ما هو العدد الكافي للموظفين المشاركين (Engaged Employees)؟

هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "باميلا هاكيت" (Pamela Hackett)، وتُحدِّثُنا فيه عن العدد الكافي للموظفين المشاركين. دائماً ما أنزعج عندما يسألني المديرون عن مستوى المشاركة التي يجب أن يسعوا إليها في فرقهم؛ فهذا السؤال يجعلني أعتقد أنَّني لم أوضح فكرتي، أو أنَّني لم أوصلها بشكل جيد بما فيه الكفاية، إذ أكون قد أمضيت ساعة في عرض تقديمي يتبنى مزايا القوى العاملة المُشاركة، ويسلط الضوء على أنَّه إذا كنت تعالج مشكلة المشاركة، فإنَّك تعالج مشكلة الأداء. لقد وصفت كيف أنَّ الإنتاجية والربحية أمران متلازمان، وكيف يشكِّل كلٌّ من "إضفاء الطابع الإنساني" و"التحسين" و"الرقمنة" ثلاثة عوامل أساسية نحو عمل صحي ومناسب.



لذا أعيد طرح السؤال في رأسي: ماذا يعني الناس حقاً عندما يسألون السؤال الآتي: "ما هو العدد الكافي للموظفين المشاركين؟". قبل أن أجيب عن ذلك ضع في حسبانك هذا: تخيل أنَّك تخطط لعطلتك القادمة لأكثر من عام؛ فلقد راجعت قائمة أمنياتك وتحدثت إلى جميع الأشخاص الذين تثق بهم للحصول على توصيات بشأن أفضل أماكن العطلات، وانتهيت من عمليات البحث الخاصة بك وقرأت جميع المراجعات، وحددت مكاناً معيناً.

لقد حددت أفضل المسارات والفنادق وأيام الإقلاع، كما حددت المطاعم التي يوصي بها الجميع، والدليل السياحي الأعلى تقييماً لمرافقتك، ومن ثم فرزت ما يجب عليك حزمه. فأنت جاهز تماماً، وما عليك سوى حجز رحلات الطيران الخاصة بك.

عندما تبدأ إجراء حجوزات الطيران، ترى سجلاً حافلاً لشركة الطيران التي ستنقلك إلى وجهتك النهائية؛ إذ إنَّه لشركة الطيران سجل أمان بنسبة 85%، وفي بعض الأحيان لا تهبط الرحلة التي تقلع؛ بل تتحطم.

وهنا، يجدر بي أن أسأل المدير الذي طرح عليَّ السؤال السابق المتعلق بمشاركة الموظفين سؤالاً مشابهاً: "عندما يتعلق الأمر بالسلامة وشركات الطيران، هل يجب أن تهبط جميع الطائرات؟".

الهدف الأسمى

أليس هذا السيناريو نفسه؟ نريد أن تهبط كل طائرة؛ لأنَّه إذا لم تفعل، فهذا فشل بنسبة 100% بحق كل راكب على تلك الطائرة، حتى لو هبطت 99% من الطائرات دون أن تتحطم، فإنَّك ما تزال تُخيِّب كل شخص في الـ 1% من الطائرات التي تحطمت.

فكِّر الآن في هذا: نحن نعلم جميعاً أنَّ الأخبار الجيدة لا تحقق أيَّ أرباح؛ إذ إنَّ صحيفة مليئة بالأخبار السارة هي أقل احتمالاً لجذب انتباه الجماهير من جريدة مليئة بالبؤس والعذاب والكآبة، فكل الأخبار السيئة لليوم كالبطالة العالية ووفيات فيروس كورونا المستمرة والأزمة الاقتصادية تجذب القراء، ونحن نشاهد ونستمع ونميل إلى الأخبار السيئة.

ينطبق الأمر ذاته على العمل، فالموظف الوحيد غير الراضي عن خفض الأجور بنسبة 25% لإنقاذ الوظائف في أثناء الجائحة، يخبر الجميع بذلك ويُصغي الجميع إليه، كما يصغون أيضاًَ إلى الموظفة التي لا تحب مديرها، وتدعم ذلك بأدلة بقولها: "إنَّه يقاطعني دائماً" أو "لقد كان عدم حصولي على الصفقة خطأه هو".

هذا الشخص وهذا الموقف السيئ يمتص الطاقة ويُحبط الجميع، وفجأة يصبح الفريق بأكمله على حافة الهاوية، فهم يميلون إلى السلبية سواءً أحبوا ذلك أم لا.

شاهد: كيف تعزّز وجودك في عملك الجديد؟

لذا الآن، سألتُ المدير الذي سأل ذلك السؤال: "ما هي نسبة المشاركة المناسبة لك؟ وكم عدد الأشخاص في اجتماعك القادم الذين تريد أن يكونوا جميعاً موجودين ويصغون إلى رسالتك؟" هل من المقبول مشاركة 5 من كل 10 مثلاً؟ وماذا لو حصلت على نسبة 80%؟ وهذا يعني اثنين فقط من الحاضرين غير مشاركين.

أنا لا أشجعك على أهداف من هذا القبيل، لا سيما عندما نتحدث عن أهم ما في عملك: وهم الموظفون، إذا وصلت إلى 80% من المشاركة وقلت هذا جيد بما فيه الكفاية، فقد خذلتَ شخصين يشعران بانزعاج تجاه العمل.

والأسوأ من ذلك، أنَّك تسمح لشخصين بجلب طاقتهما السامة إلى فريقك، لماذا تتوقف عند ثمانية أعضاء مشاركين في الفريق بينما يمكنك الاستمرار في استهداف 10؟ إذا كنت تهدف إلى تحقيق نسبة 100%، فيجب عليك مواصلة التفكير في الفجوة وكيفية سدها وكيفية إشراك الناس بشكل أفضل.

في النهاية، تُعَدُّ القدرة على إشراك وتمكين وتنشيط الأشخاص في فريقك العمود الفقري للقيادة، ويجب أنَّ تجد طرائق لإشراك فريقك كل يوم، ففي نهاية الأمر إذا كنت تريد أن تكون قائداً عظيماً، فيجب أن تتمكن أولاً من المشاركة.

المصدر: 1




مقالات مرتبطة