نصائح وإرشادات للعودة إلى المدرسة في ظل أزمة كورونا

بات فيروس كورونا (كوفيد-19) حالةً صحيّةً طارئةً وعموميّةً سببت قلقاً دولياً بالتزامن مع انتشارها في كلِّ أنحاء العالم، وقد برزت مع اقتراب العودة إلى المدارس مخاوف الأهل والإدارات التعليمية من كيفية التعامل في ظلِّ المخاوف من أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، لا سيما بعد تحذيرات المنظمات الدولية من الصعوبات التي قد تواجهها هذه العودة الاستثنائية التي تزامنت مع الموجة الجديدة من فيروس كورونا، والتي تسببت في أكبر عرقلةٍ لعملية التعليم على الإطلاق.



قد يتساءل الأهالي مع اقتراب الموعد السنوي لافتتاح المدارس إذا ما كان من الآمن إرسال الأطفال إلى المدرسة، وكيفية ضمانهم عدم انتقال العدوى إلى أطفالهم في حال إصابة أحد الطلاب أو أعضاء الهيئة التعليمية بالفيروس.

لذا، ضمَّنا أهم التساؤلات حول العودة إلى المدرسة في ظلِّ أزمة كورونا، وأهم النصائح والإرشادات المتعلقة بهذا الشأن في مقالنا التالي.

هل من الآمن أن يعود طفلي إلى المدرسة؟

هو تساؤلٌ لابدَّ أنَّه قد جال في خاطر أيِّ أبٍ وأم، ووفقاً لليونسيف: ينبغي ألَّا يُعاد فتح المدارس إلَّا عندما تكون آمنةً للطلاب، وستكون العودة إلى المدارس في ظلِّ أزمة كورونا مختلفةً قليلاً عمَّا اعتاد عليه الأهالي والأطفال سابقاً؛ كما قد تُفتَح المدارس لفترةٍ من الوقت ثمَّ قد يصدر قرارٌ بإغلاقها مؤقتاً من جديد، اعتماداً على السياق المحلي.

يجب على السلطات أن تتحلى بالمرونة اللازمة، وأن تكون مستعدةً للتكيف في سبيل التحقق من سلامة كلِّ طفلٍ نتيجةً للتطور المستمر للوضع.

حتى لو لم يتقرر إعادة فتح المدارس في منطقتك من قِبل المسؤولين عن ذلك، فمن الهام أن يبدؤوا التخطيط له الآن؛ وذلك لضمان سلامة الطلاب والمعلمين والموظفين عند عودتهم، وضمان اقتناع المجتمعات المحلية بإعادة الأطفال إلى المدارس.

هل الأطفال معرضون إلى الإصابة بفيروس كورونا؟ وما النسبة المحتملة لذلك؟

رغم أنَّ كلَّ الأطفال معرَّضون إلى الإصابة بفيروس (كوفيد-19)، إلَّا أنَّ نسبة الأطفال الذين يمرضون عند الإصابة به أقل ممَّا لُوحِظ لدى البالغين، حيث تظهر عند معظم الأطفال المصابين أعراض خفيفة، وقد لا تظهر أيُّ أعراضٍ على الإطلاق.

وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطبّ الأطفال ورابطة مستشفيات الأطفال: تمثل نسبة الأطفال المصابين بفيروس كورونا في الولايات المتحدة 9% تقريباً من جميع حالات (كوفيد-19)، فمعدلات إدخال الأطفال للمستشفيات أقلّ بكثيرٍ من البالغين؛ ولكن على الرغم من ذلك، فإنَّ نسبة إدخال الأطفال إلى العناية المركزة مماثلة لنسبة البالغين، وذلك وفق أبحاث "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" (CDC).

يعدُّ الشخص المصاب بحالات كامنة معينة -كالسمنة مثلاً- أكثر عرضةً إلى المرض الشديد في حال إصابته بالكورونا، وذلك بغض النظر عن العمر؛ كما أنَّ الأطفال المصابين بأمراض القلب الخَلقية أو الحالات الوراثية أو الحالات التي تؤثر في الجهاز العصبي أو التمثيل الغذائي هم أيضاً أكثر عرضةً إلى المرض الشديد في حال أُصِيبوا به، ويمكن أن يُصاب بعض الأطفال في حالات نادرة بحالاتٍ خطيرةٍ يبدو أنَّها مرتبطةٌ (بكوفيد-19).

