ما هي أفضل طرق التسويق؟

تمتلئ الأسواق بأعداد كبيرة من السلع والمنتجات، ولكنَّك على الرغم من ذلك تفضِّل في كثير من الأحيان الشراء من علامة تجارية محددة دون غيرها، حتى لو لم تكن قد جرَّبتها قبل ذلك، مدفوعاً بنصيحة أحد معارفك، أو بسبب اقتناعك بالإعلان المروِّج لهذه السلعة، وحقيقةً بشكل أو بآخر هذا هو التسويق.



يؤدي التسويق دوراً هاماً في بيع المنتج أو الخدمة أو السلعة، حتى إنَّ الكثير من المشاريع الجيدة لم تنل حظها من النجاح بسبب مشكلات التسويق أو اختيار طريقة تسويق غير مناسبة، وفي المقال الآتي ستتعرَّف إلى أفضل طرائق التسويق الناجح، كما سنشير إلى أكثر الأخطاء التي يقع بها المسوقون.

أولاً: ما هو التسويق؟

يُقصد بعملية التسويق مجموعة الجهود التي يبذلها مسؤولو التسويق في منشأة ما أو المسوِّق لعمله الخاص، لتحديد حاجة المستهلكين ورغباتهم تجاه سلعة ما، ثم العمل على الاستخدام الفعال للإمكانات المتوفرة لتحقيق الإشباع لهذه الحاجات والرغبات بفاعلية أعلى من المنافسين، وباختصار يمكننا القول إنَّ التسويق نشاط إنساني يهدف إلى توجيه المنتجات من المنتج إلى المستهلك بفاعلية.

ليكون أي نشاط تسويقي فعالاً عليه أن يبدأ وينتهي بالمستهلك؛ لذلك لتحقيق النجاح المنتظر من عملية التسويق لا بد من الفهم الكامل لرغبات المستهلك وحاجاته، ثم العمل على ترجمة هذه الحاجات والرغبات بشكل يجذبه ويحقق رضاه.

حقيقةً توجد العديد من طرائق واستراتيجيات التسويق المختلفة التي تختلف بمدى فاعليتها ونجاحها، وهذا طبعاً يرجع إلى العديد من العوامل والظروف ومنها الاختيار المناسب لطريقة التسويق المناسبة للسلعة ودراسة السوق والمنافسين وغيرها من الأمور التي يجب أن يضعها المسوق في حسبانه.

شاهد بالفيديو: ما هي مراحل عملية التسويق؟

أما المزيج التسويقي فهو استراتيجية تسويقية شاملة تضعها الإدارة العليا بهدف تحقيق الهدف من عملية التسويق، ويشمل المزيج التسويقي أربعة عناصر، وسنتكلم باختصار عن كل عنصر:

1. السعر:

من أهم مبادئ التسويق المتعلقة بالسعر اقتناع المشتري بسعر المنتج أو الخدمة المعروضة.

2. السلعة:

هي مجموعة من الخواص والصفات الملموسة وغير الملموسة التي تلبي طلب أحد الأسواق لإثارة انتباه المستهلك لدفعه إلى شرائه، ويمكن أن يكون المنتج سلعة أو خدمة أو أفكاراً، وهنا من الجدير بالذكر أنَّ الأهداف التسويقية والإعلانية تختلف باختلاف دورة حياة السلعة، فمثلاً التسويق لسلعة في طور الانهيار يختلف عن التسويق لسلعة في مرحلة التقديم.

3. التوزيع:

وهناك العديد من طرائق التوزيع التي يمكن للشركات أن تتبعها لتوزيع منتجاتها.

4. الترويج:

وهو من أهم عناصر المزيج التسويقي الناجح، ويتمثل بتلك الجهود المبذولة من قِبل المسوِّق بهدف إعلام ثم إقناع ثم تذكير المستهلك بالسلعة لحثِّه على شرائها، ويتضمن الترويج أشكالاً عديدة هي الإعلان والبيع الشخصي والعلاقات العامة والنشر وأخيراً جهود تنشيط المبيعات.

ثانياً: ما هي أفضل طرائق التسويق؟

استخدم للتسويق والإعلان عن السلع العديد من الطرائق والأدوات والوسائل، فبعض هذه الطرائق تُعَدُّ طرائق تقليدية ويندرج ضمنها الإعلان والتسويق عن طريق الصحف والمجلات والإعلانات الطرقية من ملصقات ولوحات منقوشة ولوحات مضيئة، وحتى البريد المباشر الذي يُعَدُّ من أقدم أدوات التسويق، وهو أسلوب يعتمد على إرسال رسالة إعلانية مطبوعة إلى البريد المنزلي، وأكثر الأحيان تكون هذه الرسالة دعوة لشراء سلعة معينة أو تجربتها.

