ما هي الأسباب التي تجعل عملك التجاري الصغير يحتاج إلى مواهب مرنة؟

تحتاج الشركات الصغيرة إلى أن تكون مرنة حتى تكون قادرة على الصمود والاستمرار في المنافسة في أوساط الأعمال التجارية اليوم؛ لذا قد يكون الحل بتوظيف المواهب المرنة.



ولا شك في أنَّ الأعمال التجارية الصغيرة تحتاج إلى المساعدة، بل الكثير من المساعدة؛ إذ إنَّ الشركات الصغيرة غالباً، ومقارنةً بالمؤسسات الكبيرة، لا تمتلك الموارد اللازمة للانطلاق بسرعة وتوظيف أي موهبة مطلوبة في الوقت المناسب.

لقد وجدت شركة باي كور (Paycor)، في عام 2020، أنَّ إنفاق الشركات التجارية الصغيرة على العمالة يمكن أن يصل إلى ما يقرب من 70% من إجمالي التكاليف، ممَّا يعني أنَّ الشركات الصغيرة التي ترغب في توظيف مواهب جديدة، لا تملك غالباً الأموال اللازمة للقيام بذلك.

وإذا لم تقم الشركات بذلك، فإنَّ أرباب الأعمال الصغيرة يخاطرون بفقدان حصتهم في السوق لمصلحة الشركات الأكبر، التي لديها المال لتوظيف الموارد بشكلٍ أسرع.

ولكن يوجد حلٌّ لذلك، فمنذ أن انطلقت أول شركة أمريكية، شركة بوسطن للصناعات (Boston Manufacturing Co)، في عام 1813، قُسِّم العمال إلى مجموعتين، إحداهما بدوامٍ كاملٍ والأخرى بدوامٍ جزئي، والآن هناك خيارٌ ثالث: المواهب المرنة؛ حيث يوفر المتعاقدون المستقلون، المعروفون أيضاً باسم المستقلين (Freelancer)، طريقة للشركات للحصول على المواهب التي يحتاجون إليها عند الطلب، من دون عمليات توظيفٍ تقليدية.

وفيما يلي ثلاثة أسبابٍ يجب أن تفكر فيها الشركات الصغيرة، لتسخير قوة المواهب المرنة من أجل تنمية أعمالها من دون تكاليف أو التزامات توظيفٍ ضخمة:

1. تعيين موظفين بدوامٍ كامل ليس دائماً أمراً مستداماً أو قابلاً للتحقيق:

إذ وفقاً لموقع إنفيستوبيديا (Investopedia)، يمكن أن يصل متوسط تكلفة تعيين موظفٍ جديد إلى 1500 دولار لكل موظف، ويمكن أن يستغرق الأمر ما يصل إلى ستة أشهر لتعويض ذلك المبلغ في هذه الاستثمارات.

وبالإضافة إلى ارتفاع تكاليف تأهيل الموظفين المُعيَّنين حديثاً، وجدت جمعية إدارة الموارد البشرية (SHRM) أنَّ متوسط الوقت لتعيين موظفٍ جديد هو 42 يوماً؛ الأمر الذي يضاعف من التأخير الهائل في عمليةٍ مكلفةٍ بالأساس.

لسوء الحظ، لا يبقى الموظفون دائماً في منصبهم فترة كافية لتعويض الأموال التي تُنفَق عليهم؛ حيث قد كشفت وزارة العمل الأمريكية أنَّ التوظيف الفاشل يمكن أن يكلِّف الشركات ما يصل إلى 30% من أرباح العام الأول للموظف، أي ما يصل إلى 240 ألف دولار.

أمَّا بالنسبة إلى الشركات الصغيرة التي تحاول الصمود مع كل التغيرات التي تحيط بها، فليس لديها المال أو الوقت الكافي لتضيعه على التعيينات التي قد تبقى مدة عامٍ واحدٍ فقط، أو قد لا تنجح على الإطلاق حتى.

مع دخول عالم الأعمال حقبة رقمية جديدة، فإنَّ المناصب العامة ذات الدوام الكامل ليست مرنة، ناهيك عن أنَّ العثور على المهارات أصبح أكثر صعوبة؛ حيث أجرت رويترز استطلاعاً لأرباب الأعمال الصغيرة هذا العام، ووجدت أنَّ 93% من مالكي الشركات الذين يتطلعون إلى التوظيف، قد أبلغوا عن وجود عددٍ قليل أو معدوم من الطلبات "المؤهلة" للوظائف التي كانوا يحاولون شغلها الشهر الماضي، وذلك بسبب الافتقار إلى المهارات العالية اللازمة لهذه المناصب.