إقرأ أيضاً: أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وأهم إرشادات السلامة للوقاية منه

ما الاحتياطات التي يجب على المدارس اتخاذها لمنع انتشار فيروس كورونا؟

وفقاً لمنظمة اليونيسيف: يجب أن تكون إعادة فتح المدارس متسقة مع الاستجابة الصحية العامة لـ (كوفيد-19) في البلد المعني، وذلك لحماية الطلاب والموظفين والمعلمين وأسرهم؛ وهناك مجموعةٌ من الإجراءات العملية التي بوسع المدارس اتخاذها، منها:

  1. التدرج في بدء اليوم الدراسي وإنهائه، بحيث يبدأ وينتهي في أوقات مختلفة لمجموعات مختلفة من الطلاب.
  2. التدرج في أوقات تناول الوجبات.
  3. نقل الصفوف إلى أماكن مؤقتة، أو إلى خارج المبنى.
  4. تنظيم دوام المدارس على فترات، بغية تقليص عدد الطلاب في الصفوف.
  5. ستكون مرافق المياه والنظافة الصحية جزءاً شديد الأهمية من إعادة فتح المدارس على نحوٍ آمن، ويجب على الإداريين استغلال الفرص لتحسين إجراءات النظافة الصحية، بما في ذلك:
    • غسل اليدين.
    • الآداب التنفسية (أي السعال والعطاس بعد تغطية الأنف والفم بالذراع وثني الكوع).
    • إجراءات التباعد الاجتماعي.
    • إجراءات تنظيف المرافق والممارسات الآمنة لإعداد الأغذية.

وينبغي أيضاً تدريب الموظفين الإداريين والمعلمين على ممارسات التباعد الاجتماعي وممارسات النظافة الصحية في المدرسة.

شاهد بالفيديو: الإجراءات الوقائية الواجبة في المدارس في ظل وباء كورونا

ما الواجبات التي تقع على عاتق المعلمين والموظفين والإداريين في المدرسة؟

يجب الالتزام بمبادئ أساسية في سبيل الحفاظ على سلامة الطلاب والمعلمين والموظفين في المدرسة وإيقاف انتشار المرض، وتتمثل هذه المبادئ فيما يأتي:

  • امتناع الطلاب والمعلمين وغيرهم من الموظفين من الحضور إلى المدرسة في حال إصابتهم بمرضٍ ما.
  • إلزام الجميع بغسل الأيدي بالماء والصابون والمطهرات والمعقمات دائماً.
  • توفير مرافق للمياه والصرف الصحي وإدارة النفايات، والالتزام بالتنظيف البيئي وإجراءات التطهير.
  • تشجيع المباعدة الاجتماعية وتنفيذها من خلال:
    • تحديد فترات مختلفة ومتلاحقة لبداية اليوم الدراسي ونهايته.
    • إلغاء تجمع الطلاب في ساحة المدرسة قبل بدء اليوم الدراسي، وإلغاء الألعاب الرياضية التي تخلق ظروفاً يحتشد فيها الطلاب.
    • إبعاد مقاعد الطلاب عن بعضها بمسافةٍ لا تقلّ عن مترٍ واحدٍ إذا كان ذلك ممكناً.
    • مراعاة وجود مسافةٍ بين المعلم والطلاب، وتجنُّب اللمس غير الضروري، وتشكيل قدوة للطالب في هذا المجال.
  • يتوجب على جميع الكادر التدريسي والإداري والموظفين معرفة المعلومات الأساسية حول مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) وفهمها؛ بما في ذلك: أعراضه، ومضاعفاته، وكيفية العدوى به، وكيفية منع انتشار هذه العدوى.
  • البقاء على اطلاع دائم حول أحدث المعلومات المتعلقة بالفيروس، مع ضرورة تلقيها من مصادر موثوقة، والحذر من المعلومات الزائفة والخرافات التي قد تنتشر عبر الإنترنت.
  • يجب العمل على وضع خطط طوارئ للمدرسة أو تحديث الخطط القائمة، والتنسيق مع المعنيين لضمان عدم استخدام المدارس كمأوى أو مركز علاج وغيرها، وإلغاء أيِّ فعاليات أو اجتماعات تجري عادةً في مرافق المدرسة؛ وذلك استناداً إلى مدى خطورة الوضع.
  • الحرص على تنظيف مباني المدرسة والصفوف -خاصة مرافق الصرف الصحي- وتطهيرها على الأقل مرةً واحدةً يومياً؛ خصوصاً الأسطح التي يلمسها الأشخاص، مثل: طاولات الطعام، والمعدات الرياضية، ومقابض الأبواب والنوافذ، والألعاب، والوسائل التعليمية، وغيرها.
  • التخطيط مسبقاً مع السلطات الصحية والموظفين الصحيين في المدرسة، وتحديث قائمة الاتصال في حالات الطوارئ، والعمل على تحديد إجراءات لفصل الطلاب والموظفين المرضى عن الأصحاء؛ مع ضمان عدم خلق وصم ضد الشخص المصاب، وتحديد كيفية إبلاغ الوالدين أو من يقوم برعاية الطفل.
  • يمكن صنع ملصقات حول الإرشادات التي يجب اتباعها، وتعليقها على لوحة الإعلانات وفي الغرف الصفيّة، وغيرها من المواقع المركزية في المدرسة.
  • وضع نظام يرصد تغيب الطلاب والمعلمين عن المدرسة، ومقارنة ذلك مع أنماط التغيب القائمة في المدرسة، وتنبيه السلطات الصحية المحلية بشأن الزيادات الكبيرة في تغيب الطلاب والمعلمين بسبب الأمراض التنفسية.
  • يجب العمل على تعزيز إجراءات غسل اليدين والإجراءات الصحية بصفة منتظمة من خلال:
    • توفير المياه النظيفة والصابون في مراكز الغسل الملائمة للفئة العمرية.
    • تشجيع غسل اليدين المتكرر والشامل، ولمدة 20 ثانية على الأقل.
    • وضع مطهر يدين في الحمامات، والغرف الصفية، والممرات، وقرب المخارج.
    • ضمان توفير حمامات ومغاسل ملائمة ونظيفة ومنفصلة للبنات والأولاد.
    • استخدام محلول هيبوكلوريد الصوديوم بتركيز 5.0% (أي ما يكافئ 5000 جزء من المليون) لتطهير الأسطح، وكحول إثيلي بتركيز 70% لتطهير العناصر الصغيرة؛ وضمان توفير معدات ملائمة لموظفي النظافة.
    • زيادة تدفق الهواء والتهوية عندما تتيح الأحوال الجوية فتح النوافذ، واستخدام مكيفات الهواء في حال توافرها.

ما الواجبات التي تقع على عاتق الوالدين أو من يعتني بالطفل؟

  1. يجب على الأهل مراقبة صحة الطفل وإبقائه في البيت في حال شعر بالمرض، والامتناع عن إرساله إلى المدرسة.
  2. يعدُّ الأهل قدوة الطفل الأولى؛ لذلك يجب أن يعملوا على تعليم الطفل الممارسات الجيدة للنظافة الصحية، مع تطبيقها من قِبَلِهِم، ومنها:
    • غسل اليدين بالماء والصابون بشكلٍ دائمٍ ومتكرر؛ وفي حال عدم توفر الماء والصابون، فيجب استخدام مطهر لليدين يحتوي على كحول بتركيز 60%على الأقل.
    • توفير مياه صالحة للشرب وآمنة، وتوفير حمامات ومغاسل نظيفة في المنزل.
    • التخلص من النفايات بعد جمعها بشكل دوري وآمن.
    • ثني الكوع لتغطية الفم في حال السعال أو العطاس، أو وضع منديلٍ ورقي؛ مع تجنُّب لمس الوجه والعينين والفم والأنف.
  3. تشجيع الطفل على توجيه الأسئلة والتعبير عن مشاعره للوالدين والمعلمين، مع التنويه إلى أنَّ ردّ فعل الطفل إزاء التوتر قد يكون مختلفاً؛ لذا يجب التحلّي بالصبر والتفهم.
  4. العمل على منع الوصم من خلال استخدام الحقائق، وتذكير الطلاب بوجوب مراعاة مشاعر الآخرين.
  5. على الوالدين التنسيق مع المدرسة للحصول على معلومات، والاستفسار عن كيفية دعم جهود المدرسة للمحافظة على السلامة؛ وذلك من خلال لجان الأهالي والمعلمين، وغيرها.

وأخيراً، يجب أن يفهم الأطفال المعلومات الأساسية حول مرض فيروس كورونا بطريقة تلائم أعمارهم.

