من اخترع أول آلة للزمن؟ وكيف وصلنا إلى الساعات؟

لقد بات السفر عبر الزمن ضرورةً فرضها العلم الحديث وعززتها التكنولوجيا، ولم يبخل علماء الفلك والفيزياء في إجراء التجارب والأبحاث والدراسات للوصول إلى آلة زمن تمكِّن الناس نظرياً من السفر عبر الزمن رجوعاً نحو الماضي أو تقدماً نحو المستقبل.



كما وفر اختراع الساعات على اختلاف أشكالها وأنواعها وأحجامها وقياساتها إمكانية تحديد الزمن بسهولة وبدقة وبسرعة وبزمن قصير نسبياً.

مفهوم آلة الزمن:

لقد ابتكر علماء الفيزياء والناشطون في مجال العلوم والفلك والزمن نموذجاً أو نمطاً أو قالباً رياضياً يساعدنا على السفر عبر الزمن، وقد سمي هذا التعريف في الاصطلاح الرياضي أو في الاصطلاح الفيزيائي بآلة الزمن، فلقد غيرت آلة الزمن كل المقاييس وقلبت كل المفاهيم المتعلقة بالزمن والوقت والمسافة والسرعة، كما أحدثت تحولاً جذرياً في علم الفيزياء والرياضيات والكيمياء والفلك ومن ذلك الذرة وتركيبها، ويتم السفر عبر الزمن إما تقدماً أو رجوعاً؛ أي يتم السفر عبر الزمن نحو الأمام أو نحو الخلف.

هل السفر عبر الزمن ممكن الحدوث على أرض الواقع؟

الإجابة وبكل صدق، هي نعم، السفر عبر الزمن هو شيء حقيقي ملموس وواقعي، ويمكن أن يحدث على أرض الواقع، لكن توجد نقطة هامة ينبغي عليك أن تنتبه لها جيداً، وهي أنَّ السفر عبر الزمن هو أمر ممكن الحدوث، لكن ليس كما ترويه وتسرده وتصوره وتحكيه الروايات والأفلام والمسلسلات والبرامج والرسائل الأدبية وكتب الخيال العملي على لسان شخصياتها.

كيف بدأ السفر عبر الزمن؟

من خلال حزمة من الأشعة الضوئية المنبثقة من أشعة الشمس الساطعة، أو من ضوء المصباح، أو من المنبع الضوئي المتولد على شكل حزمة كبيرة تحوي أشعة ضوئية مستقيمة متوازية ومتسايرة ومتجهة باتجاه واحد ونحو هدف واحد وتصب في نقطة واحدة، وضمن هذا السياق العلمي الذي يختص بالضوء يرى العالم الفيزيائي "ماليت" أنَّنا نحن البشر نستطيع وبكل سهولة أن نحني مسار الزمن بشكل نظري ضمن حلقة، ومهمة هذه الحلقة هي أنَّها تتيح لنا أو تمكننا من السفر عبر الزمن عبر الحاضر ومن خلال المستقبل باتجاه الماضي القديم.

لقد أنشأ هذا العالم المتخصص والمتبحر والمتعمق في علوم الفيزياء والفلك البحتة نموذجاً بدائياً يبين لنا وبوضوح كيف يقوم جهاز الليزر العادي بتسهيل إمكانية تحقيق هذا الهدف؛ أي إمكانية السفر عبر الزمن وترك الحاضر والرجوع إلى الماضي بالمعنى النظري للكلمة، وتوجد مقولات لهذا العالم الفيزيائي العظيم مفادها أنَّه يشجع العلماء الصغار والعقول اليافعة الفتية على البحث والاستطلاع المتعلق بإمكانية صنع آلة زمن جديدة وحديثة ومختلفة عما سبقها من آلات، تختص بالسفر عبر الزمن؛ وذلك بشرط أن تكون هذه الآلة مبتكرة بطريقة مختلفة وعقل علمي فذ وناقد ومحلل.

تجري الآن دراسات واقعية وحقيقية عن إمكانية صنع واختراع آلة زمن تعتمد على أساس حزمة منبثقة من الضوء، وتدور ضمن حلقة مستمرة بالتزامن مع دراسة وتحليل نوع حقل الجاذبية الذي يقوم بتوليده وإنتاجه الليزر المستخدم والمعتمد في صناعة آلة الزمن المطلوبة.

كيف وصلت إلينا الساعات؟

ساعة رملية

لا يمكننا أن نجزم أو نحدد أو نحسم الإجابة بأنَّه يوجد مخترع وحيد للساعة، فالأمر على عكس ذلك تماماً، ففي الواقع وحسب ما أشارت إليه الدراسات ومنذ الأزل، فإنَّ الإنسان القديم اجتهد على نفسه، وحاول مراراً وتكراراً في اختراع الساعة وتحويرها وتحويلها من شكل لآخر؛ أي من ساعة إلى أخرى، لكن بشكل مختلف وأكثر تطوراً وقابليةً للاستخدام.

نحن نقول بلا شك إنَّ الساعة هي الأداة والوسيلة الوحيدة لقياس الزمن، وتحديده بدقة، ومعرفة الوقت والتقويم، وتحديد الفصول والأشهر والسنين والأيام والدقائق والثواني والأزمان، وبالعودة إلى الوثائق التاريخية، نجد أنَّ حضارة وقبائل السومريين هم أول شعوب الأرض من ناحية الاهتمام بالوقت وقياسه، وتقديسه، وتثمينه، واستثماره، والعمل باستمرار على اختراع آلة تقيس الوقت وتعطينا نتيجة دقيقة عن قيمة واسم وتصنيف اللحظة التي نعيشها الآن بكل ما فيها من قدسية وتفاصيل.

