ما هو التركيز والانضباط الذاتي؟

سنتحدث في هذا المقال عن طريقة تحسين تركيزك وتسخير انضباطك الذاتي لزيادة إنتاجيتك، ومساعدتك على تحقيق كل ما تريده في الحياة.

ما هو التركيز بالضبط؟

نحن نعرِّف التركيز على أنَّه القدرة على تركيز الجهد وتوجيه العمل نحو هدف أو نتيجة أو مهمة معيَّنة، فترةً طويلةً من الزمن؛ باختصار، التركيز هو قدرتك على الالتزام بالمهمة المطروحة ومتابعتها حتى تنتهي منها.

وماذا عن الانضباط الذاتي؟

الانضباط الذاتي هو القدرة على تسخير جميع مواردنا - بما في ذلك التركيز وقوة الإرادة - عندما نحتاج إليها وتوجيهها إلى حيث نحتاج إليها.

لماذا التركيز والانضباط الذاتي أمران هامان؟

يُعَدُّ التركيز والانضباط الذاتي أمرين هامين لأنَّهما أساس الحصول على نتائج مذهلة وتحقيق أداء رائع.

إن كنت لا تستطيع التركيز، فأنت شخص مشتت، وسينتج عن ذلك عدم قدرتك على إنجاز أيِّ شيء؛ إذ تبدأ العمل على شيء ما، ثم تنتقل إلى أمر آخر، ثم تعود إلى سابقه، ثم إلى شيء آخر، وهكذا من دون جدوى. قد تحاول القيام بأمر تحتاج إلى القيام به حقاً، ومهما كان الأمر الذي تحاول القيام به، فإنَّه لن يُنجَز، ومع مرور الوقت، تعود هذه الأشياء إلى ملاحقتك يوماً بعد يوم.

وإن كنت تفتقر إلى الانضباط الذاتي، فسوف تعاني لبقية حياتك، وستكون غير قادر على اتخاذ الإجراءات والخطوات عندما تحتاج إلى ذلك من أجل تحسين مستقبلك؛ إذ يُعَدُّ الانضباط الذاتي المفتاح الرئيس لجعل كل ما تعلمتَه وستتعلمه مترابطاً مع بعضه؛ إنَّه الطريقة التي نربط بها الأنظمة والأفكار المختلفة معاً ونجعلها متماسكةً، كما أنَّه المهارة الأساسية التي تدير كل شيء آخر.

شاهد بالفديو: 9 التزامات للانضباط الذاتي

لماذا نحن بطبيعتنا عاجزون عن التركيز والانضباط الذاتي؟

لا يجيد البشر عموماً بطبيعتهم التركيز والانضباط الذاتي، ولأنَّنا كائنات كسولة من الناحية التطويرية، سنفعل ما يجب علينا القيام به للبقاء على قيد الحياة والتكاثر، ولكن كل ذلك سيكون مجرد جهد ضائع من دون تحقيق مكاسب فردية.

نحن نجيد البقاء، والعثور على الطعام، وإيجاد مأوى، والحفاظ على الحد الأدنى من الراحة، ونعجز عن إيجاد مستقبل أفضل لأنفسنا؛ لذلك يجب علينا أن نجتهد، ونفعل أموراً خارج منطقة راحتنا، ولتحقيق ذلك نحن بحاجة إلى التركيز والانضباط الذاتي.

في أيام الصيد وجمع الثمار، لم يكن من الهام أن تصطاد أكثر من حصتك أو تجمع من الثمار أكثر ممَّا تحتاج إليه؛ لأنَّ الطعام الفائض سيُرمى، ولكن في العصر الحديث، يمكن استعمال أيِّ فائض لزيادة الدخل.

على سبيل المثال: يمكن للمزارع الذي يزرع أكثر من احتياجات أسرته استبدال الفائض بالعملة أو غيرها من السلع التي من شأنها تحسين حياته بطرائق أخرى.

ولكن لسوء الحظ، يُفضِّل معظم الناس الحفاظ على مستوى عالٍ من الراحة، والترفيه عن أنفسهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يريدون بذل جهد إضافي ليصبحوا أكثر تركيزاً أو انضباطاً.

المصدر