ما هو منهج حياتك؟

إذا نظرت إلى ما تعلَّمته حتى الآن في حياتك، فمن المُحتمل أنَّ المحتوى المعرفي الذي تلقيته في سنواتك الأولى حتى سن 12-14 جاء من مقدِّمي الرعاية الأساسيين؛ أي والديك، وكان هذا المنهج على الأرجح مزيجاً ممَّا تعلَّموه في سنواتهم الأولى، والمعلومات التي اكتسبوها عندما عاشوا في العالم بالغين، إلى جانب ثقافة المجتمع المحيطة بهم.



فقد تربيتَ من خلال هذا المزيج تحت إشراف مقدمي الرعاية الأساسيين لك، والذي نشير إليه على أنَّه إرث عائلتك، ففكِّر في مقدار تأثير إرث عائلتك فيك، ومقدار تأثير مصادر مختلفة بما في ذلك مساهماتك الخاصة.

المرحلة الأولى:

في سن 12 إلى 14 عاماً، بدأت في التعامل المباشر مع العالم ومناهجه، وبدأت في عيش علاقات مع الآخرين، ومن المُحتمل أن تكون قد تبادلت الانطباعات والخبرات والمعتقدات عن إرث العائلة الذي نشأت فيه؛ كأصول أسرتك، أو القواعد الخاصة بكم، مثل الساعات التي يُسمَح فيها بالخروج من المنزل والرجوع إليه، والأشخاص الذين لا يمكنك التواصل معهم، وربما تشارك معتقداتك عن الدين والسياسة والمال.

سنشير إلى هذه الفترة على أنَّها بداية إرثك الشخصي؛ أي الوقت الذي بدأت فيه دمج أو تعديل محتوى الإرث العائلي والأسس التي نشأت عليها، ومن هذه النقطة فصاعداً، سيكون إرثك الشخصي هو مواجهتك الفريدة مع العالم، لكن لن تتأثر حصرياً في الخيارات الواعية واللاواعية التي تتخذها بشأن ما ستتعلَّمه، بل بالمنهج وكيف ستنظِّم ما تتعلمه والأسس والممارسة في حياتك اليومية.

كيف تنظِّم محتوى حياتك؟

بالنظر إلى الماضي من وجهة نظرنا بوصفنا بالغين، يدرك كثيرٌ منَّا أنَّ والدينا لم يكن لديهم نظام بحدِّ ذاته لتعليمنا الحياة أكثر ممَّا لدينا اليوم لأنفسنا وأطفالنا، ولم ندرس كثيراً ممَّا تعلمناه في المدارس بقدر ما تعلَّمناه من تجاربنا، فلقد رأينا والدينا يحاولون موازنة المصاريف، وتحقيق التوازن بين الاحتياجات الروحية والعاطفية للعائلة، وفي كثير من الأحيان التصرف بأسلوب حدسي، أو البحث عن مشورة ودية والاعتماد على الحظ.

فإذا كان هذا مألوفاً بالنسبة إليك، فما الذي يمكن أن تحسِّنه في المناهج والأسس التي ورثتها من إرث عائلتك؟ فربما يكون لديك إطار عمل بديل لتنظيم الأمور؛ إذ يمكن أن يكون هذا مفيداً لمعرفة ما إذا كان لديك شيء ترغب في تنظيمه، أو تطويره بأسلوبٍ مختلف بينما تمضي قدماً في إنشاء إرثك الشخصي.

الحياة بوصفها حرفة: إطار تنظيمي

معنى "الحِرَفية" كمصطلح، هي هيكل تنظيمي لمجموعة محددة من المعلومات والممارسات التي تركِّز على موضوع معيَّن، على سبيل المثال الرعاية الصحية، بحيث يمكن لأي شخص التعرف إليها وتعلمها وممارستها بمهارة أكبر مع مرور الوقت، والحياة بوصفها حرفة هي المصطلح الذي سنستخدمه للإشارة إلى إطار تنظيمي محدد يركِّز على مجموعة المعلومات والممارسات التي تتعامل مع الخبرات الجسدية والعقلية والروحية لجميع البشر.

ومن ثمَّ، إذا أراد شخص ما تعلم كيفية عيش الحياة وممارستها على أنَّها حرفة محددة بالطريقة التي يمارس بها شخص ما نسج المنسوجات أو النجارة، فإنَّ الأمر يتطلَّب أن تنظِّم منهج الحرفة بطريقةٍ منهجيةٍ، بحيث يمكن تعلمه بطريقة مشابهة للطريقة التي نتعلم بها ونمارس بها حرفنا ومهننا.