كما تم استخدام التلفزيون والراديو وحتى السينما للتسويق والإعلان عن المنتجات، وأخيراً تم الاعتماد على شبكة الإنترنت اعتماداً كبيراً في عمليات التسويق والترويج للمنتجات بشكل حديث، وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته شبكة الإنترنت في مجال التسويق لكن لا يجب أبداً إهمال دور الطرائق التقليدية المذكورة آنفاً التي يمكن دمجها مع طرائق التسويق الحديثة.

فيما يأتي سنعرض أكثر طرائق التسويق التي أثبتت فاعليتها ونجاحها:

1. التسويق الشخصي:

تُعَدُّ هذه الطريقة منخفضة التكاليف، حتى إنَّها في بعض الحالات تكون معدومة تماماً، وتعتمد على علاقات المسوِّق الشخصية ومعارفه، فيقوم بشرح مميزات سلعته وتعريف المقربين والأصدقاء والجيران والأقارب بها؛ أي نقل التجربة الشخصية مع السلعة إلى الآخرين.

تُعَدُّ هذه الطريقة فعالة وناجحة وخاصة إذا ما كانت شبكة معارف الشخص كبيرة ومؤثرة وكلمتها مسموعة في المجتمع، فعلى سبيل المثال، معظمنا قام في وقت من الأوقات بشراء سلعة لأنَّ أحد معارفنا يسوِّق لها ويشرح عن علاقته وتجربته الشخصية مع السلعة، فهذا النوع من التسويق يُشعر المستهلك بالأمان؛ وذلك لأنَّه مبني بطريقة ما على الثقة بين المسوِّق والمستهلك.

2. التسويق الفكاهي:

وهو من طرائق التسويق الناجحة والفعالة جداً والجذابة؛ إذ يعتمد هذا النوع من التسويق على الفكاهة في الترويج للمنتجات، وتعزز هذه الطريقة من التسويق نوعاً من العلاقة بين العلامة التجارية والمستهلك الذي يميل لمن يضحكه، وقد اتبعت هذه الطريقة بالتسويق العديد من الشركات المشهورة والناجحة حول العالم، مثل شركة "سنيكرز" و"ماكدونالدز" وغيرها.

3. التسويق بطريقة الشراكات التجارية:

وتُعَدُّ هذه الطريقة جيدة للشركات الصغيرة أو التي تم تأسيسها حديثاً، فتشترك مع شركة أخرى أو شركات عدة لتنظيم حدث ودعوة العملاء لعرض المنتجات المشتركة للشركات، وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها وفاعليتها.

4. التسويق من خلال الإحالة إلى العملاء:

نجد هذه الطريقة بالتسويق اليوم منتشرة انتشاراً كبيراً، وهي حقيقة طريقة فعالة وناجحة؛ إذ يقوم المسوِّق بالحصول على عملاء جدد من خلال العملاء الحاليين لديه، فيعرض عليهم خصماً أو هدية مقابل الترويج لمنتجه أو سلعته، وهذا ما نصادفه كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي في الصفحات المخصصة للتسويق؛ إذ يُطلب من المشتركين بالصفحة إضافة أكبر عدد من الأصدقاء للصفحة مقابل الحصول على هدية أو خصم دائم مثلاً.

تُعَدُّ هذه الطريقة ناجحة لدرجة تحقيقها لأرباح تفوق الأرباح الناتجة عن الترويج بالإعلانات المدفوعة بخمسة أضعاف كما أثبتت العديد من الدراسات، فنسبة كبيرة من العملاء الجدد سيقومون بالشراء بناءً على توصيات وتجارب العملاء السابقين مع السلعة، فهذه الطريقة مقنعة بالنسبة إلى العملاء أكثر من الطرائق الأخرى لأنَّها ملموسة.

5. التسويق عبر الإنترنت:

الإنترنت شبكة ضخمة منتشرة في كل أنحاء العالم، يستطيع من خلالها الأفراد وكذلك المؤسسات الاتصال ببعضهم بمرونة وسرعة.

توجد طرائق عدَّة للتسويق عبر الإنترنت منها:

  1. يمكن للأشخاص والمؤسسات تجهيز موقع على الإنترنت بهدف الإعلان والتسويق؛ إذ يشهد الإنترنت نمواً كبيراً من حيث المستثمرين، وقد لجأت العديد من الشركات الكبرى في العالم إلى تسويق منتجاتها عبر الإنترنت.
  2. البريد الإلكتروني: يمكن التسويق عبر البريد الإلكتروني، ويتم هذا النوع من التسويق من خلال تحديد الفئة المستهدفة والمهتمة بالمنتج أو السلعة، ثم تجميع عناوينها الإلكترونية، ثم إرسال الرسائل الإعلانية لهم بانتظام، وتتناسب هذه الطريقة مع الشركات الصغيرة التي لا تمتلك ميزانية كبيرة للإعلان والتسويق.
  3. التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي: وتُعَدُّ هذه الطريقة من أكثر الطرائق شهرةً واستخداماً ونجاحاً، فمن يبحث عن طريقة تتيح له العديد من الخيارات لعرض وإظهار قيمة منتجه وأهميته، سيختار بالتأكيد هذه الوسائل من "فيسبوك" و"إنستغرام" و"يوتيوب" وغير ذلك؛ نظراً لما تتيحه هذه الوسائل من إمكانات لاستخدام الصور ومقاطع الفيديو والمخططات والخرائط والروابط، وهذا ما يساهم كثيراً في جذب الناس للعلامة التجارية ويعطيهم معلومات كافية ووافية عنها.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لتطوير علامتك التجارية الشخصية فوراً

