من "ظل الريح" إلى "متاهة الأرواح" رحلة في عوالم (مقبرة الكتب المنسية) للروائي كارلوس زافون

في السنوات الأخيرة، برز اسم كارلوس زافون بوصفه واحداً من ألمع نجوم الأدب الإسباني والعالمي، بأسلوبه الساحر وروحه الأدبية الفذة، فقد قدم زافون تحفته الخالدة، مجموعة من الروايات التي ألهمت وسحرت القراء في جميع أنحاء العالم تحت اسم سلسلة روايات "مقبرة الكتب المنسية".



وتبدأ هذه السلسلة مع رواية "ظل الريح"، الرواية الأيقونة التي نقلت القراء إلى شوارع برشلونة وعالم غامض يدعى مقبرة الكتب المنسية، وروت تفاصيل بطلها "دانيال سمبيري"، لننتقل بعدها إلى الرواية الثانية "لعبة الملاك"، وبطلها دافيد مارتين الذي يواجه أحداثاً غامضة حتى تظن أنَّها أحداث من الخيال، وتتقاطع هذه الأحداث لتصل بنا إلى دانيال ثانيةً، ومن ثم الرواية الثالثة "سجين السماء"، التي تقودنا إلى مدينة برشلونة مرة أخرى، حيث يواجه البطل، دانيال سمبيري، ماضيه ومستقبله على حد سواء، وأخيراً نصل إلى "متاهة الأرواح"، الرواية الرابعة في سلسلة مقبرة الكتب المنسية، تقدم هذه الرواية نهاية رائعة لسلسلة الروايات، وتجمع الخيوط والأسرار المتشابكة لتقدم نهاية ملحمية مميزة لشخصيات الروايات.

ملخَّص رواية "ظل الريح":

ملخَّص رواية

تبدأ رواية "ظل الريح" بعبارة دانيال سمبيري: "لن أنسى ذلك الصباح الذي اقتادني فيه والدي إلى مقبرة الكتب المنسيَّة، حدث الأمر في أوائل صيف العام 1945"، قائلاً: "إياك أن تخبر أحداً بما ستراه اليوم يا دانيال".

يصطحب والد دانيال "خوان" ابنه دانيال الذي سيكمل عامه الحادي عشر إلى مقبرة الكتب المنسية، وهي مكتبة ضخمة في مدينة برشلونة محفوظ فيها الكتب القديمة التي لم يحالفها النجاح ونسيها الناس، ووفقاً للتعليمات الصارمة التي يضعها حارس المكتبة، يُسمح لكل شخص يدخل هذا المكان أن يأخذ معه كتاباً واحداً ويتعهد بحمايته.

يختار دانيال كتاب "ظل الريح" لمؤلف منسي اسمه "خوليان كاراكس"، يشرع دانيال في قراءة الكتاب ويتعجب من وجود مثل هذا الكتاب في مقبرة الكتب تلك، وبسبب شغف دانيال بصاحب هذه الرواية؛ يقرر البحث عن أعمال أخرى له، فيقصد "جوستابو برسلوه" صاحب أعظم مكتبة في برشلونة وهاوي الحصول على الكتب النادرة في العالم، لكنَّه يفشل في الحصول على أي شيء من أعمال كاراكس.

في أثناء بحثه يصادف رجلاً غريب الأطوار يتخذ من بطل رواية ظل الريح الشيطان "لايين كوبرت" اسماً له، ويسعى جاهداً إلى حرق كل كتب "خوليان كاراكس"، وعلى ما يبدو أنَّ نسخة دانيال من ظل الريح هي الناجية الوحيدة من الحرق، ويبدأ هذا الرجل بمطاردة دانيال للحصول على هذه النسخة الوحيدة وإحراقها.

