نصائح لتهيئتك للنجاح في العمل (الجزء الثاني)

لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من المقال عن 6 نصائح لتحقيق النجاح في العمل؛ إذ ناقشنا أهمية اختيار المهنة، واستمرار التعلم، وتحديد المسؤوليات الوظيفية، والتعاون مع باقي أعضاء الفريق، وتحمل مسؤولية النجاح أو الفشل على حدٍّ سواء، وتطوير المهارات القيادية، وسنتابع في الجزء الثاني والأخير من المقال الحديث عن بقية النصائح فتابعوا معنا السطور القادمة.



نصائح لتحقيق النجاح المهني:

1. حافظ على موقف إيجابي:

يؤدي الموقف الإيجابي إلى تحقيق نتائج إيجابية، فالتشاؤم يعرقل النجاح، فقد يجعل التشاؤم التحديات البسيطة مستعصية، في حين يعزِّز التفاؤل من قدرتك على التغلب على جميع التحديات، ومن هذا المنطلق يستحسن تحديد المواقف التي تظهر فيها أفكار سلبية أو سلوك تشاؤمي تجاه جانب معيَّن من حياتك المهنية، واستبداله برؤية إيجابية وتفاؤلية.

يجب أن يقتدي الآخرون بسلوك التفكير الإيجابي الذي تجسِّده، وهذا يجعل مكان العمل بيئة مبهجة ومفيدة للجميع؛ أي عليك أن تكون متفائلاً، وتنظر إلى جوانب الخير في جميع الظروف، وتتحلَّى بموقف إيجابي حتى تؤسِّس حياة مهنية ناجحة.

شاهد بالفيديو: 5 نصائح لتحقيق التطور المهني

2. حافظ على التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية:

على الرَّغم من أهمية بذل الفرد لقصارى جهده في العمل بغية تحقيق النجاح، فإنَّ الإفراط في العمل يسبِّب التوتر والاحتراق الوظيفي، وهذه عوامل تعرقل رغبتك في إحراز النجاح؛ إذ لا يتعلَّق الأمر دائماً بكمِّ العمل الذي تُنجزه؛ بل بجودته، وفي حال وجدت أنَّ عملك يسيطر على حياتك الشخصية، عندئذٍ عليك اعتماد نظام وأسلوب تفكير جديد.

يمكنك البدء بتبنِّي اهتمامات خارج نطاق العمل، كاتِّباع روتين للياقة البدنية، وحضور فعاليات اجتماعية، أو البحث عن فرص جديدة لتعلُّم المزيد عن اهتماماتك غير المرتبطة بالعمل.

عليك أن تخصِّص بعض الوقت للنشاطات الترفيهية بصفتها توازي بأهميتها العمل والاستراحة، وتنشِّط جسدك، وتبعد فكرك عن مسؤوليات العمل، وتسهم هذه النشاطات في رفع مستويات سعادتك وإنتاجيتك ضمن مكان العمل.

يستحسن أن تفصل حياتك الشخصية عن المهنية؛ أي أن تترك واجبات العمل في المكتب بنهاية كل يوم، وهذا يشمل الامتناع عن التفكير والحديث عن موضوعات العمل خلال وجودك بالمنزل.

تزداد أهمية الموازنة بين الحياة الشخصية والمهنية في حالة العمل من المنزل، بحيث يتعذَّر الفصل بين مكان العمل والمنزل، ويلزم بذل مجهود إضافي لإنهاء يوم العمل في وقت محدد والامتناع عن التفكير بمسؤولياتك المهنية؛ إذ ينصح بحالة العمل من المنزل تخصيص مكان للعمل، وتنظيم ساعات العمل بأسلوب مشابه لأسلوب الشركات، لا بأس بأن تكون مرناً وتسمح لأفراد العائلة بمقاطعتك عند الضرورة؛ ومع ذلك يُفضَّل إعلام أهل بيتك أو زملاء السكن بجدول أعمالك للحدِّ من مصادر التشتُّت ما أمكن.

3. حدِّد أهدافك:

يعدُّ تحديد الأهداف نافعاً جداً عندما يتعلَّق الأمر بالحياة المهنية؛ إذ يمكن جعل مجموعة الأهداف المدروسة بمنزلة خطة عمل لتحقيق النجاح، بحيث تحدِّد لك أهداف صغيرة يجب عليك أن تحقِّقها في أثناء عملك على الوصول لهدف معين في حياتك المهنية، ولا بدَّ من الحرص على بذل الجهود لتحقيق الأهداف الموضوعة، لكنَّ الجانب الأهم من عملية تحديد الأهداف يكمن في اختيار أهداف تعود بالنفع على حياتك المهنية، ويمكن تعريف الهدف النافع بأنَّه هدف صعب، لكن يمكن تحقيقه، بحيث يسهم إنجازه في صقل شخصيتك وتحسين حياتك المهنية.

إذا أمكنك وضع أهداف على الأمد القصير والطويل على حدٍّ سواء بحيث تحقق المعايير المذكورة آنفاً، عندئذٍ لا بدَّ أن تبلغ الهدف النهائي الذي تطمح إليه في حياتك المهنية.

4. أحسِن إدارة وقتك:

لا بدَّ أن تتعلَّم كيف تُدير وقتك بفاعلية لتحقِّق النجاح في العمل؛ إذ يُنصح بوضع جدول زمني ليوم العمل في نهاية يوم العمل الحالي أو في الصباح حالما تصل إلى الشركة، بحيث تكون دقيقاً في تحديد مواعيد مهام معينة، والرد على رسائل البريد الإلكتروني، وإجراء المكالمات الهاتفية، وغيرها.

