هل تحتاج لمهرب من القيود التي تواجهك؟ إليك هذه النصائح

هل تشعر بأنَّك عالق ضمن مجالٍ من مجالات حياتك، ولا فكرةَ لديكَ عن خطوتك القادمة؟ لديك ما تريد إنجازه وتحقيقه، لكن يبدو أنَّ ظروفك الحالية تمنعك من تحقيق أهدافك. ربما تكون وظيفتك أو مسيرتك المهنيَّة، أو قراراتك الرئيسية أو علاقاتك، أو أنَّ الحياة التي تعيشها هيَ ما يمنعك من التَّركيز على رغباتك الحقيقية. أنت تعيس، بل ربما تكادُ تتميَّزُ من الغيظ، وتريد التَّغيير، وتحتاج إلى إيجاد مهربٍ ما. هل هذا ما تمرُّ به في حياتك الآن؟ هل هناك شيء أكبر ترغب في القيام به، لكنَّك تشعر بأنَّك لا تقدر على ذلك في هذه اللحظة لأيِّ سببٍ كان؟ إن كنت كذلك، فأودُّ أولاً أن أؤكد لك أنَّك لستَ وحدك من يعاني من هذا الأمر. فلقد مرَّ كل شخصٍ تقريباً بذلك الشعور في مرحلةٍ ما من حياته، وذلك لأنَّ البشر قد خُلِقُوا لكي ينموا وينضجوا ويتطوَّروا إلى "نُسَخٍ أفضل" من أنفسهم.



جميعنا لديه أهدافٌ وأحلامٌ وطموحاتٌ مختلفة، ولكنَّها تؤدي جميعها إلى نفس النتيجة: أن نُصبح أفضل مما كنا عليه من قبل. سواءً أكان ذلك من حيث السعادة أم الثروة أم الحب. إذاً لماذا يواجه البعض منّا أوقاتاً عصيبة للمضيِّ قدماً في هذه الحياة؟ للإجابة على ذلك، نحن بحاجةٍ إلى إلقاء نظرة على القيود التي تعيقنا.

ما الذي نعنيه بالقيود؟

ظاهريَّاً، إنَّ القيودَ عبارةٌ عن أشياء تمنعك من القيام بأمرٍ ما؛ لكن إن تعمَّقتَ أكثر، ستجد أنَّ القيود هي الأمور التي تجعلك مقيداً ضمنَ حلقةٍ ما. إذ تبقيكَ تلك القيود عالقاً في مواجهة نفس المشاكل، ومحصوراً بنفس الخيارات، وتجعلك تتخذ نفس الإجراءات. تحدد القيود ظروفك الحالية، مما يعني أنَّها أيضاً تحدد نوعية حياتك. لكن إليكَ نظرةً معمَّقة أخرى من أشخاص حققوا انفراجات مستمرَّة: إنَّ واقعك ناتجٌ عن فهمك. لكن ليس الواقع هو ما يهمُّ هنا، وإنَّما كيف ننظرُ إليه. وعليهِ فإنَّ قدرتك على التَّحكم في كيفية النَّظر إلى الأمور، هي مفتاح تحقيقك لذلك الانفراج.

إطار عمل الانفراجات:

يساعد إطار العمل هذا على توفير تحوُّلٍ نموذجي شامل، يهدفُ لتحويلِ أيِّ قيود قد تعاني منها إلى فرصة ممكنة. وباستخدام إطار العمل هذا، ستكون قادراً على إجراءِ ذلك التَّحول بنفسك، من أجلِ تحقيق أهدافك وإيجاد مخرجٍ من أيِّ شيء يُعيقك.

سوف تتعلم كيفية استخدام 7 مهارات أساسية لمساعدتك في عمليَّة التَّحول تلك. إذ ستساعد هذه المهارات على تكثيف جهودك، وتتيح لك اغتنام فرصك بشكل أسرع، كما وستغرس تلك المهارات فيك ذلك التَّحول بشكلٍ دائم؛ لكي لا تقع مجدداً ضحيَّة لتلك القيود.