في تتالي أحداث القصة تتوطد علاقة دانيال ببرسلو وبابنة أخته "كلارا" رائعة الجمال، فيهيم دانيال في حبها على الرغم من فارق السنوات بينهما، وينطفئ الحب في قلب دانيال باكتشافه في يوم عيد ميلاده السادس عشر أنَّ كلارا مغرمة بأستاذ البيانو خاصتها، فذهب إلى منزلها ليجدها في موقف غرامي مع أستاذ البيانو ويخرج من بيتها مصدوماً، وهنا ينقذه أحد المشردين ويدعى "فيرمين روميرو دي تورس" مناضل سابق، تم اعتقاله في الحرب الأهلية التي عاشتها إسبانيا، وتعرض للتعذيب الشديد، فتشرد وعاش في الشارع، وتحول إلى شخصية هزلية، واستمر هكذا إلى أن أصبح صديق دانيال المقرب، وعمل مع دانيال وولداه في المكتبة وساعدهما على البحث عن الكتب النادرة، إضافة إلى مساندة دانيال في بحثه عن حياة "خوليان كاراكس".

في أثناء بحث دانيال المستمر في حياة كاراكس والأسباب التي تدفع "لايين كوبرت" لحرق كتبه، تظهر الشخصيات المحورية تباعاً في الرواية وهي:

1. خورخي ألدايا:

ابن الدون ريكاردو فاحش الثراء، الذي يعتني بخوليان كاراكس بالنيابة عن والدايه.

2. بينلوب ألدايا:

ابنة ريكاردو وشقيقة خورخي والفتاة التي يغرم بها خوليان كاراكس.

3. ميغل مولينر:

صديق خوليان المخلص دائماً والذي يقدم له المساندة المادية والمعنوية بشكل دائم.

4. فرانشيسكو خافيير روميرو:

المحقق الشرير الذي يرهب برشلونة كلها ببطشه، وكان من بين أصدقاء خوليان لكنَّه يكرهه ويكره آل ألدايا بسبب حبه لبينلوب أيضاً وحب الأخيرة لخوليان.

5. نوريا مونفورت:

ابنة حارس مقبرة الكتب المنسية "إسحاق مونفورت" وحب كاراكاس الثاني، والتي ضحت بحياتها ثمناً لهذا الحب.

6. ريكاردو ألدايا:

رجل فاحش الثراء، والد خورخي وبينلوب، كثير العلاقات الغرامية ويتبين في النهاية أنَّه والد خوليان الحقيقي والسبب في مأساة خوليان وبينلوب.

في التفاصيل، يقع خوليان في حب بنيلوب وينافس صديقه فوميرو على حبها، يكتشف والد بينلوب هذه العلاقة ويشتد الغضب به فيحبس ابنته بنيلوب ويلوذ خوليان بالفرار إلى باريس ليتحول هناك إلى كاتب روايات في باريس، لكن رواياته لا تحقق المبيعات لسبب غامض بالرغم من روعتها، وهناك تظهر نوريا مونفورت التي تعمل بوظيفة مترجِمة لدار نشر روايات خوليان وتُغرَم به أيضاً، لكنَّه يرفض هذا الحب ويعود إلى برشلونة للبحث عن حبيبته مستغلاً الحرب الأهلية الدائرة هناك، ليكتشف أنَّ حبيبته بينلوب قد قتلت مع طفله التي كانت تحمله، ويجن لأنَّه لم يستطع مساعدة حبيبته ويقرر مسح اسمه من الوجود، هنا يتبين أنَّ شخصية كوبرت ما هي في الحقيقة إلا "خوليان كاراكس" نفسه، وقد تشوه وجهه في أثناء محاولة إحراق كتبه الموجودة لدى إحدى دور النشر.

تتداخل وتتشابه حياة دانيال وكراكاس، في قصة حبهما المتشابهتين بالأحداث والأماكن، فتدخل القصة "بياتريز أغويلار" شقيقة صديق دانيال "توماس"، والتي يقع في حبها ويحاولان البقاء معاً بالرغم من الصعوبات التي تواجه دانيال مع عائلتها.

