مقارنة بين Bing وChat GPT: مميزات وعيوب
أحدثت روبوتات الدردشة ذات اللغة الطبيعية مثل (Bing) و(ChatGPT) نقطة فاصلة في مجال صناعة التكنولوجيا، فهي تمتلك قدرة خارقة على كتابة المقالات والقصائد وحتى الأكواد البرمجية، كما يمكنها تبسيط الموضوعات المعقدة وتلخيص الروايات؛ إذ يبدو كلاهما متشابهاً ظاهرياً، ولكنَّهما يختلفان عن بعضهما من حيث جودة الاستجابات؛ لذا سنستعرض في هذا المقال أوجه التشابه والاختلاف بين (Bing) و(ChatGPT) من حيث ميزات وعيوب كل منهما.
مقارنة بين (Bing) و(ChatGPT):
عندما نريد إجراء مقارنة بين (Bing) و(ChatGPT)، لا بد من الحديث عن أوجه التشابه والاختلاف بينهما من ناحية الميزات والعيوب.
ما هو (Bing) و(ChatGPT)؟
(Bing) عبارة عن روبوت محادثة يوفر إجابات سريعة للأسئلة المتداولة، ويترجم اللغات، كما يبحث عن الصور ومقاطع الفيديو، فضلاً عن كونه يدعم البحث الصوتي في كل من الهاتف والحاسوب.
(Chat GPT) عبارة عن روبوت محادثة قادر على توليد ردود شبيهة بالإنسان، ويمكنه التحدث بلغات متعددة، كما يمكنه الإجابة عن أسئلة المتابعة، والطعن في الأماكن غير الصحيحة، ورفض الطلبات غير المناسبة، وأيضاً يمكن استخدامه في مهام أخرى، مثل ترجمة اللغة، تلخيص النص، الإجابة عن الأسئلة، إنشاء المقالة أو القصة.
التشابه بين (Bing) و(ChatGPT):
يستخدم كل من (Bing) و(ChatGPT) نموذج لغة كبيراً يُطلَق عليه مسمى (GPT-3)، الذي طورته شركة (OpenAI) ومقرها "سان فرانسيسكو"، ولقد دربت النموذج على مليارات العينات النصية التي تم جمعها من مختلف أرجاء شبكة الإنترنت.
يعد كلاهما مثالاً عن الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ إذ يستطيعان إنشاء نص جديد بشكل كامل لم يُكتب من قبل، مع معلومات دقيقة مثل النص الذي يكتبه الإنسان في موضوعات مختلفة، كما يمكن استخدامهما لأغراض مختلفة، مثل توفير المعلومات، الترفيه، خدمة العملاء، التعليم وما إلى ذلك.
الاختلافات بين (Bing) و(ChatGPT):
تتجلى أبرز الاختلافات بين (Bing) و(ChatGPT) في البنود الآتية:
- يتمتع كل من (Bing Chat) و(ChatGPT) بميزات وقيود مختلفة تجعلهما مناسبَين لمختلف السيناريوهات؛ إذ يعد (Bing) مثالياً لمن يحتاج إلى إجابات سريعة للأسئلة أو الترجمات المتداولة، بينما يناسب (ChatGPT) المستخدمين الذين يرغبون بإنشاء محادثات مثل التي يفعلها البشر أو مهام إبداعية.
- يتوفر (Bing Chat) على أنظمة أساسية أكثر من (ChatGPT)، مثل أندرويد و(iOS) وحتى تطبيق (Skype)، ولكنَّ الانضمام إليه يحتاج إلى الانتظار أياماً عدة، في حين تستطيع استخدام (ChatGPT) مباشرة.
- يعمل (Bing) بشكل أساسي بوصفه محرك بحث؛ لذا يمكنه الوصول إلى نتائج الويب، ومن ثم يكون على دراية بالمعلومات المحدَّثة، كما يستشهد بمصادره في أسفل كل إجابة، بحيث تستطيع التحقق من دقة المخرجات بمجرد النقر على أحد الاقتباسات، في حين لا يستطيع موقع (ChatGPT) معرفة أحدث المعلومات، ولكنَّ (Bing) معرض للاستجابة لأيَّة معلومات خاطئة قد يجدها.
- يوفر (ChatGPT) اشتراكاً إضافياً اختيارياً مدفوعاً يمنحك أولوية الوصول إلى المستوى المجاني، أما (Bing) فهو مجاني أيضاً، لكن تقيِّد شركة مايكروسوفت عدد المحادثات التي تستطيع إجراءها في اليوم.
- يتيح (Bing) ثلاثة أوضاع دردشة، في حين لا يوفر (ChatGPT) أي إعداد أو خيار ضبط دقيق.
- أحياناً يوفر (ChatGPT) استجابات إبداعية أطول، لكن قد يكون ذلك على حساب الدقة؛ نظراً لكونه لا يستطيع التحقق من استجاباته من مصادر خارجية.
