وقد قِيسَ مقدار الرضى عن الحياة من خلال عدة مقاييس من بينها المزاج وإذا ما وَجدوا يومهم مُثمِراً أم لا.

وكان السؤال المُستخدَم لتحديد ذلك: "هل شعرت بأنَّ لحياتك معنىً في هذا اليوم؟"، وهي الجملة التي ظهرت في اختباراتٍ أخرى حول مدى الرفاه الذي يعيشه الناس فهي تُعَدُّ مقياساً لمعرفة إذا ما كان الناس يجدون أنَّ حياتهم ذات معنىً أم لا.

خضع لهذه الدراسة 152 شخصاً معظمهم من النساء وطُلِبَ منهم تقديم تقرير يذكرون فيه إذا ما كانوا مرتبطين بعلاقةٍ أم لا ومعلوماتٍ عن المدة الزمنية لتلك العلاقات وعن مدى مصداقيتها. ثمَّ طُلِبَ منهم في كل ليلةٍ ملء استمارةٍ عن طريق الإنترنت تتضمن تفاصيل عن مزاجهم، وإذا ما وجدوا أنَّ لحياتهم معنىً، وإذا ما شاركوا في نشاطٍ جنسيٍّ أم لا. وطُلِبَ منهم تقويم ذاك النشاط فيما يتعلق بمقدار المتعة والحميمية بناءاً على مقياسٍ موحد.

ما الذي وجدوه؟

أظهرت التقارير بعد تحليلها أنَّ ممارسة الجنس أدَّت إلى زيادة الشعور بالرفاهية على جميع الصُعُد في اليوم الآتي، إضافةً إلى أنَّ أولئك الذين ذكَروا بأنَّهم تمتعوا بمستوياتٍ عالية من الحميمية مع شركائهم أشاروا إلى أنَّ هذا التحسن استمر إلى أكثر من 24 ساعة. ورغم أنَّه وُجِدَ أنَّ ممارسة الجنس أثَّرت في الشعور بالرفاهية في اليوم الآتي، إلَّا أنَّه لم يُرى أنَّ الشعور بالرفاهية قد كان له تأثير على ممارسة الجنس.

لم تكن المتعة، ولا الحميمية، ولا مقدار تحسُّن مزاجهم هي التي أثَّرت في زيادة الشعور بأنَّ للحياة معنىً، إذ لم يشهد هذا الجانب، الذي يُعَدّ أحد عوامل شعور الناس بالرفاهية، تحسُّناً دائماً إلا بعد ممارسة الجنس فكانت جودة العلاقة التي يقيمونها هي الوحيدة التي أثَّرت فيه.

الغريب أنَّ النتائج ذكرت أنَّ الالتزام بعلاقة ليس له تأثيرٌ يُذكَر على الشعور بالرفاهية مهما بلغ طول تلك العلاقة، بيد أنَّ أولئك الذين تجمعهم علاقات وثيقة تحسنت لديهم مستويات الشعور بالرفاهية موازنةً مع الآخرين. وعلى ضوء هذا يذكر المشرفون على الدراسة أنَّ أبرز عنصرٍ يجعلك تشعر أنَّ لحياتك معنىً هو إقامة روابط اجتماعية حقيقية، وهي نتيجةٌ التي يتفق معها أرسطو.


شاهد أيضاً:
بالصور: تناولوا هذه العصائر لعلاقة حميمة أفضل وأكثر مُتعة


وقد لاحظ المشرفون أنَّ الدراسة طرحت سؤالاً مهماً فيما يتعلق بالعلاقة بين السعادة التي تكون المتعة مصدراً لها وبين السعادة التي يكون مصدرها بلوغ الإنسان لهدفه في الحياة، وتحقيق النمو، وتجاوز التحديات. فإذا كان هذان النوعان من السعادة غير مرتبطين ببعضهما على الأطلاق فإنَّ النتائج التي تظهر بأنَّ الجنس، المرتبط غالباً بالسعادة النابعة من المتعة، يساعد الناس على إيجاد معنى أكبر لحياتهم تحتاج إلى مزيدٍ من التوضيح. إذ يُعَدُّ هذان النوعان من السعادة مختلفين نوعاً ما عن بعضهما على الأقل.

وممَّا فاجأ المشرفين على الدراسة أنَّهم لاحظوا أنَّ الكتابات التي تهتم بالعلاقة بين الجنس والرفاهية تُعَدُّ ضئيلةً بالنظر إلى تاريخ دراسة قضية الجنس من الناحية النفسية. ولاحظوا أيضاً أنَّه جرى تجاهل موضوع الجنس تجاهلاً كاملاً وعلى نحوٍ غريب في جميع النماذج التي تحدثت عن الرفاهية. ولكنَّهم بعد مراجعة النصوص الموجودة رأوا أنَّ نتائجهم تتفق مع الدراسات السابقة التي أُجريَت على الموضوع.


اقرأ أيضاً:
ماذا يكره الرجل في العلاقة الحميمة مع زوجته؟


إنَّ السعي إلى بلوغ السعادة من خلال المتعة الناجمة عن ممارسة الجنس قد لا يكون بديلاً كاملاً عن نمط الحياة الذي يسعى فيه الإنسان إلى بلوغ السعادة من خلال إثبات الذات إلَّا أن هذه الدراسة تشير إلى أنَّ ثمَّة بعض التداخل بين شكلَيْ السعادة هذين ولا سيما حينما يتعلق الأمر بشعور الشخص بأنَّ لحياته معنىً. ورغم أنَّ نتائج السعي إلى بلوغ السعادة من خلال ممارسة الجنس تُعَدُّ نتائج مؤقتة وخاضعةً على الأقل إلى عوامل أخرى إلَّا أنَّه يبدو أنَّ ثمَّة طريقةٌ للتحرر تحرّراً مؤقتاً من مشكلة إيجاد معنىً للحياة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة