ما هو سر العلاقات العاطفية السعيدة؟

ما الذي يجعل المرء سعيداً في علاقته مع شريكه؟ يبدو هذا السؤال معقداً لأول وهلة، لكن تحاول تقارير صادرة من وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية (Proceedings of the National Academy of Sciences) أن تجيبنا عنه من خلال التعلم الآلي.



كانت الدراسات السابقة حول السعادة في العلاقة مع الشريك محدودة؛ لكن الآن باستخدام التعلم الآلي، تمكَّن الباحثون من تحليل كمية هائلة من البيانات، والتي تضمنت أكثر من 11000 زوجاً مختلفاً من 43 مجموعة من البيانات، الدراسات الفردية محدودة؛ حيث إيجاد أزواج لإجراء الدراسة أمر صعب ومكلف ومرهق للمشاركين، لكن يؤدي استخدام التعلم الآلي لتحليل كمية كبيرة من البيانات من الدراسات الموجودة مسبقاً إلى تجاوز هذه المشكلات.

دقق الباحثون في المتغيرات التي يمكن أن تجعلنا نتنبأ فيما إذا كانت العلاقة سعيدة أم لا؛ كانت بعض الصفات، مثل العصابية أو التوجه السياسي أو الضمير الحي أو تاريخ العائلة، موجودة بين الأفراد المعنيين؛ بينما بالنسبة إلى بعضهم الآخر، كان التقدير والمودة والتزام الشريك من صفات العلاقة.

شاهد بالفديو: 10 أسرار تضمن لك السعادة في زواجك

من بين هؤلاء، ساهمت صفات العلاقة أكثر من صفات الأفراد المعنيين في الرضا العام للفرد؛ فكانت أهم خمس صفات، هي مدى اعتقادهم أنَّ شريكهم ملتزم بالعلاقة، ومدى تقديرهم للطرف الآخر، ومدى اعتقادهم أنَّ شريكهم كان سعيداً في العلاقة، وفي قلة حدوث المشاجرات فيما بينهم.

تساهم صفات الأفراد في ذلك أيضاً، ولكن ليس بالقدر نفسه؛ حيث إنَّ 45% من التنافر في العلاقة يرجع إلى صفات العلاقة بحد ذاتها، بينما 21% سببه الأفراد أنفسهم، بالإضافة إلى ذلك، بمجرد أخذ صفات العلاقة بالحسبان، لم تكن الاختلافات بين الأفراد على قدر من الأهمية.

يقول القائمون على الدراسة: "تُعرِّضُ المعاناة من تأثير سلبي أو اكتئاب أو تعلق غير آمن العلاقةَ للخطر، ولكن إذا تمكَّن الناس - مع ذلك - من إقامة علاقة تتميز بالتقدير والرضا وعدم وجود شجارات، وكانوا يرون أنَّ شريكهم ملتزم ومتجاوب، فقد تكون عوامل الخطر تلك قليلة الأهمية".

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لبناء علاقة زوجية سعيدة

بالمختصر، من أجل إنشاء علاقة سعيدة، ما يُهم هو شخصيتك مع الطرف الآخر وليس بمعزل عنه.

المصدر




مقالات مرتبطة