نموذج ستيرنبرج في التفكير!

خلال الأسبوع الماضي كنت في رحلة مع عددٍ من المراجع التي تحدثت عن أساليب التفكير، ووجدت أنّ هناك أربعة أساليب تكرّرت في أكثر من مرجع وهي أسلوب بايفيو في التفكير (Paivio 1971)، وأسلوب هاريسون وبرامسون (Harrison and Bramson 1982)، وأسلوب ريد سب (Raudsepp 1999)، وأخيراً أسلوب ستيرنبرج في التفكير (Sternberg 1997). وأتمنى أن تتاح لكم فرصة للتعرف هذه الأساليب، لأني اليوم سوف أسلط الضوء فقط على نموذج ستيرنبرج الذي يرى أنَ هناك 13 أسلوباً للتفكير تندرج تحت فئاتٍ خمس.



أولى هذه الفئات هو الشكل ويشمل أساليب التفكير (الملكي، والهرمي، والفوضوي، والأقلي)، وثانيها هو الوظيفة وتشمل (التشريعي، والتنفيذي، والحكمي)، وثالثها هو المستوى ويشمل (العالمي، والمحلي)، ورابعها هو النزعي ويشمل (المتحرر، والمحافظ)، وآخرها هو فئة المجال ويشمل (الخارجي، والداخلي). ويضيف ستيرنبرج أننا نميل عادةً نحو أسلوبٍ واحدٍ فقط داخل كلّ فئةٍ من هذه الفئات الخمس. وجميع ما تمّ ذكره أعلاه هو مجرد تشويق لزيادة دافعيّة القارئ نحو قراءة المزيد حول أساليب التفكير.

وعودةً إلى عنوان هذا المقال وهو نموذج ستيرنبرج للتفكير وتحديداً رباعيته حول أسلوب التفكير من حيث الشكل، نلخصها في التالي:

1. الأسلوب الملكي:

يتصف مستخدمو هذا الأسلوب بالتوجه نحو هدفٍ واحدٍ طوال الوقت، ويعتقدون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وتمثيلهم للمشكلات مشوّش، وكذلك تجدهم متسامحين ومرنين في الوقت نفسه، ولديهم إدراكٌ قليلٌ نسبياً بالأولويات والبدائل، ويفضلون الأعمال التجارية والتاريخ والعلوم، وقدرتهم على التحليل والتفكير المنطقي منخفضة.

2. الأسلوب الهرمي:

يميل أصحاب هذا الأسلوب إلى عمل أشياء كثيرة في وقتٍ واحد، ويضعون أهدافهم في صورةٍ هرميةٍ على حسب أهميتها وأولوياتها، ولا يعتقدون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، ويبحثون دائماً عن التعقيد، وتجدهم مرنين ومنظمين جداً ومدركين للأولويات، ويتميزون بالواقعية والمنطقية في تناولهم للمشكلات.

إقرأ أيضاً: منطق غير منطقي.. المغالطات المنطقية

3. الأسلوب الفوضوي:

يتصف هؤلاء بأنهم مدفوعون من خلال خليط من الحاجات والأهداف، ويعتقدون أنّ الغايات تبرر الوسيلة، وهم عشوائيون في معالجتهم للمشكلات، ومن الصعب تفسير الدوافع وراء سلوكهم، ومشوشون ومتطرّفون في مواقفهم، ويكرهون النظام بشكل عام.

4. الأسلوب الأقلي:

يتصف هؤلاء باندفاعهم خلال أهدافٍ متساويةِ الأهميّة، وتجدهم دوماً متوترين ومشوّشين، وسبب هذا التوتر والتشويش نتيجة ما لديهم من العديد من الأهداف المتناقضة.

وقبل الحكم على نفسك أيّ الأساليب السابقة ينطبق عليك، عليك قراءة ما ذكره ستيرنبرج عن تلك الأساليب، حيث شدّد على أنّ لكلّ شخصٍ تفضيلات في استخدام القدرات وليست القدرات نفسها، كما أنّ هناك متغيّرات نوعيّة خلال المهام يمكن أن تكتسب من خلال التطبيع الاجتماعي وتختلف باختلاف الحياة، ويمكن تعليمها وقياسها، ولا يوجد أسلوب من الأساليب السابقة أفضل من الآخر، بل الأفضل هو اختيار الأسلوب الأفضل في الوضع والتوقيت الأفضل واختيار توليفة توائم بين الأساليب والقدرات.

 

المصدر: صحيفة مكة.




مقالات مرتبطة