الخطوة الأولى: اعثر على فرصة خَفِيَّة

تكمن الخطوة الأولى في العثور على "الفرصة الخَفِيَّة".

عندما نواجه تحدياً أو نكسة، فمن طبيعتنا كبشر أن نركز على السَّلبيات أو الأشياء التي نفقدها. ولكن هذه هي الحياة! إذ سيكون هناك دائماً نوع من القيود، فلم لا تُدرب عقلك على التَّفكير في الفرص بدلاً من التَّفكير في تلك القيود؟ إذ دائماً ما يكون مع كل عقبة تعترض طريقك، فرصة خفيَّة في انتظار الكشفِ عنها. وبدلاً من أن تواجه تلك العقبات أو تستسلم، اعلم أنَّه دائماً ما يكون هناك وجهان لكلِّ عملة. وهذا يعني أنَّه يمكنك العثور على فرصة في أيِّ عقبة تواجهها.

لذا ومن أجل إيجاد فرصتك الخفيَّة، حاول طرح هذه الأسئلة على نفسك:

  1. ما هو القيد الذي يؤثر على نوعية حياتك الآن؟ ولماذا يُعتبر قيد؟
  2. ما الذي يمنعك من القيام بالأمر الفلاني؟ (اذكر أمراً معيناً).
  3. ما هي نقطة التَّحول؟

نقطة التَّحول هي عبارة عن عقبة رئيسية، والتي إذا ما تمَّ التَّغلب عليها، ستفتح أمامكَ فُرصاً جديدة لم تكن متاحة لكَ من قبل. لذا ولخلقِ فرصة جديدة، عليكَ أن تقومَ فقط بالعثور على نقطة التَّحول هذه ضمن القيود التي تعاني منها.

مثلاً "إذا أمكنني فقط إنجازُ..... فسأكون قادراً على..... (الفرصة الجديدة)"

كتابة بيان بالفرصة الجديدة، مثلاً: لديّ فرصة لـ..... عن طريق القيام بـ.....

عبرَ كتابتكَ لبيان بالفرصة، لن يؤدي ذلك إلى تقوية عزيمتك وحسب، بل إنَّه سوف يوفر لك أيضاً شرارة دافعٍ من أجل أن تتجاوز الأمور التي تقيدك. إذ يمكن لمواجهة عقبةٍ ما أن يكون بمثابةِ استنزافٍ عقليٍّ حقيقيّ؛ وكلما طالت مدة بقائك عالقاً في ذلك، كلما زاد مقدار الجهد والطاقة التي ستُستَنزف منك. لذا فإنَّ المضي قدماً في هذه الخطوة من أجل إيجاد فرصتك الخفيَّة، يساعد في إذكاء شعلة الإيجابية التي ستدفعك إلى اتخاذ إجراءاتٍ مركزة في الخطوات من 2 إلى 4.

شاهد بالفيديو: تعلّم كيف تغتنم الفرص بـ 10 خطوات

 

الخطوة الثانية: خطط لِسُلَّم التَّقدُّم خاصتك

الآن وبعد إيجاد فرصة خفية، فإنَّ الخطوة التالية هي التَّخطيط لِسُلَّم التقدم الخاص بك. هذا يعني ببساطة أنَّه يجب أن يكون لديك خطةَ عملٍ لكيفية تحقيق هذه الفرصة! وكل شيء يبدأ في وضع أهدافٍ قابلة للإنجاز. لذا فإنَّ أول سرٍ لإنشاء أهداف قابلة للانجاز هو العثور على نجم الشمال خاصتك (بالمعنى المجازي طبعاً!!).

نجم الشمال هو ما سيرشدك نحو نتائجك، واحرص على أن تكون أهدافك مركَّزة ضمن حدود ما تريده بالفعل. إذ إنَّ نجمكَ هذا هو الهدف الأكبر الذي تلتزم به بقية الأهداف الصغرى.

السر الثاني هو وضع أهداف تهدف إلى النمو. وهذا يعني أنَّ نجاحك يجب أن يعتمد على الازدهار والرُّقي، وليس على إنجاز نتيجة واحدة فقط.

