مفهوم صناديق الاستثمار وأنواعها وأهميتها

نشهد في العصر الحالي ظهور أدوات وأساليب مختلفة ومتطورة تُستخدم ويُتعامَل بها في عالم الأعمال والاستثمارات المالية؛ حيث تعجُّ الأسواق المالية حول العالم بمثل هذه الأدوات التي باتت أساساً للتعامل لدى بعض المستثمرين، لما لها من أنواع متعدِّدة تتميز كل منها بمزايا مختلفة تجعلها ذات أهمية بالغة عند مالكها المستثمر.



والجدير بالذكر لدى الحديث عن هذا المجال وهو صناديق الاستثمار؛ يجب على الراغب باستخدامها والاستثمار بها أن يبدأ بالاطلاع على نقاط عدة هامة حولها، وهي ما سنتناوله في مقالنا هذا كالتالي:

  • مفهوم صناديق الاستثمار.
  • أنواع صناديق الاستثمار.
  • أهمية صناديق الاستثمار.

مفهوم صناديق الاستثمار:

يتمثل مفهوم صندوق الاستثمار بأنَّه:

وعاء مالي يمتلكه الآلاف من المستثمرين، ويكون رأس مال الصندوق مدعوماً بالملايين، ويُدار بواسطة خبراء متخصصين يقومون بعمل دراسات عن أفضل الشركات التي يمكن الاستثمار بها استثماراً جماعياً، لضمان أفضل عائد ممكن.

فهو وسيلة (أداة مالية) لتحسين الوضع المالي عن طريق استثمار الأموال مع مستثمرين آخرين للاستفادة من مزايا العمل كجزء من مجموعة.

أنواع صناديق الاستثمار:

تتخذ صناديق الاستثمار أنواعاً متعددة، بحيث تُصنَّف وفقاً لمجالات الاستثمار التي تتبعها لتحقيق أهدافها، والتي عادةً ما تكون تحقيق أكبر عائد من الربح وبأقل الخسائر والأخطار، وتتنوَّع الصناديق الاستثماريَّة حسب طبيعتها، وحسب الطرح في السوق الاستثماري، وكذلك حسب طبيعة الأصول التمويلية المكوِّنة لها، وذلك على النحو التالي:

1. أنواع صناديق الاستثمار من حيث طبيعتها:

  • الصندوق الاستثماري المفتوح: وهو ذو رأس مال متغير، تزداد وحداته بطرح وحدات جديدة أو تنقص باسترداد مالكي الوحدات لبعض وحداتهم أو كلها، ويحق لمالكي الوحدات في هذا الصندوق استرداد قيم وحداتهم فيه، ومن أمثلة ذلك: صناديق الأسهم، وصناديق أسواق النقد، وصناديق أدوات الدين.
  • الصندوق الاستثماري المغلق (المقفل): وهو على العكس تماماً من الصندوق الاستثماري المفتوح، وغالباً ما يكون ذا رأس مال محدد، ولا يسمح فيه باسترداد الوحدات إلَّا عند نهاية مدَّة الصندوق المتفق عليها، ومن أمثلة ذلك: صناديق الاستثمار العقارية، وصناديق حماية رأس المال.

2. أنواع صناديق الاستثمار من حيث الطرح:

  • الصندوق الاستثماري العام: يمكن طرح وحداته من قِبل مدير الصندوق على المستثمرين؛ وذلك وفقاً للأحكام المنصوص عليها من لائحة صناديق الاستثمار بأي طريقة غير الطرح الخاص.
  • الصندوق الاستثماري الخاص: يُمكن طرح وحداته على المستثمرين وفقاً للأحكام المنصوص عليها من لائحة صناديق الاستثمار.
  • الصندوق الاستثماري الأجنبي: يتم تأسيسه خارج الدولة الأم، وتُطرح وحداته طرحاً خاصاً على مستثمري دولة أخرى وفقاً لأحكام لائحة صناديق الاستثمار.

3. أنواع صناديق الاستثمار من حيث طبيعة الأصول المكونة لها:

  • صناديق الأسهم: تستثمر بصفة رئيسة في أسهم الشركات المدرجة في الأسواق الماليَّة؛ سواء أكانت محليَّة أم دولية أم إقليمية.
  • صناديق أسواق النقد: هدفه الاستثمار بالأوراق الماليَّة قصيرة الأجل، وصفقات سوق النقد وفقاً للائحة صناديق الاستثمار.
  • صناديـق أدوات الدين: تستثمر عادةً في أدوات الدين، مثل: الصكوك والسندات التي تُصدرها الشركات والجهات الحكومية وشبه الحكومية، أو أي جهة أخرى يحقُّ لها إصدار أي نوع من أدوات الدَّيْن.
  • صناديق الاستثمار متعددة الأصول: تستثمر في أنواع عديدة من الأصول، مثل: الأسهم، والسندات، والصكوك، وصفقات أسواق النقد، ووحدات الصناديق الاستثمارية الأخرى.
  • الصناديق القابضة: هدفها الأساسي الاستثمار في جميع أصول صناديق الاستثمار الأخرى.
  • الصناديق المُغَذِّية: تهدف إلى استثمار جميع أصولها في صندوق استثماري آخر.
  • الصناديق المتوازنة: تجمع في أصولها بين الأسهم والسندات، وتُخصص جزءاً من استثماراتها للأدوات المالية قصيرة الأجل.
  • صناديق الاستثمار العقاريَّة المقفلة: هي برنامج استثمار عقاري مشترك يهدف إلى إتاحة الفرصة للمستثمرين فيه للمشاركة جماعياً في أرباح البرنامج، ويُديره مدير الصندوق مقابل رسوم محددة.
  • صندوق المؤشر المتداول: هو صندوق مؤشر تُتداوَل وحداته في السوق، أو سوق الأوراق المالية الأخرى المعتمدة من قِبل الهيئة.
  • صندوق المؤشر: يهدف إلى تتبُّع أداء مؤشر محدد.
  • الصناديق العقارية المتداولة: صناديق استثمار عقارية مطروحة طرحاً عاماً، تُتداوَل وحداته في السوق المالي، ويهدف إلى الاستثمار في عقارات مطورة تطويراً إنشائياً قابلة لتحقيق دخل دوري وإيجاري.

إقرأ أيضاً: الاستثمار: تعريفه، وأهميته، وأهم طرائق الاستثمار الأكثر انتشاراً

4. أنواع صناديق الاستثمار من حيث مجال الاستثمار:

  • صناديق الدخل: تسعى إلى الحصول على دخل عن طريق الاستثمار بصورة أساسية في أسهم الشركات التي لها سجل متميز من عائدات التوزيعات.
  • صناديق أسهم النمو: تبحث عن تنمية رأس مالها عن طريق الاستثمار في الشركات المتوقع أن ترتفع قيمتها السوقية، بحيث يعتمد الصندوق في أدائه اعتماداً رئيساً على تحقق الأرباح الرأسمالية، ولا يُعدُّ دخل التوزيعات عاملاً هاماً.
  • صناديق أسهم النمو والدخل: تسعى إلى تحقيق الربح عن طريق الجمع بين تنمية رأس المال وتحقيق دخل.
  • صناديق الأسهم الدولية: تسعى إلى الاستثمار في أسهم الشركات غير المحلية، وحصْر عملها في أسهم سوق دولة واحدة أو أكثر.
  • صناديق الأسهم العالمية: تَستثمر أموالها في أسهم أسواق دول عدة من مختلف أرجاء العالم.
  • صناديق القطاعات: تستثمر في أسهم قطاع معَّين كالتعدين أو الزراعة أو البتروكيماويات أو العقار أو غيرها من الصناعات المحدَّدة.

5. أنواع صناديق الاستثمار من حيث درجة الأمان:

  • صناديق الاستثمار قليلة المخاطر: هي الصناديق التي تتميَّز بخطورتها المُنخفضة، وتمتاز بانخفاض مُستوى المخاطر، والابتعاد عن جميع التقلُّبات في الأسعار الاستثمارية لضمان بقاء كافَّة الاستثمارات في أمان.
  • صناديق الاستثمار متوسطة المخاطر: هي الصناديق الاستثمارية ذات المَخاطر المتوسطة نوعاً ما، وتمتاز بالقدرة على تحمُّل التغيُّرات المُتنوِّعة في الأسعار، مع تقبُّل فكرة وجود خسائر مالية في رأس المال، كما تعدُّ الحاجة إلى السيولة المالية فيها مُعتدلة.
  • صناديق الاستثمار مُرتفعة المخاطر: تعتمد هذه الصناديق على وجود خبرة كبيرة عند المُستثمرين في هذه الصناديق ضمن الأسواق المالية، وتُعدُّ الحاجة إلى السيولة المالية فيها قليلة جداً.

6. صناديق الاستثمار الإسلامية:

تعدُّ صناديق الاستثمار الإسلامية إحدى أنواع صناديق الاستثمار الحديثة، وهي إحدى أهم الآليات الاستثمارية الرائجة في الأسواق المالية الدولية؛ حيث إنَّها أدوات مالية وأوعية استثمارية جديدة لها تأثيرها في جذب المدخرات وتشجيع الاستثمار، وتهدف إلى تجميع أموال المستثمرين بغرض استثمارها في الأوجه والمجالات التي تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية للحصول على ربح حلال.

شاهد بالفيديو: 8 علامات تدلّ على أنَّك لا تُجيد استثمار أموالك

أهمية صناديق الاستثمار:

تبرز أهمية صناديق الاستثمار من خلال النقاط التالية:

  1. التنويع في المحفظة الاستثمارية: فهي تُوفِّر سلَّة من الأوراق والأصول الماليَّة المُتنوِّعة التي تُساهم في تنويع مُحتويات المَحفظة الاستثماريَّة.
  2. فعاليَّة الحسابات الصَّغيرة: إذ تُوفِّر العديد من أنواع الأسهم، ممَّا يُساعد المُستثمرين أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة على شراء الأسهم المُناسبة لحجم استثماراتهم.
  3. الإدارة المهنية والاحترافية المتخصصة للأموال: إذ تُدار صناديق الاستثمار من خلال الاعتماد على مُديري الاستثمار الذين يمتلكون خبرةً في هذا المجال وتفرغاً تاماً لمتابعة تطورات السوق والاقتصاد وتفادي المخاطر المحتملة، وعادةً ما يُدير الصندوق فريق مدعوم بالأبحاث الواسعة الأمد.
  4. تقليل عامل المخاطرة: نتيجة لتنوُّع المحفظة الاستثمارية وإدارة الصندوق من قِبل الخبراء والمختصين.
  5. السيولة: تُتيح الصناديق الاستثماريَّة المفتوحة استرداد كل الاستثمار الخاص بالمُستثمر أو جزء منه في أي وقت يرغب فيه؛ وذلك بحسب أيام التعامل المُحددة في شروط الصندوق وأحكامه.
  6. الاستثمار في السوق الموازية: يحق لصناديق الاستثمار المشاركة في السوق الموازية.

في الختام:

لقد وضعنا بين يديك عزيزي المستثمر أهم المفاهيم الأساسية لصناديق الاستثمار، وتقع المهمة الآن عليك لاختيار صندوق الاستثمار المناسب لاحتياجاتك الاستثمارية.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6




مقالات مرتبطة