متى يجب أن تلجأ إلى التفويض؟ ومتى يجب أن تعتمد الإدارة التفصيلية؟

تقضُّ عبارة الإدارة التفصيلية مضجع الموظفين، حيث يستخدمونها لوصف المدراء المتعصبين والذين لا يثقون بهم لأداء أبسط المهام دون إقحام أنفسهم دائماً. ولا شك ألا أحدَ يحبِّذ العمل تحت إمرة رئيس لا يترك له حرية العمل، ولا يريد له أن ينمو ويكتسب الخبرة من خلال تأدية أعمال صعبة جديدة بين الحين والآخر، إضافةً إلى ذلك، يُهدر قضاء المدير جُلَّ وقته في مراقبة أفعال أعضاء فريقه موارده بدلَ محاولة استثمارها.



ومع ذلك، فهناك بعض المهام الهامَّة جدَّاً يجب على رب العمل التأكد بنفسه من تنفيذها على أتم وجه، وهنا يكون الوقت الأمثل لاتباع الإدارة التفصيلية بدلاً من التفويض.

تُطبَّق الإدارة التفصيلية، ويُطبَّق التفويض كلٌّ في مكانه، حيث يمكِن لأصحاب الشركات الصغيرة التي ليس لها إلا فرع واحد الإشراف على عديدٍ من جوانب الإدارة دون أن يَقلقوا إزاء سير العمل؛ لكن عندما نتحدث عن شخص يمتلك سلسلة شركات؛ فلا بُدَّ له مِن تعلُّم كيفية تحقيق توازنٍ فاعلٍ بين التفويض والإدارة التفصيلية.

استخدام التفويض من أجل إعداد الموظفين للنجاح:

مع نمو نشاطك التجاري، سيتعين عليك حتماً توكيل المهام التي كنتَ تدرجها بسهولةٍ سابقاً في جدول أعمالك إلى أعضاء آخرين في مؤسِّستك، حيث تثير فكرة التفويض مشاعر متضاربة في كثير من رواد الأعمال، فيجدون أنفسهم يتأرجحون بين الثقة في الأشخاص الذين وظفوهم؛ لكنَّهم في نفس الوقت يخشون على شركتهم التي بذلوا فيها الوقت والجهد مِن أن يخرِّبها الموظفون الجاهلون.

عند تحديد ما إذا كنتَ تريد التفويض أم لا؛ فإنَّ أحد أسوأ الأشياء التي يمكِنك القيام بها هو إسناد مَهمة لشخص غير مؤهل للتعامل معها، وإذا فشل؛ فسوف يضر ذلك بثقته وإيمانك والشركة ككل. واحدة من أفضل الاستراتيجيات لتجنُّب مثل هذا السيناريو هي اتباع قاعدة 70% التي تنص على أنَّه إن كان الموظف قادراً على أداء المَهمة بنسبة تصل إلى 70% مما يستطيع رئيسه فِعله، فعلى هذا الرئيس توكيل المَهمة إليه.

إن أيقنتَ أنَّ موظفك قادر على أداء العمل بنسبة 70% على الأقل مثلك، فستكون المستفيد مِن تفويض هذا العمل إليه، ويقول الخبراء أنَّه بمجرد أن تقرر التفويض، من الهام عدم تقويض الثقة التي وضعتَها في موظفيك بالانجرار وراء رغبتك في الإدارة التفصيلية.

إقرأ أيضاً: تفويض العمل: ما الذي يجب وما لا يجب تفويضه؟

يسمح التفويض لموظفيك بقبول تحديات جديدة:

يصبح تفويض المهام إلى موظفيك أمراً ضرورياً نتيجةً لضيق وقتك؛ ولكن حتى إذا كان لديك الوقت للعمل على كلَّ شيء بنفسك، فمِن الأفضل لك أن تطلب مساعدةً.

يشعر معظم الموظفين برضاً أكبر عندما يواجهون تحديات جديدة تتيح لهم تعزيز مهاراتهم بطرائق جديدة ومثيرة للاهتمام، وبالنتيجة تزداد فرصة بقاء الموظف في شركتك، وبالتالي يؤتي الاحتفاظ بالموظفين ثماره على كلٍّ مِن نجاح عملك وثقافته.

إضافةً إلى ذلك، يُعدُّ إسناد مسؤوليات جديدة للموظفين طريقةً فاعلة ومُجدِية لمساعدتهم في التطور المهني، فتتاح لهم الفرصة لتعلُّم أشياء مِن شأنها أن تجعلهم مساهمين أكثر تنوعاً، وستكون أنت وشركتك الرابحين مِن هذا التنوع.

عدم إغفال المَهمة الحقيقية:

في نهاية المطاف، ستعي أنَّ إنجاح عملك لا يحتاج منك إلا فِعل بضع أشياء فقط على أتم وجه، وعندما تكون هناك مهام ضرورية لاستمرارية الشركة مثل: التوظيف، وزيادة رأس المال، والاستحواذ، عندها احرِص على أن تستلم دفة التحكم بنفسك.

في الختام:

تتمثل وظيفتك كمدير تنفيذي في التركيز في الشيء الوحيد الذي يمكِنك القيام به على نحو أفضل أكثر مِن أيِّ شخص آخر، مما يسهِّل أداء فريقك، ويسمح لك بالارتقاء بشركتك إلى آفاق جديدة، وإياك والانحراف عن هذا النهج وذلك عن طريق تفويض المهام التي يمكِن للآخرين القيام بها بسهولة، وأدرِك أنَّ التفويض والإدارة التفصيلية كلاهما مهارات ضرورية يجب على جميع القادة إتقانها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة