متلازمة الأشياء اللامعة: 7 نصائح لتحافظ على تركيزك وتتجنَّب التشتيت

هل سمعتَ عن متلازمة الأشياء اللامعة؟ إنَّها ميل الشخص إلى السعي وراء شيء جديد، سواء كان ذلك فكرةً أم توجُّهاً أم هدفاً جديداً، بدلاً من التركيز على ما يفعله.



يتشابه هذا السلوك مع سلوك الطفل الذي ينجذب إلى أي شيء جديد ولامع أو أي شيء يتحرك أو يصدر صوتاً؛ إذ يكون الطفل مفتوناً بأي شيء لم يسبق له رؤيته من قبل؛ لكنَّه يفقد الاهتمام عندما يصبح الشيء قديماً بعض الشيء، ثم ينجذب إلى شيء آخر؛ لكنَّه يفقد الاهتمام بعد فترة ويبحث عن الشيء التالي.

فيما يأتي علاماتٌ تشير إلى أنَّك تعاني هذه المتلازمة:

  1. لديك أفكار رائعة تتعلق بعملك، لكن لم تُنفِّذ أيَّاً منها.
  2. تضع أهدافاً جديدة باستمرار؛ لكنَّك لا تتابعها حتى النهاية.
  3. تنتقل من دورة إلى أخرى؛ إذ تجذبك الادعاءات الكبيرة.
  4. غالباً ما تنتقل من هدف إلى آخر بدلاً من الالتزام بهدفٍ واحد حتى النهاية.
  5. تطلق مواقع إلكترونيةً جديدة باستمرار؛ لكنَّك لا تطوِّر هذه المواقع.
  6. لديك مجموعة من الأدوات والبرامج المساعدة؛ لكنَّك في الواقع لا تستخدمها.

أضرار متلازمة الأشياء اللامعة:

المشكلة الجوهرية في هذه المتلازمة هي الإلهاء؛ لأنَّك تنجذب باستمرار إلى الأفكار والأدوات الجديدة، وتتخلى عن المهام الهامة نتيجةً لذلك.

عندما يتشتت انتباهك باستمرار، تحدث بعض المشكلات الآتية:

  1. لا تنجز شيئاً على الإطلاق؛ وذلك لأنَّك دائماً ما تسعى إلى شيء جديد، بدلاً من استكمال خططك الحالية.
  2. تفكر في أفكار جديدة وأدوات فاخرة طوال الوقت ومعظمها بلا فائدة، بدلاً من بناء الأساسيات.
  3. يقول المثل المشهور: "صاحب الصنائع السبع لا يتقن أي صنعة"، هذا لأنَّك لا تمنح نفسك الوقت الكافي حتى تبرع في شيء ما، فيوجد فرق بين المبتدئ والمتوسط والمخضرم والخبير، وعندما يتحول تركيزك من شيءٍ إلى آخر وتتعلم الأشياء من الصفر طوال الوقت، فإنَّك ستبقى مبتدئاً، يختلف هذا بالطبع عن تطوير مجموعةٍ من المواهب؛ أي أن تكون بارعاً بما يكفي في مجموعة متنوعة من المهارات، مما يجعلك متفوقاً على الآخرين.
  4. لأنَّك لن تصبح بارعاً بما يكفي في شيءٍ ما؛ فإنَّك لن تجني أبداً مكاسب عظيمة، إنَّ التأثير الرائد في السوق هو الظاهرة التي يأخذ فيها الفائز كل شيء لنفسه، لن يعرف معظم الناس سوى كبار القادة في كل مجال؛ ومن ثَمَّ فإنَّ قادة السوق غالباً ما يحصلون على حصة كبيرة من السوق تَفوق حصص المنافسين جميعهم، فعندما تسعى باستمرار إلى أشياء جديدة، فإنَّك تقضي وقتاً كبيراً في تعلُّم الأساسيات، بدلاً بناء مهاراتك وتطويرها؛ لذا لن تحقق أبداً المكاسب العظيمة التي يحققها رواد السوق.

عندما تكون الأفضل في مجالك، فإنَّك تتمتع بمكاسب كبيرة لا يحلم بها الآخرون، سواء كانت مكاسب مالية، أو مزيداً من الشهرة، أو مزيداً من الفرص، ولكن عندما تنجذب باستمرار إلى أشياء جديدة، فلن تتاح لك الفرصة أبداً لتصبح رائعاً في شيء ما، وسوف تعاني دائماً مشقة تعلُّم كل شيء جديد تسعى إليه.

إقرأ أيضاً: 4 طرق فعّالة لانعاش الذاكرة والتخلّص من التشتت الذهني

7 نصائح لتجنب متلازمة الأشياء اللامعة:

1. افهم أنَّ الأشياء الجديدة ليست بالضرورة أفضل:

لكي نكون واضحين، فإنَّ معالجة متلازمة الأشياء اللامعة لا تعني تجاهل كل شيء جديد، ففي عالم اليوم، من الهام البقاء على اطلاع بأحدث الأخبار والتوجهات السوقية، لكن عندما لا تفعل شيئاً سوى متابعة كل أداة وفكرة جديدة، فإنَّك تضيع وقتك بدلاً من إنجاز الأمور، افهم أنَّ الأشياء الجديدة ليست أفضل بالضرورة، وأنَّ مجرد إصدار شيءٍ جديد لا يعني تلقائياً أنَّه أفضل.

2. لا تتأثر في الصخب الإعلامي:

توجد أشياء جديدة باستمرار في عالم الإنترنت، شركات ناشئة جديدة ومنتجات جديدة وخدمات جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، تشيع عقلية القطيع؛ إذ تشاهد تعليقات الآخرين وتشعر بالحاجة إلى تقليدهم.

لكن عليك ألا تتأثر بهذا الضجيج، بينما قد يتباهى الناس بمدى روعة المنتج أو الخدمة، فإنَّ ما هو جيد للآخرين قد لا يكون مفيداً لك، مع أنَّ الشركة قد تقدم وعوداً كبيرة عن منتجاتها، فإنَّ أفكار شركات ناشئة عدة ترافقها مشكلاتٌ كبيرة؛ لذا بدلاً من شراء المنتج أو الخدمة مباشرةً، اسأل نفسك ما إن كان يلائم أولوياتك.

3. قيِّم ما إن كانت الفكرة أو الأداة الجديد تناسب حياتك وعملك:

لا تُقلِّد ما يفعله الآخرون لمجرد أنَّه شيءٌ مثير للاهتمام حالياً، إنَّه ليس أمراً مستداماً، بدلاً من ذلك اسأل نفسك:

  • هل هذا ما أحتاج إليه حقاً؟
  • هل سيقدم فائدةً لعملي وحياتي؟
  • ما هي إيجابياته وسلبياته؟

افعل شيئاً فقط إذا كان هذا هو ما تحتاج إليه ويضيف قيمة حقيقية إلى عملك وحياتك، فقط لأنَّ الآخرين يقومون بشيءٍ ما؛ لا يعني أنَّ عليك القيام به.

شاهد بالفيديو: كيف تطور مقدرتك على التركيز أثناء الدراسة

4. استبعد مصادر المعلومات السيئة:

أفضل طريقة لتخفيف التشتت ليست من خلال التحلي بالانضباط؛ وإنَّما من خلال ضبط مصادر الإلهاء؛ فعندما تشترك بالجرائد ومجموعات وسائط التواصل الاجتماعي التي تقترح منتجات وعروض جديدة، فإنَّها تُشتت تركيزك وتقطع سلسلة أفكارك؛ إذ عليك أن تجهد نفسك بالبحث عن كل توصية، وتقييم فائدتها لك واتخاذ قرار بشأنها، وهو ما يُعرف بالحمل المعرفي.

إنَّ المعلومات غير الهامة تستهلك طاقتك العقلية؛ لذا عليك استبعاد مصادر المعلومات ذات الجودة المنخفضة، قيِّم حساباتك في وسائل التواصل الاجتماعي، والمجموعات التي تشترك فيها على موقع فيسبوك (Facebook)، واشتراكات البريد الإلكتروني، ما هي نسبة المعلومات غير الهامة التي تتلقاها من كلٍّ من هذه الوسائط؟ ألغِ اشتراكك في المجموعات والجرائد التي تقدم اقتراحاتٍ ومعلوماتٍ لا تهمك، واحصل على معلوماتك من مصادر ذات جودة عالية بدلاً من ذلك.

5. افهم معنى تكاليف التبديل:

على الرَّغم من إصدار أدوات جديدة طوال الوقت، عليك أن تشتري أداةً جديدةً في حالتين فقط: إذا تميزت الأداة الجديدة بمزايا لا توفرها أدواتك الحالية، أو إن تلقت الأداة تعليقاتٍ ومراجعات إيجابية جداً من مصادر متعددة، بخلاف ذلك انظر نظرة خاطفةً فقط وعد إلى عملك.

عندما تتسوق كثيراً، فسوف تشتري في النهاية شيئاً ما، على الرَّغم من أنَّك لا تحتاج إلى أي شيء، إضافةً إلى ذلك، توجد مشكلة تكاليف التبديل، وهي تكاليف غير مرئية تتكبدها عند التحول إلى شيء جديد، قد تكون تكاليف التحويل ماليةً، أو قد تكون الوقت المستغرق لتعلم نظام تشغيل جديد تماماً، أو حتى فقدان تركيزك.

عندما تتنقل باستمرار بين أفكار ومشاريع وأدوات جديدة، فإنَّك تتحمل تكاليف التبديل طوال الوقت ولا تنجز شيئاً؛ لذا ضع في حسبانك دائماً هذه التكاليف عندما تجذب انتباهك فكرة أو أداة جديدة.

إقرأ أيضاً: التشتت وضعف التركيز: علاماته، وأسبابه، وطرق علاجه

6. انتظر وراقب إن لم تكن متأكداً من المنتج الجديد:

عليك أن تنتظر وتراقب الآخرين الذين اشتروه، فمع التغيرات التكنولوجية السريعة اليوم، تصبح أدوات عدة قديمةً بعد بضع سنوات، على سبيل المثال لم تعد ملحقات عدة وورد بريس (WordPress) مدعومةً اليوم، وبعضها حُذف تماماً، غالباً ما تُستبدَل المنتجات التي تدعي أنَّها الأفضل بمنتجات أفضل منها بعد عام إلى عامين فقط.

عندما تصدر أداة جديدة، عليك أن تنظر إلى خلفية الشركة ومعاينة الأداة وتقييم ما إذا كنت تحتاج إليها حقاً، بالنسبة إلى أدوات الإنترنت الجديدة، غالباً ما ترافقها مشكلات في التكامل مع الأدوات الموجودة مسبقاً وأخطاء أخرى غير معروفة، وقد يكون من المُكلِف أن تكون من أوائل المشترين إذا كنت تتعامل مع العملاء وجهاً لوجه، ما لم تحتج إلى المنتج بشدة الآن وليس لديك بديل آخر، فإنَّ الانتظار غالباً ما يكون أكثر حكمة.

7. ميِّز بين الأشياء اللامعة والفرص الحقيقية:

تعلَّم التمييز بين الأشياء اللامعة والفرص الحقيقية؛ فالأشياء اللامعة هي الأشياء التي تبدو مشوقة، لكن في نهاية الأمر ليست إلا بعض المشتتات، فتوجد منتجات عديدة جديدة هذه الأيام تبدو واعدةً جداً؛ لكنَّها لا تضيف قيمة إلى عملك وحياتك، وبعد أن تجرب استخدامها، ستدرك أنَّك لا تحتاج إلى هذه الأداة، وتنتقل إلى أداةٍ جديدة تُشتت انتباهك.

تجنَّب هذه المشتتات وابحث عن الفرص الحقيقية، تلك الفرص التي لها تأثير حقيقي في عملك، على سبيل المثال ابحث عن الأدوات القادرة على تحسين سير عملك جذرياً أو الأدوات التي تساعدك على تنمية شركتك، أو الأدوات التي تُحسِّن تفاعلك مع العملاء، أو الأدوات التي تساعدك على تقديم منتجات وخدمات أفضل.

في الختام:

هل تشتت انتباهك الأشياء الجديدة؟ حان الوقت لاستعادة تركيزك، حدِّد أولوياتك بوضوح، واستثمر وقتك جيداً، وتابع الأفكار التي تُحدِث تغييراً حقيقياً، وامضِ قُدماً واعمل على أولوياتك الحقيقية.




مقالات مرتبطة