ما هو الانفتاح الذهني؟

هل من الصعب أن نكون أشخاصاً منفتحين ذهنياً؟ أم أنَّ الناس ببساطة غير مهتمين بأن يكونوا منفتحين؟ للإجابة عن هذه الأسئلة، من الهام فَهم معنى الانفتاح الذهني والتفكير في العوامل التي يمكن أن تعوق الانفتاح الذهني.



فما هو الانفتاح الذهني؟

أن تكونَ منفتح الذهن لا يعني أنَّك تقبل جميع الآراء على أنَّها صحيحة أو صحيحة على قدم المساواة، إذ يمكنك أن تكون منفتح الذِّهن وتختلف مع الآخرين، كما يمكنك أن تكون متفتح الذهن وتعتقد أنَّ الآخرين على خطأ، ولا يتعلق الانفتاح الذهني بالانفتاح على الأفكار الجديدة فحسب؛ وإنَّما يتعلق بإدراك الأفكار التي تقبلها.

(إنَّها علامة على عقل متعلم أن تكون قادراً على التفكير بفكرة ما دون تقبلها). "أرسطو".

عقلك مُرشِّح قوي لا يجب تجاهله أو تجاوزه، فيساعدك على تطوير فهم ثابت للواقع، وهذا يسمح لك بفهم العالم واتخاذ الإجراءات المناسبة لعيش حياة مُرضية.

تخيل أنَّك توافق على جميع الآراء والقيم التي تواجهك، كيف ستكون حياتك؟

أن تكون منفتح الذهن لا يعني أنَّك تتوقف عن انتقاء الأفكار، وإنَّما يعني أن تكون على استعداد لتعديل طرائق انتقائك للأفكار وإعادة النظر في معتقداتك.

"لا تكن متفتح الذهن كثيراً، وإلا ستكون بلا عقل". "مجهول".

قد يبدو الأمر بسيطاً من الناحية النظرية، ولكنَّه صعب التطبيق، ولكونك منفتح الذهن عليك التمييز بين ثلاثة أمور:

  • أنت.
  • معتقداتك.
  • الحقيقة.

صعوبة الانفتاح الذهني:

أكبر سببين وراء صعوبة الانفتاح الذهني هما:

1. ربط أنفسنا بمعتقداتنا:

نحن نستخدم معتقداتنا بوصفها هوية بقول: "أنا مسيحي" أو "أنا مسلم"، وعندما يُشكَّك فيها نشعر بالتهديد، وعندما تُرفَض أفكارنا نشعر بالإهانة، فإذا كنت تربط معتقداتك بنفسك، فلن تكون على استعداد للنظر في وجهات نظر أخرى وستكون دفاعياً لحماية معتقداتك، لكنَّ معتقداتك لا تحدد هويتك، وإنَّما تعبر عن فهمك للحقيقة في الوقت الحالي، وبأنَّ لديك خيار النظر في المعتقدات والآراء الأخرى.

2. النظر إلى معتقداتنا بوصفها الحقيقة:

إذا ساوينا معتقداتنا مع الحقيقة، فلن يكون هناك مجال كبير للانفتاح الذهني، ويمكن أن نشعر بالإحباط الشديد من الآخرين الذين لا يشاركوننا قناعاتنا، فعندما ندخل في جدال، لن نكون مهتمين بالإصغاء؛ وإنَّما بالتحدث، وذلك لأنَّنا نعتقد بأنَّنا نملك الحقيقة والآخرون مخطئون لأنَّهم يختلفون معنا، ولكن من خلال الحفاظ على التمييز بين معتقداتنا والحقيقة، نصبح أكثر انفتاحاً للنظر في وجهات النظر الأخرى والإصغاء إلى ما يقوله الآخرون.

إنَّ الانفتاح الذهني يتطلب منا التمييز بين أنفسنا ومعتقداتنا والحقيقة.