- يدعم روبوت الدردشة التفاعلية (Bing Chat) فهمك والرد عليك بلغات عدة، في حين لا يستطيع (ChatGPT) فهمك والرد عليك إلا باللغة الإنجليزية حالياً.
- يقتصر (Bing) على 2000 حرف لكل مطالبة وبحد أقصى 60 دردشة في اليوم بحد أقصى 6 محادثات لكل جلسة، في حين (ChatGPT) لا يحتوي على حد لعدد الكلمات أو الأحرف، لكن له حد رمزي يبلغ نحو 8000؛ ويُقصد بالحد الرمزي بأنَّه الوحدة النصية التي يمكن معالجتها؛ إذ يعتمد عدد الرموز على طول وتعقيد موجهك، فإذا كنت تريد كتابة مطالبة كبيرة، فقد تحتاج إلى تقسيم محتواك إلى أقسام أصغر.
مقارنة بين (Bing) و(ChatGPT) من حيث الاستخدام:
في حال كنت تبحث عن معلومات عن موضوع تقني أو حدث حديث، فسيوفر (Bing Chat) استجابة عالية الجودة بشكل دائم؛ إذ يمكنه البحث في الإنترنت، في حين إذا كنت تبحث عن المعرفة التاريخية، فسيعمل (Chat GPT) بشكل معقول، فلديه معرفة معقولة بالأحداث قبل عام 2021.
يمكنك استخدام (Bing) في أثناء التسوق لمقارنة إيجابيات وسلبيات المنتجات المصدَّرة حديثاً، أو لإعداد مسار رحلة مخصص لعطلتك القادمة، في حين يعمل (ChatGPT) بشكل أفضل عندما يتعلق الأمر بالمطالبات الإبداعية، فهو مصمَّم للمحادثة، بينما عندما تطلب من (Bing Chat) كتابة قصيدة أو قصة أو مقال تكون مدفوعة بالحقائق بحسب الإبداع.
ميزات (Bing):
- تقديم إجابات سريعة ودقيقة للأسئلة المتداولة، وهذا يوفر الوقت للمستخدمين الذين يحتاجون إلى معلومات بسيطة.
- القدرة على الوصول إلى الإنترنت بالبحث عن كلمات البحث الأساسية من موجِّه، كما يمتلك القدرة على قراءة صفحة ويب إذا توفر رابطها، وهذا يسمح بتزويد المستخدمين بمعلومات سريعة وذات صلة بمجموعة واسعة من الموضوعات.
- يستطيع ترجمة اللغات، وهذا يجعله مفيداً للمستخدمين الذين يرغبون في التواصل مع أشخاص من بلدان مختلفة أو تعلُّم لغات جديدة.
ميزات (Chat GPT):
- يستطيع (ChatGPT) إنشاء استجابات شبيهة بالبشر، وهذا يجعله أكثر جاذبية وطبيعية للمستخدمين الذين يرغبون في إجراء محادثات مع روبوت محادثة.
- يمكنه فهم السياق، وهذا يجعله أكثر صلة وتماسكاً للمستخدمين الذين يرغبون في إجراء مناقشات أطول أو أعمق مع روبوت المحادثة.
عيوب (Bing):
- يحتوي على قيود تتجلى في الافتقار إلى التخصيص والقدرة على تذكُّر التفاعلات السابقة أو تفضيلات المستخدم، فقد يكون من الصعب تقديم استجابات مخصصة للمستخدمين الفرديين الذين يرغبون في الحصول على تجارب أكثر تخصيصاً مع روبوت المحادثة.
- ليس لديه القدرة على تذكُّر التفاعلات السابقة أو تفضيلات المستخدم، ولكنَّه يستخدم خوارزميات التعلم الآلي لتحليل سلوك المستخدم وتكييف استجاباته لتوفير معلومات مخصصة.
عيوب (ChatGPT):
يعتمد (ChatGPT) على بيانات أقدم قليلاً، تقتصر من خلال نموذج (GPT 3) الحالي على البيانات التي تم جمعها قبل عام 2022م، لكن يمكن ضبطه من خلال تقنيات التعلم الخاضعة للإشراف والمعززة مع بيانات أحدث من مدربي الذكاء الاصطناعي البشري ومقدمي التغذية الراجعة، وهذا يسمح بدمج بعض البيانات الأحدث، وعلى الرغم من ذلك، ما تزال هناك فرصة أنَّ (ChatGPT) قد لا يقدم دائماً ردوداً دقيقة، لا سيما عندما يتعلق الموضوع بالأحداث أو التغييرات الأخيرة في العالم.
في الختام:
بعد توضيح المقارنة بين (Bing) و(ChatGPT) وأوجه التشابه والاختلاف بينهما، وميزات وعيوب كل منهما، يمكنك اختيار ما يناسب حاجتك ورغبتك، ومن الجدير بالذكر أنَّك يجب ألا تثق تماماً في أي برنامج دردشة آلي؛ وذلك لأنَّ كلاً منهما عرضة لـ "الهلوسة"، ويمكنك اكتشاف ذلك عندما يصنع رداً يبدو مقنعاً، لكن لا أساس له في الواقع.