نصائح للتعلُّم من العلاقات الفاشلة لتقوية أسلوبك في القيادة

قد يتبادر إلى ذهنك عند التفكير في أسلوب قيادتك على الفور صور غرف مجالس الإدارة والاجتماعات، لكن لا تظهر قدرتك على القيادة في المواقف القائمة على العمل فقط؛ وإنَّما تظهر في مجالات حياتك جميعها؛ إذ قد تمنحك علاقاتك وخاصة علاقاتك الفاشلة رؤية أفضل لكيفية أن تصبح قائداً أقوى.



إليك ثلاث نصائح لتتعلَّم كيفية التعامل مع العلاقات الفاشلة وتحويلها إلى تجارب رائعة:

1. كن فضولياً:

الفضول هو أحد أعظم السمات التي يمكن أن يتمتع بها القائد، ووفقاً للبحوث التي أُجريت، فإنَّه يحافظ على الذكاء والإبداع مع البقاء منفتحاً على الأفكار والحلول الجديدة، فضلاً عن تعزيز العلاقات الأكثر إيجابية في مكان العمل، وفي الواقع كلَّما زاد عدد الأسئلة التي تطرحها على الآخرين، زادت احتمالية رؤيتهم لك بوصفك شخصاً مختصاً ومهتماً.

للاستفادة من هذا الفضول توجد بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لمعرفة أين يمكن أن تؤدي علاقاتك الفاشلة إلى مهارات قيادية أفضل في المستقبل:

كن فضولياً بشأن دورك في العلاقات التي انتهتالصدق، وكن موضوعياً قدر الإمكان، فهل كان هناك شيء فعلته وساهم في انهيار العلاقة؟ وهل جعلت كلماتك وأفعالك الشخص الآخر يشعر بالتقدير؟ وهل شعرت بالفضول حيال هذا الشخص واهتماماته والأشياء التي كانت هامة بالنسبة إليه؟ وهل طرحت على أصدقائك وزملائك في العمل أسئلة عن تجاربهم ومشاعرهم وأفكارهم وآرائهم؟ وهل قدَّرت مساهمتهم؟

فإذا لم تكن متأكداً من الأجوبة وكنت تشعر أنَّها ستكون مفيدة، فتواصل مع الشركاء السابقين الشخصيين والمهنيين وكذلك الأصدقاء والزملاء السابقين، واطلب منهم رأيهم، فقد يمنحك الأمر نظرة ثاقبة عن الأمور التي طورت فيها أنماطاً تسيء فهم الآخرين أدت إلى فشل دورك القيادي.

على سبيل المثال، قد تتفاجأ عندما ستتحدث مع صديق سابق تعلم أنَّه في علاقته بك غالباً ما كان يشعر بأنَّه غير مسموع أو لم يُقدَّر؛ إذ يمكن أن تولِّد هذه الأنواع من التجارب مشاعر الاستياء، ممَّا يؤدي إلى انهيار العلاقة، وإذا كنت ستتلقى هذا النوع من التغذية الراجعة فكن مهتماً بملاحظة المواقف التي تتكرر هذه الأخطاء فيها.

ومن ذلك عندما تقود الفريق في العمل؛ فالفريق الذي يشعر بأنَّه غير مسموع أو لم يقدَّر هو الفريق الذي يتوقف عن طرح الأسئلة ويخشى الابتكار ويفقد التزامه تجاه الشركة؛ لأنَّ مساهمته لا تُقدَّر حق قدرها وكلَّما زاد فضولك بشأن الأمور التي أخطأت فيها في علاقاتك الفاشلة، زادت احتمالية عدم تكرار الأخطاء نفسها في علاقتك مع فريقك، وكما يقول المؤلف كين روبنسون (Ken Robinson): "الفضول هو محرك الإنجاز".

شاهد بالفديو: 20 مهارة تجعل الجميع يوافق على ما تقوله

2. كن صادقاً:

عليك أن تكون صادقاً أولاً وقبل كلِّ شيء مع نفسك في القيام بهذه العملية، فهل لديك مشكلات غير ظاهرة تحتاج إلى المعالجة؟ وهل تلقيت تغذية راجعة عن تواصلك أو سلوكك من شركاء سابقين أو أصدقاء أو أفراد من عائلتك لكنَّك تجاهلتها؟

قد تكون هذه الأشياء التي جعلتك تشعر بأنَّهم أساؤوا فهمك أو أشياء تجعلك تشعر بالإحباط، فعلى الرَّغم من أنَّك لست مضطراً إلى الاعتقاد بأنَّ هذه الأشياء صحيحة تماماً بالنسبة إليك، فقد يكون من المفيد مراجعتها لمعرفة ما إذا كانت حقيقة؛ إذ يمكن أن تدعمك في زيادة وعيك لتصبح قائداً أفضل.

من الهام ملاحظة أنَّ كلَّ شخص لديه مشكلات والانفتاح على اكتشافها والعمل عليها هو ما يحدد القادة الناجحين؛ إذ تتمركز القيادة حول القدرة على اتخاذ قرارات صائبة، وتجسيد السلوك الذي تتوقعه من المجموعة، ومع ذلك لا يمكنك فعل ذلك إلا إذا تعلمت كيفية الإصغاء والاستثمار في نموك الشخصي.

قد لا يكون اكتشاف هذه المشكلات أمراً ممتعاً؛ ولكنَّ الكشف عنها والصدق مع نفسك فيما يتعلق بالأمور التي تحتاج إلى تعلم كيفية القيام بها بطريقة أفضل، سيحدث كلَّ الفرق في أسلوب قيادتك، وتذكَّر في أثناء قيامك بهذه العملية أنَّ كلَّ هذه التغذية الراجعة وكلَّ هذه الاكتشافات ستساعدك على النمو، وبهذه العملية ستصبح قائداً أقوى وسيحترمك فريقك أكثر.

إقرأ أيضاً: مفهوم الصدق وآثاره في النفس البشرية

3. كن واضحاً:

الآن بعد أن أصبحت لديك المعلومات التي تحتاجها من علاقاتك الفاشلة فقد حان الوقت لوضع خطة عمل، فإذا تواصلت مع شركاء سابقين أو أصدقاء أو زملاء أو أفراد عائلتك، اشكرهم على خبرتهم وصراحتهم واعتذر منهم وقدِّم بعض التعويضات عند الضرورة، وتذكر أنَّ هذه ليست معلومات يجب أن تعاقب نفسك بها؛ فهذه التغذية الراجعة هي ببساطة بيانات يمكنك فرزها حتى تتمكن من اتخاذ إجراء لتصبح قائداً أفضل، واسأل نفسك هذه الأسئلة:

  1. ما هي العادات أو السمات التي أحتاج إلى تغييرها على الفور؟
  2. ما الذي يمكنني فعله لتغيير هذه العادات بطريقة صحية؟
  3. هل أحتاج إلى دعم لإجراء هذه التغييرات، وإذا كان الأمر كذلك ما هو نوع هذا الدعم؟ فهل هو علاج نفسي أم كوتشينغ؟
  4. كيف أحاسب نفسي على إجراء هذه التغييرات؟
  5. كيف يمكنني تطبيق نظام التغذية الراجعة الذي يسمح لأعضاء فريقي بالشعور بالأمان؟
إقرأ أيضاً: ما هو أسلوب القيادة الخاص بك؟

في الختام:

ستكون بمجرد إجابتك عن هذه الأسئلة قد أنشأت قائمة أولوياتك؛ لذا حدِّد نظام الدعم الذي تحتاجه وادرس أنظمة التغيير والمساءلة التي ستدعمك في هذه العملية؛ فقد يكون النظر إلى حالات الفشل السابقة أمراً صعباً وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالعلاقات، لكن هذه فرصة لتقوية علاقاتك الحالية والمستقبلية؛ إذ يمكنك التقدم أكثر في دورك القيادي مع الثقة في أنَّك تقوم به بطريقة صحيحة.

المصدر




مقالات مرتبطة