من أجل التكيُّف مع التغيُّرات والحفاظ على قدرتها التنافسية، لا يمكن للشركات الصغيرة الاعتماد دائماً على موظفين بدوامٍ كامل من أجل تعلُّم مهارات جديدة بسرعة، فهي بحاجةٍ إلى طريقةٍ مستدامة وبأسعارٍ معقولة، لتوسيع نطاق الأعمال من دون التعرض للإفلاس أو الشعور بأنَّهم ملزمون بالتعاقد مع موظفٍ موهوب للعمل بدوامٍ كامل.

ومع ارتفاع الطلب على الوظائف التي تتطلب مهارات عالية إلى 175%، أصبح من المُحتَّم على أرباب الأعمال الصغيرة إيجاد طريقةٍ لاكتساب المواهب النخبة، التي لا تتطلب التنافس مع المؤسسات الكبيرة للحصول عليها.

إقرأ أيضاً: 5 أفكار للشركات لاستقطاب المواهب

2. المواهب المرنة توفّر رؤية خارجية:

لدى كل شركة مشكلة معيَّنة، ومن السهل أن تضيع في المهام اليومية، خاصةً في الوقت الذي يكون التركيز الرئيس فيه للحفاظ على حيوية العمل التجاري؛ حيث تساعد المواهب المرنة على حل هذه المشكلة.

وكما ذكرنا آنفاً، يصعب الحصول على المواهب ذات المهارات العالية في هذه الأيام بنسبة 175%؛ إذ وفقاً لاستطلاعٍ أجرته شركة أند دوت كو (and.co)، يقول 61% من الموظفين المستقلين إنَّهم متخصصون في موهبتين إلى ثلاث مواهب.

وبالنسبة إلى أرباب الأعمال التجارية الصغيرة، فإنَّ تعيين موظفٍّ مستقل يملك ثلاث مهاراتٍ بنصف تكلفة موظفٍ عامٍّ بدوامٍ كاملٍ، يوفر طريقةً للتغلب على المنافسين في السباق للحصول على المواهب الماهرة، ويضمن أيضاً إبداء الرأي حول جوانب مختلفة من العمل، من قبل مجموعةٍ ماهرة من المتدربين على تحديد المشكلات وحلها.

وبالإضافة إلى توفير مجموعةٍ إضافية من المتدربين على مراقبة خطط واستراتيجيات العمل، توفِّر المواهب المرنة مجموعة مهارات إضافية، قد لا يتمكن الموظفون بدوامٍ كاملٍ من المساهمة فيها؛ حيث إنَّ 23% من الشركات الصغيرة تفشل لأنَّها تكون قد أخفقت في تشكيل فريقٍ قوي.

ووفقاً لشركة سي بي إنسايتس (CBinsights)، في الكثير من الأحيان لا يكون سبب ذلك أنَّ موهبة الدوام الكامل بحد ذاتها ليست جيدة بما فيه الكفاية، ولكن لأنَّها تكون قد فشلت في جلب المواهب الخارجية المستقلة لدعم جهودها؛ حيث تجعل المواهب المرنة بناء فريقٍ عالي الأداء بسرعة أمراً سهلاً، وعندها لن يحقق الموظفون بدوامٍ كامل النتائج المرغوبة بشكلٍ أسرع فحسب، بل سيحصلون على فرصةٍ لاكتساب مهارات قابلة للنقل فيما بينهم.

إن كنت بحاجةٍ إلى المزيد من الأدلة التي تُثبت فوائد توظيف العاملين المستقلين، فإليك الآتي: لقد وجد موقع لينكد إن (LinkedIn) أنَّ 83% من الشركات الصغيرة التي توظف الكثير من العاملين المستقلين، توافق على أنَّ العاملين المستقلين يساعدون مساعدة كبيرة على إنجاز المهام، وخاصةً في الوقت الذي يكون فيه الموظفون بدوامٍ كاملٍ، أكثر تركيزاً على تحقيق الصورة الأشمل لعمل الشركة؛ أي حمايتها من الإفلاس، حيث يمكن وضع العاملين المستقلين في المكان الذي يحتاج الكثير من الانتباه، حتى لا تتراجع المشاريع أو تتخلف عن الركب في الوقت الذي تركز فيه الشركة على الصمود.

