نصائح وأدوات وتقنيات لإثارة الفضول
الفضول هو صفة عظيمة نادراً ما يحافظ عليها الناس في حياتهم؛ إذ يجد بعض الناس صعوبةً في الحفاظ على صفة الفضول فيهم بسبب تحدياتهم الداخلية والخارجية، ولا يمكنهم تشجيع الفضول؛ لأنَّهم يعدلون عقلياتهم من خلال تعلُّمهم وخبراتهم وبيئتهم، ومع ذلك هناك عدد قليل جداً من الأفراد الذين يحافظون على مستويات فضولهم طوال حياتهم ليبرزوا بصفتهم أشخاصاً منجزين غير عاديين.
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن البروفيسور أم. أس. راو (M.S. Rao)، ويُحدِّثنا فيه عن النصائح والأدوات والتقنيات لإثارة الفضول.
هل يولد الناس فضوليين؟
لا شك أنَّنا نولد جميعاً ولدينا فضول؛ فالأطفال أكثر فضولاً وانتباهاً، كما أنَّهم يتساءلون كثيراً عندما يكونون صغاراً، ومع تقدمهم في العمر ينخفض مستوى فضولهم؛ لأنَّهم مهيؤون للتفكير وفقاً لملاحظاتهم وبيئتهم وتعليمهم، وهذا يعني أنَّهم يدخلون في نمط العقلية التقليدية، والأشخاص المتفوقون غير العاديين فقط يحافظون على مستويات فضولهم من خلال القراءة المستمرة والتعلُّم والقيادة؛ إذ يواصلون تطوير معرفتهم ومهاراتهم وقدراتهم للحفاظ على مستويات فضولهم، ممَّا يجعلهم مناسبين ومؤهلين ليعيشوا حياة كاملة وذات مغزى.
الفضول والتكنولوجيا:
التكنولوجيا نعمة ونقمة في الوقت نفسه؛ فقد اعتاد الأطفال مع ظهور التكنولوجيا على الأدوات، وهم يحصلون على كلِّ شيء جاهزاً دون تفكير كبير، وهذا يقتل إبداعهم وخيالهم؛ فإنَّه أمر رائع أن نسمع أنَّ الأطفال معتادون على التكنولوجيا؛ ولكنَّه يمثل أيضاً تحدياً؛ وذلك لأنَّهم يحصلون على إجابات جاهزة لأسئلتهم من خلال هواتفهم الذكية.
يقول الفيلسوف أفلاطون (Plato): "من السخافة أن تكون فضولياً بشأن ما لا يعنيك في الوقت الذي تكون فيه جاهلاً بنفسك".
شاهد بالفديو: 8 وسائل يمكن تطبيقها لتعزيز الفضول عند طفلك
نصائح وأدوات وتقنيات لإثارة الفضول:
المؤلفون فضوليون ومبدعون؛ لأنَّهم يجب أن يكونوا كذلك لتعلم وجهات نظر مختلفة لتكوين وجهات نظرهم، وفيما يأتي بعض النصائح لإثارة فضولك:
- ركِّز على موهبتك.
- لا تؤكِّد على شيء ما لم يُثبَت بالحقائق والأرقام؛ فاسأل بعقلانية وكن متمرداً إذا لزم الأمر.
- راقب الناس من حولك.
- حدِّد ساعتك البيولوجية لإطلاق العنان لإبداعك؛ أي اكتشف الوقت الذي تكون فيه أكثر إنتاجية للاستفادة منه بفاعلية.
- دوِّن الملاحظات بانتظام لبضع دقائق كلَّ يوم لتسجيل أفكارك.
- اجمع أفكارك وقارن بينها وطبقها عملياً.
- وسِّع منظورك.
- جرِّب واستكشف العالم بحيادية.
- اقرأ الكتب بانتظام.
- كن مستعداً للتعلم من تجاربك وخاصةً من إخفاقاتك.
- كن قدوة يُحتذى بها.
كلُّ طفل لديه فضول لمعرفة الأشياء؛ إذ يلاحظ الأطفال كثيراً ويتعلمون من سلوكات الآخرين ومن بيئتهم، وهم يقلدون والديهم والأشخاص من حولهم وفي المؤسسات التعليمية يقومون بمحاكاة المعلمين؛ لأنَّهم يقضون معظم الوقت في المؤسسات التعليمية.
بإيجاز إذا كنت ترغب في الحفاظ على فضولك الطفولي فيجب عليك التفكير على نطاق واسع والقراءة بانتظام والتعلم باستمرار وأن تكون قدوة يحتذى بها؛ إذ يثير المعلمون فضول طلابهم لجذب انتباههم والحفاظ عليه؛ فغالباً ما يطرحون أسئلة على طلابهم لإشراكهم في عملية التعليم بفاعلية لفترة أطول، كما يساعدون الطلاب على اكتشاف أنفسهم وتحليلها وفهمها، ويساعدونهم أيضاً على تطبيق المعرفة والأفكار والرؤى المكتسبة في حياتهم للتميز بوصفهم مواطنين جيدين.
الفضول في حياتي المهنية:
أقرأ كتباً مختلفة بانتظام وأستكشف أشياء جديدة وأجرِّب مجالات جديدة ولا أمانع الفشل؛ فلقد فشلت مرات عديدة لأنَّني جربت كثيراً وتعلَّمت دروساً عديدة، وأعلم أنَّني أكون أكثر نشاطاً في الصباح الباكر، وأستفيد من ذلك الوقت وهو الوقت الأكثر إنتاجية لتأليف الكتب وكتابة المقالات.
أنا أدرك أنَّني أشعر بالفضول الشديد بعد أن أستيقظ من النوم، وبعدها أنام في فترة ما بعد الظهر بعض الوقت حتى أتمكن من التركيز وتنمية الشغف للاستكشاف والكتابة، ولدي فضول للتعلُّم، وأتحدث إلى الأشخاص من حولي عندما أسافر أو في صالة الألعاب الرياضية لفهم وجهات نظر مختلفة من الناس في موضوعات مختلفة؛ لأنَّ لكلِّ شخص وجهة نظر فريدة.
غالباً ما أطرح سؤالاً على شخص ما وأنصت باهتمام للحصول على وجهات نظرهم عن موضوعات مختلفة، وقد ساعدت الخبرات المتنوعة في حياتي، ومن ذلك العسكرية والتجارية والتدريس والتدريب والبحث والاستشارات على الحفاظ على مستويات فضولي.
في الختام:
يجب على الجميع التعلُّم من مصادر متعددة، ومن ذلك ملاحظاتهم وتعليمهم وخبراتهم والتدريس والتدريب للحفاظ على فضولهم الطفولي؛ فقد ظهرت اختراعات كثيرة بسبب الفضول، والتكنولوجيا ووسائل الراحة المتقدمة هي نتائج الفضول، ولقد نمت حضارتنا بسبب الفضول؛ لذا الفضول يولد مع البشر كلِّهم ويجب على الجميع تنميته والحفاظ عليه.