هل تختار أفضل الخيارات في علاقتك العاطفية؟

أظنُّ أنَّ خياراتنا تؤدي دوراً فيما إذا كنَّا سنبقى مغرمين في شريكنا خلال وجودنا في علاقة عاطفية أم لا، وأودُّ أن تفهم سبب ذلك في هذا المقال.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "ألتون ووكر" (Alton Walker)، ويُحدِّثنا فيه عن أثر الخيارات التي نختارها في علاقاتنا العاطفية. 

إنَّ قراراتنا هي التي تحدد ما إذا كنَّا نُحيي الحبَّ الذي نتقاسمه مع شركاء حياتنا أو لا، بالنسبة إلي شخصياً أرى العلاقات العاطفية مشابهة لشراء منزل؛ بمعنى آخر يُعَدُّ شراء المنزل مجرد خطوة واحدة في عملية امتلاك المنزل، وبمجرد إتمام عملية الشراء يجب ألَّا نتجاهل العناية اليومية به؛ ففي النهاية إذا واصلنا التغاضي عن الأماكن المختلفة التي تحتاج إلى الصيانة سيُهدَم المنزل مع مرور الوقت.

من أكثر الطرائق شيوعاً التي تؤدي إلى تحويل منزلٍ جميلٍ إلى شنيع هي عندما يَألف المقيمون فيه العادات السيئة أو يصبحون راضين عن الوضع كما هو؛ على سبيل المثال ثمة عادة مؤسفة موجودة لدى أغلب الناس وهي تأجيل تنفيذ المهام إلى وقت لاحق أحياناً.

مثال آخر على ذلك إذا وضعنا صندوقاً من الأشياء القديمة في غرفة ما، ثم بعد أسبوع أضفنا ثلاثة صناديق أخرى فإذا بقينا على هذه الحال فبعد ثلاثة أشهر سيصبح هناك العديد من الصناديق وستبدو الغرفة كأنَّها مستودع للتخزين، وسيرى الزوار حالة الغرفة على أنَّها علامة واضحة على الإهمال، لكن بالنسبة إلى صاحب المنزل فهي ليست مشكلة كبيرة؛ لأنَّه اعتاد رؤية المنزل في مثل هذه الفوضى، ولن يتمكن عقله من تخيله بأي شكل آخر، في الحقيقة لن يرى صاحب المنزل الغرفة على أنَّها غير مرتبة؛ لأنَّه في عقله قد وُضِع كل شيء داخل الغرفة بطريقة منظمة.

لسوء الحظ هذه العقلية شائعة جداً في العلاقات العاطفية؛ لأنَّني أرى أنَّ أفعالنا لها دور في اتجاه علاقاتنا؛ فثمة أشياء مباشرة نقوم بها تؤدي إلى تدهورها أو تحسينها؛ على سبيل المثال إذا لم أخبر زوجتي أنَّني أحبها ولم أقضِ وقتاً معها ولم آخذ وجهة نظرها في الحسبان فأنا أؤدي دوراً مباشراً فيما إذا كان الحب سيستمر في الازدهار بيننا أم لا، لكن في حالات أخرى يكون تدهور علاقاتنا أو إنهاؤها غير مقصود.

للتوضيح؛ ثمة أفعال غير مقصودة نقوم بها يومياً من شأنها أن تسهم في استمرار علاقتنا أو تفكيكها؛ على سبيل المثال إذا انشغل شخص ما في الحياة بعيداً عن علاقته العاطفية فمن المحتمل أن ينسى ذكرى زواجه؛ لكنَّ السؤال هو: "هل تعمَّد ذلك، أم أنَّ ذهنه قد شرد قليلاً بسبب الانشغال بأمور لا علاقة لها بعلاقته العاطفية؟".

عموماً إنَّ الدافع وراء نسيان الذكرى لا علاقة له بالموضوع؛ لأنَّ النتيجة ستبقى كما هي؛ فمن حيث النظر إلى العلاقات العاطفية على أنَّها منزل لا يهم ما إذا كنَّا نقصد إهمال العناية به أم لا؛ فسواء أقصدنا ما نفعله أم لا سيبقى منظره متهالكاً.

بالطبع يمكننا العمل معاً لإصلاحه، لكن مع ذلك وبصرف النظر عن كيفية وصول المنزل أو العلاقة إلى هذه الحالة المتهالكة، فإنَّ بداية الرحلة لن تمحو أنَّ المنزل أو العلاقة قد أصبحت متداعية الآن.

الدخول في العلاقة يُعد خطوة في عملية بناء علاقة رومانسية صحية على الأمد الطويل:

سيتطلب الأمر كثيراً من الجهد للحفاظ على تقدُّم العلاقة؛ بعبارة أخرى مثلما يقرر شخص ما البدء في علاقة مع شخص معين فسيواجه سلسلة من الخيارات التي يمكنه الاختيار من بينها لإنتاج علاقة صحية أو غير صحية.