إقرأ أيضاً: 3 تحديات تقف في طريق حصول الشركات على أفضل المواهب

3. حاجة الشركات الصغيرة إلى المزيد من المرونة:

لقد انتهى عالم الأعمال الذي كنَّا نعرفه قبل انتشار الجائحة، وأصبح الصمود كشركةٍ صغيرة أكثر صعوبة؛ حيث كشف مشروع بوليتيفاكت (Politifact)، أنَّ عدد الشركات الصغيرة المحلية التي ما زالت تزاول عملها في عام 2021، كان أقل بنسبة 37.5% مقارنةً بشهر كانون الثاني / يناير عام 2020، وهي حقيقة مخيفة توضِّح كيف يمكن للتحولات السريعة في العالم أن تؤثِّر سلباً في مجال الأعمال التجارية.

ومن هنا تبرز أهمية المواهب المرنة؛ إذ كان هناك جدلاً كبيراً في عالم الأعمال عن "المرونة". وعلى الرغم من أنَّ هذا المصطلح يمكن أن يعني توفير المرونة في مكان العمل، فإنَّ المرونة فيما يتعلق بالموهبة هي أكثر ما يهم أرباب الأعمال الصغيرة.

إنَّ جلب المواهب المرنة، أو ما يُعرف باسم العاملين المستقلين أو المتعاقدين، ليس جديداً في مجال الشركات الصغيرة؛ إذ في عام 2018، وجدت دراسة أجرتها شركة لينكد إن (LinkedIn) أنَّ 51% من رجال الأعمال استخدموا بالفعل العاملين المستقلين لحسابهم الخاص في الماضي، وهم يعتزمون توظيف المزيد.

أمَّا مستقبلاً، ستكون الشركات الصغيرة بحاجة ماسة إلى المواهب الماهرة، للمساعدة على إنجاز العمل أو المشاريع التي قد يكون الموظفون بدوام كامل مشغولين جداً بالتعامل معها، وهو ما يأتي في الوقت المناسب، نظراً لازدياد أعداد العاملين المستقلين.

وجدت منصة آب وورك (Upwork) في عام 2020، أنَّ 36% من القوى العاملة كانت تعمل بشكلٍ مستقل، ووجدت في عام 2021، أنَّ 20% من العمال يفكرون حالياً في العمل بشكل مستقل؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة عدد العاملين المستقلين بمقدار 10 ملايين، حيث أصبح العاملون المستقلون وما يقدمونه من مرونة، متوفرين أكثر يوماً بعد يوم.

تُعدُّ المرونة داخل الفِرق ضرورية للصمود في العالم الحالي، فهي تمنح المالكين مساحةً لحل المشكلات بسرعة من دون الإفراط في الضغط على العاملين بدوامٍ كامل.

ومع ذلك، فإنَّ مفهوم المرونة أعمق من مجرد المواهب المرنة، فهو ينطبق أيضاً على كيفية عثور الشركات الصغيرة على تلك المواهب؛ إذ قد يكون من المغري الانزلاق إلى الطرائق التقليدية للتوظيف، والعثور على المواهب من خلال البحث عنها في داخل الشركة، ولكن هذا لا يؤدي إلا إلى تأخيرات وتكاليف مماثلة لتوظيف المواهب بدوامٍ كامل. لهذا توفِّر منصات المواهب الفذة، مثل فليكس تال (FlexTal)، وسيلة لتوظيف المواهب المرنة التي فُحِصَت بسرعة - عادةً في غضون من سبعة إلى 10 أيام فقط - وذلك من أجل الشركات الصغيرة لإبرام تعاقداتٍ مرنة يمكنها تلبية ميزانيتها واحتياجات العمل الحالية.

ثم من خلال فتح طريقٍ لتوظيف المواهب ذات المهارات الفذة التي يمكن تعديلها مع تطور الأوضاع، يمكن للشركات الصغيرة أن تظلَّ قادرةً على المنافسة بسهولة داخل السوق، من خلال التكيُّف مع التوجهات الرقمية عند الحاجة.

في الختام:

ليس من السهل أن تكون شركةً صغيرة في مجالٍ متغيرٍ باستمرار، ولكن إضافة المرونة إلى فريقك مع موهبة التعاقد يمكن أن توفر مرونةً ثمينة؛ إذ إنَّه من خلال جذب المواهب الماهرة حسب الحاجة، ستكون فِرق الأعمال الصغيرة مجهزةً بشكلٍ أفضل للتعامل مع سرعة التغيير والخروج منها مزدهرة.

المصدر




مقالات مرتبطة