ما هي أهمية معرفة قيمك الأساسية؟

هل تعلم أنَّ قيمك الأساسية الشخصية تؤدي دوراً كبيراً في تحديد ما إذا كنت ستشعر بالرضى عن تحقيق أهدافك في الحياة أم لا؟ هل تعلم أنَّك إذا لم تأخذ الوقت الكافي لمعرفة القيم والمعايير الأساسية الخاصة بك، فيمكنك بسهولة تقويض نجاحك دون أن تدرك ذلك؟



من أجل التوضيح؛ نحن لا نتحدث فقط عن النجاح في العمل؛ بل نتحدث عن النجاح في الحياة بشكل عام وكيف أنَّ قيمك الأساسية ترتبط بإحساسك الشخصي بقيمة الذات وعلاقاتك ومستوى البهجة والرضى لديك.

إذا كنتَ تريد أن تعيش حياة مرضية وجديرة بالاهتمام، فيجب أن تكون واضحاً بشأن ما هو صحيح وما هو خاطئ بالنسبة إليك وفقاً لقواعد السلوك الشخصية، وهذا هو ما يُشكِّل أسس قيمك الأساسية.

التبرير يؤثر سلباً في الصراع الداخلي:

عندما نرغب في شيء في الحياة نبرِّر أفعالنا وسلوكنا غير المُنسجم مع إحساسنا العميق بما هو صحيح أو خاطئ، وقد لا ندرك حتى أنَّنا نقوم بذلك، أو قد نقلل من شأن الموقف ونقول لأنفسنا إنَّه ليس بالأمر الهام.

المشكلة هي أنَّنا خلقنا صراعاً بين قيمنا الأساسية وأفعالنا على مستوى أعمق بكثير، وإذا سمحنا لأنفسنا بالاستمرار دون إصلاح المشكلات التي تواجهنا، فعاجلاً أم آجلاً سيقوِّض هذا الصراع الداخلي جهودنا وسنضطر إلى التعويض.

شاهد بالفيديو: 9 قواعد مهمة لتنعم بالسلام الداخلي

الصراع الداخلي يسلبنا الفرح:

كيف يمكن أن نعوض؟ يمكن أن نعوِّض بعدة طرائق، وقد ينتهي بنا المطاف بتخريب نجاحنا بأنفسنا، وقد نبالغ في التعويض في محاولة منا للتخلُّص من إحساسنا الداخلي بالإزعاج، وحتى لو تمكنَّا من النجاح على مستوى ما، فإنَّ النجاح الذي نحققه سيكون نجاحاً أجوف، ويفتقر إلى أي شعور حقيقي بالبهجة والرضى.

بصرف النظر عن الطريقة التي يتم بها ذلك، فإنَّ الحياة الاستثنائية المليئة بالبهجة والوئام الداخلي لن تكون ممكنة إلَّا إذا احترمنا قيمنا الأساسية وتصرَّفنا ضمن حدود قواعد السلوك الشخصي.

التعرُّف إلى ذاتك الحقيقية:

قبل أن نبدأ تحديد الأهداف أو اختيار اتجاهٍ لحياتنا، نحتاج إلى التوافق مع قيمنا الأساسية الشخصية وإلى أن نكون واضحين بشأن ما هو مقبول وما هو غير مقبول؛ هذا يعني أنَّنا بحاجة إلى قضاء بعض الوقت في معرفة مَن نحن وماذا نمثل.

قد يبدو هذا الأمر سهلاً لكن لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فكما ترى لكي نتجاوز ميلنا إلى تبرير سلوكنا نحتاج إلى اكتشاف سبب شعورنا بأنَّ الأشياء صحيحة أو خاطئة، فلماذا نشعر بأنَّه من المقبول القيام بأمر معيَّن بينما من غير المقبول القيام بشيء آخر؟ وما هي القيم الأساسية التي تؤثر في هذه المشاعر؟

إنَّ إنشاء قائمة طويلة مليئة بالقواعد هي ليست أفضل طريقة للتعامل مع هذا الأمر؛ بل أفضل طريقة هي وضع قائمة قصيرة بالمبادئ التوجيهية التي تدعم قيمنا الأساسية، والتي يمكن تطبيقها على كل جانب من جوانب حياتنا، وسوف أوضح الفارق بين القواعد والمبادئ.

القواعد في مقابل المبادئ القائمة على القيم الأساسية:

تُضاف الآلاف من القواعد والقوانين والمراسيم واللوائح الجديدة إلى كتب القانون سنوياً؛ وذلك في محاولة تنظيم سلوك الناس وكيفية تعاملهم مع بعضهم بعضاً، وإذا قارنَّا بين القوانين المكتوبة بالمبدأ الإرشادي الذي غالباً ما يُشار إليه "بالقاعدة الذهبية" (Golden Rule)؛ وهو يتلخص في أنَّه يجب أن نتعامل مع الناس بالطريقة التي نود أن يعاملونا بها، فنرى إنَّه مبدأ بسيط جداً وله قوة مدهشة.

إذا اتَّبع الجميع هذا المبدأ؛ لن نحتاج إلى كل تلك القواعد والقوانين، ومن الواضح أنَّه سيكون من شبه المستحيل إقناع عدد كبير جداً من الأشخاص بالعيش وفقاً لبعض المبادئ، ولكنَّنا لا نتحدث عن هؤلاء الأشخاص الآخرين؛ بل نحن نتحدث عن شخص واحد فقط؛ وهذا الشخص هو أنت.

إقرأ أيضاً: كيف تحدِّد قيمك الشخصية لتعيشَ حياةً ملؤها الإنجاز؟

حل مشكلة الصراع الداخلي:

أحد أكثر الأشياء قيمة والذي يمكنك القيام به لنفسك هو إنشاء قائمة من 3 - 5 مبادئ توجيهية لحياتك؛ إذ ستسمح لك هذه المبادئ بالعيش في انسجام مع قيمك الأساسية ومواءمة أفعالك مع نفسك الحقيقية، وسيساعدك القيام بذلك على تجنُّب عواقب العيش في حالة نزاع داخلي.

هذا مفهوم هام لدرجة أنَّني تحدثت عنه في كتابي الذي يحمل عنوان "العثور على نفسك الحقيقة" (Find Your TRUE SELF)؛ وذلك لتعليمك كيفية إنشاء قائمة خاصة بك من المبادئ التوجيهية للانسجام الداخلي، وتوفِّر لك هذه القائمة مقياساً يمكنك من خلاله قياس أفكارك وكلماتك وأفعالك، ويساعدك العيش في انسجام مع قيمك ومعاييرك الأساسية على الشعور بالرضى عن كل ما تفعله في الحياة.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع النزاع الداخلي بمهارة؟

ختاماً:

إذا كنتَ مستعداً لاكتشاف قيمك الأساسية وشغفك وإقامة اتصال أعمق مع نفسك الحقيقية، فهذا يعني أنَّك على استعداد للعثور على نفسك الحقيقية.

المصدر




مقالات مرتبطة