تنتهي القصة حيث بدأت قصة حب خوليان وبينلوب في قصر آل ألدايا، فتحدث مواجهة طال انتظارها لسنوات عديدة بين دانيال وبياتريز وخوليان كاراكس والمحقق خافيير فوميرو وفيرمين روميرو دي توريس، وتنتهي بمقتل فوميرو وانتصار الحب وزواج دانيال وبياتريز وحصولهما على نهاية مختلفة عن نهاية حب كاراكس، وقد أنجبا طفلاً يطلقان عليه اسم خوليان.

ملخَّص رواية "لعبة الملاك":

ملخَّص رواية لعبة الملاك

في رواية "لعبة الملاك" يعود بنا زافون إلى برشلونة أيضاً، ولكن هذه المرة في فترة زمنية بين الحرب العالمية الأولى والثانية، بطل الرواية هو "دافيد مارتين" كاتب ملعون كما تصفه الرواية، تتشابه حكاية مارتين مع حكاية خوليان كاراكس، بطل الجزء الأول، إلا أنَّ المآسي في حياة دافيد مارتين أكبر والأحداث المأساوية والجرائم الفظيعة والظلم لا ينتهي ونكتشف مع صفحات الرواية أنَّ ما عاناه دافيد في طفولته لا يقارن بما سيعانيه على امتداد أحداث الرواية، كما أنَّ جرعة التشويق أعلى وهي أكثر جاذبية من سابقتها، وتُحكى الرواية بلسان البطل نفسه دافيد مارتين بخلاف "ظل الريح" التي كان يحكيها دانيال عن خوليان كاراكس، ونجح مارتين بوصف مشاعره بدقة، فقد وصف أكثر خيباته ألماً وأكثر لحظاته سعادة.

في التفاصيل، تسرد الرواية قصة مارتين منذ عمله في جريدة "صوت الصناعة"، والتغييرات التي تطرأ على حياته، يرتبط مارتين بعقد لكتابة روايات بوليسية ليتدبر معيشته، لكنَّه مع كل جهوده يعاني من الفقر الشديد، وبعد سنوات من المعاناة وبمساعدة عرابه "بيدرو فيدال" يكتب روايته الجديدة التي انتظرها طويلاً باسم (مدينة الملاعين)، لتحظى بثناء النقاد وإعجابهم بمن فيهم الفتاة التي أحبها "كريستينا"، والتي كانت تعمل عند عرابه، لكن بدلاً من أن يسعد مارتين بالنجاح الذي حققه يكتشف إصابته بمرض السرطان.

في أثناء ازدياد معاناة مارتين بسبب المرض وبسبب زواج عرابه بيدرو فيدال بحبيبته كرستينا، يلتقي دافيد في هذه الفترة التي اعتقد أنَّها أحلك فترات حياته التعيسة في الأصل بناشر باريسي يدعى "أندرياس كوريلي"، الذي قدَّم عرضاً مغرياً لا يمكن لمارتين رفضه، فقد وعده بالثروة والشفاء من المرض مقابل أن يكتب له كتاباً يبشر بدين جديد للبشرية ككل، وفي أثناء هذا كله تدخل حياة مارتين فتاة في السابعة عشر من عمرها تدعى إيزابيلا بصفتها متدربة، تريد أن تصبح كاتبة.

في أثناء بحث مارتين لتأليف هذا الكتاب الذي أراده الناشر، عثر بالصدفة على كتاب في مقبرة الكتب المنسية يبدأ اسم كاتبه بأحرف مشابهة لدافيد مارتين "د.م"، تتوالى الأحداث ليرى دافيد الأشخاص يتساقطون قتلى من حوله، واحداً تلو الآخر، ويبدأ الصراع بين دافيد الذي يريد الخلاص لروحه وبين أندرياس كوريلي الذي يريد كتابة الدين الجديد.