لقد نجح السومريون في حساب السنة بالاعتماد على أشعة وحركة ومسار الشمس؛ وذلك من خلال تتبعهم حركة الشمس منذ شروقها في اليوم الأول وحتى الموعد الذي يحين فيه شروقها وبزوغها في اليوم الذي يلي اليوم السابق أو الفائت، وبناءً على حسابات السومريين باستخدام ما يسمى الساعة الشمسية؛ أي تحديد الوقت على حسب حركة الشمس وبزوغها وغروبها توصَّلوا إلى نتيجة هامة وأساسية وذكية؛ وهي أنَّهم قسموا السنة الكاملة إلى اثني عشر شهراً.

أما المصريون القدماء، فقد اعتمدوا على ظهور القمر وحركته وأطواره في تحديد الزمن والوقت وقياسه، وبناءً على هذا الكلام، تم تقسيم السنة الكاملة الواحدة إلى 365 جزءاً، وهو ما عرف فيما بعد وعند الأجيال اللاحقة بأنَّ هذه الأجزاء تمثل عدد أيام السنة الثابتة والكاملة.

يعود الفضل للعرب المسلمين الذين عاشوا في ظل الدولة الإسلامية، وكان لهم الحظ في العيش في زمن الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وفي زمن الصحابة وأهل البيت والخلفاء الراشدين سلام الله عليهم جميعاً، في اختراع نوعين جديدين من الساعات لم يكونا موجودين في العصور والأزمنة القديمة؛ هما الساعة الرملية والساعة الشمسية، كما أبدع العرب المسلمون في اختراع وتطوير وابتكار الساعة الرخامية، وكانت الساعة الرخامية تتميز عن غيرها من الساعات بأنَّها ساعة ناطقة؛ أي تنطق الوقت بصوت واضح جهوري ومسموع.

لقد كانت الساعة التي تم إهداؤها وإرسالها من قبل الخليفة هارون الرشيد إلى الملك شارلمان ملك الفرنجة من أشهر وأهم وأبرز الساعات التي تم ابتكارها واختراعها وتطويرها على يد العرب المسلمين، وفي القرن الرابع عشر الميلادي تم اختراع الساعة الميكانيكية، وتلتها الساعة الكهربائية، ومن بعدها تم اختراع الساعة الذرية وساعة الكوارتز.

إقرأ أيضاً: أبرز 10 اختراعات غيرت حياة البشر

ما هو المقصود بساعة الفيل؟

ساعة الفيل هي من الساعات العجيبة التي اخترعها العالم الجزري؛ وهي ساعة مائية يمكنها ضبط الوقت وتحديده مرتين فقط في اليوم الواحد؛ مرةً عند شروق الشمس، ومرةً عند غروب الشمس، وسميت بساعة الفيل لأنَّها على شكل فيل ضخم وكبير وثقيل، ويعلو هذا الفيل بيت أو منزل صغير، وتقوده روبوتات، كما تتضمن الساعة صورة تنين خرافي مع صورة واضحة لطائر يسمى طائر العنقاء.

لقد تم دمج رسومات ونقوشات في هذه الساعة الجميلة تحمل اسم وملامح وتفاصيل حضارات العالم القديم؛ كالسومريين، والآراميين، والبابليين، والأكاديين، والآشوريين، وغيرهم من القبائل والشعوب والحضارات والجماعات التي سكنت هذه الأرض، وحطت عليها رحالها وسفرها، وتركت فيها أثراً حضارياً وبصمة خالدة لم يمحُها الزمن وحكايات تناقلتها الأجيال وحفظتها حتى يومنا هذا؛ إذ إنَّ الفيل يمثل حضارة الهند القديمة، والتنين يمثل الحضارة الآسيوية القديمة، وطائر العنقاء يمثل الحضارة المصرية القديمة.

إقرأ أيضاً: تعرّف على أشهر الاختراعات والاكتشافات البشرية

متى شهدت البشرية أول ظهور لساعة يد صغيرة؟

صُنعت أول ساعة صغيرة تُحمَل باليد الواحدة أو بأصابع اليد الواحدة في القرن السادس عشر الميلادي بواسطة صانع أقفال معدنية وخشبية من أصل ألماني، وكان يدعى "بيتر هينلين"، وقد تمكَّن هذا الصانع العظيم بعد عشر سنوات طويلة وصعبة وقاسية من البحث والاختراع والمحاولات والاستكشاف والاكتشاف من ابتكار واختراع نابض معدني صغير يعرف بالنابض الرئيس، وتكمن وظيفته في أنَّه بإمكانه أن يقوم بتزويد الساعة بالطاقة أو الوقود الكهربائي اللازم لتشغيلها لتقيس الوقت وتحدده بسرعة.

فيما بعد، لاقت صناعة الساعات شهرةً كبيرةً في بلدان ودول كثيرة جاءت في مقدمتها فرنسا وسويسرا وإنجلترا، وفي أزمنة لاحقة وبفعل ذكاء العقل البشري وتطوره، تم تطوير عقرب يشير إلى الدقائق، وفيما بعد تم تطوير عقرب يشير إلى الثواني.

في الختام:

للزمن قدسية غير طبيعية عند الشعوب والحضارات القديمة التي حطت رحالها في شتى بقاع الأرض، فمن خلال محاولاتهم المستمرة والعقيمة في بعض الأحيان، توصَّلوا إلى نتيجة هامة؛ ألا وهي أنَّ الوقت هو أساس وجوهر كل شيء، فتحفزوا نحو الاختراع والابتكار وصولاً إلى ساعات تقيس الوقت وتعطيه قيمة حقيقية وجودية وجوهرية.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة