ما هو الاندرويد (Android)، نظام تشغيل الهواتف الذكية

ما هو أندرويد؟ "الأندرويد" (Android) هو مصطلحٌ يُطلق على الروبوت ذو الهيئة البشرية الذكوريّة، في حين أنّ "الجينويد" (Gynoid) هو مصطلحٌ يُطلق على الروبوت ذو الهيئة البشرية الأنثويّة. حيث ظهرت هذه التسمية في عام 1270 واستمرت في الانتشار إلى أنّ تبنّتها جوجل وأطلقت هذه التسمية على نظام تشغيل الهواتف الذكيّة المفتوح المصدر الذي قامت بإطلاقه. نحن هنا لا نتحدث بالطبع عن الروبوتات. ولكن عندما يتمّ ذكر أندرويد، فنحن نتحدث عن الهواتف الذكية، أو بشكلٍ أدقّ عن نظام تشغيل الهواتف الذكيّة. إنّ أندرويد هو نظام تشغيلٍ للهاتف المحمول مبنيٌّ على أساس لينوكس وهو مشهورٌ جداً وتمّ تطويره بواسطة شركة جوجل Google. يمكن تثبيت نظام أندرويد على الهواتف الذكيّة، والسّاعات الذكيّة، وحتى بعض أنواع مشغلات الأنظمة الصوتيّة في السيارات (Car Stereo). دعونا نلقي نظرةً على ميزات أندرويد.



مشروع أندرويد المفتوح المصدر:

أندرويد هو مشروعٌ مُعْتَمَدٌ على نطاقٍ واسعٍ وهو مشروعٌ مفتوح المصدر (Open Source)، تعمل شركة جوجل (Google) بنشاطٍ دائمٍ على تطوير نظام أندرويد (Android) الأساسي، ولكنّها تقدّم جزءاً منه مجاناً لمصنّعي الأجهزة وشركات الهاتف الذين يرغبون في تزويد أجهزتهم بنظام أندرويد. تفرض جوجل رسوماً على المصنّعين فقط إذا قاموا أيضاً بتثبيت جُزْءِ تطبيقات جوجل (Google Apps) من نظام التشغيل أندرويد على أجهزتهم.

إنّ العديد من الأجهزة الرئيسية (ولكن ليس الكل) التي تستخدم أندرويد كنظام تشغيل تختار أيضاً تضمين جزء تطبيقات جوجل (GApps) من الخدمة ضمن أجهزتها. أحد الاستثناءات البارزة من بين هذه الشركات التي لا تقوم بتضمين تطبيقات جوجل ضمن أجهزتها هو شركة أمازون (Amazon). بالرغم من أنّ أجهزة "كيندل فاير Kindle Fire" التي تقوم بتصنيعها شركة أمازون هي أجهزةٌ لوحيّةٌ تستخدم نظام أندرويد، إلّا أنّها لا تستخدم أجزاء وتطبيقات جوجل في أجهزتها، كما تقوم أمازون بتضمين متجر منفصل لتطبيقات أندرويد في أجهزتها.

استخدام أندرويد ما وراء الهاتف:

يعمل نظام أندرويد على تشغيل الهواتف والأجهزة اللّوحية، ولكن قامت شركة سامسونغ (Samsung) بتجربة واجهات أندرويد على الأجهزة الإلكترونية الأخرى (غير الهواتف) مثل الكاميرات الرقميّة وحتى بعض أنواع الثلاجات التي تقوم بتصنيعها.

إنّ تلفاز أندرويد (Android TV) هو عبارةٌ عن منصّة ألعاب ومنصّة بث فيديو في نفس الوقت تستخدم نظام أندرويد.

تقوم شركة Parrot بتصنيع "إطار صور رقمي" ونظام ستيريو للسيارات تعمل جميعها بنظام أندرويد.

تقوم بعض الأجهزة بتخصيص (تعديل وتجهيز) نظام أندرويد مفتوح المصدر بدون دمج تطبيقات جوجل معه، لذلك قد تتعرّف أو لا تتعرّف على أندرويد عند رؤيته. كما أنّ قائمة التخصيصات والتطبيقات تطول وتطول ولن نتكلم عنّها هنا أكثر من ذلك.

الاتحاد المفتوح للهواتف النقالة Open Handset Alliance:

شكّلت جوجل تجمعاً يضمّ مجموعةً من شركات الأجهزة والبرمجيات والاتصالات السلكية واللاسلكية وأطلقت على هذا التجمّع اسم "الاتحاد المفتوح للهواتف النقالة" (Open Handset Alliance) بهدف مساهمة هذه الشركات في تطوير أندرويد. يهدف معظم الأعضاء (الشركات) أيضاً إلى جني الأموال عن طريق أندرويد، إمّا عن طريق بيع الهواتف أو بيع خدمات الهواتف أو بيع تطبيقات هواتف أندرويد.