نجد مارتن يتساءل عما إذا كان هو ما يزال يتمتع بسلامته العقلية أو أنَّه بدأ يفقدها بفعل الهلوسات التي تداخلت مع الحقيقة، ليكتشف بعدها أنَّ صاحب الاتفاق كوريلي الذي وقَّع معه العقد قد مات محترقاً منذ سنوات طويلة، وأنَّه يسكن في بيت صاحب الكتاب الذي اختاره من مقبرة الكتب المنسية ويدعى (دييغو مارلاسكا)، الذي مات في ظروف غامضة ووفق ما أوردته الشرطة قد غرق في مسبح منزله.

يلاحق دايفيد زوجة مارلاسكا لمعرفة الحقيقة، فتخبره بأنَّ مارلاسكا قد انخرط في مجموعة طقوس دينية غريبة كانت قد وعدته باسترجاع ابنه المتوفي بعد كتابة الدين الجديد لناشر باريسي، توجه دافيد إلى ضابط شرطة قديم حقق في القضية ليخبره بشكوكه المتعلقة بوفاة مارلاسكا وأنَّه لا بد أنَّه مات مقتولاً.

ينفصل بيدرو بيدال عن زوجته كريستينا بسبب حبها لدافيد، ويتفق كل من كريستينا ودافيد على ترك برشلونة، لكن كريستينا تعثر على المخطوطة التي كتبها دافيد فتصاب بالذعر وتهرب ليصل الأمر بها إلى مصحة عقلية، وبعد عدة أحداث تطلب كريستينا من دافيد تدمير تلك المخطوطة، وبسبب خوف دافيد من أندرياس كوريلي؛ لم يفعل ذلك، فتهرب كرستينا إلى بحيرة متجمد لتسقط ميتة فيها مع ابتسامة مخيفة على وجهها.

عاد دافيد إلى برشلونة لينتقم من الناشر الباريسي بعد موت كرستينا، وقد صادف في غرفة مقفلة في منزله صورة لمارلاسكا واكتشف أنَّ مارلاسكا ما هو إلا الشخص الذي عرَّف عن نفسه بالضابط ريكاردو سلفادور، والذي أراد قتل دافيد وسرقة مخطوطه ليساعده الناشر الباريسي على استعادة ابنه من عالم الأموات، لكن مارتين ينجح في قتل مارلاسكا وإحراقه مع المنزل.

تتركنا الرواية في النهاية مع تساؤل مثير: هل كوريلي هو الشيطان نفسه؟ وهل يسعى إلى الانتقام من عدوه الأزلي، الإنسان؟ يتم اختتام الرواية بمشهد سريالي، فنشهد لقاءً أخيراً بين كوريلي ودافيد، يظهر كوريلي وهو يرافق كريستينا الصغيرة، تلك الفتاة التي وُجِدت في الصورة الغامضة داخل ألبوم الصور الخاص بها، والتي لم يكن لها تفسير منطقي في البداية، يقول كوريلي لدافيد في هذا المشهد:

(قررت أن أردَّ إليك ما سلبته منك، أعزَّ ما أحبه قلبك، قررت أن أضعك مكاني لمرةٍ واحدة، لتشعر بما أشعر به، لن تشيخ أبداً وسترى كيف تكبر "كريستينا" بجانبك، وستراها يوماً ما تموت بين ذراعيك، هذه نعمتي وانتقامي)، فهل يشير هذا المقطع إلى اللعنة الإلهية التي مُني بها الشيطان عند تمرده على الله، والعذاب الأبدي الذي عاناه بعد خسارته للفردوس وطرده من الجنة؟ أم أنَّ الكاتب يقصد أمراً آخر؟

في رواية "لعبة الملاك"، يتجنب زافون بنية جازمة في تقديم تفسير نهائي وشافٍ لأحداث تطور شخصية مارتين، بدلاً من ذلك، يمكننا رؤية أنَّ مارتين تظل شخصية محيرة وفريدة، وهذا ما يبرز قدرة الكاتب على إيصال القراء إلى متعة التأمل والتساؤل عن مصير هذه الشخصية، ويجعلهم مترقبين للجزء الثالث من السلسلة (سجين السماء) لمعرفة تفاصيل شخصية دافيد مارتين ومصيره.