يستحسن ترتيب الأولويات بحيث تُنجَز المهام الضرورية بادئ الأمر؛ وذلك لأنَّك عندما تبدأ العمل على المهمة الأضخم، والأكثر أهمية، وغير المستحبَّة في كثير من الأحيان، فإنَّ إنتاجيتك ستزداد في بقية اليوم.

يجب عليك تطبيق "مبدأ باريتو" (Pareto principle) في ترتيب أولويات المهام، وهو مفهوم يقترح أنَّ 80% من النجاح ناتج عن 20% من الجهد المبذول؛ لذلك عليك أن تحرص على تركيز نسبة الـ 20% من الجهد المبذول هذه على المهام الضرورية التي تضمن التزامك بخطة العمل المؤدية إلى تحقيق أهدافك، وعند العمل على مشاريع ضخمة، يمكنك تجزئة المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة، وقابلة للإدارة مع تحديد مواعيد تسليم واضحة.

عليك إتقان مهارات إدارة الوقت اللازمة لتلبية المواعيد النهائية؛ إذ يمكن أن يساعدك في هذا الصدد الحد من مصادر التشتت ما أمكن ومكافأة نفسك عند إحراز النجاحات.

لا تتردد في طلب المساعدة عند الحاجة، أو التواصل مع رب العمل أو المدير للاستفسار عن الإشكالات التي يمكن أن تساعدك على تحقيق النجاح، ولا بأس بالرفض عند الضرورة، فعلى سبيل المثال عندما يطلب منك الموظفون الآخرون أن تساعدهم على إنجاز مهامهم، احرص على إخبارهم بأنَّك لن تتوانى عن المساعدة حالما تنتهي من تنفيذ واجباتك، وفي حال أنَّ المدير يفرض عليك مسؤوليات إضافية بصورة متكرِّرة، عندئذٍ عليك أن تخبره بأنَّ مساهمتك في نجاح الشركة ستزداد عند منحك الوقت اللازم للتركيز على المسؤوليات الضرورية.

إقرأ أيضاً: النجاح في إدارة الوقت: 8 خطوات كفيلة بإدارة وقتك والتخلّص من التسويف

5. اطلب التغذية الراجعة وتعلَّم منها:

يصعب أحياناً تقبُّل التغذية الراجعة عندما لا تكون إيجابية، ومع ذلك فإنَّ طلب التغذية الراجعة وأخذها على محمل الجد لا بدَّ أن يساعدك على صقل مهاراتك وتقدُّمك في حياتك المهنية، فأنَّى تكن مرتبتك على الصعيد المهني، لا بدَّ من وجود أشخاص يتفوَّقون عليك في مجال معيَّن، أو بوسعهم تقديم وجهات نظر مميزة؛ إذ يمكنك أن تطلب النقد البنَّاء من مديرك، أو من الرؤساء التنفيذيين في الشركة، أو من زملائك.

الاطلاع على التغذية الراجعة والنصائح المهنية المتعلقة بعملك، وتقييم مدى صحتها وفائدتها، وتطبيق الأمور التي تعلَّمتها، لا بدَّ أن يساعدك على إحراز التقدم في حياتك المهنية، وفي حال أنَّ مديرك لا يجري تقييمات أداء دورية، يمكنك أن تطلب منه أن يقيِّم أداءك، وتستخدم نتائج التقييم لتحديد المهارات التي تستلزم التحسين والالتحاق بالتدريب المناسب.

يمكنك أن تقيِّم أداءك بنفسك؛ إذ تشمل المهارات التي تلزم لتحقيق هذا الأمر وضع أهداف واضحة ومنطقية، وتحديد خطة زمنية لبلوغها، وتقييم تقدُّمك، لا بأس بتعديل أهدافك عند الضرورة، والبحث عن طرائق لتحسين مهاراتك حتى تكون ناجحاً.

إقرأ أيضاً: كيف تقدم تغذية راجعة بناءة في مكان العمل؟

6. ابذل مجهوداً إضافياً:

تشمل المهارات الهامَّة التي يمكنك تنميتها بغية تحقيق النجاح في العمل بذل المجهود الإضافي اللازم لتحقيق نتائج واعدة في مكان العمل، فثمَّة موظفون لا يتوانون عن العمل الجاد وتطوير المهارات اللازمة للوصول لمناصب قيادية في الشركة؛ أي بدلاً من أن تشغل وظيفة متواضعة ضمن الشركة يمكنك أن تعمل بجد لتتسلم منصب إداري أو تمتلك شركة.

تقتضي الفكرة التركيز على الصورة الكبيرة للأمور، فعند الانتباه لأهداف الشركة، ستكون قادراً على تحديد الاحتياجات، وملاحظة التوجهات التي تجلب تحسينات جديدة للشركة، وتقديم أفكار جديدة تحقق النجاح لك وللمؤسسة على حدٍّ سواء.

يمكنك أن تضيف مهاماً جديدة لواجباتك عند الحاجة إلى تبسيط عملية تقدُّمك؛ أي بدلاً من انتظار أن يُكلِّفك المدير بمهام جديدة، يمكنك أن تقوم بالمبادرة، فهذه إحدى أهم المهارات التي يمكن للموظف اكتسابها لتطوير طريقة تفكير توجهك نحو تبوُّء مناصب إدارية.




مقالات مرتبطة