ما هي أكثر العبارات العدائية المبطنة التي يستخدمها الناس في العمل؟

نحتاج جميعاً، من أجل الحفاظ على العلاقات في العمل، إلى التحلي باللباقة في أثناء التواصل والتعبير عمَّا نشعر به حقاً تجاه زميل ما أو موضوعٍ ما. ببساطة وفي أحسن الأحوال، ينتج عن هذا الأمر انتقاء الأشخاص كلماتهم بعناية لإيصال المغزى والرسالة ممَّا يريدون قوله بشكل ملائم ومفيد للمهمة التي يقومون بها، ولكن في أسوأ الأحوال، يمكننا أن نصبح استفزازيين ونخفي شعور العداء والإحباط ونعبِّر عنه بلغة الشركات التي تمنحنا القدرة على إنكار ما قلناه بطريقة مقبولة.



يقول "ريان هاوز" (Ryan Howes)، الطبيب السريري في "باسادينا" (Pasadena)، في ولاية "كاليفورنيا" (California): "يمكن إنكار ذلك بسهولة كأن تقول: "لم أقصد الإساءة، أو لم أقصد أنَّك لا تجيد العمل؛ إنَّه مجرد كلام"، فالمشكلة في هذا النوع من العبارات أنَّها غير مجدية؛ ذلك لأنَّ الشخص قد يفهم معناها أو ربما لا يفهم القصد منها، ثم إنَّك أنت نفسك لن تكون راضياً عندما تعبِّر عن انتقادك بطريقة غير مفهومة؛ لأنَّ أحداً لن يلتفت إلى كلامك أو أفكارك".

يُعَدُّ تحديد كيفية ووقت ظهور هذا الشعور بالانتقاد المبطن في العمل، جزءاً من الحل لإيقاف هذا السلوك، بحيث يمكنك التعامل معه أو التخلص من الأمور البسيطة التي دفعَتك إلى أن تكون لئيماً بشكلٍ غير مباشر.

فيما يلي بعض العبارات العدائية المبطنة الأكثر شيوعاً التي نواجهها جميعاً في أثناء العمل، بالإضافة إلى بعض الاقتراحات لبدائل أكثر حزماً ولباقة:

1. عبارة "حسب بريدي الإلكتروني السابق":

تقول "أنيليس كورديرو" (Anyelis Cordero)، المؤسِّسة لبرنامج "بروبل أون بوربوس كوتشينغ" (Propel On Purpose Coaching)، المُصَمَّم لمحترفي الجيل الأول:

"تُعَدُّ العبارات مثل: "كما ذكرت"، أو "وفقاً لآخر بريد إلكتروني وصلني/أرسلته"، أو "كما قلت"، كلها عبارات عدائية مبطنة لإثبات نفسك، أو لتصحيح شخص ما فيما قد فاته من معلومات، أو لبناء ردك على المعلومات السابقة.

إذا وجدت نفسك تستخدم هذه العبارات في كثير من الأحيان، فربما هي إشارة إلى ضرورة مراجعة طريقتك في التواصل. نحن نتوقع من الآخرين قراءة رسائل البريد الإلكتروني وفهمها كما نفعل نحن، بصوتنا وشعورنا وطريقتنا، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ ذلك لا يحدث دائماً".

يمكن أن تكون أيضاً طريقة غير مباشرة للإشارة إلى أنَّك تبذل الجهد المطلوب منك، وأنَّ مستلم بريدك الإلكتروني ليس كذلك.

تقول عالمة النفس التنظيمي "لورا غالاهر" (Laura Gallaher) في الشركة الاستشارية "غالاهر إيدج" (Gallaher Edge): "السبب الآخر الذي يجعل الناس يستخدمون عبارة "في رسالتي الإلكترونية السابقة" هو أنَّها خطوة استباقية لحماية أنفسهم؛ ممَّا يشير إلى انعدام الثقة، فقد يقول شخص ما: "في رسالتي الإلكترونية السابقة"، لتجنب الوقوع في المشكلات أو للإشارة إلى أنَّه قد قدم هذه المعلومات بالفعل؛ لذلك "لا يمكنك الانزعاج الآن".

اقترحت "غالاهر" أنَّ البديل الأفضل هو "الاقتراب من الشخص الآخر بمرونة أكثر، وتزويده بالمعلومات المفيدة ببساطة، بدلاً من الشعور بالانزعاج عند الاضطرار إلى تكرار كلامك".