ثالثاً: تجنَّب هذه الأخطاء عند التسويق لمنتجك

 قد تكون لديك خدمة ممتازة أو منتج بمزايا رائعة، ولكنَّك على الرغم من ذلك لم تنجح بجذب العملاء والمستهلكين إليك، وهذا يعني بالضرورة أنَّك قد وقعت بخطأ ما، وربما يكون واحداً من هذه الأخطاء التي سنعددها لك:

1. اختيار مكان خاطئ للتسويق:

عدم التسويق لمنتجك في المكان الصحيح الذي يضم شريحة واسعة من الجمهور المستهدف يُعَدُّ خطأً فادحاً، فليس من المنطقي أن تروج مثلاً لبدلة أسنان في حرم الجامعة.

إقرأ أيضاً: المزيج التسويقي وعناصر التسويق الأربعة

2. عدم دراسة الجمهور المستهدف من التسويق بشكل دقيق:

معرفتك الجيدة بطبيعة الفئة المستهدفة وصفاتها وخصائصها يساعدك كثيراً عند صياغة الإعلان الترويجي لمنتجك.

3. عدم التأكد من قائمة البريد الإلكتروني:

إذا كنت شركة صغيرة وتعتمد على التسويق عبر البريد الإلكتروني، عليك التأكد من التواصل مع القائمة الصحيحة؛ لذلك مزيد من الوقت للتأكد من توافق القائمة مع فئتك المستهدفة سيكون مناسباً.

4. هدفك غير واضح:

حدد تماماً هدفك من الإعلان لأنَّ هذه النقطة هامة جداً للحصول على إعلان جيد.

  1. عرض السعر قبل عرض المنتج: مهما كان السعر الذي تقدمه مناسباً لا تعرضه قبل أن تقوم بعرض منتجك وتفاصيله.
  2. عرض السعر قبل المزايا أيضاً من الخاطئ جداً أن تقوم بعرض سعر المنتج قبل عرض مزاياه، فالمزايا تجعل المستهلك يعرف مدى مناسبة السعر للمنتج المعروض، وعرض السعر في البداية قد يسبب تجاهل المشتري له وعَدَّه غير مناسب لميزانيته، في حين أنَّ قراءة المزايا في البداية واقتناعه بها قد تجعله يفكر بخيارات لتعديل الميزانية لتصبح مناسبة.
  3. الخطأ باختيار طريقة التسعير المناسبة: هناك استراتيجيات عدة للتسعير ومنها:
  4. استراتيجية السعر العالي والسوق المحدودة، وتركز هذه الاستراتيجية على عرض السلعة على فئة محددة من المستهلكين المترقبين للمنتج، وهذه الاستراتيجية في التسعير مناسبة لطريقة التسويق الشخصي التي تحدَّثنا عنها آنفاً.
  5. استراتيجية السعر المنخفض والسوق الواسعة، وتركز على السعر المنخفض بوصفه عنصراً ترويجياً، ومن ثمَّ تحتاج إلى جهود إعلانية أقل.
  6. البيع هدفك: ليس فقط البيع هو الهدف؛ لأنَّك بهذه الطريقة لن تكسب زبائن، وستخسر فرصة أن تستفيد منهم بجذب عملاء آخرين كما في استراتيجية الإحالة إلى العملاء.
إقرأ أيضاً: النجاح في التسويق: 5 طرق هامة تساعد على جذب العملاء

في الختام:

التسويق الجيد يعني بيعاً جيداً هذه حقيقة لا يمكن أبداً تجاهلها، وبذلك من الهام جداً إعطاء التسويق الاهتمام الذي يستحقه عند البدء بمشروع ما مهما كان صغيراً، فكما أصبح واضحاً لنا فإنَّ اعتماد طريقة التسويق الناجحة والمناسبة وتلافي الأخطاء الشائعة، سيكون عاملاً هاماً جداً في نجاح أي عمل نقوم به؛ لذلك إن قررت البدء بعملك الخاص سواء كان بيع منتج أم سلعة أم خدمة، عليك أن تبحث جيداً وتدرس طرائق التسويق الناجحة التي تضمن انتشار مشروعك وجذب العملاء إليك.

المصادر: 1،2،3




مقالات مرتبطة