بالحديث عن تكوين شراكة صحية لدي شعار بسيط، وهو: "قد لا يكون من السهل أن نكون في علاقة، لكن قراراتنا وعاداتنا السيئة ومشاعرنا ستجعل التجربة صعبة للغاية"؛ فعندما يحدث خلاف بينك وبين شريك حياتك فإنَّ الذهاب إلى الفراش غاضباً بسبب المشكلات التي لم تُحَل سيكون قراراً، كما يُعَدُّ إنكار أهمية حل هذا الخلاف قراراً أيضاً؛ فبعد أسابيع وأشهر وحتَّى سنوات من ذلك ستعاود المشكلة في الظهور بطريقة ما خلال لحظة لا علاقة لها بالموضوع إطلاقاً، وحتَّى البقاء لأسابيع أو أشهر دون التعبير عن الحب لبعضكما بعضاً هو قرار أيضاً.

إضافة إلى ذلك يُعَدُّ الحفاظ على مشاعر العداء خلال الأيام أو الأسابيع أو حتَّى الأشهر القليلة القادمة خياراً، وبالمثل يعد رفض توصيات شريكنا للتواصل بصراحة فيما يتعلق بالتحديات التي قد تواجهها العلاقة قراراً أيضاً.
شاهد: 6 نصائح بسيطة لتجاوز علاقة الحب الفاشلة

من الصعب مواجهة حقيقة أنَّ العلاقة لا تسير على ما يرام:

ومن الصعب تقبُّل حقيقة أنَّ دورنا كان سلبياً وأدَّى إلى تدهور علاقاتنا، وعلى الرَّغم من صعوبة ذلك فمن مسؤوليتنا أيضاً الاعتراف بما يحدث؛ لأنَّنا إذا لم نفعل ذلك فلن تُصلِح العلاقة نفسها بطريقة سحرية.

إضافة إلى ذلك نظراً لأنَّ العلاقة لا يمكن أن تحافظ على نفسها يجب أن نضع شيئاً واحداً في الحسبان؛ وهو أنَّك لا تستطيع ترك العلاقة على هواها على أمل عيش تجربة سعيدة على الأمد الطويل، وبالعودة إلى المثال السابق إذا وضعنا صندوقاً من الأشياء القديمة في غرفة ما فليس بالضرورة أن تبدو قبيحة في الوقت الحالي.

مع ذلك عندما نتغاضى عمَّا يحدث أمامنا سيصبح الصندوق الواحد في النهاية خمسة صناديق، وبمرور الوقت ستزيد هذه الصناديق الخمسة إلى خمسين صندوقاً، وحتَّى مع ذلك قد لا تبدو هذه الصناديق قبيحة من منظورنا، إلَّا أنَّ رفضنا لرؤية هذا الأمر لن يمحو حقيقة الحالة الفوضوية لكل من حولنا.

إذا كانت نظافة المنزل هامة فسيجد كل شخص طريقة للقيام بما هو ضروري للحفاظ على ترتيبه ولن يوجد ما يُبرر عدم بقاء المنزل نظيفاً، في النهاية يُعَدُّ الحفاظ على نظافة المنزل قراراً، وسواء أكانت الفوضى قد حدثت بقصد أم لا فمن الهام أن تتحمل مسؤولية الأمر، وبالطريقة نفسها يجب أن نكون مسؤولين عن حالة علاقاتنا العاطفية بصرف النظر عما إذا كانت أفعالنا السيئة تحدث عن قصد أو لا.

إقرأ أيضاً: 8 وسائل للتعامل مع القلق الناجم عن العلاقات العاطفية

من السهل تحمُّل المسؤولية عندما تسير علاقاتنا على ما يرام:

لكنَّنا نبتعد أو نقدِّم الأعذار عندما تكون علاقاتنا في حالة تدهور. إنَّني أفهم أنَّه يجب أن أعمل بنشاط على تحسين زواجي حتى يزدهر؛ لذا أوصي بتقييم ما إذا كان القرار الذي تتخذه أنت أو شريكك سيكون له أثر إيجابي أو سلبي في العلاقة؛ على سبيل المثال هل سيكون للخروج مع صديقة دون علم زوجتي أثر سلبي في زواجي؟ أو هل اتخاذ قرار بإظهار الحنان والعطف سيعزز تطور العلاقة أم سيعوقه؟ أو هل كوني أفضل زوج مؤشر على ازدهار حبنا؟

إقرأ أيضاً: سيكولوجيا إدمان العلاقات العاطفية وأسبابها

في الختام:

لن أقول إنَّ علاقتك ستبقى سعيدة ببساطة من خلال ممارسة مجموعة من الإرشادات لتكون شريكاً صالحاً، ومع ذلك يمكنني القول على وجه اليقين إنَّ علاقاتنا لا يمكن أن تزدهر إذا اخترنا أن نكون شركاء فظيعين بدلاً من ذلك، على الرَّغم من أنَّ اختياراتنا داخل العلاقة وخارجها هي مجرد جزء واحد فقط من العلاقة إلَّا أنَّ لها دوراً أكبر بكثير ممَّا نودُّ الاعتراف به.

Are you making the best choices in your relationship




مقالات مرتبطة