ملخَّص رواية "سجين السماء" سرد بين الماضي والحاضر:

ملخَّص رواية

يبدأ الجزء الثالث من مقبرة الكتب المنسية "سجين السماء" بالحديث عن استقرار الحياة الزوجية لدانيال سمبيري وبلوغ ابنه خوليان عامه الأول واستمرار العمل في مكتبة سمبيري وأبناؤه مع زوجته بياترز وصديقه فيرمين روميرو دي توريس ووالده،

ذات يوم يدخل إلى المكتبة رجل كبير في السن يتوكأ على عكاز ويصر على شراء نسخة نادرة من رواية ألكسندر دوماس "الكونت دي مونتي كريستو"، ويكتب على غلافه جملة "بالنسبة إلى فيرمين روميرو دي توريس، الذي عاد من بين الأموات ويمسك بمفتاح المستقبل"، وبدلاً من أن يحملها معه، فإنَّه يهديها إلى صديق دانيال فرمين بمناسبة زواجه القريب، يثير الرجل فضول دانيال فيتبعه، ثم يطلع صديقه فيرمن على الكتاب، الذي يستبد القلق به ويعتقد أنَّ الماضي يتلصص عليه وأنَّ الأعداء يتربصون به.

ينضم دانيال في قلقه إلى فيرمين بعد رؤيته لرسالة حب في ملابس زوجته من قبل خطيبها السابق (بابلو)، ليجلسا ويشكو كل منها همه للآخر، وهنا تبدأ قصة فيرمين والحديث عن ماضيه وكيف وصل إلى حياة دانيال، فيتبين أنَّ فيرمين في الماضي قد شارك في القتال إلى جانب الجمهوريين في الحرب الأهلية الإسبانية لكنَّهم خسروا الحرب، لينتهي به الأمر في سجن قلعة مونتويك المظلم مع سجناء آخرين منهم (دافيد مارتين) الذي كان دائماً يجري حوارات مع رب عمله (أندرياس كوريلي) والرجل غريب الأطوار (سالغادور).

في أحد الأيام يستدعي مدير سجن قلعة مونتويك (ماوريسيو فايس) السجين (فيرمين) ليعقد معه صفقة تخفف من عقوبته وربما يفرج عنه، وكان الطلب الأول إقناع زميله في الزنزانة (سالغادو) بالإفصاح عن الكنز المسروق الذي يخفيه، أما الطلب الثاني وهو الأهم لمدير السجن فهو أن يحث (دافيد مارتين)على كتابة الكتاب الذي يريده ليصبح نجماً في عالم الأدب، وأن يعرف مكان مقبرة الكتب المنسية التي يتحدث عنها (دافيد مارتين).

لكن فيرمين وصديقه دافيد مارتين وضعا خطة لهروب فيرمين من السجن مقابل أن يقوم فيرمين بالاعتناء بامرأة وطفلها، هذه المرأة تمثل الصلة بين مختلف شخصيات القصة وهي (إيزابيلا) والدة دانيال سمبيري.

بعد نجاح فيرمين بالهروب واستعادته لصحته والتقائه بدانيال وهنا تنطلق أحداث رواية (ظل الريح)، وفي وقت لاحق يواجه دانيال خطيب زوجته السابق ويسأله عن سبب مراسلته لزوجته بعد هذه السنوات لتبين أنَّ مدير السجن ماوريسيو فايس قد طلب منه ذلك وهو يريد أن يكون ذا صلة بدانيال وعائلته لأسباب مجهولة، وتنتهي الرواية مع كثير من التساؤلات التي سوف تتضح الإجابة عنها في الجزء الرابع من السلسلة (متاهة الأرواح).