السر الثالث هو تقسيم الخطوات الكبرى إلى خطوات أصغر. إذ من أجل أن تحافظَ على تناغمك، من المفيد أن تُقَسِّمَ هدفك النهائي إلى أهدافٍ أصغر يمكن تحقيقها، ومن ثم تمضي صعوداً نحو هدفك النهائي، ومن هنا يبدأ سُلَّم التقدم. وكلما كانت كل خطوة أصغر وأكثر وضوحاً، كلما سَهُلَ عليك مواصلة ذلكَ التقدم نحو النجاح في تحقيق هدفك. وبمجرد تنظيم خطة عمل مع وضع الأهداف في مكانها الصحيح، يحين وقت البدء في العمل عليها. ليأتي بعدها دور طاقتك الفعلية واهتمامك. وهو الجزء الذي يفشل في الوصول إليه الكثير منا في منتصف الطريق. وذلكَ لأنَّ طاقتنا واهتمامنا محدودان؛ ولهذا علينا أن نحرص على أن نُسَخِّرهما لصالِحِ المهام الصَّحيحة دون سواها.

إقرأ أيضاً: الأهداف الذكية "SMART": اجعل أهدافك قابلة للتحقيق

الخطوة الثالثة: استثمر بحسبِ طاقتك، وحدد أولوياتك حسبَ وقتِك

الخطوة الثالثة هي الاستثمار في الطاقة وتحديد الأولويات حسب الوقت. إذ يتطلب الوصولُ للانفراج، طاقة مركزة وجهداً أعلى من المستوى الذي تستخدمه حالياً، وإلا لن يُطلق عليه صفةُ انفراج. لذا لا يمكنك تضييع وقتك على المُلهيات أو الجهود المتفرقة. ولهذا السبب يكون التركيز هو سلاحك الأمضى؛ وذلك لأنَّه يزيد من فعاليتك.

وبما أنَّ الوقت شيء لا يمكننا تعويضه أبداً، يتعين علينا أن نستثمره بعناية. فنحن نضيع الوقت عندما نخصِّصه للقيام بالأمورِ الخاطئة، وقد يُعزى ذلك لِسُوءِ التخطيط أو سوءِ تحديد الأولويات. وينتج عن ذلكَ أنَّنا لا ننفق وقتنا بالشَّكل الأمثل؛ مما يجعل التركيز هو الحل. لهذا ومن أجل مضاعفة جهودنا، علينا أن نستثمرَ في الطاقة والوقت التي بين أيدينا.

تأتي الطاقة أولاً؛ لأنَّه إذا لم تستطع التركيز، فلا جدوى من حُسنِ إدارتك لوقتك. إذ سينتهي الأمر بك في نهاية المطاف بإهداره؛ وذلك لأنَّك لا تُنفقه بالشكل الذي يعود عليكَ بنتائجَ مثمرة.

ولأنَّ الفترة الزمنية لتركيزنا قصيرة، ابتعد عما يُلهيك وقم بمهامك ضمن فورات قصيرة من التركيز. وفرِّغ عقلك باستخدام الأدوات الداعمة؛ كالتطبيقات واليوميات وأجهزة التسجيل وغيرها، بحيث لا يصبح دماغك متخماً بلا فائدة من المعلومات. وواظب على تكرار هذا الروتين من أجل بناء قوة التركيز الخاصَّة بك.

بعد التَّركيز، يأتي دور الطاقة. فبمجرد ما إن تتعلم كيف تزيد من طاقتك إلى أقصى حد، حتى يُصبح من المهم أن تفهم كيف تقضي وقتك وتحدد أولوياتك وكيف تُسَخِّر هيمنة المواعيد النهائية لصالحك. اعرف الإجراءات أو المهام الأكثر أهمية، وحدد أولوياتها. وحالما تحدد أولوياتك، احرص على جدولتها ضمن مجموعات أسبوعية لكي تتمكن من تنفيذها.

الآن وقد حددت فرصتك وخطواتك وإجراءاتكَ المركزة، فإنَّ الخطوة الأخيرة من أجل الوصول للانفراج خاصتك، هي ضمان أن يكون الشخص الجديد الذي أنت عليه؛ مُستداماً!