شاهد بالفديو: سمات الشخص المنفتح

كيف يبدو الانفتاح الذهني؟

يسعى الفرد المنفتح ذهنياً إلى تطوير فهم أفضل للعالم، كما أنَّه على استعداد للإصغاء إلى معتقدات وآراء الآخرين للتعلم منهم، ولا يشعر الشخص المنفتح ذهنياً بأنَّه مُلزَم بالاتفاق مع الآخرين، ولكنَّه يجب أن يحترم حقهم في قناعاتهم الخاصة دون محاولة فرض آرائه عليهم.

"أنا لا أوافق على ما تقوله، لكنَّني سأدافع حتى الموت عن حقك في قول ذلك"، الكاتبة إيفلين بياتريس هول.

لا يخجل الشخص المنفتح ذهنياً من الاعتراف بجهله أو عندما يرتكب خطأ فكري، كما أنَّه لا يحتاج إلى التبريرات لتبرير معتقداته ومستعد للإصغاء إلى الانتقادات دون التعرض للإهانة، فهو لا يضع في الحسبان آراء الآخرين فحسب؛ وإنَّما هو على استعداد للنظر إلى الحياة أو أي موضوع مناقشته جارية من وجهة نظر شخص آخر.

تكون آراؤنا منطقية تماماً عندما ننظر إليها من خلال منظور "إيديولوجي"، والآراء الأخرى تبدو خاطئة من هذا المنظور، ولكن ماذا لو وُجدَ خللاً في نظرتنا للعالم؟ هل نحن على استعداد لمراجعة معتقداتنا وافتراضاتها الأساسية؟

نظراً لأنَّنا نرغب في الحصول على فهم أفضل للعالم؛ فلا فائدة من التمسك بمعتقداتنا؛ لأنَّها مألوفة لنا ومريحة أكثر، فهذا من شأنه أن يحول معتقداتنا إلى عقبة بدلاً من جعلها جسراً نعبره نحو الحقيقة.

الانفتاح الذهني والنمو الشامل:

يؤثر الانفتاح في جميع مجالات حياتنا وهو مقدمة أساسية للنمو الشخصي؛

  • لا يمكننا اختبار التنوير الروحي ما لم نرفض التخلي عن المعتقدات المٌقيِّدة.
  • لا يمكننا تطوير وعينا الفكري إذا فشلنا في النظر في الآراء ووجهات النظر الأخرى.
  • لا يمكننا إنشاء عقلية نفسية صحية إذا شعرنا بالتهديد عندما يُشكَّك في معتقداتنا.
  • لا يمكننا بناء علاقات اجتماعية قوية إذا لم نكن مستعدين للإصغاء إلى الآخرين، أو عندما نسعى إلى فرض وجهات نظرنا عليهم.
  • لا يمكننا تحقيق النجاح المهني إذا اخترنا القيام بالأعمال بالطريقة التي اعتدنا عليها دائماً، دون التفكير في الأساليب الجديدة وتبنِّي التوجهات المتغيرة.
  • لا يمكننا اكتشاف نشاطات وتجارب ترفيهية جديدة إذا أردنا فقط التمسك بما نعرفه بالفعل ونشعر بالراحة تجاهه.
  • لا يمكننا تعزيز صحتنا الجسدية إذا لم نكن مستعدين للتشكيك في الأساليب القديمة المتعلقة بالنظام الغذائي والصحة.
إقرأ أيضاً: 7 أمور تشير إلى أنك شخص منفتح الذهن

في الختام:

كما رأينا، فالانفتاح الذهني هو مهارة مهمة يحتاجها الجميع. لمعرفة مدى تمتعك بهذه المهارة، يمكنك مراجعة النقاط الست المذكورة في هذا المقال. إذا لم تتحقق هذه النقاط بالنسبة لك، فيمكنك النظر في العوامل الثلاثة التي تؤثر على الانفتاح الفكري. وأخيرًا، يمكنك اتباع الوصايا الست المذكورة في نهاية المقال للوصول إلى الانفتاح الذهني.



مقالات مرتبطة