إقرأ أيضاً: 3 طرق مجانية لتشغيل تطبيقات أندرويد على جهاز الكمبيوتر

سوق تطبيقات أندرويد (جوجل بلاي Google Play):

يمكن لأيّ شخصٍ تنزيل "حزمة أدوات تطوير البرمجيات" (SDK) وبرمجة تطبيقات لهواتف أندرويد والبدء في تطويرها ونشرها على متجر جوجل بلاي (Google Play). تقوم شركة جوجل بأخذ 30% من سعر المبيعات من المطورين الذين يبيعون تطبيقاتهم في سوق "جوجل بلاي Google Play" وذلك للحفاظ على سوق "جوجل بلاي Google Play". (هذه الرسوم التي تأخذها جوجل تعتبر نموذجيّة إلى حدٍّ ما بالنسبة لأسواق نشر التطبيقات الأخرى).

لا تتضمّن بعض الأجهزة دعماً لجوجل بلاي (Google Play) وقد تستخدم سوقاً بديلاً عوضاً عنه. إذ تستخدم أجهزة "كيندل Kindle" سوق تطبيقات "أمازون Amazon"، مما يعني أن أمازون (مثل جوجل) تجني الأموال من أيّ مبيعات تطبيقات تجرى عن طريق السوق الخاصّة بها.

مُقَدّمِي الخدمات:

إنّ "أيفون iPhone" يتمتع بشهرةٍ وشعبيّةٍ كبيرين، ولكن عندما تمّ طرحه لأوّل مرّة، كان حصرياً لشركة AT&T للاتصالات. في حين أنّ أندرويد هو منصّة مفتوحة. يمكن أن تقدّم العديد من الشركات "المشغّلة لشبكات الهاتف الجوال" هواتفَ تعمل بنظام أندرويد، على الرّغم من أنّ الشركات المصنّعة للهواتف المحمولة (سامسونغ، هواوي، وغيرها) قد يكون لها اتفاقيّة حصريّة مع الشركة المشغّلة لشبكات الهاتف الجوال، وهذه الاتفاقية تمكّن المستخدم من شراء هاتف ذكي بسعر مخفّض أو تقسيط بدون فوائد بشرط شراء خط هاتف واستخدام شبكات مُشّغّل معيّن. سمحت هذه المرونة لنظام أندرويد بالنموّ بسرعةٍ لا تصدّق كمنصّةٍ لتشغيل الهواتف الذكيّة.

خدمات جوجل:

نظراً لأن جوجل قد طوّرت أندرويد، فإنّ أندرويد يأتي مع الكثير من خدمات وتطبيقات جوجل المثبتة، على سبيل المثال تأتي معظم هواتف أندرويد مزوّدةً مسبقاً بتطبيقات مثبّتة مثل "جيميل Gmail"، و"تقويم جوجل Google Calendar"، و"خرائط جوجل Google Maps"، و"جوجل الآن Google Now".

وباعتبار أنّ نظام أندرويد قابل للتعديل، يمكن لشركات الاتصالات اختيار هذا التعديل. على سبيل المثال، قامت شركة "فيرايزون وايرلس Verizon Wireless" بتعديل بعض هواتف أندرويد لاستخدام "بينغ Bing" كمحرّك البحث الافتراضي بدلاً من محرك بحث جوجل. يمكنك أنت أيضاً إزالة حساب جوجل لوحدك من معظم هواتف أندرويد.

شاشة اللّمس:

يدعم نظام أندرويد الشاشات التي تعمل باللّمس ويصعب استخدامه بدون جهاز يحوي شاشة تعمل باللّمس. يمكنك استخدام "كرة التعقّب Trackball" لإجراء التنقلات داخل نظام أندرويد، ولكن يتمّ كلُّ شيءٍ تقريباً في أندرويد من خلال اللمس. يدعم أندرويد أيضاً "إيماءات اللمس المتعدد Multi-touch gestures" مثل الضغط بإصبعين مع السحب للتكبير والتصغير. ومع ذلك، فإن أندرويد مرنٌ بدرجةٍ كافيةٍ بحيث يمكن أن يدعم أجهزة الإدخال الأخرى، مثل "عصا التحكم JoyStick" (لأجهزة تلفاز أندرويد) أو لوحات المفاتيح المعروفة (Keyboards).