إقرأ أيضاً: كيف تنظّم حياتك بالشكل الصحيح بعيداً عن الفوضى

إدارة منهج حياتك:

سنشير إلى ما تقرَّر تعلُّمه وممارسته طوال حياتك بمنهج حياتك؛ إذ تتعلَّم الكثير منه من إرث عائلتك، وسيُضاف الكثير إليها نتيجة لخبراتك وخيارات إرثك الشخصية، ويتكوَّن مصطلح الحياة بوصفها حرفة من خمس فئات أو عناصر لتنظيم المحتوى الذي تعلمته أو ستتعلمه عبر حياتك؛ أي منهج حياتك، ويمكنك وضع المحتوى الذي تعلمته والعثور على محتوى جديد قد يثير اهتمامك داخل كل عنصر.

  1. الإرث العائلي والشخصي: الإرث الذي نأتي منه، والإرث الذي نتركه للجيل القادم.
  2. إدارة الأسرة: كيف ندير الأشخاص والبيئة التي نعيش فيها.
  3. التمويل العائلي والشخصي: إدرار الدخل وإدارة الأموال لإعالة أسرتنا.
  4. الإنسان: الذات الداخلية والخارجية التي نشكِّلها في حياتنا.
  5. أدوات للمعيشة: الأجهزة التي نستخدمها لتشكيل أنفسنا والآخرين.

شاهد بالفديو: رحلة الحياة بـ (10) خطوات بسيطة

الفترة الزمنية: مراحل الحياة الأربعة

كل حرفة ومهنة لها فترة أولية يتم فيها تعلُّم منهج الحرفة، تليها الفترة الزمنية التي تمارسها فيها، وبعدها تتحسَّن المهارات تدريجياً، ومن ثمَّ تكتسب المعرفة الجديدة تدريجياً، وتمتد فترة الحياة بوصفها حرفة ما يقرب من ثمانين عاماً في أربع مراحل؛ استناداً إلى الهيكل الموجود في معظم الحرف والمهن في جميع أنحاء العالم، والتي ستتعلَّم خلالها، وتحسِّن تدريجياً ممارستك لحرفة الحياة.

  1. فترة التدريب: العمر 14-25، وهي مرحلة التعلم.
  2. فترة العمل: العمر 25-45، وهي مرحلة البناء.
  3. فترة الخبرة: العمر 45-65، وهي مرحلة الخبرة.
  4. فترة المنتورينغ: ​​65-85، وهي مرحلة الإرث.

كيف تقوم بعملك: طريقة الحرفة

سوف تتعامل طوال حياتك مع الأساليب والعمليات بوصفها طرائق العمل ومعايير جودة العمل المقاسة في المنتج النهائي، وعندما يفي منتج نهائي بمعيار الجودة أو يتجاوزه، فإنَّه يجذب الانتباه الإيجابي إلى الصانع، ويشار إليه عموماً باسم جودة الصناعة، فالتميُّز في الأداء أو في التنفيذ بصرف النظر عن المنتج النهائي، معترف به عالمياً في كل ثقافة في العالم، وكل ما يجب فهمه هو المعيار؛ أي المقياس الذي يُطبَّق على العمل النهائي ومن قام به، لتحديد ما إذا كانت نتيجة العمل تفي أو تتجاوز المعيار المعيَّن ويمكن عدُّها حرفية عالية الجودة.

فمن خلال حياتك، ستمرُّ عبر مجموعة واسعة من الموضوعات بدرجات متفاوتة من نتائج الأداء الحرفي، اعتماداً على خبرتك بالموضوع والمستوى الذي طوَّرت مهاراتك فيه، فأنت لست ولا يمكن أن تكون خبيراً في كل مجال، والتظاهر بذلك لا يضرُّ سوى بسمعتك في النهاية عندما يفشل عملك في تحقيق الإتقان في موضوع معيَّن؛ إذ يتضمَّن مفهوم الحياة بوصفها حرفة طريقة الحرفة كدليل لقياس كفاءة الفرد؛ أي المعرفة والمهارة المكتسبة في أي موضوع.

بتطبيق ذلك على نفسك، يمكنك تحديد مستوى معرفتك ومهاراتك في أي موضوع، وما إذا كنت ترغب في التقدم إلى مستوى أعلى من الكفاءة، وإذا لم يكن الأمر كذلك، ما هي الخصائص التي يجب البحث عنها في شخص آخر إذا كنت ترغب في إشراكهم لمساعدتك؛ إذ ستؤدي نتيجة الممارسة الحرفية في كل ما تفعله إلى تحسين جودة حياتك الشخصية والمهنية وحياة عائلتك وأحبائك كثيراً.

إقرأ أيضاً: النجاح في الحياة: 6 نصائح تساعدك على التخطيط لحياتك بالشكل الصحيح

مستويات الحرفة:

  1. مبتدئ مع معرفة أو خبرة محدودة.
  2. خبير ومعتمد.
  3. شخص متقدم ذو مهارات وممارس متمرس.
  4. معلم واستشاري للحرفة.

المصدر




مقالات مرتبطة