2. عبارة "أنا أرسل نسخة من البريد الإلكتروني للمدير باعتبارها دليلاً":

تشرح "كيمبرلي ب. كامينغز" (Kimberly B. Cummings)، مستشارة القيادة ومؤلفة كتاب "الخطوة التالية، الخطوة الأفضل: الانتقال إلى مهنة ستحبها" (Next Move, Best Move: Transitioning Into a Career You’ll Love)، أنَّه عندما يُشرِك شخص ما رئيسك في موضوع بريد إلكتروني، يمكن أن تكون طريقة استفزازية لإظهار أنَّهم لا يثقون بك.

وقالت "كامينغز": "إنَّها بالفعل إشارة إلى أنَّهم يريدون أن يبقى مديرك على اطلاعٍ بكل شيء من أجل إعطاء الأولوية لطلبهم، أو قد يكون هناك فقدان للثقة في العلاقة بين الزميلين.

هناك طريقة أخرى لإصلاح هذا الأمر، وهي أن تطلب ببساطة إعطاء الأولوية لطلبك، أو الطلب من المرسل إليه تحديد الوقت الذي يمكنه فيه الرد على طلبك".

شاهد بالفديو: 6 مفاتيح أساسية للتواصل بشكل فعّال مع الآخرين

3. عبارة "يعتقد الكثيرون منَّا":

تقول "غالاهير" إنَّ استخدام عبارات مثل "يعتقد الكثير منَّا" يمكن أن تكون وسيلة استفزازية لإخفاء وجهات نظرك وراء الرأي الغامض للعديد من الأشخاص الآخرين.

"هذا يوحي بأنَّنا كنَّا نتحدث عنك من وراء ظهرك" كما أنَّه عادةً ما يكون هناك غموض حول من يشير إليه الضمير "نحن"؛ ممَّا يعني أنَّ الشخص الذي يتلقى المعلومات لا يمكنه إجراء محادثة حقيقية مع هؤلاء الأشخاص المفترضين؛ لذا من الأفضل أن يتحدث كل شخص عن نفسه حتى يكون هناك نوع من التأثير والمساءلة الذاتية.

وعلاوة على ذلك، إن كنتَ من ضمن الأشخاص في العمل الذين يتم تمثيلهم ضمن فئة "نحن"، فقد تشعر بالاستفزاز، أو على الأقل أنَّك شخص ليس له تأثير ما دام يُتحدَّث باسمك".

4. عبارة "من الواضح أنَّه":

يشرح "ريان هاوز" (Ryan Howes) كيف أنَّ هذه عبارة عن تعابير استفزازية تتناقض فيها الصيغة العدائية مع معناها: "عندما ينشر زملاء العمل هذه التوضيحات في عبارات مثل: "حسناً، من الواضح أنَّك تعرف سياسة شركتنا بهذا الشأن"، يكون هناك عداء مبطن؛ بمعنى أنَّه "يجب أن تعرف ذلك"، و"يجب أن تعرف بشكل أفضل"، هذا جزء من المعنى الخفي وراء هذه العبارات.

إنَّ الطريقة الأكثر لباقة هي أن تشرح لزميلك في العمل عن أمرٍ ما إذا لم يكن على دراية به، أو إذا لم تكن متأكداً ممَّا إذا كان يعرف".

إقرأ أيضاً: كيف تكون لبقاً، الاستجابة بدبلوماسيّة وكياسة

5. عبارة "أنا لا أقصد الإساءة، ولكن":

تشير "غالاهير" إلى أنَّ هذه العبارة ليست مجرد عبارة متعالية تشير إلى عدم الاحترام؛ بل هي أيضاً عبارة استفزازية شائعة.

اقترحت "غالاهير": "بدلاً من أن تقول بشكل سلبي إنَّك لا تريد الإساءة ومن ثم تفعل ذلك، يمكن أن تطلب الإذن بإعطاء بعض الملاحظات عن أمرٍ ما، خشية أنَّ ما ستقوله بشكل مباشر قد يزعج من تتحدث معه، أو تبين له أهمية بناء الثقة فيما بينكم حتى تتمكنوا من إجراء حوار شفاف ومفتوح حقاً مع بعضكما بعضاً".

إذا كنت ترغب في منع السلوك العدائي المبطن من السيطرة على فريقك، فعليك أن تدرك أنَّ الأمر كله يعود إلى بناء الثقة مع الزملاء.

تقول "غالاهير" في نهاية الأمر: "غالباً ما يكون الناس عدوانيين لأنَّهم لم يوضحوا لأنفسهم ما يريدون حقاً، أو لأنَّهم يخشون طرح الأمر بصدق، وعادةً ما يكون الافتقار إلى الثقة مشكلة عندما يخشى الناس أن يكونوا صريحين وواضحين مع بعضهم بعضاً".

المصدر




مقالات مرتبطة