ما الأسئلة التي ينبغي على الأهل توجيهها إلى معلم طفلهم أو إدارة المدرسة؟

إنَّه لمن الطبيعي أن يكون لدى الأهل العديد من الأسئلة لتوجيهها إلى المدرسة أو المعلمين في ظلِّ هذه الظروف الصعبة والمخيفة، ومن بين الأسئلة المفيدة التي يمكن توجيهها، والتي أوصت بها منظمة اليونسيف:

  • ما الخطوات التي اتخذتها المدرسة للمساعدة في ضمان سلامة الطلاب؟
  • كيف ستدعم المدرسة الصحة العقلية للطلاب، وتكافح الوصم ضد الأشخاص الذين أُصِيبوا بالمرض؟
  • كيف ستحيل المدرسة الأطفال الذين قد يحتاجون إلى إحالة للحصول على دعم متخصص؟
  • هل ستتغير أيٌّ من سياسات المدرسة في مجال الوقاية والتعامل مع التنمر حالما تفتح أبوابها من جديد؟
  • كيف يمكنني دعم جهود المدرسة في المحافظة على السلامة؟
إقرأ أيضاً: كيف تجعل أطفالك يصارحوك بحوادث التنمر المدرسي

ما الذي يمكن فعله بخصوص أقنعة الوجه (الكمامات)؟

مع كون ارتداء قناع الوجه (الكمامة) أمراً حتمياً عند الحديث عن العودة إلى المدرسة، قد يجد بعض الأهالي صعوبة في إقناع أطفالهم بارتدائها أو إلزامهم بها؛ ولذلك، يجب على الأهل أولاً البحث عن الكمامة المناسبة قبل محاولات إقناع الطفل بارتدائها لدى عودته إلى الدراسة.

تنصح "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" (CDC) بارتداء غطاء وجه من القماش في الأماكن العامة التي يصعب فيها الحفاظ على التباعد الاجتماعي بالنسبة إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وما فوق، وتقول:

  • يجب أن يغطي القناع أنف طفلك وفمه.
  • يجب على الطفل ألَّا يسحب القناع إلى الأسفل أو الأعلى، إذ ينبغي تغطية كلٍّ من الفم والأنف في الوقت نفسه.
  • عدم ارتداء الأطفال البالغين من العمر أقل من عامين للكمامة، أو الذين يعانون من مشكلات في التنفس، أو من يحتاجون إلى مساعدة البالغين في خلع الكمامة ولا يستطيعون وحدهم القيام بذلك.

أيضاً يجب أن يكون حجم القناع مناسباً لوجه الطفل؛ ذلك لأنَّ القناع الفضفاض يمكن أن يسمح بدخول الرذاذ؛ كما يمكن ارتداء قطعة قماش صغيرة تغطي الأنف والفم بإحكام وتسمح بالتنفس في الوقت نفسه بدلاً من الكمامة.

أمَّا بالنسبة إلى موضوع إقناع الطفل بارتداء الكمامة وتعويده عليها، فيُنصَح بـ:

  1. تجربة الطفل ارتداء الكمامة قبل العودة إلى المدارس بفترة جيدة.
  2. تدريب الطفل على ارتداء الكمامة في المنزل لفتراتٍ طويلة، وليس لدقائق معدودة؛ وذلك حتى لا يشعر الطفل أنَّه يمكنه خلعها بعد فترةٍ وجيزة.
  3. يجب أن يشرح الأهل للطفل سبب ارتداء الكمامة والمخاطر التي قد نواجهها في حال عدم ارتدائها، وذلك حتى يأخذ الطفل الأمر على محمل الجد.
  4. يمكن السماح للطفل باختيار القناع الذي يحب أن يرتديه، خاصة بعد انتشار رسومات الشخصيات الكرتونية المحببة لديهم على أقنعة الأطفال؛ مع الحرص على اختيار القناع الأنسب للحماية.

وأخيراً، يجب على الأهل عدم ربط ارتداء القناع بالصراخ أو الحدة أو الأوامر الصارمة، ويمكن لهم أن يُشعِروا الطفل بالتحمس في أثناء تجربة الكمامة؛ مع بدء التجربة على الدمية المفضلة للطفل، حتى يفهم طبيعة وآلية ارتداء القناع.

تذكروا: أنتم قدوة أطفالكم في كلِّ تصرف أو إجراء للوقاية من هذا المرض؛ لذلك التزموا بكلِّ إجراءات السلامة، وكونوا مثالاً يُحتذَى به لأطفالكم.

ودمتم سالمين.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة