ماذا يعني الذكاء الاجتماعي؟ وكيف يمكننا تعزيزه؟

هل سبق وتساءلت عن المواقف السابقة التي حصلت معك في حياتك، وكيف كان من الممكن أن تحدث على نحو مختلف لو كنت تعرف الطريقة الصحيحة للتعامل معها؟ هل تتعهد لنفسك بالاستجابة بطريقة أفضل في حال تعرضك إلى مواقف مماثلة إذا أُتيحت لك الفرصة فيما بعد؟



لست وحدك من يتعرض إلى هذه المواقف، إذ لا يتمتع الجميع بذكاء اجتماعي ممتاز، وقد أضاع الكثير من الناس الفرص في حياتهم؛ ذلك لأنَّهم لم يكونوا على دراية بالفروقات البسيطة في تفاعلاتهم الاجتماعية؛ لكن في الواقع، كان بإمكانهم تجنب الكثير من المواقف الشخصية والمهنية لو أنَّهم حللوا النزاعات وتعاملوا معها بطريقة مناسبة.

ومع ذلك، لتوقُّع التفاعلات الاجتماعية الهامة والتعامل معها بكياسة وكفاءة، يجب عليك تعزيز ذكائك الاجتماعي والاستفادة منه؛ إذ سيكون من الجيد أن تمتلك ذكاء اجتماعياً يدعمك عندما تواجه المواقف الصعبة والحرجة في هذا العالم المعقد الذي نعيش فيه.

ماذا يعني أن تكون شخصاً ذكياً اجتماعياً؟

يربط معظم الناس الذكاء بالنوع العام منه فحسب، أي بالذكاء المتعلق بالتحليل والاستنتاج، ولا بأس في ذلك؛ ولكن هناك أنواع أخرى للذكاء تؤثر تأثيراً عميقاً في التفاعلات البشرية.

على سبيل المثال: هناك الذكاء العاطفي الذي يشير إلى مهارات إدراك وإدارة العواطف، حيث يستطيع الأشخاص الأذكياء عاطفياً تحديد مشاعرهم وتقييمها والتحكم بها بفاعلية؛ فإذا كنت قادراً على تأكيد حدوث سوء تفاهم أو سوء تواصل مع شخص ما، فتحمَّل مسؤولية الأمر، واعتذر عمَّا حدث بغض النظر عمَّا إذا كان ذلك خطؤك أم لا.

استخدم طريقة دبلوماسية لطرح المشكلة بدلاً من الوقوع في حالة من الضياع، وذلك حتى لا يفقد الطرف الآخر كرامته واحترام الآخرين له، ممَّا يدفعه ليكون ممتناً لك لقيامك بذلك، لا سيما إذا كان هو من أساء فهم الموقف؛ ثم كن صريحاً في تحديد طريقة التعامل مع الآخرين، وضع حدوداً واضحة، ولا تسمح لأحد بتجاوزها.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع الناس بذكاء؟

إذا لم يكن هناك أي سوء تفاهم بينك وبين الطرف الآخر، وكان الاختلاف بين رغباتك ورغباته فحسب؛ فلتُجري مناقشة فيما بينكما أولاً.

تراجع خطوة إلى الوراء مع الشخص الذي اختلفت معه، وناقشه بأفكارك بدلاً من الدخول في نزاع معه، وعبِّر عن رأيك بما يحدث، وأخبره أنَّكما تختلفان في الرأي فحسب، وحاولا اكتشاف طبيعة الخلاف من أجل حله بالطريقة الأمثل؛ وإذا أدركت أنَّك الطرف المخطئ، فتحمَّل مسؤولية ذلك، واعتذر للطرف الآخر، وناقش معه ما يمكنكما فعله لمنع حصول هذا النوع من المشكلات في المستقبل.

أمَّا إذا كان الطرف الآخر على خطأ، فلا تتوقع منه أن يعتذر أو يتحمل مسؤولية خطئه مهما كان ذلك لطيفاً، حيث يخاف الكثير من الناس من الإساءة إلى كرامتهم وتزعزع مكانتهم الاجتماعية بين الناس، ويرفضون الاعتذار أو تحمل مسؤولية أفعالهم؛ لكن بغضِّ النظر عن ذلك، لا تدع هذا الأمر يمنعك من حل المشكلة، بل وجِّه المناقشة بحيث يمكنك تسوية الموقف الآن، ومنع حدوثه مرة أخرى.

إذا كان الخلاف يتعلق بما يجب فعله بشأن مشكلة ما، فاكتشف الأسباب الكامنة وراء هذا الاختلاف والنزاع، وكن عاطفياً عند القيام بذلك، وقلل من لوم الشخص الآخر، وألقِ اللوم على نفسك عندما يكون ذلك مناسباً، وميِّز بين الأفكار الواضحة والمُفترَضة، ثم اجمع قدراً معقولاً من الأدلة لاختبار تلك الافتراضات؛ وأخيراً، ابحث عن طرائق لحل الخلاف بطريقة مُرضِية للطرفين.

يمكن تطبيق كل طريقة من الطرائق السابقة على مجموعة من المواقف الشخصية والمهنية، إذ يريد كلنا علاقات إيجابية ومثمرة وحقيقية في حياتنا؛ وعندما تستخدم مهارات الذكاء الاجتماعي بطريقة صحيحة، ستكون قادراً على تحقيق أقصى استفادة من كل تفاعل تخوضه، ويمنحك الآخرون ثقة أكبر بنفسك بسبب موقفك الثابت والواضح، ولن يخسر بذلك أي أحد حتى لو تعرضتم إلى نزاعات شديدة.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لاستثمار الذكاء العاطفي في كسب محبة الناس

الخلاصة:

لا شك في أنَّ الذكاء الاجتماعي يلعب دوراً حاسماً في تشكيل وتعزيز التفاعلات البشرية؛ حيث لن يؤدي تعلم مهارات الذكاء الاجتماعي والاستفادة منها إلى بقائك على صلة وثيقة بالموضوع فحسب، وإنَّما سيحولك أيضاً إلى شخص مؤثر وموثوق في حياتك الشخصية والمهنية.

المصدر




مقالات مرتبطة