تعمل لوحة المفاتيح الإلكترونية (لوحة المفاتيح التي تظهر على الشاشة) في معظم إصدارات أندرويد إما النقر على المفاتيح بشكلٍ فرديّ، أو السحب بين الأحرف لتشكيل الكلمات، يقوم أندرويد بعد ذلك بتخمين ما ترغب بكتابته وإكمال الكلمة تلقائياً. قد يبدو هذا التفاعل بأسلوب السحب أبطأ في البداية، ولكنّ المستخدمين ذوي الخبرة يجدونه أسرع بكثير من كتابة الرسائل بالنقر الفردي فوق الحروف.

الأمان:

توفّر اليوم جميع هواتف أندرويد تقريباً مستوىً من الأمان، بدءاً من التعرف على بصمات الأصابع وصولاً إلى ميزات التعرف على الوجه. ومعظم إصدارات الهواتف أيضاً تدعم عمليات المصادقة ثنائية العوامل (التحقق بخطوتين)، وتقدّم خيارات أمان لشاشة القفل مثل تتبع نمط عبر النقاط أو إدخال رمز PIN أو كلمة مرور لمنع الغرباء من الوصول إلى الهاتف. كما يمكنك أيضاً قفل التطبيقات بطرقٍ مختلفة.

إقرأ أيضاً: 5 أسباب تجعل أجهزة ماك أقل عرضة للبرمجيات الخبيثة من أجهزة ويندوز

التجزئة:

أحد الانتقادات المتكرّرة لنظام أندرويد هو أنّه منصّةٌ مُجَزَّأَة. تقوم الشركات المصنّعة للهاتف المحمول مثل موتورولا، وإل جي، وإتش تي سي، وسوني، وسامسونغ بإضافة واجهات مستخدم خاصة بها إلى أندرويد، وليس لديهم نوايا للتوقف عن ذلك. إذ تشعر هذه الشركات أنّ واجهة المستخدم تميّز علامتهم التجارية، على الرغم من أنّ بقيّة المطوّرين غالباً ما يُعَبِّرُون عن إحباطهم من الاضطرار إلى دعم العديد من الاختلافات بين هذه الواجهات حتى تعمل تطبيقاتهم على أغلب أجهزة أندرويد.

ميزات ومساوئ التجزئة:

يعتبر أندرويد منصّةً مثيرةً للمستهلكين والمطوّرين. هذا هو عكس المبادئ التي يعمل عليها مصنّعوا أيفون في نواحٍ كثيرة. حيث يحاول أيفون إنشاء أفضل تجربةٍ للمستخدم عن طريق وضع معايير صارمة للأجهزة والبرامج، يحاول أندرويد ضمان ذلك من خلال فتح أكبر قدرٍ ممكنٍ من نظام التشغيل.

يعتبر هذا جيّدٌ ومتعبٌ في نفس الوقت. قد توفّر الإصدارات المجزأة من أندرويد (أيّ إصدار أو جهاز غير مصنوع من قبل جوجل) تجربة مستخدمٍ فريدة، ولكنها تعني أيضاً عدداً أقلّ من المستخدمين لكلّ نوع. هذا يعني أنّه من الصعب دعم مطوّري التطبيقات وصانعي الملحقات والإكسسوارات وكُتَّاب مقالات التكنولوجيا. نظراً لأنّه عند طرح جوجل لإصدار أو تحديث جديد لأندرويد، يتم طرح هذا التحديث أولاً لأجهزة جوجل (نيكسوس، بيكسل)، ومن ثمّ تقوم الشركات المصنّعة لأجهزة الهواتف الأخرى (سامسونغ، موتورولا، وغيرها) بطرح هذه التحديثات لأجهزتها بعد تعديلها حسب واجهة المستخدم الخاصة بكلّ جهاز، وهذا يعني أيضاً أنّه يستغرق وقتاً طويلاً حتى تتلقّى هواتف أندرويد المُعَدَّلة (ليست هواتف جوجل) هذه التحديثات، وفي بعض الأحيان قد لا تقوم هذه الشركات بطرح تعديلات لأجهزتها القديمة، مما يضطرّ المستخدم لتغيير جهازه دائماً، وهو شيءٌ لا يضطرّ إليه كثيراً مستخدمو أيفون.

بغض النظر عن مشكلات التجزئة، يعدّ أندرويد نظاماً أساسيّاً قوياً يضمّ بعضاً من الهواتف والأجهزة اللوحية الأسرع والأكثر روعةً المتوفرة في السوق.

 

المصدر




مقالات مرتبطة