إقرأ أيضاً: ملخص رواية "الحب في زمن الكوليرا" لـ جابريل غارسيا ماركيز

ملخَّص رواية "متاهة الأرواح":

ملخَّص رواية متاهة الأرواح

تنكشف جميع الأسرار التي تراكمت في الأجزاء السابقة في الجزء الرابع من سلسلة مقبرة الكتب المنسية (متاهة الأرواح)، ويقودنا الكاتب في هذه المتاهة في رحلة مشوقة لا مثيل لها، ليختتم حكاية عائلة سيمبري وعشقهم للكتب.

يعود إلينا دانيال وفيرمين من جديد في أحداث الرواية التي تدور في برشلونة أيضاً، فيكتشف دانيال الذي يغمره الغضب ويسعى إلى الانتقام لسر موت أمه إيزابيلا على يد مدير سجن قلعة ماوريسيو فايس، والذي أصبح وزيراً للتربية في الحكومة، تساعده على ذلك المحققة والشخصية الجديدة في القصة (إليسيا غريس).

تبدأ القصة باختفاء (فايس) وتوكيل إليسيا وضابط شرطة آخر يدعى خوان مانويل بارغاس بمهمة البحث عنه، وتقودهما التحقيقات للانتقال من مدريد إلى برشلونة فيكتشفان أسرار منسية وخطيرة، تعثر إليسيا على كتاب بعنوان (متاهة الأرواح) مخبأ بمكتب (فايس)، وتبدأ رحلة البحث عن كاتب هذا الكتاب (فيكتور ماتايكس) وقصته التي تتقاطع مع دافيد مارتين وإيزابيلا.

أبطال هذه الرواية هم:

1. دانيال سمبيري:

بطل الأجزاء الأربعة، المحب لزوجته بياتريز وابنه خوليان، يكتشف دانيال أنَّ فايس هو قاتل أمه إيزابيلا ويسعى إلى البحث عنه والانتقام لها.

2. فيرمين روميرو دي تورس:

صديق دانيال المخلص والمساعد الأول له، صديق دافيد مارتين أيضاً ويعرف حقيقة موت إيزابيلا وحقيقة والد دانيال، تزوج بحب حياته برناردا وأصبح في النهاية حارساً لمقبرة الكتب المنسية.

3. إليسيا غريس:

المحققة في قضية اختفاء فايس والفتاة التي أنقذها فيرمين في الحرب عندما كانت صغيرة، والتي ستغرم بدانيال أيضاً وتساعده على معرفة الحقيقة، فتترك له دفتراً يتضمن مذكرات أمه إيزابيلا والتي تشرح فيه الحقيقة، حقيقة دافيد مارتن وعلاقتها به وإنجابها لابنها دانيال وحقيقة تسميمها من قبل فايس.

4. خوان بارغاس:

المحقق الذي يعمل مع إليسيا غريس في اكتشاف الحقيقة، والمكتشف لحقيقة سرقة فايس وشريكه ليناردو لمئات الأطفال من عوائلهم في أثناء الحرب وبيعهم لعائلات جديدة ومن ضمنهم بنات فيكتور ماتايكس.

5. فيكتور ماتايكس:

أديب عاثر الحظ، صديق دافيد مارتن وكاتب متاهة الأرواح، والذي تعرض للاستغلال من فايس وشريكه ليناردو وقاما بسرقة بنتيه (أريادنا ومرثيدس)، وسُجِنَ أيضاً مع دافيد مارتين في سجن القلعة، لكن قُتِلَ على يد فايس بعد سنة من سجنه.

6. دافيد مارتين:

سجين السماء، الذي يعاني من مرض انفصام الشخصية، فهو يخاطب على مدار الروايات الثلاث شخصية وهمية من صنع خياله تسمى (اندرياس كوريلي)، والذي يسميه برب العمل، دائماً ما يتوهم بأنَّه مغرم بزوجة صديقه بيدرو فيدال كرستينا، وأنَّها سوف تولد طفلة ويشاهدها تكبر وتموت من جديد، لكن في الحقيقة يتبين أنَّ من يحبها هي إيزابيلا وأنَّه والد دانيال الحقيقي.