إقرأ أيضاً: تحديد الأولويات: أفضل استثمار للجهد والوقت

الخطوة الرابعة: اصنع محركاً "ذاتي الاستدامة" خاصاً بك

معظم الانفراجات لا تأتي لمرة واحدة؛ بل على هيئة سلسلة مستمرة من الانفراجات. لذا يكون هناك حاجةٌ لإيجاد نزعةٍ نحوَ النمو "ذاتي الاستدامة". فأنت ستواجه تحديات وعقبات جديدة تتطلب نفس العقلية والخطط الهجومية على طول الطريق للوصول إلى الانفراج الذي تسعى إليه. تتطلب الانفراجات مدخلات متسقة مع مرور الوقت من أجلِ ضمان الاستقرار؛ وبخلاف ذلك، قد تحقق انفراجاً ما؛ ولكن ستقعُ في فخ الانزلاق إلى الخلف مرة أخرى. ولن يكفيك امتلاكك لقوة الإرادة، وإنَّما ستكون بحاجة إلى وجود نظام يدعم ويغذي الزخم الذي تمتلكه. وهنا تظهر أهميَّة امتلاك ما يسمى المحرك "ذاتي الاستدامة". وهذا المحرك يتكوَّن من عاملين اثنين: الدافع والعادات.

ينشأ الدافع كحصيلةٍ لوجود نمو وتقدم متواصل في إنجازاتك. فكلما زادَ معدل نموِّك، كلما أصبحت أكثر تحفُّزاً لمواصلة النُّمو. والعاداتُ هي إجراءاتٌ روتينية تساعدك على توليد الزخم تلقائياً. إذ إمكانكَ أن تُنشئ "حلقة نمو" من خلال وجود عادات تُرَسِّخ نُموَّك. لذا قم دائماً بدمج حلقة تغذيةٍ راجعة حتى تكون على دراية بمدى تقدمك، وهو ما من شأنه أن يجعل من نموّك صُلباً.

ابدأ عبرَ تحديد العادات السبع التي تشكل دعائم أساسية من شأنها أن تساعدك على ترسيخ نُموِّك، واحرص على العمل بها ضمنَ جدولك اليومي. تابع تقدمك اليومي أو الأسبوعي عن كثب من أجل الحفاظ على قوة الدفع لديك. وفي غضون شهر، لابُدَّ من أن تشاهد التغييرات تحدث بحقّ. وفي غضون شهرين أو ثلاثة أشهر أو أكثر، ستتمكن من رؤية المعالم الرئيسية التي تم تحقيقها والتقدم المحرز نحو تحقيق هدفك النهائي الذي حددته منذ البداية؛ بيان الفرصة الخاص بك.

كرِّر هذه الخطوات وانمو

بامكانك استخدام الخطوات الأربع لإطار العمل الخاص بتحقيق الانفراج كما أوجزتها، كلما واجهتك أي عقبة أو قيود، بغضِّ النظر عن الموقف الذي تجد نفسك فيه. وسيسمح لك إتقان المهارات الأساسية السبع بتنفيذ كل خطوة من خطوات إطار العمل هذا بفعالية. إذ توفر لكَ تلك المهارات فهماً عميقاً لما يجب القيام به للحصول على النتائج المرجوة.

الانفراج لا يأتي مرة واحدة. قد تتغلب على نكسة اليوم، لكنك قد تواجه تحدياً جديداً بعد 3 أشهر. وهذا أمر طبيعي لأنَّه من المعروف أنَّك تتقدم في الحياة عندما تفعل أشياء أصعب من ذي قبل، والتي تدفعك إلى أعلى سلم التقدم.

من خلال إطار العمل الخاص بتحقيق الانفراجات والعادات السبع، ستكون قادراً على التحرر من القيود الحالية والبدء في متابعة الأهداف التي تهمك حقاً، من دون المخاطرة أو التضحية بمسؤولياتك الحالية.

لذا لا تكن راكداً بعد اليوم، فقد حان الوقت كي ترى الانفراج!

المصدر




مقالات مرتبطة