نصائح للتغلب على القلق والضغوط الداخلية

لتحقيق أي نجاح يجلب لك الرضى، عليك أولاً التعامل مع القضايا التي قد تضرُّ بجهودك، كما قال الشاعر والفيلسوف "رالف والدو إيمرسون" (Ralph Waldo Emerson) ذات مرة: "ما يقبع أمامي وما يقبع خلفي، لا يُقارن على الإطلاق بما يقبع في داخلي"؛ لذلك إذا كنت مهيَّأً من الداخل لتحقيق النجاح، فستحقِّقه.



لكنَّ بعض الضغوطات الداخلية قد تقوِّض نجاحك، وتشمل على سبيل المثال لا الحصر الخوف، والقلق، والتشاؤم، والأفكار السلبية، والكمال، ومن بين هذه غالباً ما يكون القلق السبب الأكثر شيوعاً للتوتر.

إذ يُعرَّف القلق بأنَّه خوف مستمر ومفرط وغير واقعي عن شؤون الحياة اليومية، فيمكن أن يكون القلق عاماً أو محدداً؛ إذ يشمل القلق المحدد المخاوف والرهاب، كرهاب التجمعات، ورهاب الأماكن المغلقة، ورهاب المرتفعات، ورهاب الحديث أمام الناس وغيرها.

يُثير القلق استجابةً تُعرف باستجابة الكر أو الفر، وهي رد فعل مصمَّم لحمايتنا من المخاطر الحقيقية، لكن في حالة القلق، تُثار هذه الاستجابة دون وجود خطر أو بوجود خطر غير حقيقي، فما يحدث عادةً في استجابة الكر أو الفر هو تنشيط الجهاز العصبي الودي.

يتسبَّب هذا في توسُّع الحدقتين وتقلُّص العضلات وتضيق الأوردة، كما يتحفَّز أيضاً قشر الكظر فيطلق هرمون الكورتيزول والأدرينالين إلى مجرى الدم، وهذا يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وتفعيل الكريات البيضاء لتعزيز دفاعاتك وتحسين قدرة الدماغ على التفكير بسرعة لفترةٍ مؤقتة؛ أي في جوهرها تسعى هذه الاستجابة لإعدادك للقتال أو الفرار.

لكن يوجد خط رفيع بين رد الفعل الذي يجب أن يكون قصير الأمد ووقائياً، وبين رد الفعل الذي يتفعَّل باستمرار، وهذا يُبقي هرمونات التوتر في دمك مرتفعةً لفترةٍ طويلة جداً.

إنَّ هذا القلق المطول يؤثر في صحتك، ويضعف أيضاً قدرتك على الأداء الفعال، وقد يتغلغل عميقاً في حياتك.

5 نصائح للتغلب على القلق:

1. صمِّم على تجاوز قلقك:

عليك اتخاذ هذا القرار والالتزام به؛ إذ يتطلَّب الأمر شجاعةً حقيقية لاتخاذ القرار بعدم السماح لمخاوفك وقلقك بالسيطرة عليك أو إبقائك في حالة من الاضطراب العاطفي، كما يتطلَّب الأمر شجاعةً لمواجهة مخاوفك وجهاً لوجه، ففي كثير من الحالات، إذا كنت مُصمِّماً على التغلب على مخاوفك، عليك أن تتحمَّل الانزعاج الذي ينجم عن القيام بأشياء تُخيفك.

شاهد بالفيديو: 9 خطوات تساعدك على السيطرة على القلق

2. غيِّر تفكيرك وعقليتك:

قد تصل في كثيرٍ من الأحيان إلى حالة القلق من خلال الأفكار السلبية المتكررة التي تمدُّ بها نفسك أو يمدُّك بها الآخرون، فعليك أن تبعد نفسك عن أي حديث يُسبِّب لك القلق، وأن تدحض بقوةٍ الأفكار التي تُبقيك قلقاً، كما عليك التمييز جيداً بين الحقيقة والأكاذيب، فالأفكار التي تُسبِّب لك القلق هي في الواقع أفكار خاطئة، أمَّا الأفكار التي تُعزِّز ثقتك وقوتك هي الأفكار الحقيقية حتى لو حاول عقلك إقناعك بخلاف ذلك.

3. انتبه لما تقوله:

تحمل الكلمات قوة كبيرة، فكلُّ كلمة تخرج من فمك سوف تعزِّز أفكارك، سواء كانت خرجت بدافع الثقة أم بدافع الخوف، فعليك أن تراقب كل ما تقوله في محادثاتك حتى ولو كانت عابرة، لأنَّ ما تقوله يجب ألا يعزِّز خوفك أو قلقك، بل يجب أن يساعدك على التغلب عليه.

إقرأ أيضاً: إدارة الضغوطات: مفاتيح للتكيُّف مع الضغوطات

4. اجعل نفسك أقوى:

نحن نعلم من ممارسة التمرينات البدنية أنَّ الجذع القوي ضروري للحفاظ على الثبات والتوازن، كما يساعدنا على الدفاع عن أنفسنا ضد الضغوطات الداخلية والخارجية، فعليك أن تتمرَّن على حماية نفسك من القلق من خلال ممارسة تمرينات اليقظة، والتحلي بعقليةٍ إيجابية وبمشاعر الامتنان وبالفضائل الحميدة، مثل التسامح والحب والمرح والسعادة والثقة.

إقرأ أيضاً: العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب القلق العام

5. ادحض الأفكار السلبية:

ليس عليك قبول كل الأفكار التي تعترض حياتك، وإنَّما عليك أن تنتقي الجيد منها قبل أن تعتنقها، فهل هذه الأفكار صحيحة وأخلاقية ومشجعة ومحفِّزة ومفيدة؟ أم هل هي مزعجةٌ ومثيرة للخوف؟ ارفض الأفكار الخاطئة واستبدلها بالأفكار الصحيحة.

المصدر




مقالات مرتبطة