7. إيزابيلا:

والدة دانيال، الفتاة التي عملت عند دافيد مارتين وأغرمت به وتزوجت بخوان سمبيري برغبة من مارتن نفسه، حاولت مساعدة دافيد مارتين في سجنه فتخلص منها فايس بقتلها بالسم.

8. يوباش:

المصرفي الشهير وشريك فايس في جرائم مصرفية وجريمة سرقة بنات فيكتور ماتايكس.

9. فكتوريا يوباش:

أو الاسم الأصلي لها (أريادنا ماتايكس)، ابنة فيكتور التي سرقها فايس وأعطاها ليوباش مقابل صفقات مصرفية.

10. ماوريسيو فايس:

مدير سجن ووزير التعليم في الحكومة، الرجل الذي حاول استغلال كل من دافيد مارتين وفيكتور ماتايكس لكتابة روايات أدبية باسمه، أُغرم بإيزابيلا والدة دانيال وقام بقتلها ليتخلص منها كونها الشاهد الوحيد على ما يفعله بدافيد مارتين.

11. لياندرو:

شخص صاحب سلطة وتعمل إليسيا غريس لحسابه، وتكتشف إليسيا في النهاية أنَّه شريك فايس السري في سرقة أطفال المساجين وإعطائهم لشخصيات أخرى من السلطة مقابل خدمات معينة، وهو من قام بإخفاء فايس ويحاول إخفاء كل من له علاقة بهذه القضية (بنات فيكتور ماتايكس وعائلة سمبيري وإليسيا نفسها وصديقها الضابط بارغاس).

12. خوليان سمبيري:

ابن دانيال والذي تمت تسميته خوليان على اسم خوليان كاراكس، والذي يكبر ويريد أن يصبح روائياً فيبحث عن خوليان كاراكس لمساعدته على كتابة قصة عائلته ويساعده كاراكس على ذلك.

13. ألدايا:

المحقق الذي يعمل لصالح لياندرو.

14. خوليان كاراكس:

بطل الجزء الأول (ظل الريح) والذي يعود للظهور في نهاية رواية متاهة الأرواح، يساعد خوليان سمبيري على كتابة قصة عائلته، ويكتشف بالنهاية أنَّ حب حياته الحقيقي كانت (نوريا مونفورت) التي ضحت بحياتها لأجله، يلازم قبرها حتى يموت هو الآخر ويقوم خوليان سمبيري بدفنه بجانبها.

15. إسحاق مونفورت:

حارس مقبرة الكتب المنسية، والد نوريا التي أحبت خوليان كاراكس وضحت بحياتها من أجله، يكره خوليان لهذا ولا يحب أن يذكره أحد أمامه، يساهم في إنقاذ إليسيا من الموت ويتقاعد في النهاية ليصبح فيرمين هو حارس مقبرة الكتب المنسية.

إقرأ أيضاً: ملخَّص رواية "سيدي قنصل بابل"

في الختام:

من "ظل الريح" إلى "متاهة الأرواح"، يستمتع القارئ بالغوص في عوالم متشابكة ومثيرة تمزج بين الرومانسية والدراما والتشويق، روايات نجح من خلالها زافون بترسيخ كل من الأحداث والشخصيات في الذاكرة، فأيقظ الفضول وسلَّط الضوء على أعمق نقاط الإنسانية، إذا كنت تبحث عن روايات مليئة بالمفاجآت والأسرار وتترك فيك في النهاية أثر عميق تجاه كل شخصية، فإن كنت تبحث عن تجربة أدبية تأخذك في رحلة عاطفية مع أحداث غامضة وشخصيات مميزة، فإنَّ روايات كارلوس زافون تستحق بالتأكيد الاستكشاف.




مقالات مرتبطة