مفهوم الدخل السلبي وأهم النصائح للوصول إلى الثراء المالي
يحصل الإنسان من وظيفته التقليدية التي تعتمد على دوامه اليومي المُنتظَم على دخل مُكتسَب أو يُسمى بالدخل النَّشط؛ والذي يستمر باستمرار الفرد في العمل ويتوقف بتوقفه، ولكنَّه دخل لا يحتاج غالباً إلى رأس مال من أجل الحصول عليه كالدخل الذي يكتسبه المُعلِّم أو المهندس أو الطبيب، ويختلف الدخل النَّشط عن دخل الاستثمار الذي يحتاج إلى امتلاك الإنسان لرأس مال كبير غالباً واستثماره في أي نوع من الأعمال التجارية أو الاستثمارات كشراء الأسهم وبيعها.
لكنْ في حال الرغبة في تنويع مصادر الدخل والوصول إلى الاستقرار المادي دون بذل الجهد والوقت والتنظيم الذي يحتاج إليه الدخل النشط أو الحاجة إلى رأس المال الكبير الذي يحتاج إليه دخل الاستثمار؛ فعليك التفكير في الدخل السلبي الذي يُعَدُّ تذكرةً للحريَّة المالية، فما هو الدخل السلبي وما هي ميزاته وأنواعه؟
سيوضِّح مقالنا هذا ذلك إضافة إلى بعض الأفكار لتحقيق الدخل السلبي ولزيادة الثراء المالي لك.
مفهوم الدخل السلبي:
هو عبارة عن دخل نقدي متدفِّق يحصل عليه الفرد بشكل منتظم ينتج عن استثمار في مشروع معيَّن دون الحاجة إلى وجود فعلي مستمر أو مشاركة مادية؛ بل يتم الحصول على المال دون بذل الجهد أو ببذل جهد بسيط، وقد يكون الجهد المبذول فقط لمرة واحدة ثم تتوالى الأرباح بأقل مجهود.
ميِّزات الدخل السلبي:
يمتلك الدخل السلبي ميزات كثيرة جعلَت الكثيرين من الأفراد يرغبون فيه، إليك من ميزاته ما يأتي:
- يساعد الدخل السلبي على توفير الوقت والجهد؛ وهذا يؤدي إلى عمل مصحوب بالراحة الجسدية والنفسية، فهو من أفضل الطرائق للحصول على الأموال دون الحاجة إلى التفرُّغ للعمل؛ لذلك يمكن أن يُعَدَّ عملاً إضافياً لمَن يريد الوصول إلى الثراء، كما أنَّه مناسب للمتقاعدين أو لأي شخص لديه نشاطات أخرى.
- يحقق الاستقرار المالي والذي يسعى إليه جميع البشر، إضافة إلى كونه يحقِّقُ الأمان المالي؛ وذلك لأنَّه يعمل باستمرار.
- يُعَدُّ الدخل السلبي من أفضل الطرائق للحصول على الأموال للأشخاص المبتدئين قليلي الخبرة في العمل أو التجارة.
- تُوجَدُ للفرد حرية اختيار موقع العمل.
- يمنحُ الدخل السلبي الأفراد فرصة ابتكار أفكار جديدة ومميزة في الحياة.
- لا يُوجَدُ عمر مُحدَّد للعمل بهذه الطريقة.
- لا يتوقَّف الحصول على المال وزيادة الأرباح في أثناء الاستراحة أو النوم والتوقُّف عن العمل.
- يمكن للفرد إنشاء أكبر عدد من المشاريع؛ وهذا يعني أنَّه كلَّما زاد الجهد المبذول، كانت الأموال المتدفقة أكبر، وكلَّما زادت مصادر الدخل السلبي، كان الوضع أكثر أماناً.
شاهد بالفديو: مصادر الدخل السلبي في الحياة الواقعية
سلبيات الدخل السلبي:
على الرغم من الميِّزات المذكورة آنفاً، إلَّا أنَّه كأي عمل أو استثمار يمتلك جانباً سلبياً؛ لذلك سنذكُرُ لك بعضاً من سلبيات الدخل السلبي:
- يجب أن يتحلى الفرد بالصبر حتى يستطيع الوصول إلى أهدافه، فالأرباح في البداية قد تكون معدومة أو بسيطة نوعاً ما.
- يحتاج الفرد في بداية العمل إلى الكثير من الوقت، وطبعاً يختلف ذلك بحسب الاستثمار.
- يحتاج الفرد في البداية إلى امتلاك رأس مال للمشروع وكلَّما كان رأس المال أكبر، كانت الأرباح أكثر.
- لن يصل الفرد إلى الاستقرار المالي إلَّا بعد مرور فترة من الوقت، وهذا ما لا يتوقعه بعض الأشخاص.
أنواع الدخل السلبي:
تتعدَّد أنواع الاستثمار التي يمكن للفرد من خلالها الحصول على الدخل السلبي، ونذكر منها ما يأتي:
1. الممتلكات:
استخدام الممتلكات التي يمتلكها الفرد بهدف الحصول على الأموال دون بيعها.
2. الشراكة الصامتة:
في هذه الحالة يجب أن يشارك الفرد بجزء من رأس المال المُستخدَم لإنشاء المشروع ودون وجود مشاركة فعليَّة في العمل.
3. حقوق الملكية الفكرية:
إذ يمكن للفرد بيع حقوقه الفكرية التي تُعَدُّ حكراً عليه وله حرية التصرُّف بها فقط.
أفكار من أجل الحصول على الدخل السلبي:
تُوجَدُ العديد من المشاريع التي يُمكِنُكَ من خلالها الحصول على الدخل السلبي؛ منها استثمارات في الواقع الفعلي ومنها استثمارات باستخدام الإنترنت، منها ما يأتي:
1. الاستثمار في العقارات:
يمكن للفرد شراء عقارات كمنزل أو مبنى سكني أو محل تجاري وما إلى ذلك، ثم انتظار فترة من الزمن ريثما يزداد سعره فيبيعه أو يمكن عدم بيعه؛ بل تأجيره والحصول على آجار شهري يُعَدُّ مصدر دخل شهري ثابت، لكنْ في هذه الحالة ينبغي على الفرد مواكبة تحديث العقار وصيانته وتجميله أيضاً؛ كي تكون الأرباح أكبر في كل مرة يؤجِّره فيها.
2. تأجير الأغراض:
يمكن للفرد تأجير الأغراض التي يمتلكها ولا يحتاج إلى استخدامها؛ كسيارة مثلاً أو شاحنة أو قارب، وبالطبع يمكن البدء بتأجير الأغراض على المستوى المحلِّي ثم يُمكِنُهُ توسيع المجال بنشر الإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف فئات أكثر ثراءً ومن ثم زيادة الدخل السلبي.
3. إنشاء مدوِّنة أو قناة يوتيوب:
في حال كان الفرد يمتلك محتوى جميلاً ويروق لفئة كبيرة من الناس وتضمن جذب عدد كافٍ من الزيارات اليومية، فيمكنه إنشاء مدونة أو قناة يوتيوب كالقنوات المخصَّصة لتعليم الطبخ أو التمارين الرياضية وما إلى ذلك، على الرغم من أنَّ هذا الاستثمار يحتاج إلى بذل الجهد في البداية وإلى تحديث المحتوى الخاص به باستمرار كي يكون احترافياً وحصرياً غير منسوخ، إلَّا أنَّ الفرد سيستمتع بجَني الأموال وتدفُّق الدخل السلبي كلَّما شاهد أحدهم المحتوى الخاص به.
4. التسويق مقابل العمولة:
ذلك في حال امتلاك الفرد لمدونة أو قناة يوتيوب تُحقِّقُ نسبة عالية من المشاهدات؛ فيُمكِنُ حينها القيام بالتسويق الإلكتروني والذي يعتمد على تقديم خدمات تسويقية لصالح علامة تجارية معيَّنة مقابل الحصول على عمولة مسبقة منهم؛ وذلك بعد القيام بكل عملية بيع تتم من خلالك، لكنْ هنا يجب الانتباه إلى أنَّ المنتج الذي يُسوَّق له يمتلك مصداقية وجودة حقيقية؛ لأنَّ غياب المصداقية يتسبَّب بفقدان ثقة العملاء بك وعدم التعاون معك؛ مما يتسبَّب بفشل مشروعك.
5. بيع المنتجات الرقمية:
هي أصول غير ملموسة يمكن بيعها أكثر من مرة عبر الإنترنت دون الحاجة إلى شحن المنتج؛ بل يحصل العمل على المنتج فوراً بمجرَّد طلب المنتج؛ كبيع الكتب أو تطبيقات الويب أو تطبيقات الجوال أو التصميمات الجاهزة؛ مثل الرسومات والنماذج والمطبوعات، أو بيع المستندات؛ مثل السيرة الذاتية ونماذج للعقود والعروض التقديمية.
6. إنشاء دورات تدريبية:
يمكن للفرد استغلال خبرته في مجال معيَّن وتحويلها إلى مصدر للدخل السلبي من خلال إنشاء دورات تدريبية وتعليم الأشخاص المهتمين بهذا المجال؛ وذلك عبر تصوير فيديوهات تعلِّمهم المهارة المطلوبة بالتفصيل وبشكل منتظم يتضمَّن الإجابة عن كافة الأسئلة المطروحة من قِبَل الأشخاص المشترِكين، ويتم الحصول على المال مسبقاً عند التسجيل في هذه الدورة.
7. بيع صور مميزة:
في حال كان الفرد يمتلك موهبة في التصوير؛ يمكنه ممارسة هذه الموهبة والتقاط صور حصريَّة ومميَّزة، ثم عرض هذه الصور على منصات متخصصة في هذا المجال وجني المال مقابل الحصول عليها.
8. تخزين الأشياء:
يمتلك بعض الأشخاص أشياء كثيرة ولا تتوفَّر لديهم مساحة لتخزينها دون التسبُّب بأذيتها؛ لذلك إن كنتَ تمتلك مكاناً مناسباً، فأنت تستطيع عرض خدماتك في تخزين أغراض الآخرين مقابل مبلغ مالي يُتَّفَق عليه بحسب حجم الغرض ومدَّة تخزينه، وبالطبع يجب هنا التأكُّد من أنَّ هذه الأشياء آمنة ولا يتسبب وجودها لديك بضرر ما.
شاهد بالفيديو: 8 خطوات لتكوين مصادر دخل متعددة
بعض النصائح لزيادة الدخل السلبي وتحقيق الثراء المالي:
إليك بعض النصائح التي تضمن لك زيادة الدخل السلبي:
1. احذَرْ من مخططات بونزي:
حدثت الكثير من عمليات النصب تحت مُسمى الدخل السلبي السريع وسُمِّيَت "مخططات بونزي"؛ وذلك نسبة إلى أكبر المحتالين الماليين عبر التاريخ "بونزي"؛ إذ يُوهِم المحتال الناس بأنَّه سوف يستثمر أموالهم في العملات الرقمية أو البورصة، فيجذب الكثيرين ممَّن يريدون الوصول سريعاً إلى الثراء دون بذل الجهد ويتم النصب عليهم.
2. لا تترك وظيفتك التقليدية:
بعض الأفراد ممَّن يحققون الأرباح في بداية العمل والحصول على الدخل السلبي يسارعون إلى ترك وظائفهم التقليدية قبل التأكُّد من أنَّه يُحقِّقُ لهم الأمان المالي ويضمن استمرار التدفُّق المالي السلبي، وهذا الأمر خاطئ حتماً؛ وذلك لأنَّ الفرد ليسَ بمأمن من تقلُّبات السوق.
3. طوِّرْ مصدر الدخل السلبي باستمرار:
النجاح في البداية لا يعني الاستمرار على نفس الوتيرة؛ بل يجب تطوير المهارات إلى الأفضل لمواكبة التطورات التي تحدث في العالَم؛ فمثلاً قناة اليوتيوب يجب تطويرها باستمرار من خلال تحسين المونتاج وجودة الصوت وما إلى ذلك.
في الختام:
الدخل السلبي هو الحصول على الأموال دون الحاجة إلى العمل الكثير وبذل الجهد باستمرار؛ وذلك من خلال استخدام الفرد لممتلكاته أو بالشراكة الصامتة أو من خلال بيع حقوق الملكية الفكريَّة، وللدَّخل السلبي ميزات عديدة؛ إذ يُعَدُّ وسيلة لتحقيق الأمان المالي، كما يُمكِّنُكَ من القيام بالعديد من النشاطات إلى جانب العمل؛ وذلك لأنَّه لن يحتاج إلى الكثير من الجهد.
للدخل السلبي له جوانب سلبية أيضاً، فهو يحتاج إلى الكثير من الصبر في بداية الاستثمار، كما أنَّه قد يحتاج إلى رأس مال كبير، ويمكن الحصول على الدخل السلبي بطرائق متعدِّدَة؛ كإنشاء مدوِّنة أو قناة يوتيوب يتم تقديم محتوى مميز فيها، كما يمكن عرض الإعلانات لمنتجات معيَّنة مقابل المال، أو يمكن إنشاء دورات تدريبة يقدِّم فيها الفرد خبرته في مجال معيَّن أو يمكن القيام ببيع منتجات رقيمة كالكتب والتطبيقات.
من أجل زيادة الدخل السلبي للوصول إلى الثراء المالي يجب الحذر من مخططات بونزي، كما يتعيَّن على الفرد تطوير مصدر الدخل باستمرار لمواكبة التطورات التي تحدث يومياً.